اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1411)- المقام العراقي رواية العراقيين - 17

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1411)

المقام العراقي رواية العراقيين - 17

 

من كتاب (المقام العراقي في مئة عام)

تحت عنوان داخلي مركزي

المقام العراقي رواية العراقيين - 17

 

 

في تطور الاداء المقامي

إن مسالة ما اذا كان المغنون المبدعون الذين برزوا بعد الانتشار الهائل للطريقة القبانجية قد عرفوا مضامين النتاجات المقامية لاسلافهم المغنين والى أي حد معين، فذلك ليس بمهم..! وانما المهم هو ان هؤلاء المغنون المبدعون يواصلون ابداعهم ويوسعوا اتجاهات اسلافهم المغنين..! وانتباهة الى نتاجاتهم، نراها تزخر بامثال هذه الابداعات.ونجد في نتاجات الغناء المقامي لدى كل مغني النصف الاول من القرن العشرين، توهّجاً مفاجئاً يقترب من النجاح في الغناء بصورة كبيرة او بسيطة في آن واحد..! ويكمن توسيع المغنين الابداعيين في هذه الحقبة لابداعاتهم المقامية لاتجاه اسلافهم من المغنين الكبار. امثال احمد الزيدان وخليل رباز وحمد بن جاسم ابو حميد ورشيد القندرجي ومحمد القبانجي. وبصورة رئيسة حين يبرز على نحو اقوى بكثير مما فعله الاسلاف من المغنين في نواحيهم الفنية في الغناء.فذلك يعني ان اؤلئك الاسلاف رسموا الخطوط العريضة العامة للاصول التقليدية التاريخية للاداء المقامي التاريخي، وعملوا على تثبيت المبادىء الاساسية وجهزوها لللاحقين قبل فورة التطور الهائل للصناعة التكنولوجية ومن ضمنها اجهزة الحفظ والتسجيل والنشر والتوزيع والاتصال بصدق حياتي رائع. ومع ذلك ففي الوقت الذي يترك فيه المغنين الابداعيين في النصف الاول من القرن العشرين نتاجات غنائية مقامية عراقية تتسم ببعض الثقافة الفنية والعلمية. فان ذلك لا يبدو انه كافيا..! لأن النواحي الفنية والعلمية تطورت في هذه الحقبة كثيرا. اذ يعوزهم دقة التعبير عن الواقع السريع للتحوّلات التي عاصرت وما تزال الى يومنا هذا، التطورات السريعة للحياة الفنية والعلمية. لقصور في الرؤية المستقبلية وعدم امكانية اللحاق بسرعة هذه التطورات ومواكبتها بعمق بصورة عامة.انه أمر واقعي، انها اماني صادقة في ردم هذه الفجوة، واصيلة لأنها تكشف عن عظمة انسانية ضمن ظروف محددة ومؤكدة.

       ان الغناء الفني لكل من المغنين السابقين ومغني القرن العشرين وحتى يومنا هذا. ينطوي على شرط تعبيري ملحمي، وهذا الشرط لكل المؤدين بصورة عامة يعبر عن حقيقة انسانية عميقة.والشيء المهم بالنسبة لهم جميعا، هو الكشف عن تلك الامكانيات الانسانية في التعبير، الامكانيات الاصيلة الواسعة لدى الانسان الموجودة دائما بصورة مستترة، بصورة خفية فيه. والتي تظهر فجاة بقوة هائلة الى السطح في كل مناسبة كبيرة يحتاج فيها الانسان للتعبير عن خصوصياته التي لم يكن له ارادة في تكوينها..! لأنه اكتسبها بفطرته بصورة تلقائية وعفوية من نشأته وبيئته وتاريخه ومجتمعه.تظهر مع كل اضطراب عميق في الحياة الاجتماعية والحياة الشخصية. ومن العظمة ان هذه الازمات الانسانية تعتمد الى حد كبير، على حقيقة ان هذه القوى الخفية هي دائما كامنة في الناس وانها لا تحتاج الا الى المناسبة او الفرصة للظهور على السطح.وهنا يبرز الشرط التعبيري لهذه الشخوص المؤدية من الفنانين بخصوصياتهم، لنحصل بعد اداء رسالتها على نسبة جيدة من العمومية لهذه الظاهرة التعبيرية.

لم يكن رشيد القندرجي او نجم الشيخلي، بل وحتى محمد القبانجي في نتاجاتهم الغنائية للمقامات العراقية. في حالة يرغبون فيها ان يقدموا اكثر من التعبير عن الواقع الخصوصي للمضامين البيئية والوطنية. فقد كانوا يرغبون في ان يظهروا اعماق امكاناتهم التعبيرية عن واقع الحياة المعاشة في مجتمعهم.هذه الرغبة الانسانيةوالطموحات الكبيرة والواسعة، هي التي جعلتهم، او هي التي اوصلتهم الى هذه الدرجة من التعبير عن واقعهم الاجتماعي والثقافي. وهكذا تكون الابداعات هي التي تجعل حياة الانسان كبيرة بمعانيها. وبهذه الحقائق القائمة على صدق التصوير الانساني والتاريخي يجعل كل هؤلاء المغنين،التاريخ حيا..!فهم يقدمون خصوصياتهم التعبيرية، بوصفها سلسلة من الازمات الكبيرة التي تحدث في حياتهم. واسباب تطور القلة من المغنين ليصبحوا مغنين كبارا.هو طرحهم سلسلةغير منقطعة عن هذه الازمات الابداعية الواعية وغير الواعية.انهم يؤكدون هذا الابداع وهذا التطور وهذا الصدق التام في تعبيراتهم الوطنية. فهم وطنيون، وهم فخورون بذلك، وهو امر طبيعي وحيوي لعمل نتاجات غنائية مقامية حقيقية خالدة. أي نتاجات تقرِّب الماضي الينا وتسمح لنا بأن نعيش وجوده الفعلي والحقيقي وبدون علاقة بالحاضر محسوسة..! على الرغم من ان تصوير الماضي شيء يكاد يكون مستحيلاً، بل هو مستحيلا فعلا. الا ان هذه العلاقة في حالة الفنون التراثية والتاريخية يمكن لها ان تقرِّب لنا التاريخ بصورة تقريبية حسّيّة نعيشها بتلذذ.

       على كل حال،بهذه الصورة تُبعث الى الحياة تلك المبادىء الفنية الموضوعية في الغناء المقامي التي تستند اليها فعلاً القيم الادائية والقيم الخصوصية في التعبير. وبها اصبح المغنون الكبار امثال عبدالرحمن ولي ورحمة الله شلتاغ واحمد الزيدان وخليل رباز وحمد بن جاسم ابو حميد وجميل البغدادي ورشيد القندرجي وعباس كمبير ونجم الشيخلي ويوسف حُريْش ومحمد القبانجي.الممثلين الحقيقيين لعصورهم.فقوتهم تكمن بالضبط في تعبيراتهم الواقعية لخصوصية البيئة والوطن.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صورة واحدة / شاعر العرب الكبير عبد الرزاق عبد الواحد مدير معهد الدراسات النغمية العراقي يتوسط الصورة بين مجموعة من الطلبة في ختام الحفلة السنوية لاساتذة وطلبة المعهد عام 1978 في قاعة الخلد ببغداد. من اليمين محمد عطا واختا هيثم شعوبي الواقف بجانبهما "كوثر وايمان" ثم حسين احمد شريف وغانم غاوي وحسين الاعظمي والاستاذ غانم حداد ويحيى الجابري ومحي مجيد. وفي الامام محمد كمر وكريم محمد حسن.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.