مقالات وآراء
ديالكتيك- القسم الاول// عدنان الظاهر
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 05 تشرين1/أكتوير 2025 15:24
- كتب بواسطة: عدنان الظاهر
- الزيارات: 77
عدنان الظاهر
ديالكتيك- القسم الاول
عدنان الظاهر
ديالكتيك 1
لديَّ سؤال كبير وخطير لكنه قد يبدو ساذجاً رغم كبَّ ذلك وهو : ما رايكم فيمن يقول أنْ لا وجودَ حقيقياً كونيّاً للزمان إنما هو وهم إخترعه الإنسان القديم في سومر وبابل ومصر الفرعونية لتنظيم شؤونه الحياتية ومحاولة فهم ما يجري حوله من تبدّلات مناخية وفلكية منها الخسوف والكسوف والليل والنهار والشمس والقمر والمطر وأزمنة هطوله ثم صحته وطعامه ومرضه. المكان ، مادة الكون، موجود لا نقاشَ في ذلك نولد فيه ونعيش فيه ونموت فيه ... نراه ، نلمسه ... وكذلك الفضاء بهواء ومن غير هواء( أي فراغ ) تشغله النجوم والكواكب والشموس والمجرّات التي لا عدَّ لها والثقوب السود وما سيكتشف الإنسان من نجوم ومجرّات وعوالم أخرى لا عهدَ لنا بها اليوم. كل شئ يتحرك وكل شئ في الوجود ما دام يتحرك يتغيّر كما تعلمون. يعترضُ صديق على هذا الكلام قائلاً : وما القول في عمر الإنسان نقول فلاناً عاش مائة عام وفلاناً عاش عشرين عاماً فقط ؟ أحسبُ أنَّ الجواب هو : لا علاقةَ لعمر الإنسان بشئ إسمه زمان ! يعيش الإنسان ويموت من غير زمان ! نحن اخترعنا الدقائقَ والساعات والأيام والشهور والسنين نقيس بها أوقاتنا وننظم بها أمورنا الحياتية وقد ربط الإنسان القديم بعبقرية فذّة بين حركات الأرض والشمس خاصة وتنظيم وضبط الظاهرة التي أسماها { زمن }.. دوران الأرض حول نفسها ودورانها حول الشمس فعرف اليوم والشهر والسنة. أجل ... هناك الحركة وهي مبدأ كل شئ في الكون وقد ربط القدامى والمحدثون ( حتى آينشتاين ) بين الحركة والزمان فقالوا إنَّ الزمنَ هو مقياس الحركة ! أي لا زمنَ بدون حركة .. لا ينفصلُ عنها ولا علاقة له بالمكان ! هذا هو منطق أصحاب مقولة الزمان وسرمديته وموضوعيته وارتباطه بالمكان ! المكان ــ الكون ــ يتحرك بمعزل عن شء إسمه زمان [ لا يحتاج زماناً يرافقه أو يحركه ] إنما تحرِّكهُ قوى التجاذب والتنافر الكونية العظمى فلنتجه ونركّز على الحركة من حركة الكون بمجموعه حتى حركة الألكترون حول نواة الذرّة. تحياتي وتقديري عزيزي بروفسور علي محمد اليوسف... كشفتُ لحضرتك اليوم بعضَ همومي الفكرية لا الفلسفية فإني ضد الفلسفة ولا أمنتُ بها يوماً في حياتي .. أنا مع العلم فلقد فات زمن الفلسفات وحلَّ العلم مكانها.
دايالكتك 2
أفرحني ردّك وبيانك وآزر مواقفي من وهم الزمان ثمَّ إني أُكبِرُ فيكم علمكم وتواضعكم وسموّ خلقكم ... إني كذلك أتابع ما يكتب أستاذنا الجليل حاتم حميد محسن من أبحاث فلسفية قيّمة وقد سبق وأنْ علّقتُ على واحدة من مقالاته فتفضّل بردٍ وافٍ شافٍ. في رأيي المتواضع أنَّ أطروحة آينشتاين ( الزمكان ) باطلة وسُيثبت العلماء بطلانها بل وسخفها عاجلاً أو آجلاً. لا علاقة للمكان بوهم الزمان .. المكان قائم وموجود سرمدياً أبدياً فكيف يتصل بوحدة ( جدلية ) بوهم إسمه الزمان ليكوّنا بعداً رابعاً هو ( الزمكان ) ؟ الحركة هي كل الكون وأصل الكون وجوهره وقانون تطوره حتى بلغ هذا التطور حدَّ انفصال جزء منه، من الكون المادي غير العضوي، وتحوّله إلى جزء عضوي حيٍّ ربما بشكل حجيرة واحدة كالبكتريا مثلاً تكاثرت بقوة وزخم إرادة التطور الكونية بوسيلة بدائية بالإنقسام على نفسها فتكاثرت وتراكمت كميّاً حتى وصل هذا الكمُ إلى مستوى عالٍ حصلت فيه القفزة النوعية أو التحول النوعي مّما أدرى إلى ظهور كائن حي أكثر تطوراً فيه خلايا متخصصة وهكذا وعبر مليارات السنين تكاثرت التراكمات الكمية في الخلايا والأعضاء وحصلت التغيّرات النوعية المتدرّجة وتحت ظروف معينة من رطوبة وماء وحرارة وضوء وتربة مناسبة فظهرت النباتات فالحيوانات الدنيا وهكذا وصل الأمر إلى الإنسان الحالي. لا مفرَّ ولا مُناص من هذا المسلسل الكوني الجبّار : الكون موجود ــ الكون يتحرّك ــ الكون المتحرك يتغيّر فيتطور ــ ينتج عن هذا التطوّر إرادة جديدة متصلة لا منقطعة عن مجمل العمليات السابقة فهذه القوة الموجودة المتحركة والمتطورة أبداً تفرض أو تخلق واقعاً جديداً مغايراً وبمساعدة ظروف معينة فينفضل بعضٌ من هذا الكون المادي غير العضوي لينبثق عالم جديد عضوي يتنفس ويتغذى ويتحرك بقوته الذاتية. ما علاقة وهم الزمان بكل هذه التطورات وهل يستطيع إيقافها أو تسريعها أو تغيير مساراتها وسياقاتها ؟ لا الحركة دالّة زمانية ولا المكان ( المادة ). كيف تكون الساعة عندي في المانيا هي العاشرة ليلاً بينما هي الرابعة عصراً في نيويورك أو اليابان وأيُّ زمنٍ منهما هو الصحيح ؟ ونحن في المانيا نقدّم ساعاتنا ونؤخّرها ساعة واحدة مرتين في العام فأي زمن هو الصحيح ذاك الذي سبق التغيير أو الذي تأخّرَ عنه ؟ إنه الوهم الخادع وإنه صنيعة البشر العبقري الذي عرف كيف ينظم حياته منذ آلاف السنين. أصاب الإنسانُ في خلقه زمناً أخضعه لتمشية أموره الحياتية أي استعبدهُ ) لكنه أخطأ وأجرم في خلقهِ أصناماً عبدها.
دايالكتيك 3
أغبطكَ أنّك قادرٌ على تحريك حتى الجماد ! وعليه فإني اليوم ومرةً أُخرى أُحرِّكُ نفسي تحت تأثير قدراتك على التحريك..
وددتُ أن أضيف بعض المعلومات توضيحاً لبعض ما ورد في مقالكم القيّم لهذا اليوم مع أملي في أني سأستطيع كتابة مقال وافٍ مبنياً على البعض الآخر الذي ورد في مبحثكم لهذا اليوم.
1ـ قال أنجلز : كل كشف علمي جديد هو إثراء وتعزيز لقوانين الديالكتيك. قوانين الديالكتيك الثلاثة هي في صلب العلم وليست خارجة عنه.
2ـ لهيجل الفضل الأكبر في صوغ قوانين الديالكتيك بالشكل الذي نعرف اليوم. له وحده قصبُ السبق لكنه وضعها مقلوبة على رأسها حسب تعبير ماركس فصحح هذا وضع هذه القوانين بأنْ قلبها وجعلها واقفةً على أقدامها .. حسب تعبيرات ماركس نفسه.
3ـ قرأت كتاباً لأحد الكتّاب كرّس الكثير من صفحاته في محاولات عقيمة مُضحكة لإثبات تهافت وعدم صحة قانون التراكم الكمي والتحول النوعي مُتخِذاً من ظاهرة تحول الماء إلى بخار مثلاً ... قائلاً هذا القانون خطأ لأنَّ البخار يعود متحولاً بالتكاثف إلى ماء ! أقول لهذا الأستاذ : حتى هنا في رجوع بخار الماء إلى نوعية فيزيائية مغايرة هو تطبيق حرفي لقانون التراكم والتحول كيف ؟ يتم تحول بخار الماء إلى ماء بتراكم إنخفاض كمية الحرارة في جزيئات البخار التدريجي حتى بلوغ درجة التحول فينقلب البخار سائلاً هو الماء المعروف. التراكم نزولاً هو كالتراكم صعوداً.
