اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (323)- المخفي والمنظور في الغناء/ جزء2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (323)

 

المخفي والمنظور في الغنـاء/ جزء2

حاولتُ في هذا المقام الرئيسي (الحجاز ديوان)، إن اضمِّن غنائي له على مدلول خاص يعمل على تنمية معناه العام الذي ينبعث منه داخليا ومن صلب المسارات اللحنية الاصيلة لمقام الحجاز ديوان، وقد كان هذا المدلول خفيا..! قد يصعب عليَّ شرحه او الحديث عن كوامنه. ثم اصبح مسموعا لكل المتلقين من الجماهير. وعليه  نلاحظ ان الشكل الداخلي التقليدي لمقام الحجاز ديوان يتجلَّى،اما من الناحية المسموعة او من الناحية الفكرية. ولكنه يستحوذ على بناء المسار اللحني لمقام بكامله، ومن ثم يطغى المعنى العامعلى المقام المذكور بكل تفاصيله.

 

 ان كل هذه التفاعلات الفنية الغنائية داخل المقام المغنى، تتجسد في النشاط الروحي بصورة قوية في كشف اللحن الداخلي والتعابير الخفية واستخدامها له.فالقوة  تتجلى في طبيعة وجودة اظهار شكل الغناء اللحني التقليدي المعبر عن كل المتطلبات.

 

        تلك مهام طبيعية يتطلبها العمل الغناسيقي،حيث يتفق الجميع في غاية واحدة، هي فتح ابواب في امكانية استحداث الاساليب الغنائية في غناء وموسيقى المقام العراقي. وفتح نوافذها على مصراعيها، وادخال المستمع في اعماقها الذوقية والثقافية. ان المطرب القدير حسن خيوكة يبدو اوفر حظا من المغنين الآخرين في طرح اسلوبه الغنائي الجميل الخفي، بالرغم من انه مستقى من الطريقتين القندرجية والقبانجية. فلم يمرّ على سمعي مغنيا عراقيا او غير عراقي، اكثر هدوءا وتأدبا وتهذيبا وثقة وشجنا وصدقا، من حسن خيوكة عند غنائه الذي يجعلنا نتحسس بقوة الخلق الرفيع والادب العميق في مضامين تعابيره في شكواه وعتبه وهمومه المذلَّة. فصفة ادب تكفي لوحدها لان تصفبها الحكيم والمفكر الواثق بقوته.

 

         كلما كان شأن الطريقة الغنائية واسلوبها الادائي متماسكا في بناء لحني محكم. ازدادت القوة الداخلية التي تنطوي عليها المسارات اللحنية التي لا تنبثق عنها الخيارات الحالمة والصور الجميلة فحسب. وانما محور المقام العراقي المغنى برمته، فالطريقة والاسلوب المحكم والجيد هو اداة التفكير السليم. والاسلوب الداخلي هذا ينطوي ايضا على لوحة معقدة مما تراكم في المتطلبات المنظورة وغير المنظورة في امكانية المغني الفطرية والعقلية الواعية من ثقافة الحياة، ولا سيما في الطريقة الغنائية ككل. اضافة الى فردية المغني. فنضوج اسس الطريقة الغنائية واسلوبها الداخلي وبلورته. من شأنه ان يحدد اهمية العمل الفني وقيمته.

 

  هكذا يكون الشكل المقامي الداخلي الهيكلي للمقام العراقي وظاهره المتكامل. أي المقام العراقي بشكله ومضمونه، هما البارزان في العمل الفني الغنائي، حيث نعثر على أمتن الروابط في كل هذا البناء الاسلوبي في الطرق الغنائية ومنها الطريقة القندرجية المخضرمة، او الطريقة القبانجية المتمردة..! اذ تنطوي قيمتهما في صورتهما النهائية عندما تؤدى من قــــــبل مؤسسهما رشيد القــــــندرجي ومحمد القبانجي، اومن اتباعهما المقتدرين من المغنين المقاميين، عندها نتلمس في كل ذلك طريقة التفكير التي تخلق الصورة والخيال العاطفي والفكري، وفي نهاية الامر ينتهي بنا المطاف الى التصميم وكشف العمل المقامي برمته. وبها تكتسب الطريقة الغناسيقية ركائز قوية في اسلوبها وبنائها اللحني وتعابيرها الوطنية وتتوضح فيها الافكار وتتواصل معها، بالرغم من كل الخفايا في بناء هذه الاعمال الفنية الناجحة.

 

ان حديثنا هذا عن الجانب الخفي او غير المنظور في بناء الاعمال الغناسيقيــــة ونجاحها. ذو فائدة عملية اكثر مما هي نظرية، فإدراك الاعمال الفـنية في الغناء والموسيقى والاستماع اليها. تعتبر قضــية اكثر تعقيدا مما يتصوره البعض احيانا وبالتالي فإن دراسة الاعمال الفنية الناجحة بكل جوانبها المتــــوقدة، يضع امام الفنان مهمة خلق اعمالا فنية اخرى حقيقية.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

موسيقى من المقامات العراقية

https://www.youtube.com/watch?v=KBlyeV4TigE

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.