اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

المؤتمر الكلداني بين الوحدة والتفرقة -//- جرجيس يونان خوشابة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

المؤتمر الكلداني بين الوحدة والتفرقة

جرجيس يونان خوشابة

في أواسط شهر أيار الجاري وبإشراف المنبر الديمقراطي الكلداني الموحّد المتواجد على الساحة الأميركية، تم عقد ما يسمى بـ(المؤتمر القومي الكلداني) وذلك تحت شعار (وحدتنا القومية ضمانة لنيل حقوقنا القومية والوطنية) وبحضور بعض الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية الكلدانية من ذوي التوجهات السياسية والفكرية المعروفة سلفاً في أوساط شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، وأغلب هؤلاء يقيم خارج الوطن بعيداً عن الساحة الحقيقية لشعبنا وعن همومها اليومية القاسية التي تثقل صدور أبناء هذا الشعب عبرَ معاناةٍ رهيبةٍ متواصلةٍ خاصةً في ظل الأجواء الأمنية والاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يشهدها العراق اليوم وبالذات في المناطق الساخنة منه مثل بغداد والموصل والبصرة وكركوك حيث يتعرضون للقتل والتهجير والنهب على أيدي العصابات الإجرامية والإرهابية الدموية، فإضطروا إلى ترك بيوتهم ومحلات أعمالهم واللجوء إلى مدن الإقليم وإلى الدول المجاورة بل وتشتتوا في مختلف دول العالم. أن ما لفت إنتباهي من خلال متابعة أحداث هذا المؤتمر عن طريق المنتديات والمواقع الالكترونية المختلفة هو  مجرد "شعاره" البرّاق الذي يصلح لأن يكون عنواناً يجتمع تحت سقفه كل أبناء أمتنا الواحدة. لأننا  أمة واحدة وشعبٌ واحدٌ وقومية واحدة لا تتجزأ مهما كانت الظروف، وأقول للقائمين على أمثال هذه التجمعات التي يطلق عليها زيفاً اسم "المؤتمرات" إن مفعولها  سيزول بمجرد انتهاء أعمالكم وعودتكم إلى بيوتكم لأن أبناء شعبنا وفي مقدمتهم السياسيين الكلدان واعون ويدركون مدى خطورة تقسيم شعبنا وكل النتائج السلبية التي تترتب على مستقبله ومصيره  من جراء هذه الأفكار الانقسامية الهدامة. فإن شعار تجّمعكم يشير إلى وحدة شعبنا. فهل إن هذه الوحدة تتم بفصل الكلداني عن أخويهِ الآشوري والسرياني؟! راجعوا كتب التاريخ والجغرافيا. ألم نكن كنيسةً واحدة وتاريخاً واحداً ومصيراً واحداً؟ فأين الاختلاف في خصوصيتنا القومية يا أساتذة؟! يقيناً إن الاختلاف الوحيد بيننا هو في المجال السياسي والذي تقف وراءه المكاسب الشخصية والمناصب والكراسي. فالذي يريد أن يعمل لمصلحة شعبهِ لا يُفرقه إلى مللٍ وطوائف دينية، ولقد احتار الجميع من مسألة تسميتنا بسبب توجهاتكم الغير منطقية، وأصبح خيارهم الوحيد والمُفّضل هو إطلاق التسمية أو الصفة الدينية علينا بعد أن تراكمت خلافاتنا، وكأن تاريخ وجودنا يبدأ من زمن إعتناقنا المسيحية. هنا أوجه سؤالي إلى هؤلاء الذين تجمعوا في مدينة مِشيغان الأميركية: لماذا تحاولون دائماً تعميق الجرح؟ لماذا تسعون ليل نهار لإحداثِ شرخٍ في جسد هذه الأمة؟ وأين الوحدة التي تُنشدونها وتجعلونها شعاراً "لتجمعكم" بل لإحتفاليتكم الشعبية التي تضمنت إلقاء بعض المحاضرات الدينية حول تأريخ الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية التي انفصلت عن الكنيسة الأم كنيسة المشرق في العام 1552م. إنكم إرتكبتم خطأ كبيراً بعدم التطرق الى القواسم المشتركة بين التسميات الثلاثة وكيفية ايجاد الحلول لمخرج علمي ومنطقي وتاريخي. فهل إن الوحدة التي تبحثون عنها هي بين الكلدان أنفسهم فقط؟ إذ لم ترد مفردة (الآشوري) سوى مرةٍ واحدةٍ وفي رسالة المطران سرهد جمو، أما مفردة (السرياني) فإنها لم تكن موجودة على الإطلاق لقد كان أملنا بأن تشعروا قليلاً بخطورة المرحلة والتحديات الجمة التي يواجهها أبناء شعبنا من جراء الأحداث والتغيرات التي حصلت ولا تزال تحصل في المنطقة وخاصةً في دول الجوار. وما أثار الاستغراب حقاً هو الإشارة إلى رسالة البطريرك مار لويس ساكو  في آخر فقرات المنهاج ودون التطرق إلى مضمونها حيث يبدو أنها لم تنل أي اهتمامٍ يُذكر!!، بينما تمت قراءة رسالة المطران سرهد جمو بكاملها بالإضافة إلى كلمة المطران السابق باوي سورو، فيا للعجب حين يتم التعتيم على رسالة أكبر مرجع ديني للكلدان في العالم والذي يحرص دائماً على نشر المحبة والوحدة بين المسيحيين ومن كل الطوائف، لكن المُرّ لم يتوقف عند هذا الحد إذ ظهر من خلال الكلمات والخطب التي ألقيت من خلف المنبر بأنها تحمل انتقاداتٍ لبعض تصريحاته الأخيرة وخاصةً ما يتعلق منها بالعمل على إجراء إصلاحاتٍ داخلية في الكنيسة. وعلى العموم فإن البيان الختامي سوف لن يحمل في طياته سوى نتائج سلبية محضة وهذا ما لا يُسرّ أحداً غير القائمين على كتابته من الحالمين بتقسيم شعبنا وزيادة التصدعات في هياكله عن طريق نشر الأفكار الهدامة والمشوّهة لوجوده وتاريخه وحقوقه القومية والوطنية والتي يلفها الغبن والتهميش بسبب هذه الخطوات المنحرفة والطائشة  التي لا تأبه إطلاقاً بقضية شعبنا ومصيره. فليعلم هؤلاء بأن الكلدان المناضلين في الساحة القومية في داخل الوطن متمسكون بالعمل القومي المشترك ونعمل معنا في نفس الخندق، وهم يرفضون حتماً كل التوجهات الانقسامية الخاطئة وهذا هو دأبهم في كل الظروف. فاتقوا الله أيها القوم وكفاكم متاجرةً وتلاعباً بمصير شعبنا.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.