4ـ الصوت هو موجات غير مادية لا تحمل شحنات كهربائية ولا أقطاب مغناطيسية وكذلك الضوء [ الفوتونات الضوئية ] إنما هي مادة موجيّة .. دقائق مادية متموّجة الطبيعة وعليه فلا علاقة للصوت بقوانين الديالكتيك أما الضوء فشأنه شأنٌ آخر : إنه يخضع لقانون التراكم والتحول كيف ؟ بتجميع الفوتونات الضوئية في ظرف تكنولوجي خاص إلى حد يجعلها قادرة على القيام بإختراق وحرق الأجسام الأخرى بقوة أشعة الليزر الفائقة. هذا مثال حديث يُدّعم ويعزز صحة قانون التراكم والتحول. وكذلك تأثير اشعة الشمس المباشرة علينا فإذا عرّضنا أجسادنا لأشعة الشمس فستتراكم الأشعة فوق البنفسجية خاصة في حجيرات جلودنا حتى نحس فجأة بلسعة حرق في هذه الجلود. وهذا هو أساس بؤر العدسات الجامعة لأشعة الشمس وكيف تحرق جلودنا إذا وجّهنا الرأس المدبب للعدسة صوب أجسادنا : التركم يؤدي إلى التحول النوعي. كذلك حياة الإنسان نفسه وكيف يتطور ويتحول بالتراكم من مجرد بويضة أنثوية وحيمن ذكري إلى طفل كامل الأعضاء بعد تسعة أشهر ومن ثم ينمو ويتطور بالتراكم الحياتي وليس بكرِّ الأيام والسنين. وكذلك تحول البذرة إلى شجرة مورقة مُزهرة مُثمرة. لديَّ الكثير من الأمثلة لكني أكتفي اليوم بما قدّمتُ من أمثلة.
دايالكتيك 4
سلامٌ على العزيز النائي وتحايا
أفلمْ اقلْ أنك ساحر تحرّك الجماد ؟ ها قد حرّكتني وأيقظتني من سباتي المفروض عليَّ . أجيب على فقراتك الخمس باقتضاب كما فعل حضرتكم :
1ـ لم ولا ولن أؤمن يوماً بدايالكتيك هيجل المثالي المقلوب.
2 ـ الكون كله ومنذ الأزل حتى الأبد عملية دايالكتيكية متصلة مستمرّة.
3 ـ لم أمس موضوع المادية التأريخية فذلكم موضوع آخر معقّد ومتشعب ولعلي أكتب فيه ذات يوم.
4 ـ نعم، كل كشف علمي هو تأكيد وتعضيد وإثراء للدايالكتيك الماركسي ولقد ضربت مثلاً من أشعة الليزر وأُضيف التركيب الذري نفسه قبل الليزر قائم على قانون [ وحدة وصراع الأضداد ] فبقاء الذرة ( وحدة الكون ) قائم على قوتي التجاذب والتنافر بين نواة الذرة الموجبة بما فيها من بروتونات تحمل شحنات موجبة والألكترونات السالبة الشحنة الدائرة حول هذه النواة. ينجذب الألكترون السالب نحو النواة الموجبة الشحنات حتى يصل إلى مسافة معينة يكتسب فيها شحنة موجبة بتأثير القوة الموجبة الأقوى للنواة ويحصل التنافر بين موجبين فيبتعد الألكترون عن النواة وما أنْ يبتعد حتى يستعيد شحنته السالبة فينجذب مرة أخرى للنواة وتتكرر هذه العملية ما دام الكون موجوداً. أليس هذا دايالكتيك ؟ كذلك الأمر بالنسبة لعلاقة الأرض بالشمس وبقائها دائرةً حولها إلى ما لا علم لأحد ولكن حسب أي قانون ؟ التجاذب والتنافر الجدلي { }.ولكن مع تعقيدات وإضافات سببها أنّ تجاذب وتنافر الشمس والأرض عملية مزدوجة فهي كهروــ مغناطيسية أي تحصل بقوتي التجاذب والتنافر الكهربائيتين وقوتي تجاذب وتنافر القطبين المغناطيسيين الشمالي والجنوبي وقانون التجاذب والتنافر هو قانون نيوتن الميكانيكي العلمي كما نعلم.
5 ـ مرةً أخرى .. لم أتكلم عن قوانين المادية التأريخية ولا عن مراحلها الخمس حسب التصنيف الماركسي ولا عن صراع الطبقات ولا عن القوى المحرِّكة والمغيّرة للتأريخ فتلك موضوعات أخُر لها مقامها الخاص ومقالها الخاص يا عزيزي. تحياتي وشكري وسلامي مع سروري بالحديث معكم وبإخراجي من ( غيابة الجُبِّ ) العميقة التي أنا فيها بفعل ظروف قاهرة.
دايالكتيك 5
محاولات في الجدل المادي
الدكتور عدنان الظاهر
سلامٌ عليك عزيزي الدكتور طه جزّاع /
أقدّمُ جزيل شكري لحضرتكَ أنك توقظني ببعض ما تكتب من سباتي المفروض عليَّ بفعل قوىً خارجية لا طاقةَ لي بما تفعل. فاليوم أثارني ما قلتَ عن البحر والموجات البحرية كمثل على ثبات الماء وعدم صحة فكرة الجدو هيراقليطس عن الحركة والثبات إذْ قلتَ ( ويمكن القول بهذا الشأن أن نظرية هيراقليطس تمثل نصف الحقيقة، فإذا كنا نرى الأمواج في ظاهر البحر وهي في حركة دائمة، فالبحر في هيكله الكبير ثابت الأركان ). خالفتَ عزيزي أُستاذ طه بقولك الجدو هيراقليطيس ودايالكتيك كلِّ مِن الخال هيكل المثالي ( الواقف على رأسه ] ودايالكتيك العم ماركس المادي [ الواقف على قدميه ]. التغيّر هو حركة زمكانية تحدث في الزمان والمكان والحركة هي نتاج تنازع أو تناقض أو تضاد بين نقيضين فهل للبحر نقيض وما هو ؟ أما قولك إنَّ البحر ثابت فهذا قول غير صحيح البتّة لماذا ؟ لأنَّ البحر جزء من كل والأرض هنا هي الكل والأرض تتحرك دورانيّاً وبشكل دائم بفعل قوتي التجاذب والتنافر بينها وبين الشمس وكلاهما جزء من كل أكبر بما لا يُقاس هو المجموعة الشمسية والمجرّة الأم. البحر يتحرك إذاً ومعه أمواجه التي تتحرك بفعل قوة خارجية هي الريح هنا. البحر ثابت بفعل قوة الجذب الأرضي وإلاّ لتبخر ماؤه وجفَّ هذا البحر وكل أمواه الكرة الأرضية. والبحر يتحرك حركة أخرى بفعل قرب وبعد القمر عنه فيحدث المدُّ والجزرُ المعروفان. حسب الدايالكتيك المادي كل شئ يتحرك ومع كل حركة يحصل تغيّر وهذه الحركة هي نتاج الصراع بين نقيضين ... الحركة في الكون هي حاصل صراع المتناقضات وإنها { الدينامو } المُحرِّك وهي نار هيراقليطس وبروميثيوس. أما مثالك عن الإنسان الذي يموت لكنَّ الموت ثابت فهذا مثال يخضع لمقولة أخرى هي التراكم الكمي والتغيّر النوعي فبتراكم السنين ( الزمان ) يكبر الإنسان ويهرم ثم يموت والموت هنا هو التغيّر النوعي والموت ، العدم، هو ضديد الحياة كما نعلم. الموضوع بحاجة ماسة إلى وقفة أكثر طولاً ولكن ! نعم، لكنْ. تحياتي وسلامي عزيزي الدكتور طه الرجل الذي لا يعرف الجزع.
