Beez5

• الإندساس بين مظاهرات الشعب ليس بديلا للنزاهة..ايها المتحاصصون!!

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 22 شباط/فبراير 2011 21:49

محمود حمد

الإندساس بين مظاهرات الشعب ليس بديلا للنزاهة..ايها المتحاصصون!!

نشر موقع (صوت الحرية ) خبرا مفاده:

(ان اعضاء الحكومة ومجلس النواب سيشاركون في التظاهرات المليونية التي ستنطلق في جميع مدن العراق يوم الجمعة 25 شباط 2011)..للتملص من مسؤوليتهم عن جر الشعب والوطن الى حافة الهاوية..وقذفها نحو ـ الفاعل المجهول! ـ كما تعودوا منذ الغزو وسقوط الدكتاتورية عام 2003!!

تلك ـ مسرحية هزلية مفجعة ـ سبقكم اليها " معمر القذافي" عندما نزل الى الشارع بصحبة عشرة آلاف حارس شخصي محترف لـ ـ فنون ـ ابادة الشعب من أجل ان تظهر صورة قائد الفاتح من سبتمبر في وسائل الاعلام وهو (يشارك!) الشعب الليبي ـ رفضه لـ ـ نظام معمر القذافي ـ ويطالب باسقاطه!!!!

لإيهام نفسه بأن الاكذوبة التي نسجها على مدى اربعة عقود ونيف ، المتمثلة بعزل عرشه الدكتاتوري غير المحدد الصلاحيات ـ قائد الثورة ـ في قبة سماء السطوة ، عن ذراعه التنفيذية الباطشة بالشعب والمُذعنة له ـ اللجان الشعبية الثورية!! ـ المتفشية كالطاعون على الارض..مازالت تنطلي على الوطنيين العقلاء ، او تُذعِرُ مواطناً مُستلَب القوت والارادة..

لانه لم يعد بامكانه بعد الآن ان يضلل الناس او يخدعهم او حتى يخيفهم ، لانهم كسروا عنهم قشرة الخوف ، وقشعوا عن عقولهم غمامة التضليل ، وفتحوا على انفسهم كوة الحرية في جدار الصمت والخنوع!!!

ولان معظم ( سياسيي دولة الطوائف والاعراق ) من ـ الهواة الانتهازيين ـ وليسوا من ـ المحترفين الاستراتيجيين ( كما اشرنا في اكثر من مقال سابق ) فانهم لايُحسنون قراءة الواقع رغم جلائه، ولا يُستبصرون مكامن الازمة منذ نشوئها ولا حتى في اطوار نموها ، ولايمتلكون خبرة المُجرِّب رغم تراكم وتكرار الهزائم والنكسات ، و قدرة الثوري الفطن إستشراف مستقبل حركة الاحداث رغم تماثل انتفاضات الشعوب والامم واوبئة الحكومات والحكام!!

لذلك نراهم يهربون الى الامام..معصوبي البصائر والضمائر!

ولكي لاتعبث نوايا السوء عند بعض النصيّين المتصيِّدين ..لابد من التأكيد على اننا نعرف وطنيين من ذوي الكفاءة في السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)..حريصين على شعبهم ووطنهم..ولكن لهم رؤيتهم لمفهوم ـ التغيير ـ التي نحترمها رغم اختلافنا معهم فيها!

اننا نواجه تيارا عبثَ ويعبث بمصير شعبنا ووطننا ويستمرئ الطعن والتشكيك بمن يعترض على نهجه المتطرف..ويستخف بقدرة العراقيين على الخروج من الأزمة وانتشال وطنهم من الهاوية..لانه يقيس العقل العراقي المبدع والمجدد والمتجدد ..بمقياس حجم مداركه..ويجد المديات مغلقة ، لانه عجز عن الخروج من شراك الأزمة التي ساهم في صنعها..

ان مصيبتنا لاتكمن بالنوايا المشبوهة فحسب..رغم خطورتها ..لكنها تتمحور حول (التخلف)!

لان التخلف في الرؤية ، اوالمفاهيم ، اوالمنهجيات ، اووسائل التنفيذ ، اوالقوة المنفذه..سيفضي الى هدر الثروة ، وسفك الدماء ، وإفساد نتائج العمل، وحرمان الناس من ابسط احتياجاتهم الانسانية!

