مقالات وآراء
تحيز وعنصرية الادعاء العام الهولندي// سعد السعيدي
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 04 تشرين1/أكتوير 2025 18:59
- كتب بواسطة: سعد السعيدي
- الزيارات: 126
سعد السعيدي
تحيز وعنصرية الادعاء العام الهولندي
سعد السعيدي
بعد احداث العنف التي جرت في امستردام في تشرين الثاني العام الماضي والتي تسببت بها حثالات مشجعي احد فرق المستوطنات وهو نادي ماكابي تل ابيب، اعلن الادعاء العام الهولندي عن بدئه التحقيق في امر تلك الاحداث. وكانت الاخيرة قد تخللتها ملاحقات في شوارع المدينة قام بها عرب وفلسطينيي امستردام لتلك الحثالات بعدم قامت هذه بترديد اهازيج عنصرية ضد العرب وتمزيقهم للاعلام الفلسطينية المعلقة على شرفات الشقق. بيد ان هذا الادعاء العام قد اعلن في نيسان الماضي توقفه عن اكمال تحقيقاته هذه بحجة عدم سهولة تتبع اولئك المشجعين! بينما كان قد قام بإلقاء القبض على عرب هولندا الذين جرى استفزازهم في بلدهم وسلط عليهم الاحكام القضائية بذريعة التجاوز على النظام والافراد في الفضاء العام.
نقول نحن باننا نعتبر تذرع الادعاء العام للتوقف عن اكمال التحقيقات تجاوزا على حقوق الافراد إن لم يكن عنصرية واضحة. نقول ايضا انه بالمطلق لا يجوز لاية سلطة قضائية الاتكاء على توافر السهولة من عدمها في عملها. فالتحقيقات الجنائية كلها ومن دون اي استثناء تتطلب جهودا وتستغرق وقتا. وتحجج الادعاء العام بانعدام السهولة في التحقيقات التي كان يجريها يشير إما الى انعدام الاحترافية في العمل او التمييز في المعاملة. وكلاهما هما شكل من اشكال الفساد. هذا التصرف يعني ايضا اعطاء الضوء الاخضر لكل من يروم التجاوز على القانون واثارة الفوضى من الاجانب ليس في امستردام فقط وإنما في كل انحاء البلد دون الخوف من الملاحقة. وكنا ننتظر حتى قرارا قضائيا منه او من لدن اتحاد الكرة الهولندي بمعاقبة فريق الماكابي نفسه باعتباره المسؤول عن استفزازات مشجعيه كأن يكون بمنعه من القدوم الى هولندا للعب او اية عقوبة اخرى حسب لوائح اتحاد كرة القدم الفيفا. لكن حتى هذا لم يظهر من لدن هذه السلطة القضائية مما يؤكد تحيزها وعنصريتها. وهذا بينما نرى العقوبات تنهال على الفرق الكروية لدى قيام مشجعيها بإلقاء المشاعل في الملعب او ترديد الهتافات العنصرية او التجاوز على اللاعبين انفسهم عند رميهم بما يؤدي الى الاصابات بينهم.
لما كان الامر هكذا وحيث جرى الاكتفاء فقط باصدار الاحكام القضائية على عرب امستردام فقط دون المتسببين الاصليين فاننا نطالب بالغاء هذه الاحكام مهما كانت إن كان هذا الادعاء يريد ابعاد تهمة العنصرية عنه وان يعتذر لهم ويعوضهم عن اية عقوبة كانت قد طالتهم. وهذا لكي تكون لدينا القناعة باننا نعيش في دولة تحرص سلطاتها القضائية على تطبيق القانون على الجميع دون تمييز، وليس معاقبة جهة واهمال الاخرى بدواعي انعدام سهولة التحقيق.
بهذا فاننا ننتظر من السلطات قيامها باصدار قرار منع فرق المستوطنات الصهيونية من القدوم الى هولندا وتسببها بالفوضى والتوتر في البلد. فإن لم تستطع او ربما لم ترغب فعليها منعها من اصطحاب مشجعيها مستقبلا. لقد كنا ننتظر ظهور هذا الادعاء العام مع اسماء مشجعي فرق المستوطنات هذه وهم بين ايديهم، إلا انهم قد افلحوا بفرض الخيبة علينا في آمالنا في التوافر على ادعاء عام فاعل ومحايد يحترم نفسه والآخرين.
لما لم يقم الادعاء العام الهولندي بتقديم تبرير مقنع للجمهور عن اسباب توقفه عن تحقيقاته ولاننا لا نصدق قصة عدم السهولة هذه، نتمنى منه تقديم اسبابه الحقيقية علنا وبالتفصيل في التلفاز. نقول هذا بعدما قام احد البرامج المسائية للقناة العامة الهولندية العام الماضي باجراء مقابلة مع رئيسة بلدية امستردام اربعة ايام بعد نشرنا لمقالة بشأنها هي واحداث العنف الآنفة حيث اختيرت الاسئلة من تلك المقالة.