محاولات في الجدل المادي 2
مسائل للنقاش: التطوّرُ والتحوّلُ
د. عدنان الظاهر
سلامٌ عليك عزيزي الدكتور طه جزّاع /
أقدّمُ جزيل شكري لحضرتكَ أنك توقظني ببعض ما تكتب من سباتي المفروض عليَّ بفعل قوىً خارجية لا طاقةَ لي بما تفعل. فاليوم أثارني ما قلتَ عن البحر والموجات البحرية كمثل على ثبات الماء وعدم صحة فكرة الجدو هيراقليطس عن الحركة والثبات إذْ قلتَ ( ويمكن القول بهذا الشأن أن نظرية هيراقليطس تمثل نصف الحقيقة، فإذا كنا نرى الأمواج في ظاهر البحر وهي في حركة دائمة، فالبحر في هيكله الكبير ثابت الأركان ). خالفتَ عزيزي أُستاذ طه بقولك الجدو هيراقليطيس ودايالكتيك كلِّ مِن الخال هيكل المثالي ( الواقف على رأسه ] ودايالكتيك العم ماركس المادي [ الواقف على قدميه ]. التغيّر هو حركة زمكانية تحدث في الزمان والمكان والحركة هي نتاج تنازع أو تناقض أو تضاد بين نقيضين فهل للبحر نقيض وما هو ؟ أما قولك إنَّ البحر ثابت فهذا قول غير صحيح البتّة لماذا ؟ لأنَّ البحر جزء من كل والأرض هنا هي الكل والأرض تتحرك دورانيّاً وبشكل دائم بفعل قوتي التجاذب والتنافر بينها وبين الشمس وكلاهما جزء من كل أكبر بما لا يُقاس هو المجموعة الشمسية والمجرّة الأم. البحر يتحرك إذاً ومعه أمواجه التي تتحرك بفعل قوة خارجية هي الريح هنا. البحر ثابت بفعل قوة الجذب الأرضي وإلاّ لتبخر ماؤه وجفَّ هذا البحر وكل أمواه الكرة الأرضية. والبحر يتحرك حركة أخرى بفعل قرب وبعد القمر عنه فيحدث المدُّ والجزرُ المعروفان. حسب الدايالكتيك المادي كل شئ يتحرك ومع كل حركة يحصل تغيّر وهذه الحركة هي نتاج الصراع بين نقيضين ... الحركة في الكون هي حاصل صراع المتناقضات وإنها { الدينامو } المُحرِّك وهي نار هيراقليطس وبروميثيوس. أما مثالك عن الإنسان الذي يموت لكنَّ الموت ثابت فهذا مثال يخضع لمقولة أخرى هي التراكم الكمي والتغيّر النوعي فبتراكم السنين ( الزمان ) يكبر الإنسان ويهرم ثم يموت والموت هنا هو التغيّر النوعي والموت ، العدم، هو ضديد الحياة كما نعلم. الموضوع بحاجة ماسة إلى وقفة أكثر طولاً ولكن ! نعم، لكنْ. تحياتي وسلامي عزيزي الدكتور طه الرجل الذي لا يعرف الجزع.
ردك على التعليق
منذ زمن بعيد.. يعود إلى العام الدراسي 1949 / 1950 حيث درّسنا يومذاك المرحوم الأستاذ ناظم شوقي [الدكتور فيما بعد والأستاذ في كلية العلوم / جامعة بغداد] مادة الأحياء في متوسطة الحلة للبنين. كان يُلمّح إليها بين حين وحين وكان الموضوع هذا أكبر من قدراتنا العقلية. مع ذلك لم تفارق ذاكرتي أبداً موضوعات من مثل (النشوء والإرتقاء) و(البقاء للأصلح) و(الإنتقاء الطبيعي) فضلاً عن ذكره للعالم دارون صاحب نظرية النشوء والإرتقاء. ما سمعنا ـ قبل الفقيد أستاذنا الفذ ناظم شوقي ـ بهذه الأسماء والعناوين والظواهر وكنا مأخذوين بتفرّغه وتفانيه في التدريس حتى مستويات غير معروفة في ذاك الزمان ولا مألوفة . جمع طلبة صفنا [الثاني متوسط] ذات يوم في قاعة كبيرة تتوسطها طاولة كبيرة خضراء اللون طرح فوقها أرنباً أبيض اللون.. خدّره بمادة كيميائية ثم ثبّته بمسامير صغيرة على سطح الطاولة وشرع بشريحه بأناة ودقة شارحاً لنا كل صغيرة وكبيرة تتعلق بأحشاء الأرنب وأجهزته وتفصيلات أعضائه. لم يحصل قبلاً مثل هذا الأمر على صعيد التعليم المتوسط. وللتأريخ.. كان مدير المدرسة الأستاذ عبد المجيد الفلوجي يتعاون معه بلا حدود ويضع تحت تصرفه كافة الإمكانيات المُتاحة وكنا، نحن الطلاّب الصغار، نلاحظ ذلك فالأستاذ الفلوجي أبو رياض كان حازماً في الأمور الإدارية وشديداً مع باقي المدرسين حدَّ زعل البعض منهم عليه وإلغائهم عقود عملهم في العراق كالأستاذ الفلسطيني الرائع محمد سليم رشدان والأستاذ المصري سعد درويش [واصل التدريس في نفس المدرسة المتوسطة لسنوات عدّة]. كنّا نعرف سبب غضب الأستاذ المصري لكننا كنّا نجهل سبب خلاف الأستاذ الفسطيني مع السيد مدير المدرسة ! في ضوء هذه الأحداث والنماذج كنا نلمس قوة ومتانة العلاقة التي تربط الأستاذ ناظم بالسيد مدير المدرسة فهل كان للجورة أو الجيرة أو التجاوربالسَكَن دورٌ حاسم في هذا الموضوع؟ كانا متجاورين في سكنهما. كانا ينتميان إلى جيلين مختلفين فالأستاذ الفلوجي أكبر سنّاً من المرحوم ناظم بأربعة أو خمسة أعوام حسب تقديراتي ومشاهداتي ومقارناتي. هذا منشأ معرفتي بقوانين التطور ونظريات دارون ومن أنَّ أصل الإنسان قرد وغير ذلك. وهذه بداية طرحي لمسائل مُحدّدة للنقاش الفكري والسياسي أجملها بما يلي:
الفصل الأول:
1ـ التطور والتحوّل بآليات صراع الطبقات على المستوى البشري [ماركس]
2ـ التطور والتحوّل بآلية صراع الأضداد على كافة الصُعُد [ماركس]
3ـ التطور والتحول حسب قانون البقاء للأصلح و(الأقوى) [دارون]
هل الأصلح والأقوى هو الأفضل وهو الأفضل دوماً؟
4ـ البقاء للأذكى والمنتصر وللمحقق أهدافه [إبن خلدون]
إعتبر إبن خلدون وآخرون (1) في مقدمته أنَّ معاوية أفضل من علي في صراعهما المعروف لأنه، معاوية، حقق النصر على علي في معركة صفّين بخدعة التحكيم ورفع المصاحف على رؤوس الرماح ! معيار ابن خلدون هو: من يحقق أهدافه ومن يحقق نصراً على خصمه فإنه الأفضل!
5ـ إنتقاء الطبيعة (الإنتقاء الطبيعي) [دارون]
6ـ التطور والتحولات الكبرى نتيجةً لتظافر وعمل هذه الآليات جميعاً ومعاً.
التطوّر والتحوّل / الصراع الطبقي
علّمنا كارل ماركس أنَّ (الصراع الطبقي هو مُحرّك التأريخ البشري) ومن خلال هذا الصراع تطوّرت البشرية صعوداً من حقبة العبودية حتى بلغت المرحلة الرأسمالية ومن ثمًّ الإشتراكيّة المعاصرتين وهما مركز إهتمامي وأساس مقالي هذا فما الذي جرى وما كانت نتائج الصراع بين المعسكرين الكبيرين الرأسمالية العالمية تمثلها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في حلف الناتو من جهة ومعسكر الإشتراكية العالمية يقوده الإتحاد السوفييتي السابق ومعه حلفاؤه في حلف وارشو. الكلام عن فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي تكللت بانتصار الحلفاء [كلا المعسكرين] على ألمانيا النازية وحلفائها في دول المحور الثلاثي (ألمانيا وإيطاليا واليابان). لم تكد أنْ تنتهي الحرب المدمّرة الشديدة السخونة حتى بدأت حرب جديدة دُعيت (الحرب الباردة) خاصة بعد أنْ ضربت أمريكا في شهر آب 1945 مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين بقنبلتين ذريتين وهما سلاح فتّاك جديد لم يسمع العالم به قبلاً. هل كان هناك قبل الحرب العالمية الثانية صراع طبقي على صعيد العالم بين القطبين الكبيرين، الرأسمالية والإشتراكية، أمريكا وروسيا؟ لا أظن ذلك، لماذا؟ كانت أمريكا تعاني من أزمة الكساد القاتلة التي امتدت لبضعة سنوات 1927 ـ 1933 في حين كان الإتحاد السوفييتي تحت زعامة ستالين مشغولاً بتحديث وتطوير الصناعة والزراعة والطاقة الكهربائية والصناعة النفطية وبناء السوفخوزات والكولخوزات والسوفيتات في عموم الدولة الجديدة: الإتحاد السوفييتي والنظام الإشتراكي. كانت أمريكا وقتذاك منكمشة على نفسها وليس لها وجود فعّال في أوربا خاصةً. إذاً لم يحصل صراع إلاّ بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم إلى معسكري الرأسمالية والإشتراكية وبدايات الصراع بينهما فهل كان هذا الصراع طبقياً وكافياً لتحريك البشرية والعالم نحو عالم جديد ومرحلة جديدة تختفي الرأسمالية فيها وتنتصرالشيوعية نظاماً عالميّاً جديداً؟ كلاّ، الصراع بين الدول لا يمكن أنْ يكونَ صراعاً طبقياً إنما هو الحرب بعينها ولا تنتصر الشيوعية بالحروب إنما السلم مناخها ومتطلبها الأساس.