يقول خضير الخزاعي:

(العراق الآن دولة ديمقراطية وهو ليس كتونس أو مصر أو ليبيا، لأن الشعب فيه انتخب الحكومة`..

إن خطأ الحكومة لا يسحب عليها فقط وإنما على الشعب، لأنه هو من اختارها، ولم تأت بانقلاب عسكري أو على ظهر دبابة كما كان يقول البعض، كما لا يوجد شخص فيها فرض نفسه على الشارع، ليكون الحاكم المطلق)..

· يبدو ان ذاكرة المتحاصصين ضعيفة ..فالحكومة هي حلقة من سلسلة بدأت ببيضة فاسدة تمخضت عنها دبابات الغزاة في ابريل عام 2003 وفُرِضت بمجازر الموت في الشوارع وحرائق الوطن وفوضى رامسفيلد الخلاقة.. وـ ديمقراطية الخزاعي ـ ولدت مشوهة لانها:

1. إفرازات انتخابات على اسس ـ تشريعية ـ طائفية وعرقية.

2. غياب قانون ديمقراطي للانتخابات يحترم صوت الناخب الفرد، ولايستلب ارادة المعارضة لصالح القوى الطائفية والعرقية المتنفذة!

3. غياب قانون للاحزاب ينظم الحياة السياسية التي تؤمن انتاج مرشح كفوء وناخب واعٍ.

4. غياب قانون ديمقراطي للصحافة !

5. غياب قانون يرعى بعدالة جميع منظمات المجتمع المدني التنموية.

6. جاءت من مستنقع تأجيج الكراهية الطائفية والعرقية التي ضللت ملايين الناس البسطاء.

7. استخدمت (الدين!) كتجارة رابحة للوصول الى امتيازات السلطة.

· فماذا كانت النتيجة ...

تحميل الشعب الذي ضللوه، مسؤولية اختيار برلمان عاجز وحكومة فاشلة..دون ان يفصحوا دورهم في:

1. الانقلاب على نتائج فرز الاصوات ومنع القائمة الفائزة بأعلى الاصوات لاخذ فرصتها الطبيعية في تشكيل الحكومة ، وإفشالها بالتصويت ـ إن ارادوا ـ وفق انسيابية ديمقراطية شفافة بدون التفريط بزمن العراقيين الثمين!

2. تشكيل ـ التحالف الوطني !ـ على اسس طائفية ، لقطع الطريق امام القائمة الفائزة ، رغم التناحرات داخل ـ التحالف الوطني ـ التي أرجأت تسمية رئيس الوزراء ثمانية اشهر..واختارته بفارق ضغط خارجي!

3. تشبث المالكي بالمنصب رغم اعتراض غالبية القوى المتحاصصة داخل ـ التحالف الوطني ـ وخارجه!

4. تخلّي المالكي عن اي ـ مبادئ!! ـ او تعهدات، كي لايخسر كرسي السلطة!

5. الرضوخ لتشكيل حكومة محاصصة من (الموالين) وليس من (الكفوئين)!

6. تعمق واستمرار التناحر على الوزارات القمعية ( الامنية)!

7. تعطيل مصالح الشعب والاستخفاف باحتياجاته الضرورية والملحة على مدى مايقرب من عام بسبب النزاع على الغنائم والامتيازات!

· ليُفتي لنا الخزاعي..بأن:

)الدولة غير قادرة على حل مشكلة الخدمات بعصا سحرية، حتى لو خرج العراق كله في مظاهرات وقام بتغيير هذه الحكومة)..

ويضيف الخزاعي:

(هناك مشكلة في تقديم الخدمات، لكننا في الوقت ذاته لا يمكن أن نأتي بميزانية جديدة تضاف إلى هذه الميزانية).

· يقول النائب المستقل الشيخ صباح الساعدي:

(أن المطالبات بالإصلاحات الاقتصادية والخدمية ومحاربة الفساد والبطاقة التموينية والكهرباء ومعالجة البطالة هي مطالب مشروعة كان على الحكومة معالجة تلك المشاكل ..التي خصص لها مجلس النواب في دورته السابقة أكثر من 300 مليار دولار)!!!!!!.

