اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لابد من معالجة التلوث الجوي لوسائط النقل مع اوروبا// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

لابد من معالجة التلوث الجوي لوسائط النقل مع اوروبا

سعد السعيدي

 

يوما بعد يوم يتقدم العمل في ميناء الفاو الكبير ومعه القناة الجافة التي سينتهي العمل بانشائها في وقت ما في المستقبل. وهذه الاخيرة هي ليست إلا خط للسكك الحديدية ومعه ايضا الطرق البرية للشاحنات. مع كل هذه الانشاءات لا ندري إن جرى الانتباه الى نتيجة ستتولد من الاستخدام المستمر لهذه المنشآت. هذه النتيجة هي التلوث الجوي.

 

يتسبب استخدام السكك الحديدية والطرق البرية في اطلاق الانبعاثات الجوية للغازات المضرة بالبيئة اولا وبالصحة ثانيا. ومن الطبيعي انه ستزداد هذه الآثار كلما اشتد استخدام هذه البنى التحتية. هذه الانبعاثات ستظهر من خلال استخدام طرق وسكك البلد الرابطة من اقصى شماله حيث منفذ دخول وخروج وسائط النقل هذه حتى اقصى جنوبه حيث ينتهي بميناء الفاو. ستستخدم كل القطارات وقود الديزل في تنقلها دون الاخرى الكهربائية. وهذه وإن كان احتمال استخدامها ضئيلا إلا انها لن تحل المشكلة ولا حتى جزءا منها. والسبب هو انه سيتوجب لتوفير الكهرباء لهذه القطارات ان تعمل المحطات الكهربائية اكثر من المعتاد. ويتوجب لهذا زيادة حصتها من الوقود. والوقود الوحيد المتوفر في العراق حاليا هو اما النفط الاسود او الغاز الذي تحاول الآن حكومة السوداني البدء باستغلاله. لذلك ستبقى الانبعاثات المضرة بالصحة والبيئة هي هي لم تتغير. والشيء الوحيد الذي ربما سيتحقق مع استخدام القطارات الكهربائية هو فقط نقل مصدر التلوث الى مناطق محطات توليد الكهرباء. ومع انبعاثات وسائط النقل البرية هذه يتوجب التفكير ايضا بالانبعاثات التي ستولدها محركات السفن التجارية التي ستأتي الى ميناء الفاو الجديد لتفريغ او تحميل الحمولات منه وفيه. فهذه سترتفع اعدادها خصوصا عندما نتكلم عن 99 رصيفا جديدا للميناء الجديد. ومع هذه لا ندري كم قطار سنحتاج لنقل حمولة كل سفينة برا الى وجهتها النهائية في اوروبا وبالعكس. نحسب انه لم ينتبه احد الى هذه الامور سابقا. وهذا طبعا دون التفكير بالضجيج للمناطق السكنية المحاذية للطرق وخطوط السكك الذي سيسببه مرور وسائط النقل هذه.

 

يتوجب إذن التفكير بطرق تقليل الانبعاثات هذه. هناك طبعا فكرة زراعة الاشجار على طول الطرق المستخدمة. فالاشجار ستمتص اجزاءاً كبيرة من انبعاثات الكاربون. إلا انها ليست قادرة على امتصاص كل انبعاثات التلوث. فالاشجار لا تمتص الكاربون إلا صباحا حيث انها تنام ليلا. ولا ندري كم ستكون تكاليف اقامة احزمة الاشجار هذه وكم سنحتاج منها. فلا يمكن للعراق ان يكون مصدرا اضافيا للتلوث فوق ما يتسبب به منه اصلا. وعليه في كل الاحوال المشاركة في تقليل بصمة انبعاثاته للكربون. ويمكن رفع اجور النقل على وسائط النقل الآنفة مثلا لتغطية هذه التكاليف. بينما مع امر الضجيج فربما يمكن الافادة من التجارب في بعض دول العالم حيث اقيمت جدران عازلة بمواصفات معينة لمنع او تقليل ضجيج القطارات التي تمر وسط المدن او قربها. ولابد في كل الاحوال من التعجيل بانشاء الطرق الحولية او الحلقية في المدن خصوصا العاصمة بغداد لابعاد اخطار زيادة التلوث والضجيج عنها.

 

وهناك ايضا طريقة لتعويض اطلاق هذه الانبعاثات وذلك بزيادة مشاريع الطاقة المتجددة. وهذا التعويض هو ما كان يجب التفكير به مسبقا خصوصا وان العراق هو مساهم رئيسي في اطلاق الانبعاثات الملوثة للبيئة سواء من حيث حرقه الجائر للموارد الغازية او من خلال بيعه للنفط الذي هو ومشتقاته هم مواد تلويث البيئة الرئيسيين.

 

ربما من الممكن ايضا اقتراح مشاركة الدول المستفيدة من طريق التواصل السريع هذا في العراق من خلال مشاركتها في تمويل مشاريع الحفاظ على البيئة لتعويض انبعاثات وسائط النقل هذه. وهو ما يمكن اجراؤه من خلال عقد الاتفاقيات معها.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.