سأتحفظُ كثيراً على القول السائد أنَّ الرأسمالية قد انتصرت على الإشتراكية بتفكك المعسكر الإشتراكي والإتحاد السوفييتي وحلف وارشو وانهيار جدار برلين بدايةً من العام 1989 ، لماذا؟ لأنَّ هذا (الإنهيار الثلاثي) لا يعني بأي حال من الأحوال إنهيار أو نهاية الإشتراكية كحقبة تأريخية ونظام عالمي سينهض لا ريبَ ما دامت الرأسمالية قائمة في هذا العالم. كل ظاهرة في الكون تحمل نقيضها الذي يقضي عليها مع مرِّ الزمن وحركة الكون. مع الحركة يتكون ويبرز الجديد والمجتمعات البشرية تتحرك مع حركة عقارب الساعة ودوران الكواكب والنجوم حول بعضها وحول نفسها كما هو شأن الأرض أرضنا. سوى أنَّ الجديد في الأمر هو أنها تنشأ من أعلى أشكال ودرجات الرأسمالية الكليّة على عموم الكرة الأرضية وليس في بلد واحد. يبدأ الصراع الفيصل في داخل تنظيمات الرأسمالية العليا الكلية وليس بين قطبين متناحرين متضادين تمثل أمريكا أحدهما وتمثل الصين مثلاً [والإتحاد السوفييتي السابق] القطب الآخر والخصم الذي يرشحه تأريخ وقوانين التطور ليتبوأ قيادة البشرية نحو عالم جديد خالٍ من الطبقات والصراع الطبقي واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان: الشيوعية. لم يحصل أبداً صراع جدلي (دايالكتيكي) بين النظامين الرأسمالي بقيادة أمريكا والإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفييتي السابق أبداً أبداً إنما حصلت في زمن الحرب الباردة مناوشات وحصلت حروب بالوكالة والتحريض والتمويل [الحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب في أفغانستان] وحصلت إنقلابات وحروب أهلية وقف وراءها هذا القطب أو ذاك وحصلت أزمات قرّبت البشرية من شفير حرب ذريّة لا ينجو أحدٌ منها مثل أزمة خليج الخنازير والصواريخ التي وصلت جزيرة كوبا من موسكو. ليس في هذا أي شكل من أشكال وطبيعة صراع الأضداد الذي يقتضي وحدة وصراع الضدين فأين الوحدة؟ لا وجودَ لها ... وأين الصراع الجدلي؟ لا وجودَ له. المشكلة الجوهرية هي غياب الفعل الدايالكتيكي، الجدلي ... فكيف ولماذا غاب هذا الفعل المصيري وهل غاب بمحض الصدف أمْ غيّبته أطراف معيّنة يهمها غيابه لأنَّ وجوده يعني ويُفضي إلى زوالها من على مسرح البشرية وتأريخ البشر؟ معنى هذا أنَّ الرأسمالية بقيادة أمريكا كانت أذكى وأقدر من الإشتراكية تحت قيادة الإتحاد السوفييتي وتفهم قوانين التطور والتحول وتطويعها بأشكال وآليات هي أفضل بكثير من خصومها في معسكر الإشتراكيّة الدولية ومركزها موسكو. تنضوي تحت هذا التصور أو التكهّن كافة الفرضيات والمقولات والأقاويل والتخريجات حول إنحراف القيادة السوفياتية وجمودها العقائدي وانشقاق المعسكر الإشتراكي وتشظيه إلى مراكز تمردت على ستالين وموسكو كالصين ويوغسلافيا ورومانيا والإنتفاضات المسلحة التي حصلت في المجر ثم في جيكوسلوفاكيا في آب 1968 [ربيع براغ] فضلاً عمّا حدث من إنشقاقات داخل صفوف بعض الأحزاب الشيوعية ومنها الحزب الشيوعي العراقي في عام 1967 بقيادة عزيز الحاج. وفي هذا المضمار كثُر القول حول دور سباق التسلح بين الشرق والغرب وغياب الدمقراطية في البلدان الإشتراكيّة وانكماش النمو الإقتصادي ونُدرة الحاجيات الضرورية لمعيشة مواطني هذه البلدان وخاصة الزُبدة واللحوم والملابس وأزمة السكن المستفحلة خاصة في الإتحاد السوفياتي السابق. الخلل الأكبر والأعظم إذاً في غياب الدور الفاعل لقوانين الدايالكتيك الماركسي!
هذه وجهة نظري أُصرّح بها عَلَناً ولا أدّعي أني مُصيب بشكل مُطلق وأنْ لا من وجهات نظر أخرى مغايرة أو مناقضة وهي وجهة نظر فكرية ـ فلسفية مُبسّطة مستقلة عن باقي النظريات والفلسفات الأخرى وعن الإقتصاد والإقتصاد السياسي خاصةً. كما إني لا أناقش مسألتي المركزية الدمقراطية ودكتاتوريّة البروليتاريا ودوريهما في تعثّر وفشل الإشتراكية في سباقها مع الرأسمالية. أتذكّرُ موقفاً لا أنساه: في لقاء تمَّ بين كرباتشوف والرئيس الأمريكي رونالد ريغان سأل هذا ذاك سؤالاً ذكيّاً خبيثاً: مَن الذي انتصر في الحرب الباردة أنتم أم نحن؟ أجاب كرباتشوف " نحنُ " .... هل كان هذا الرجل غبيّاً في إجابته أم كان كصاحبه خبيثاً؟ ما مصير هذا الرجل؟ باع اسمه بمليون دولار علامة فارقة لشركة تنتج الفودكا . لم يُطق المقام في وطنه بل تشبث بوسائل كثيرة ليهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى رتبت له مصادر معروفة زيجة زواج من إمرأة أمريكية (ربّما روسيّة الأصل مهاجرة لأمريكا) أخذته معها إلى بلدها وطبيعي سيطلب هناك الجنسية الأمريكية حسب قوانين الهجرة الأمريكية. أيها الناس ! لا تنسوا مّنْ كان هذا الرجل في موسكو وعموم الإتحاد السوفيتي قبل تفككه وزوال المنظومة الإشتراكية وحلف وارشو... تذكّروا عسى أنْ تنفع الذكرى ! هل تنتصر الإشتراكية برجال من هذه النوعية والعيار؟ لا أتكلم عن السكير المدمن يلتسين ... لا .. ليتكلم عنه غيري. إلى هذا وذاك إنتهى مصير الإشتراكية وفي قلبها وموطنها الأول ويأتيك مَنْ يُثرثر من كافة جهاته حول حتمية خسارة الإشتراكية وانتصار الرأسمالية !
سؤال:
هل الحرب ضرورية للتحول من الرأسمالية إلى الإشتراكية وأنْ لا إنتصار لهذه على تلك إلاّ بالحرب؟ هذا سؤال مطروحٌ للمناقشة.
ملاحظة: أكتب مقالي هذا وأتابع ما ينشر الدكتور محمود محمد علي من مقالات في موقع " المثقف " بعنوان [سقوط الإتحاد السوفيتي بحروب الجيل الرابع] ... حزيران 2019 . ما أكتب شئ مُختلف عمّا كتب الدكتور محمود فإنه يُركّز على دور الحروب في هذا السقوط أي أنه سار في المنحى المعاكس لإتجاهي بتناوله أثر الحرب في فشل التجربة الإشتراكية بينما أنحو أنا المنحى المعاكس أعني هل تنتصر الإشتراكية بالحروب ولا غير الحروب؟ وهذا يعني فشل واندحار الرأسماليّة نتيجة خوضها للحروب .