منها 21 مليار دولار للكهرباء وحدها..التي تتدهور بشكل مستمر!!!

ان مشكلتنا لاتكمن بالموارد..بل بضمير وعقل من يُمسك بالموارد..

ياأبا كاطع كم هو عمودك اللاذع شاغراً هذه الايام ..

لتقول لنا ماينبغي ان يقال في خضير الخزاعي بلسان المالكي..

مثلما قلت في عبد التواب ملا حويش بلسان صدام عندما أفتى بأن سبب أزمة النقل في العراق هو وجود سيارة الموسكوفيتش في الشارع!!!! ..:

(والله مو آنَََه معَلْمَّهْ..عِِلْمَّهْ رََبّاني)!!!!

......

بدلا عن نفض غبار الارتهان للمحتل..وخلع ثوب المحاصصة القذر..وتطهير النفس والعقل من ادران الطائفية والعرقية ..وغسل الضمير من سمسرة بيع الوطن بالسحت الحرام الزائل ..والكشف عن المسروقات التي نهبت من ثروة الشعب التي بذمتهم ..والعودة الى الجذور كمواطنين عراقين مُنتِجين نزيهين..

نرقبهم اليوم وهم مرتبكين مشوشين قبل ان يصل الاعصار اليهم..

وتدور في رؤوسهم ومراكز اعلامهم ومجالسهم عجلة إعادة انتاج ذات المفاهيم والاساليب التهديدية ، والمقولات التزييفية ، والوعود الزائفة..والتفسيرات القسرية الساذجة لمطالب الناس ومظالمهم المتراكمة..التي كان يعتاش عليها النظام الدكتاتوري المتفكك ..

بل اننا نتابع ظهور مفاهيم وابطال ونصوص على مسرح الاعلام قبل وقوع الاحداث ، تتوهم بإمكانية إخافة الناس ، وخداعهم باطلاق بخور طائفي هنا ، واستحضار الجن السماوي هناك الى جانب الوعيد بزوال نعمة (الديمقراطية المحمولة على ظهور دبابات الغزاة ) التي اخرجتهم من جحور البؤس الموروث الى عروش الثراء الفاحش في ومضة عين ( كن فيكون!) قالتها امريكا لهم وفعلت ..فنعم الرب امريكا!!!

اما مصالح الشعب.. وإطفاء حرمانه الازلي من ابسط مستلزمات الحياة المدنية ..فذلك ـ تراث راديكالي! ـ قد انطوى تحت عرش السلطة مع شعارات المعارضة التي كانوا يتاجرون بها ايام كانوا جزءا من ملايين (المستضعفين!)

لقد سعيتم لاسقاط الدكتاتورية ..مشكورين!

ولقد استعنتم بأسوء مُعين ..المحتلين!!..

وسلكتم لتحقيقها أقذر ، وأبشع ، وأسوء ، وأخطر الأدوات والوسائل..الطائفية والعرقية المتطرفة!!

ونبشتم مقابر الضغينة المتوارثة من ( داحس والغبراء!!)..

بئسا لكم ..ستظلون ملعونين!!

وإجترعنا الحريق الذي أشعلتموه مع حماتكم الغزاة بأرواحنا ووطنا..

متطلعين ـ رغم مرارتنا ـ الى حاضر ينسينا الماضي ، وغد يتألق في مستقبل الامم والشعوب والافراد..باحترام الانسان وتلبية حاجاته وصون كرامته والاعتزاز بعقله!

فماذا زرعتم ؟!..

وماذا حصد الشعب؟!

عصابات تَقتسم الوطن كغنائم..وتَستعبد الشعب كقطيع بهائم!!

فَجَّرتُم أسوء مافي ذاكرة الانسان..الكراهية للآخر!!

وسَرقتُم تضحيات الملايين من العراقيين من اجل الحرية على مدى قرن من الزمان..

ونَهبتُم ثروات إكتنزتها الاجيال بعرقها وبؤسها وجوعها..على مدى اجيال متعاقبة!

