مقالات وآراء
الأب عبد المسيح فهيم… الإنسان قبل الكاهن، والوطني قبل كل شيء// رانية مرجية
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 06 تشرين1/أكتوير 2025 23:11
- كتب بواسطة: رانية مرجية
- الزيارات: 138
رانية مرجية
الأب عبد المسيح فهيم… الإنسان قبل الكاهن، والوطني قبل كل شيء
رانية مرجية
في حضرة الأب عبد المسيح فهيم، تشعر أنك أمام إنسان لا تحدّه رداءات الكهنوت فقط، بل يفيض إنسانيته على كل من حوله. هو إنسان للإنسان قبل أي شيء، وطني في روحه، مثقف في فكره، حرّ في ضميره، وكاهن في قلبه.
ستة وأربعون عامًا من الكهنوت ليست مجرد رقم في التقويم الكنسي، بل مسيرة عمرٍ من العطاء، والصدق، والنور. سنواتٌ حمل فيها الأب عبد المسيح رسالة المسيح لا كوعظٍ فقط، بل كفعلٍ يوميٍّ حيّ، يتجلّى في كلماته، في مواقفه، في انحيازه الدائم للحق وللإنسان.
عرفناه صوتًا صادقًا في وجه الألم، وابتسامةً تزيل عن القلوب حزنها. لم يعرف التفرقة، بل كان الجسر بين القلوب، وكان الوطن في كل كلمةٍ يقولها، والكنيسة في كل صلاةٍ يرفعها.
كان ولا يزال يرى الله في الإنسان، ويرى الوطن في المحبة، ويرى الحرية في الكلمة التي لا تُشترى ولا تُساوم.
أبونا عبد المسيح، ستة وأربعون عامًا من الكهنوت، لكنها أيضًا ستة وأربعون عامًا من الحضور، من الفكر، من الثقافة، من الدعوة إلى التسامح والكرامة الإنسانية. كنت — وما زلت — المثقف الذي يخدم بفكرٍ نير، والكاهن الذي يفهم أن الدين ليس جدارًا يفصل، بل جناحًا يُحلّق بالناس نحو نور الله.
في زمنٍ يتغيّر فيه كل شيء، تبقى أنت الثابت في إنسانيتك.
وفي عالمٍ امتلأ بالضجيج، تبقى صوت الهدوء والإيمان العميق.
وفي وطنٍ يعشق أبناءه الحقيقيين، تبقى أحد أجمل رموزه، لأنك آمنت أن الوطن صلاة أيضًا، وأن من يخدم الإنسان يخدم الله.
في ذكراك الكهنوتية السادسة والأربعين، نرفع لك باقة حبّ وامتنان،
ونقول كما نقول للأنقياء:
شكرًا لأنك معنا، لأنك ما زلت تعلمنا أن الإنسانية هي أجمل شكلٍ من أشكال العبادة.
ليحفظك الرب، ويبارك خدمتك، ويمنحك سنواتٍ أخرى من النور،
لتبقى كما عرفناك دائمًا: حرًّا، وطنيًّا، مثقفًا، داعمًا، وإنسانًا للإنسان