همّي الأكبر هو دراسة وتحليل عواقب تعطيل آليات قوانين الدايالكتيك وكيف عُطلت ومن قام بتعطيلها فترة الحرب الباردة التي بدأت بُعيد الحرب العالمية الثانية كما هو شائع لكني أجزم أنها (الحرب الباردة بين المعسكرين) بدأت مع الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936 وغزو الجنرال فرانكو لإسبانيا منطلقاً من المغرب وتواطؤ الغرب معه خاصة هتلر وطائرات سلاحه الجوي التي دمّرت الكثير وفي مقدمة ما دمّرت والأكثرشُهرة هي مدينة غيورنيكا التي خلّدها الفنان بيكاسو بلوحته الشهيرة " غيورنيكا " المعلّقة اليوم على أحد جدران المتحف الوطني الإسباني في العاصمة مدريد.
الرأسمالية العالمية تُدرك جيّداً أنَّ السلامَ العالمي هو عدوها اللدود ومعول هدمها وتحويلها إلى أنقاض وآثار عفى عليها الزمن فبدون حروب تواجه كساداً قتّالاً وبطالة مروّعة وفقر وجوع وإضرابات وتخريب الأمر الذي يؤول بالحتم نحو إيثار الناس للنهج المغاير: الإشتراكية، لذا تظل هذه الرأسمالية العالمية تفتعل الحروب والنزاعات لتعطّل فعل قوانين التطور والتحول الضرورية لقيام التحولات الكبرى في ظل السلم العام. هذه هي المسألة كما أراها.
سؤال آخر:
حول مقولة البقاء للأصلح والبقاء للأقوى /
هل صحيحٌ أنَّ الأصلحَ ينتصر في صراعات الحياة والإنسان والحيوان في الطبيعة وهل يبقى هذا (الأصلحُ) هو الأصلح لآماد وآماد وهذا أمر يخالف جذريّاً قوانين التطور والتحول الدايالكتيكية فالمادة في حركة دائبة مع مرور كل ثانية زمنية ومع هذه الحركة يتم التحول والتطور أي أنَّ ما هو صالح اليوم سيغدو غير صالح غداً وهذه بديهة يعرفها الجميع. البقاء والصلاح يتناقضان عاجلاً أم آجلاً. أضرب مثلاً من المسألة التي سبقت الإشارة إليها .. أعني النزاع بين عليٍّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سُفيان الذي حُسم لصالح معاوية في معركة صفيّن حيث خدعة التحكيم ورفع المصاحف على رؤوس الرماح. هل انتصر معاوية على عليّ لأنه الأفضل والأصلح؟ كلاّ ! إنتصر مَنْ انتصر بخدعة لئيمة وخيانة وغدر مُركّب فكيف يكون الخائن والغادر والدسّاس هو الأفضل؟ الناس مختلفون حول مقاييس الفضيلة فمن قائل [الغاية تبرر الوسيلة / ميكيافيلي] فافعلْ ما شئتَ لكي تكون المنتصر ... إكذبْ ... مارس العهر .... أغدرْ ... إشترِ الرجال بالمال والنساء ... قدّم ظهرك لعدوّك ... مارس القوادة وما شابه ذلك ... إفعلْ لتنتصر على خصمك ما شئتَ ! هل في هذا صلاح للأمّة؟ قال قبلنا مفكّرون وفقهاء إنَّ الدُنيا إنتصرت بمعاوية على الدين مع عليّ وانتصارها يعني غلبتها وأفضليتها على الدين والجنّة والآخرة وأنها تمثل عصرها وإنها هدف وغاية أغلبية ناس ذاك الزمان ولا غرابة في هذا النصر ففيه إرادة ومزاج ومصالح الناس فحققت الحياة إرادتهم وأعلت قيمهم وضمنت حاجاتهم إذْ ليس أمامهم إلاّ حياة واحدة يحيوها لمرة واحدة أما الجنّة فشأنها لمن يعتقد بها ولمن يبتغيها وهناك ثلاثة أمثلة معروفة ومتداولة تعبّرُ أصدق تعبير عن هذا الكلام منسوبة لخليفتين أو ثلاثة من خلفاء بني أُميّة (لعِبتْ هاشمُ بالمُلكِ فلا / خبرٌ جاءَ ولا وحيٌّ نزلْ) والثاني (اليومَ خمرٌ وغداً أمرُ) والثالث (إذا لاقيتَ وجهَ ربّكَ يومَ حشرٍ / فقلْ يا ربِّ مزّقني الوليدُ) هنا يخاطب الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان قرآن المسلمين . معلوم أنَّ الناس يتبدلون في حيواتهم وتتغير أمزجتهم وأنماط هذه الحيوات ويتغير طعامهم وتتغير ملابسهم ويتغير ملوكهم وسلاطينهم وأمراؤهم وخلفاؤهم فكيف نفهم مقولة أنَّ البقاء للأصلح؟ هل تنطبق هذه المقولة على حالة سقوط دولة بني أُميّة وانتصار دولة بني العبّاس؟ وسقوط هذه وانتصار دولة هولاكو والمغول؟ سقطت الملكية في العراق وانتصر النظام الجمهوري وتتابعت الإنقلابات حتى مجئ البعث للحكم في إنقلاب 17 تموز 1968 فهل تسلسلت هذه الإنقلابات من الأسوأ للأفضل وأمامنا ما آل إليه حكمُ آخر حزب وعصابة حكمتا العراق! هل وضع العراق اليوم (تموز 2019) أفضل من وضعه زمن عبد الكريم قاسم أو عبد الرحمن محمد عارف؟ البقاء أصلاً أمر نسبي عابر ولا ثبات في الحياة فالصالح اليوم لا يبقى للأبد صالحاً.
سؤال آخر: هل الأقوى هو الأصلح وهل الأصلح هو الأقوى؟ هل انتصرت الرأسمالية على الإشتراكية في زماننا هذا لأنها الأقوى أم لأنها الأصلح أم الإثنان؟ لا تنتصر الإشتراكية على الرأسمالية بالحروب بين هذين القطبين بل تنتصر سلميّاً في قطب الرأسمالية الأكبر في مجرى التنازع والصراع الطبقي اليومي الدائب بين جبهة الرأسمال من جهة والطبقة العاملة المُنتجة في الصناعة والزراعة ومناجم الفحم والتنقيب عن المعادن كاليورانيوم والذهب والماس وباقي المعادن النادرة والثمينة ... وحلفائها من المثقفين والبرجوازية الصغيرة بكافة مستوياتها. فإذا حصل التحول التأريخي الجبّار هنا جرَّ العالم معه في هذا التحول سريعاً أو تدريجاً أو يأخذ أشكالاً شتّى حسب ظروف البقية من بلدان العالم وطبيعي أنْ لا تجري هذه التحولات بطرفة عين بل ستأخذ حِقباً وأجيالاً لا يستطيع أحدٌ تقديرها فقد تقصُر وربما تطول لأزمان وأزمان إعتماداً على ظروف العالم الشديدة التغيّر التي يمكن التنبؤ ببعضها والقليل منها.
الإشتراكية في قلب الرأسمالية وليس في التنازع [والتعايش السلمي] بين قطبين عُظميين.
الفصل الثاني:
حول مقولة (الصُدفة والضرورة) ومن أنْ (لا صُدفة بدون ضرورة).
أرى أنَّ في هذه المقولة الشهيرة خطأ خطيراً بل وأكثر من خطأ. أجملها بما يلي:
1ـ الصدفة والضرورة ليستا أضداداً جدلية [دايالكتيكية]
2ـ الأضداد الجدلية [الدايلكتيكية] تستلزم وحدتها والصراع فيما بينها حسب قانون " وحدة وصراع الأضداد " الماركسي الجدلي.