حان وقت المصارحة..فلم يعد الصمت ممكنا..

ارفعوا الغطاء عن الفاسدين والمفسدين..

الامر جلي..

فعلى اختلاف فقهاء علم الادارة فان الفساد..هو:

· انتهاك لمبدأ النزاهة..حيثما يكون!

· إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص..

وبإمكانكم إختيار التوصيف الذي يليق بكم بعد ان تستحضروا مع أنفسكم أفعالكم..

والشجاعة والنزاهة تكمن..في:

الافصاح عن تلك المفاسد..والكشف عن ثروة الشعب التي نُهبت وإعادتها الى أهلها..

كخطوة اولى نحو تحرير الدولة والمجتمع من الفساد بكل اصنافه!!

وستسجلون بذلك..واحدة من اكثر مبادرات ـ الموظف العمومي ـ شجاعة في تطهير الذات والدولة والوطن..

ولا يتوهِمَنَّ احدا منكم كما توهم السفهاء في مصر ـ مبارك ـ عندما قالوا:

ان كنوزنا محروسة ببيروقراطية القضاء..ذات الحبال الطويلة..

· ( في لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة سأل المذيع الدكتور محمد البرادعي:

يقول مسؤولو نظام مبارك :

ان درب التحقيق في الثروة طويل ومتشعب ، ودهاليزه مظلمة ، ودروبه متشابكة..وسوف يمضي القضاء المصري قرنا ونيف قبل ان يصل الى رأس الشليلة في ثروة مبارك وأسرته وأتباعه ومن والاه!!!

وانت كرجل قانون ماذا ترى في قولهم هذا؟!

يجيب البرادعي:

هؤلاء على ضلال..لان هذه القضايا تحسم في المحاكم خلال ثلاثين دقيقة!

كيف؟!!

..يستغرب المذيع..

يقول البرادعي:

تقدم للمتهم ورقة عليها سؤال من ثلاث شعب:

1. ماهي ثروتك عندما تسلمت المنصب؟

2. ماهي ثروتك الآن؟

3. كيف تم ذلك؟

ويتخذ القاضي قراره العادل والعاجل..وينتهي الامر!!!)

ونحن هنا نتحدث عن الفساد المالي فحسب..بشقيه ( الواسع ) و (الضيق) وفق مفاهيم الشفافية الادارية..دون ان نغفل اشكال الفساد الاخرى:

(السياسي.التجاري.الاقتصادي.الاداري.الثقافي.الاعلامي.المعرفي ،التنظيمي، البيئي..الخ..)

ولكل جبهة للفساد رموزها ، وسدنتها ، وـ حواسمها ـ ، ومبرروها ، ومروجوها ، والمقتاتون على فُتاتها..

· نبدأ بالخطوة الاجرائية العاجلة والحاسمة:

· اخلاء جميع القصور والبيوت والمباني والمنشآت التابعة للدولة بما فيها قصور مسؤولي النظام السابق ، التي اقتسمها المتحاصصون كورثة للدكتاتورية بما فيها الممتلكات الخاصة لموظفي الحكومة السابقين!

ان مسؤولية جسيمة تنتظر القضاء العراقي..ولاشك ان القُضاة النزيهين كُثُر..والشجعانُ منهم ليسوا قليلين ..وهذه أمانة الشعب التاريخية بأعناقهم ..ليستجوبوا المتحاصصين..:

(1) اعضاء مجلس الحكم!

(2) زعماء الاحزاب والحركات المتعاونة مع المحتل!

(3) اعضاء الجمعية الوطنية!

(4) رئيس واعضاء الحكومات المتعاقبة!

(5) رئاسة واعضاء البرلمان بدورتيه!

(6) رئيس اقليم كردستان ورئيس واعضاء حكومات كردستان المتعاقبة!

(7) رؤساء واعضاء برلمانات كردستان!

(8) موظفي الدولة من مدير ادارة فأعلى!

(9) مسؤولي النظام السابق والاموال المهربة في الداخل وللخارج!

(10) الموظفين من مدير ادارة فما فوق!

(11) المشبوهين من صغار الموظفين!

(12) دبلوماسيي المتحاصصين!