اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

"القرية المزبلة"- قصة قصيرة// نبيلة الشلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيلة الشلي

 

"القرية المزبلة"- قصة قصيرة

نبيلة الشلي

 

يحكى أنه في أحد الأزمان الغابرة كان هناك قرية إسمها مزبلة، لأنها فعلا كانت مزبلة: الجميع يرمون بأزبالهم في الطرقات وبيوتهم تفتقر للنظافة. قرر أحد سكان القرية، وكان اسمه سليم، العناية بمنزله. فرتبه ونظفه وأعاد طلاءه من الداخل والخارج ، ووضع ألأغراس الجميلة عند باب المنزل وفي محيطه أيضا. فكان يدخل الى منزله يشعر بالراحة والطمأنينة، ولكنه كلما نظر من النافذة أو اُضطر للخروج ، وجد حوله مزبلة... وكان في كل مرة يحدث نفسه قائلا : لا يهم المهم أنني أصبح عندي الوعي الكافي للعناية بمنزلي وصحتي. ظل سليم سعيدا في منزله الذي أضحى يبدو قصرا وسط المزبلة، ولكنه كان يضطر لتحمل الروائح الكريهة والحشرات الضارة كلما اُضطر للخروج للضرورة. ومضى على هذا الحال بضع شهور فقط ، الى ان بدأت روائح الأزبال أمام بيته تجتاح المنزل اجتياحا والحشرات الضارة تشاركه المسكن وتسرق ما أمكنها من المأكل. بل إن الأمر تطور لظهور فئران شرسة تقتحم بيته كل حين وحين... في أحد الأيام خرج سليم لشرفة بيته وألقى نظرة على المدينة من حوله، وقال: صحيح أنني وجدت الحل لنفسي ...  ولكن أصبح لا بد من حل جماعي، وإلا فإن كل ما بدلته من جهد سوف يضيع سدى. بدأ سعيد بجاره المقرب، استدعاه لشرب الشاي مساء ذلك اليوم. جاره أعجب كثيرا بجمال المكان وتمنى لو استطاع أن يجعل هو أيضا من بيته قصرا بديعا. وطبعا لم يدعه سليم إلا وقد قرر هو الآخر عمل تغيير جبري في منزله: فزينه ونظفه ونظمه وأزاح الأزبال من أمامه ووضع أمامها أصاصيص  الأغراس الجميلة. ومعا اتبعا نفس الخطة مع باقي الجيران: كل منهما في يوم يستضيف أحدا من سكان الحي...  وهكذا حتى انتشر السلوك الجميل في القرية  واجتاح جميع بيوتها. وأصبح للآزبال مكان مخصص لها، وتم خلق وظيفة جديدة اسمها "عامل النظافة" الذي يقوم بتفريغ حاويات القمامة في شاحنة كبيرة وأخدها بعيدا عن مكان السكان. وأيضا تم بناء مصنع خاص للتخلص من هذه الأزبال بإعادت تدويرها. وهكذا تم تشغيل العديد من الشباب واعالة العديد من الأسر وتحسين الدخل لأسر أخرى.

الآن حين يطل سليم من شرفته يرى منظرا بهيجا بالأغراس والأشجار والحدائق الجميلة على مقربة كل بيت، ويرى منظرا مهيبا من الشباب وهم يتجهون لعملهم بكل نشاط صباح كل يوم. وعوضا عن الرائحة الكريهة أصبح يتنعم في عبق الزهور.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.