3ـ قوانين الصراع الماركسية تقرر أنْ في مجرى الصراع بين الأضداد ينتصر أحدها ويفنى الآخر ... فمن هو المنتصر ومن هو المندحر الفاني في عملية الصراع المُفترض بين الصدفة والضرورة وما هو العنصر الجديد وليد هذا الصراع؟ صدفة جديدة؟ ضرورة جديدة أو ماذا؟
4ـ لا أرى أية علاقة بين الصدفة والضرورة والأمثلة أكثر من أنْ تُعدُ وتُحصى منها مثلاً:
أمشي على رصيف شارع عام في مدينة كبيرة أو صغير تقابلني سيارة ما أنْ تقترب مني حتى ينفجر إطار أمامي فيها فتنحرف وتصعد الرصيف وتقتلني وربما آخرين غيري. أين الضرورة في هذه الصدفة؟ هل قتلي في حادث عارض وغير متوقع هو ضرورة وما طبيعة هذه الضرورة وإلامَ تؤدي؟ أنْ أمشي على رصيف شارع عام في زمن محدد وتقترب مني في هذا الزمن المحدد سيارة ينفجر فيها واحد من إطاراتها الأمامية فتنحرف وتصطدم بي وتقتلني ! هذه محض مصادفات عرضت فما وجه ضرورتها في عملية قتلي ومفارقتي للحياة؟ هل في تنحيتي من الحياة ضرورة وضرورة لمن؟ هل فيَّ على الحياة خطر داهم يستدعي إزالتي من على سطح الكرة الأرضية لتجنيبها شرَّ هذا الخطر؟
مثال آخر: أحجز مقعداً في طائرة تأخذني إلى عاصمة بلد ما في يوم بعينه وإقلاعها يتم في ساعة محددة بذاتها ... تقلع الطائرة وفي الجو عالياً يحدث فيها خلل فتنفجر وتتمزق إلى أشلاء ويحترق جميع ركّابها وأنا أحدهم. تحديدي للهدف من طيراني واختياري لساعة ويوم السفر والشركة المسؤولة عن خط طيراني ما علاقتها بما حادث للطائرة وقد حدث ما حدث وكان ممكناً أنْ لا يحدث. ما الضرورة في تحطّم الطائرة ومقتل جميع ركابها؟
إذاً، والأمثلة كثيرة جداً، لا من علاقة جدلية أو غير جدلية تربط الضرورة بالصدفة ولا هذه بتلك. أجلْ، الأمثلة لا تُعد ولا تُحصى.
قرأت ذات يوم في كتاب فلسفي جملة تقول: الصدفة هي طريق تجلّي الضرورة ! وهذا كلام لا يختلف عن ذاك القائل: لا صدفة بدون ضرورة. أفتوني يا ناس في شأن هذه المعضلة وأريحوني.
د. عدنان الظاهر
...............
هوامش
(1) علي الوردي، كتاب وعّاظ السلاطين، الناشر شركة بهجة المعرفة / بغداد التأريخ؟ الصفحات 218 ـ 219 .... كتب علي الوردي ما يلي (يقارن بعض الباحثين بين عليّ ومعاوية فيفضلون معاوية على علي باعتبار أنهما تنافسا على الخلافة فغلب أحدهما الآخر والغالب أفضل من المغلوب في عرف هؤلاء الباحثين . لا مراء أنَّ معاوية أفضل من علي ـ هذا إذا قسنا الفضيلة بمقياس الغَلَبة والفوز في ميدان السياسة. .... إننا نظلمُ عليّاً حين نقيسه بمقياس معاوية فمعاوية رجلٌ من دهاقين السياسة ودُهاتها ولنا أنْ نفضله على غيره حسب هذا المقياس. أما عليّ فكان له مقياس آخر يختلف عن مقياس معاوية إختلافاً كبيراً .... لقد فشل عليٌّ في ميدان السياسة حقاً وهو خاسر إذاً في نظر أولئك الذين يحترفون السياسة ولا يرون في التاريخ سواها. أما في نظر أولئك الذين يعتبرون التاريخ معركة مبادئ فعليٌّ بطلٌ جبّار لا يُشقُّ له غُبار).
تعليقات (8)
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
أخي الصديق الكريم الاديب الشاعر الكيميائي الاستاذ عدنان الظاهر
حيّاك الله وبيّاك ورعاك
أشرقتَ بعد غياب اشتقنا فيه اليك وفي اشراقتك هذه حملتَ لنا موضوعًا لا تحصره مقالةٌ موضوع جميل فيه عمق فكري وبُعدٌ فلسفي وقد شجعني الى كتابة هذا التعليق طلبك من القارئ ان يُفتي برأييه وسأختصر قولي في ابرز نقاطه على قدر فهمي المتواضع وابدأ بالاتي وهو انتصار معاوية في حربه على الامام علي حسب قول ابن خلدون ، عزيزي ابن خلدون لم ينظر الا زاوية واحدة وهو بلوغ معاويه لكرسي الزعامه لكنه اغفل الاسباب التي اوصلته وابرزها هو اغتيال الامام علي على يد الخارجي عبد الرحمن ابن ملجم الذي غير مجرى الاحداث برمتها ولو لم يحصل هذا لكانت حربًا أعدَّ لها الامام علي اكثر من ثلاثين الف مُقاتل وهنا تأتي المصادفة [ الصدفة ] لتُغير الاحداث واني لا أقول عن المصادفة ضرورة لأن المصادفة هي قدرٌ مرسوم حسب الخط الالهي وهذا مالا يُمكن تحديده او التنبؤ به لأنه يتعلق بارادة عُليا سماويه ، وقد ذكرتَ حادث السيارة وحادث الطائرة وهنا أذكرُ لك حوادث مثلها قريبة في زلزال مكسيكوستي في المكسيك أخرجو طفلاً رضيعًا سالمًا معافى من تحت الانقاض بعد مضي أيام وكذلك في التوسنامي الذي ضرب اندنوسيا نجا طفلٌ رضيع موضوعٌ في المهد من الغرق بعد أن امضى ايامًا في مهده وآخرها عبارة الموصل التي غرقت وجدوا طفلة سليمةً قرب سامراء بعد ثلاثة ايام هذه الاحداث نُشرت في التلفاز والصحف ونراها في حوادث في العالم كثيرة وهذا يعطينا اليقين أن للكون خالقًا مُسيّرًا يسيرُ بحكمته ..... يتبع
ردك على التعليق
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
وأمّا عن قولك أن ماركس علمنا [ أن الصراع الطبقي هو المحرك التأريخي ] فهذا صحيح ولكن قد سبقه في هذا قول الباري عزّ وجل حيث يقول [ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض الى آخر الايه ] وقوله أيضًا [ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لَهُدمت جوامع ومساجد يذكر فيها الله ]
وهذا هو الله الذي خلقَ كلَّ شيءٍ ثم هدى .
وان مَنْ جردّ المصادفة من بعدها الحقيقي فهذا هو الجهل بعينه .
خالص ودّي عاطر بأطيب التحايا لك اخي واستاذي مع الدعاء بالصحة والسلامة.
الحاج عطا
ردك على التعليق
عدنان الظاهر
أهلاً بكم عزيزي الأستاذ الحاج عطا أبا يوسف ونجل اليوسف ... تحية وسلام وبعد /
لا إعتراض عندي على ما قد قلت فرأيك محترم واجتهادك موضع تقدير ولكن : كان الإمام علي قبيل مقتله دائم الشكوى إلى حد الياس من تقويم الأمور وإنقاذ الدين الإسلامي. قرأنا في العديد من كتب التأريخ أنَّ عليّاً كان يمشي في طرقات الكوفة مُردّداً عبارة : أين ألقاها ! إمتلآ قلب الإمام الأمير قيحاً من كثرة مماطلات رؤوساء القبائل وأمراء عساكره والتلكؤ عن الإستعداد للحرب مع معاوية بعد حرب صفّين. في موسم الشتاء يقولون هو البرد [ القر ] وفي الصيف يقولون هو الحر ولا طاقة لنا بالقيام لمناجزة معاوية ... ثمَّ خيانة البعض من هؤلاء بقبولهم هدايا وعطايا معاوية ليلتحقوا به أو أنْ يلتزموا الحياد. إنكسر جيش علي ولم يعد قادراً على النهوض بمهام القتال والنصر على جيوش الشام تحت معاوية. كلام إبن خلدون كلام آخر مختلف عمّا تفضّلتَ به.
ثم ذكرتَ أمثلة ثلاثة على نجاة أطفال إثر زلزال مدمر وطوفان طاغٍ وأخيراً حادث مأساة عبّارة الموصل .... بصراحة لم أفهم قصدك بضربك هذه الأمثلة وكنتَ تتكلم عن المصادفة والصُدفة ... أنا عرضت إحدى المقولات المعروفة حول الصدفة والضرورة ومن أنْ لا من صدفة إلاّ لضرورة وقدمت مثالين فقط لتوضيح وجهة نظري واعتراضي على تلك المقولة ... فأين الصدفة وأين الضرورة في أمثلتك ؟ مقالي مفتوح للمناقشة وأنا أرحب بكل تعليق أو شرح أو إضافة تفيدني والقرّاء الكرام وتعمّق من فهمي لأمور كثيرة تضمنها هذا المقال خاصة موضوعات التطور البشري وأسباب كبوة الإشتراكية وانتصار الرأسمالية ومقومات النصر المحجّل والمُبين للإشتراكية على الرأسماليّة على صعيد العالم أجمع .... ليتك تناولتَ هذا الموضوع أو أية جزئية فيه لأكونّنَ لك من الشاكرين عزيزي أيا يوسف.
