اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

محنة العقل بين العولمة والعلمانية// هيثم ملوكا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

هيثم ملوكا

 

محنة العقل بين العولمة والعلمانية

هيثم ملوكا

 

    لا يختلف أثنان بأن البشرية خطت خطوات جبارة وكبيرة في القرن الأخير من عمرالإِنسان على هذا الكوكب. وقد كان أثر التطور العلمي  في كل العلوم واضحاً وضوح الشمس في إِحداث طفرة هائلة  لتسهيل معيشة الأنسان وتنقلهِ والحفاظ عليه وتحسين معيشتهِ . ولو تطرقنا اليها فحدث ولاحرج من أختراع المحركات واكتشاف الطاقة الكهربائية والضوء وما تلاها من أختراعات عظيمة ووووالخ.

بالتأكيدهذه الطفرة الكبيرة قادت الأنسان ان يكتشف ماكان مستحيلا في حصولهِ لقرون طويلة من الزمن.

وقد كان لدور العولمة اثرا كبيرا على الشعوب  حيث أستطاعت العولمة ان تجعل العالم عبارة  عن قرية كونية صغيرة،  مما سهل  على الشعوب الإِستفادة من الثورة العلمية والثقافية والتكامل الإِقتصادي التي غزت كل الدول وأستفادت منها.ومما لاشك به نجحت العولمة  في أن تستبدل علاقات الهيمنة والأستعمار بين الدول الى علاقات تكامل إِقتصادي وسياسي . ورغم كل ماذكرناها من الأمور الجيدة للعولمة في حياة الشعوب ، الا ان هناك من يرى أن العولمة الرأسمالية والإِقتصادية  تبشر بنظام عالمي بلا ضمير .وتعتبر سبب ونذير شُئم لتهديد والقضاء على الشعوب الضعيفة التي تخضع لسياسات الدول القوية المهيمنة عليها عبر دمج اقتصادها الخاص في الاقتصاد العالمي حيث يتم التحكم بها وسلب ثرواتها وقدراتها الاقتصادية ، وخلق الحروب والأزمات الإِجتماعية والإِقتصادية وإِنتشار الفقر والبطالة بين هذه الشعوب المغلوب على أمرها. لا بل يتعدى الأمر الى سلب قرارها الوطني وأضعاف هيمنة الحكومات على الأستقلالية في قراراتها المتعلقة بسيادة الوطن ، كما يحصل في العراق وبعض الدول الأخرى اليوم. والأمثلة كثيرة ، خصوصاً في دول الشرق الأوسط وافريقيا.

اما فيما يخص العلمانية، فالعلمانية يمكن تعريفها بأنها المبدأ القائم على فصل الدين عن الدولة .

أن بداية مفهوم العلمانية يعود الى الفلسفة اليونانية القديمة وفلاسِفتهم مثل (أبيقور 311 ق.م -270 ق.م) ولكنها عُرفت بمفهومها الحديث بعد حرب الثلاثين عام(1685م) بين الكاثوليك والبروتستانت.وأدت الى مقتل 8 مليون أنسان أي حوالي ربع اواكثر من سكان اوربا في تلك الحقبة من الزمن.

 

وقد نشأت العلمانية على يد عددٍ من مفكّري  عصر التنوير مثل جون لوك واروخ ستينوزا وفولتير وفي العصر الحديث امثال كريستوفير هيتشنز بيرتراند رسل.

وجِدت العلمانية نتيجة للتجارب المريرة كما أسلفنا بعد حرب الثلاثين سنة الطويلة بين مذهبين في اوربا . فكانت عقول الفلاسفة والمفكرين أوجدت مفهوم العلمانية لحقن الدماء والكراهية بين الشعوب والدول المختلفة في مذاهبها وأديانها.وقد تم فصل سلطة رجال الدين من مفاصل الدولة . ونجحت العلمانية لعقود طويلة في وقف هذه التناحرات بين المذاهب لكي تستطيع الشعوب التعايش بسلام .ولكن هنا نقطة يجب التوقف عندها وهي ان العلمانية بدأت تنظر الى الأديان نظرة تخوف وازدراء وبالرغم من ان العلمانية جاءت لِإزالة مفهوم التعصب بين الشعوب بحسب معتقداتهم وقبول الآخر. الا ان العلمانية نفسها دخلت في بوتقة التعصب بكل ما يخُص الأديان وتعاليم السماء ومفهومها الراقي لصفاء ونقاء روح الأنسان  وحبه لأخيه الأنسان. لذلك نرى ما حصل في أوربا والغرب وما يحصل اليوم  الغاء لبعض القيم والعلاقات الانسانية التي نظمها الخالق كما يعترف بها المؤمنين أوكما نظمته الطبيعة حسب راي الملحدين . في كلا الحالتين هي عملية هدم للقيم والأخلاق والاُسرة  في المجتمعات. كما نلاحظ ذلك في سن قوانين غريبة ومريبة بزواج المثليين والتشجيع لهذه الحالات وسن قوانين  لحمايتهم  والسماح للمدارس  باعتبار ممارسة العلاقات الجنسية مسألة طبيعية الى حد وصلت احدى الأحصاءيات في امريكا بان  طالبات المدارس الثانوية حملن من سفاحين بنسبة 48% . ناهيك عن حالات الطلاق العالية . هذه الممارسات والقوانيين ، تُعتبر بحق محنة العقل عند من شرعوا أوسنوا مثل هذه القوانيين والمماراسات  اللاأخلاقية والمنافية للطبيعة البشرية. ولذلك نرى بعض المفكرين والعقلاء أدركوا الخطر الذي سيُصيب البشرية وسيُصيب العلاقات الإِنسانية والأُسرية .ولذلك ظهرت مدرسة حديثة ومصطلح جديد يسمى ( مابعد العلمانية ). يقول العالم الأجتماعي والفيلسوف الألماني يورغن هابرماس:-

على العلمانيين ان لا يقوضوا قواعد الأعتراف المتبادل ، ويتساءل هابرماس في نفس الوقت حول ما إذا كان مطلوباً أيضاً أن يخوض الجانب العلماني عملية تعلم مماثلة أيضاً. فإذا استمر المواطنون العلمانيون في تعزيز تحفظاتهم حول الناس ذوي الذهنية الدينية على أنهم أناس لا يمكن أخذهم بجدية، فإنهم يكونون بذلك قد قوضوا القواعد الأساسية للأعتراف المتبادل الذي تقتضيه المشاركة في المواطنة. يقول هابرماس يجب على المواطنين العلمانيين أن يظلوا منفتحين أمام أحتمالات أن التعابير الدينية نفسها يمكن أن يكون لها معنى إذا تمت ترجمتها إلى نصوص علمانية.

بالتأكيد نحن كشعوب نؤمن بوجود الخالق فليسميها البعض القوة الخفية او أي شيْ يسمونهُ وكما يحلو لهُم .  يبقى ان لهذا الكون و والمجرات يد الله التي تُسَي ها ، والإِنسان ليسى سوى مخلوق من خلق الله العظيم وخالق الأكوان. فهل يريد هذا الإِنسان المخلوق الضعيف الذي لاحول له ولاقوة إلا بخالقهِ ،أن يتمردعلى طبيعتهِ البشرية الضعيفة وعلى خالقهِ. فالنتائج إذاً ستكون كارثية على البشرية ، اذا إِستسلمت لعقول تحاول السيطرة على البشرية وتجعلها روبوتات متحركة  مجردة من المشاعر والقيم والعلاقات الإِنسانية والأيمان...

كلمة نائب رئيس التحرير

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.