اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الهدف من الحياة// د. عامر ملوكا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عامر ملوكا

 

الهدف من الحياة

د. عامر ملوكا

 

كل انسان يولد على هذه الأرض لابد ان يكون لديه هدف او اهداف قد تولد مع اول تفكير عقلاني للعقل وقد تستمر هذه الأهداف الى يوم مغادرة الانسان هذا الكوكب او تقتصر على مرحلة او مراحل عمرية محددة. ولكي تكون هناك اهداف في الحياة لابد من ان يكون هناك ظروف مكانية او زمانية تسمح لجعل هذه الأهداف قابلة للتحقيق كليا او جزئيا.

 

ولأننا نحن البشر نشترك بسمات او خصائص (المشترك الإنساني) تكون أساسية لتجعلنا مؤهلين بتحقيق هذه الأهداف. ومن أهمها العقيدة وتعرف العقيدة بانها الإيمان المبني على اليقين وهي مجموعة الأشياء والاسس التي يدين بها الانسان ويؤمن بها ويمارسها في حياته. اما المشتركات العامة فهي اشباع الغرائز فنرى الانسان المحروم منها والذي يعيش هذا الحرمان لزمن طويل فقد يكون اهم هدف في حياته هو تحقيق الاكتفاء، وهي مرحلة نشترك بها مع بقية الكائنات الحية والتي تبقى أهدافها الأساسية وقد تكون الوحيدة اشباع هذه الغرائز. والمشترك الثاني العقل وهو هذا الجهاز الغاية في التعقيد وهو المسؤول الأول لإعطاء الانسان هذا التميز والتفوق على بقية الكائنات الحية وهو المسؤول عن السلوك والتفكير والتذكر والادراك والتفكير والتقييم وأيضا إمكانية ربط الماضي بالحاضر وبالمستقبل.

 

المشتركات الأخرى كالأخلاق وحب التملك والبحث عن الحرية وطلب العلم والعمل.

 

لابد ان يكون لنا هدف او اهداف في الحياة، والانسان بدون هدف سوف يعاني من الفراغ الروحي والكأبة النفسية وسوف يدور في حلقة تحقيق اهداف من هم حوله، وسوف يقع فريسة لاستغلال الاخرين. ووجدت الكثير من البحوث بان تواجد هدف او أكثر للإنسان في الحياة سوف تقي الانسان من الكثير من المشاكل النفسية التي سوف تتحول الى عضوية بمرور الزمن. وأكدت هذه الدراسات ان الناس الأكثر سعادة هم الذين يضعون أهدافا لكل مراحل حياتهم ويسعون ويحاربون لتحقيقها. طبيعة هذه الأهداف تعتمد على الكثير من العوامل التي ترتبط بالمرحلة العمرية والمكان وطبيعة الشخص ومستواه التعليمي وطبيعة الظروف والبيئة التي يعيشها. بعض الأهداف تكون شخصية لا تتعدى الذات وبعضها يتسع ليشمل العائلة الصغيرة او الكبيرة وبعضها يتجاوز الى افاق ابعد ليشمل الوطن ومن ثم اهداف ذات بعد انساني لتشمل جميع سكان الكوكب الأرضي. البعض يسعى لتحقيق السعادة والرضا والمجد الشخصي وهناك من يسعى دائما الى التطور والسعي الدائم نحو البحث والدراسة والالمام العلمي والمعرفي بكل الأمور التي تواجه الانسان. والبعض الاخر هدفه العلاقات الإنسانية مع الاخرين والتواصل الإيجابي مع العائلة وافراد المجتمع . والبعض الاخر وخاصة المؤمنين من الديانات السماوية او غيرها يكون هدفهم هو بناء علاقة مع الله من خلال الصلاة والصوم والسلام الروحي والداخلي ويسخر الكثير من وقته لهذه العلاقة الروحية. وهناك من تكون أهدافهم ذات طابع شمولي وانساني تسعى لتحقيق اهداف وانجازات كبيرة كاكتشاف عقار او اختراع يخدم البشرية او بناء مستشفيات او دور لرعاية الايتام وغيرها الكثير.

 

اما اهداف الانسان بشكل عام المسيحي المؤمن بشكل خاص فتعتبر محبة الله والعلاقة مع الله من اهم الأهداف والتي تعتمد على التأمل والصلاة واتباع تعاليم السيد المسيح. ويتجسد ذلك من خلال خدمة الاخر وتقديم يد العون للمحتاجين ومساعدتهم فيشعر المؤمن المسيحي بالسلام الداخلي. ومن هذا المنطلق هل هدفنا بالحياة هو السعادة وبناء المجد الشخصي ام ان هدفنا يتسع أكثر ليمتد الى دائرة أكبر تبتعد كثيرا عن الانا وال نحن لتشمل الانسان كعنوان سامي يعيدا عن كل الصفات والالقاب التي يحملها ان كانت دينية او عرقية ..... الخ. ولنتذكر دائما معظم الأهداف الشخصية مهما عظمت سوف لن تأخذ بعدا إنسانيا كبيرا وكلما خرجت هذه الأهداف عن المجد الشخصي والانا كلما كانت ذات طابع انساني واخذت مكانها الصحيح من الاحترام والتقدير وترسخت في عقول وضمائر كل البشر. الام تيريزا ونيلسون ماندلا مثالا والقائمة تطول.

 

د. عامر ملوكا

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.