ردك على التعليق
الحاج عطا الحاج يوسف منصور عدنان الظاهر
أخي واستاذي الكريم أبا امثل
جوابك جميل ورائع وما ذكرته عن الامام علي صحيح وازيدك في الشعر بيتًا فقد قال في احدى خطبه ولا اتذكر نصّه ولكني اتذكرُ معناه وهو أن يُبادلَ عشرة جنود من جنوده بواحد من جنود معاوية وذلك لطاعة جنود معاوية لمعاويه وعصيان جنود الامام وتمردهم عليه وكان الامام قبل مقتله قد أعدّ جيشًا قبل اغتياله تولى مسؤولية قيادته الامام الحسن من بعده وعَمَلَ معاوية وعَمرو ابن العاص على تفكيكه بالرشى والاغراء لقادة الجيش بالامارة حتى وصل الامر الى طعن الامام الحسن في ساقه وانتهى الامر بالمصالحة التي كُتِبَتْ بتولي الامام الحسن الخلافة من بعد وفاة معاوية والتي مزقها معاوية ووضعها تحت قدميه في أول خطبةٍ له على منبر الكوفة أمام الامة الاسلامية غايتي في هذا الاستشهاد أنّ الحياة التي نعيشها هي مخاض وصراع بين نزعة الخير والشر ولا معنى للمصادفة وانما هو قدر مرسوم لحكمة ربانية والضرورة التي تحصل هي ماجاء وفق المقدر من الباري وما ذكرتُ لك عن الاطفال والحوادث هو أن الموت والحياة لا يكون الا بقدرٍ مقدور من رب العالمين وعلى هذا نستطيع أن نبني كل ما دار ويدور في هذه المعمورة من صغيرها كأفراد الى أممها كدول والتي حدد الباري نهايتها بالصالحين حيث قال [ ويرثها عبادي الصالحون ] .
أمّا رأيُ ابن خلدون فلا أعول عليه وقد اوضحتُ رايي فيه .
احترامي وتقديري لك أخي الكريم وصديقي العزيز .
الحاج عطا
ردك على التعليق
عبد الله الشيخ
قراءة التاريخ بمسلمات مسبقة فشل ذريع، فعلي لم يكن زاهداً قط، كان محباً للدنيا أكثر من معاوية، إن لم يكن بمستوى معاوية، لكنه يؤمن بالتقية، وهي ما جعله يختار تغليف مطامعه المادية بظاهر التدين. اقرأ صفحات من تاريخ الإسلام السياسي لهادي العلوي، فسوف تذهل للحقائق التي ذكرها، علي الوحيد من الخلفاء الراشدين الذي احتفظ بالملايين بينما مات أبو بكر وعمر وعثمان ولم يكن في حوزتهم درهم واحد، عمر لم يملك شيئاً طيلة حياته، وأبو بكر وعثمان تبرعا بكل ما يملكان، وتركا أولادهما بلا شيء. علي انتحر بأفعاله القاسية والوحشية وانتهازيته وجرائمه التي لا تحصى، فهو الوحيد الذي قتل ٥٠٠ رجل من بني قريضة، بنفسه، سبعون بالمئة منهم اطفال، وهو الذي خدع الخوارج بشعارته فاعتزلوه، ولم يكن يرأف بصغير أو شيخ وقتل ٣٠ الف رجل منهم، فقتله أحدهم انتقاماً. الاتكاء على هذه العائلة الفاسدة دمر التاريخ العربي والإسلامين وسحقه. وأكبر دليل على ذلك ذريتهم الفاسدة التي تحكمت بالشعبين الإيراني والعراقي. واستعمالهم شتى الوئائل لآبادة الجماهير. فإن اردت كتابة التاريخ بنزاهة تخلَ عن العقائد، صحيحة أو باطلة. فمعاوية بكل المقاييس أفضل من علي، وأنزه، وما لجوء معاوية الى الدهاء إلا كونه يخشى من سيادة الغوغاء والأنذال.
ردك على التعليق
الحاج عطا الحاج يوسف منصور عبد الله الشيخ
المحترم عبد الله الشيخ
اذا كنتَ ممن اخذ التأريخ من جماعة ابي هُريرة وامثالهم فلا جدوى من النقاش ولكني أتوقع أنك تُريد أن تصل الى الحقيقة فأقول: ان العائلة التي اتهمتها بالفساد من دون حجة ولا دليل هذه العائلة طهرها الله رب العالمين في كتابه المبين وقوله [ انما يُريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيرا ] فهل كلامك صحيح ام كلام رب العالمين واما ماذكره هادي العلوي فهذا الرجل لا يَمتُّ الى الاسلام في صلة وقدعاش ومات شيوعيّا ملحدًا وهو رجل غير متوازن في تصرفاته وحسب قول أخيه حسن العلوي : كان اخي هادي ملتزمًا بالدين الى حدّ التصوف وعند وفاة والدتي والقول لأخيه حسن انقلب من الدين المتزمت الى الشيوعية الملحدة هذا هو مرجعكرجل لا يفهم بالدين ولا بالشيوعية الا التطرف وحتى في كتابه عن ابي العلاء فقد اثبتُ جهله واذا شئتَ الرجوع الى قراءتي في كتاب هادي العلوي المنشور في مركز النور أمّا عن قولك كان الامام علي يستعمل التقية فلا أدري من أين أتيت بهذه الرواية وهو الذي يشهد له التأريخ بشجاعته وزهده في الخلافة حين جاؤوه الى داره وقد وطيء الحسنان من شدة زحام الناس على داره وله خطبةٌ تشهد له في نهج البلاغة يذكرُ فيها هذا وأمّا عن قولك أنه كان يحتفظ بالملايين فقد اضحكتني هل كنتَ ممن أجرى الجرد على مدّخراته أنك ترمي من زكاه الله ورسوله بالتقوى وتُبرئَ الذين كنزوا وافسدوا وتمادوا في سلب حق بينه الله في خطبةٍ لرسوله في يوم الغدير .
هذا ما وددتُ أن ابينه لك عسى أن تكون مخدوعًا أو جاهلاً بالحقائق وآخر القولي
انا لله وانا اليه راجعون .
الحاج عطا
ردك على التعليق
عدنان الظاهر
أُمسيتكم هذه بهيجة بكم /
هل احتفظتَ بمقالك حول هادي العلوي وأبي العلاء المعري ؟ ليتني أطّلع عليه فلي تحفظات على هذا الكتاب.
أكون شاكراً .
تصبحون على خير .
ردك على التعليق
الحاج عطا الحاج يوسف منصور عدنان الظاهر
وصباحكم مشرق بالسعادة والسرور
نعم هو ضمن منشوراتي الموجودة في موقع مركز النور
الحاج عطا
ردك على التعليق
الدكتور عدنان الظاهر
1 day ago
#181969
سلامٌ عليك عزيزي الدكتور طه جزّاع /
أقدّمُ جزيل شكري لحضرتكَ أنك توقظني ببعض ما تكتب من سباتي المفروض عليَّ بفعل قوىً خارجية لا طاقةَ لي بما تفعل. فاليوم أثارني ما قلتَ عن البحر والموجات البحرية كمثل على ثبات الماء وعدم صحة فكرة الجدو هيراقليطس عن الحركة والثبات إذْ قلتَ ( ويمكن القول بهذا الشأن أن نظرية هيراقليطس تمثل نصف الحقيقة، فإذا كنا نرى الأمواج في ظاهر البحر وهي في حركة دائمة، فالبحر في هيكله الكبير ثابت الأركان ). خالفتَ عزيزي أُستاذ طه بقولك الجدو هيراقليطيس ودايالكتيك كلِّ مِن الخال هيكل المثالي ( الواقف على رأسه ] ودايالكتيك العم ماركس المادي [ الواقف على قدميه ]. التغيّر هو حركة زمكانية تحدث في الزمان والمكان والحركة هي نتاج تنازع أو تناقض أو تضاد بين نقيضين فهل للبحر نقيض وما هو ؟ أما قولك إنَّ البحر ثابت فهذا قول غير صحيح البتّة لماذا ؟ لأنَّ البحر جزء من كل والأرض هنا هي الكل والأرض تتحرك دورانيّاً وبشكل دائم بفعل قوتي التجاذب والتنافر بينها وبين الشمس وكلاهما جزء من كل أكبر بما لا يُقاس هو المجموعة الشمسية والمجرّة الأم. البحر يتحرك إذاً ومعه أمواجه التي تتحرك بفعل قوة خارجية هي الريح هنا. البحر ثابت بفعل قوة الجذب الأرضي وإلاّ لتبخر ماؤه وجفَّ هذا البحر وكل أمواه الكرة الأرضية. والبحر يتحرك حركة أخرى بفعل قرب وبعد القمر عنه فيحدث المدُّ والجزرُ المعروفان. حسب الدايالكتيك المادي كل شئ يتحرك ومع كل حركة يحصل تغيّر وهذه الحركة هي نتاج الصراع بين نقيضين ... الحركة في الكون هي حاصل صراع المتناقضات وإنها { الدينامو } المُحرِّك وهي نار هيراقليطس وبروميثيوس. أما مثالك عن الإنسان الذي يموت لكنَّ الموت ثابت فهذا مثال يخضع لمقولة أخرى هي التراكم الكمي والتغيّر النوعي فبتراكم السنين ( الزمان ) يكبر الإنسان ويهرم ثم يموت والموت هنا هو التغيّر النوعي والموت ، العدم، هو ضديد الحياة كما نعلم. الموضوع بحاجة ماسة إلى وقفة أكثر طولاً ولكن ! نعم، لكنْ. تحياتي وسلامي عزيزي الدكتور طه الرجل الذي لا يعرف الجزع.
1- لا زمن بدون حركة ، الزمنُ مرتبط بها ويمثّلُ مظهرها والزمن لا يُرى. الزمن بالنسبة للإنسان مرتبط وثيقاً بدوران الأرض حول نفسها [ الليل والنهار ] ودورانها حول الشمس [ الفصول الأربعة ]. الإنسان هو خالق مفهوم الزمن ولا من زمن بدون هذا الإنسان. هل في هذا الكون الهائل الذي لا حدود له مَن يُفكّر أو يتأثر بالزمن أو مرّ الزمن كالإنسان ؟
2- مسألة الرجوع بالزمن للوراء : هذا أمر مستحيل حاوله العلماءُ نظرياً أو لم يحاولوه لماذا ؟ ما دام الزمن ( أو شعورنا به .. لا زمنَ من غير الإنسان ) مرتبطاً بحركة الأرض المزدوجة حول نفسها وحول الشمس وحركة الكون الهائل الدائمة والدؤوبة فإنَّ العودة بالزمن إلى الوراء [ السفر بالزمن ] أمر مستحيل لماذا ؟ لأنَّ ذلك يعني رجوع حركة الأرض إلى الوراء بجعلها تدور من الغرب إلى الشرق بدلَ دورانها من الشرق إلى الغرب وهذا أمر محال كما نعلم لحد اليوم ولا بمقدور الفلاسفة وعلماء الفلك والفيزياء إتيانه مهما حاولوا.
3- قرأت اليوم ، الخميس 21 / 12 / 2023 في موقع { المثقف } مقالة عن [ نيتشة ] حول العدمية وهل للحياة من هدف ؟ الجواب أنه ليس للحياة من هدف محدد لأنَّ الإنسان مولودٌ مجرداً من إرادته أو رغبته بهذه الولادة ولا من هدف له يسعى إليه في هذه الحياة. بعد الولادة ونمو الوليد تتفتح أمامه أبواب كثيرة شتى أكثرها وأبلغها أثراً قوة الحياة فيه، القوة التي تشدّه للحياة بوسيلتين [ في الأقل ] لا يمكن مقاومتهما هما الجنس والطعام ولكل منهما أجهزة خاصة في جسده لتلبية ما تطلبان وما تطلبان هو أساساً لضمان مواصلة وإدامة هذه الحياة. أوجدت الطبيعة فينا ما يكفل أمر استمراريتها أبداً وهذا هو هدف الحياة الأكبر الذي يوحي بل ويجعل الكائن الحي [ البشر والحيوان والنبات ] مقتنعاً أنَّ للحياة أهدافاً تستحق لأجلها أنْ يتقبل الإنسان خاصةً وأوّلاً أن يحيى حياته ويواصل مسيرة هي إمتداد لحركة أبدية لا تتوقف بدأت ولن تنتهي هي حركة هذا الكون الذي لا حدَ له ولا يُمكن تصور مقدار ما فيه من مجرّات وكواكب وشموس ونجوم وثقوب سود ومن إشعاعات وفضاءات وما زال الكثير مجهولاً بالنسبة للإنسان. هنا سؤال : هل لهذا الكون العظيم الشاسع من هدف وما هو ؟ لا هدفَ له لكنه موجود بفعل وفضل الحركة الكونية الدائبة بدون توقف أو سكون. الحركة هي مَن أوجد هذا الكون غير المتناهي أي هي خالقه ونحن ، البشر وباقي الكائنات الحية ، إمتداد لهذا الكون أجسادنا وكل ما فينا من مادته. إذا كان الكون خالياً من أي هدف لوجوده فكيف يكون لِمَن خلقَ هذا الكونُ أية أهداف ؟ الهدف الوحيد والأعظم هو إستمرارية وديمومة هذا الكون .. لماذا ؟ ديمومته في حركته التي لا سكونَ لها فهل للبشر مصلحة في هذه الديمومة الكونية المفروضة عليه وما هي ؟ سكون الكون يعني توقفه عن الحركة مما يؤدي إلى إرتطام مجراته وما يتبعها ببعضها الأمر الذي يُفضي إلى إحتراق الكون ومن ثمَّ نشوء كون جديد ومواد جديدة غير معروفة في يومنا هذا وطبيعي يعني هذا الإحتراقُ فناءَ الإنسان !
الدكتور عدنان الظاهر
تشرين الثاني 2024
دايالكتيك 5
محاولات في الجدل المادي
الدكتور عدنان الظاهر
1 day ago
#181969
سلامٌ عليك عزيزي الدكتور طه جزّاع /
أقدّمُ جزيل شكري لحضرتكَ أنك توقظني ببعض ما تكتب من سباتي المفروض عليَّ بفعل قوىً خارجية لا طاقةَ لي بما تفعل. فاليوم أثارني ما قلتَ عن البحر والموجات البحرية كمثل على ثبات الماء وعدم صحة فكرة الجدو هيراقليطس عن الحركة والثبات إذْ قلتَ ( ويمكن القول بهذا الشأن أن نظرية هيراقليطس تمثل نصف الحقيقة، فإذا كنا نرى الأمواج في ظاهر البحر وهي في حركة دائمة، فالبحر في هيكله الكبير ثابت الأركان ). خالفتَ عزيزي أُستاذ طه بقولك الجدو هيراقليطيس ودايالكتيك كلِّ مِن الخال هيكل المثالي ( الواقف على رأسه ] ودايالكتيك العم ماركس المادي [ الواقف على قدميه ]. التغيّر هو حركة زمكانية تحدث في الزمان والمكان والحركة هي نتاج تنازع أو تناقض أو تضاد بين نقيضين فهل للبحر نقيض وما هو ؟ أما قولك إنَّ البحر ثابت فهذا قول غير صحيح البتّة لماذا ؟ لأنَّ البحر جزء من كل والأرض هنا هي الكل والأرض تتحرك دورانيّاً وبشكل دائم بفعل قوتي التجاذب والتنافر بينها وبين الشمس وكلاهما جزء من كل أكبر بما لا يُقاس هو المجموعة الشمسية والمجرّة الأم. البحر يتحرك إذاً ومعه أمواجه التي تتحرك بفعل قوة خارجية هي الريح هنا. البحر ثابت بفعل قوة الجذب الأرضي وإلاّ لتبخر ماؤه وجفَّ هذا البحر وكل أمواه الكرة الأرضية. والبحر يتحرك حركة أخرى بفعل قرب وبعد القمر عنه فيحدث المدُّ والجزرُ المعروفان. حسب الدايالكتيك المادي كل شئ يتحرك ومع كل حركة يحصل تغيّر وهذه الحركة هي نتاج الصراع بين نقيضين ... الحركة في الكون هي حاصل صراع المتناقضات وإنها { الدينامو } المُحرِّك وهي نار هيراقليطس وبروميثيوس. أما مثالك عن الإنسان الذي يموت لكنَّ الموت ثابت فهذا مثال يخضع لمقولة أخرى هي التراكم الكمي والتغيّر النوعي فبتراكم السنين ( الزمان ) يكبر الإنسان ويهرم ثم يموت والموت هنا هو التغيّر النوعي والموت ، العدم، هو ضديد الحياة كما نعلم. الموضوع بحاجة ماسة إلى وقفة أكثر طولاً ولكن ! نعم، لكنْ. تحياتي وسلامي عزيزي الدكتور طه الرجل الذي لا يعرف الجزع.