اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

السعادة// د. عامر ملوكا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عامر ملوكا

 

السعادة

د. عامر ملوكا

 

السعادة كتعريف وكمفهوم تختلف من شخص لأخر وحسب مفهوم مونتين ومن شعب لأخر كما قالت نازك الملائكة. لكل شعب خلطته السرية في إيجاد السعادة.

 

ولهذا وبعد ان تعقدت حياة الانسان كثيرا تعقد أيضا معنى ومفهوم السعادة ولهذا لو توجهنا بالسؤال التالي: ماذا تعني السعادة لك؟ سوف نحصل على إجابات مختلفة او مشوشة. ونستطيع القول بان السعادة الانية او المؤقتة هي تلبية لرغبات وحاجات يفتقدها الانسان ، فالإنسان المحروم من الاكل والشرب قد يجد سعادته في توفير الغذاء والشخص المحروم من الحب والحنان قد يجد سعادته في شخص يحبه ويوفر له الحنان  وشخص محروم من الامن والأمان قد يجد سعادته في توفير الامن والأمان ونستطيع القول هي (تعويض عن النواقص)، كما قال أرسطو؟ او السعادة هي اللذة أو كل ما يرتبط بتحقيقها وبمعنى اخر هو غياب الألم والازعاج مثال ذلك مريض السرطان الذي يتألم كثيرا فنجد سعادته في زوال الألم وان كان بإنهاء حياته الأرضية..  او قد يجد الانسان سعادته في القيم الأخلاقية التي يؤمن بها حسب مفهوم كانط او المؤمن او التقي حسب قول الخطيئة. اما توما الأكويني فيوصف السعادة البشرية التامة تكمن في رؤية الجوهر الإلهي .الطبيعة البشرية للإنسان دائما تبحث عن السعادة في أشياء وامور أخرى حالما تم تحقيق السعادة التي تحققت والتي كان يبحث عنها والفيلسوف اليوناني أبيقور يؤكد ذلك :

 

“لا تفسد ما لديك بالرغبة فيما ليس لديك: تذكر أن ما لديك وما تحقق كان في يوم من الأيام من بين الأشياء التي كنت تتمنى تحقيقها.”

 

ولان عالمنا هو عالم البضائع والمنتجات التي لا تنتهي فسعادة الاقتناء واشباع الرغبات سوف لن يمنحنا السعادة الحقيقة ولابد ان نتعلم من عالم الطبيعة ثورو كيف نستغني وليس كيف نقتني . ويؤكد ذلك سبينوزا (1632-1677) فيصف السعادة بانها " الغبطة التي ندركها حينما نتحرّر من عبوديّة الأهواء ومن الخرافات والأحكام المسبقة “ولابد لنا ان نخاطر من أجل إيقاف هذه السرعة المجنونة لحضارة البضاعة المطلقة.. اما جيرمي بنثام فهو يربط سعادة الأفراد بسعادة المجموع  او الدائرة المحيطة من حولك والدائرة الأكبر المجتمع والشعب (من جاور السعيد بيسعد) .اما باديو فيوصف السعادة بانها متعة المستحيل . وقد يعتقد البعض خطأ بان المال ممكن ان يجلب للإنسان السعادة الدائمة وهو مفهوم خاطئ ، المال ممكن ان يصنع سعادة ولكنها بالتأكيد مؤقتة ، لان الانسان كائن اجتماعي يحتاج الى الحب والاهتمام والعائلة والأصدقاء الحقيقيين وهذه كلها لا يستطيع المال من تحقيقها.

 

 هذا على مستوى الافراد اما على مستوى الدول والشعوب فهناك معايير ومؤشرات وضعت وعليها نستطيع تقييم مدى سعادة هذه الدول ومنها الرفاه الاقتصادي ونظام الحكم والتعليم والحرية الفكرية والمعتقد والصحة ودخل الافراد ومعايير واسس اخرى كثيرة. الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي للسعادة في 20 آذار/مارس على اعتبار أنه سبيل للاعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس في كل أنحاء العالم. اما المفهوم المسيحي للسعادة فهي الشبع الروحي في حضور الله، ولكي يعيش المؤمن حياتا سعيدة وحسب المفهوم الكتابي فلابد للمؤمن من ان يدرك بان السعادة الدنيوية ناقصة وغير مكتملة ولهذا نجد الغير مؤمنين مهما بلغت نجاحاتهم وتظاهروا بتحقيقهم للنجاح  نجدهم الأكثر افتقارا للسعادة الحقيقية والمستقرة والدائمة. وايضا السعادة الحقيقية من وجهة نظر كتابية ليست إنكارًا لصعوبات الحياة، بل القناعة الداخلية التي تأتي من معرفة أننا لسنا وحدنا أبدًا. ويؤكد ذلك الفيلسوف زيجمونت بومان أن السعادة كفاح وليست مكافأة، صراع وليست فرحا دائما، وهذا هو سر الحياة.

 

ويجب على المؤمن الفرح الدائم بوجود الرب وعدم نسيان ذلك في زحمة الحياة. وايضا ان يدرك المؤمن ان هويته في الله ولابد ان نفهم بان السعادة ليست فقط امرا دنيويا مرتبط بأحداث الحياة، بل هي موقف روحي من الثقة والرضا.

 

بعض الأفكار والعادات التي تجعلنا أقرب من ان نكون أكثر سعادة.

 

تذكر كل الأشياء الجميلة في مسيرة حياتك وكيف لو لم تحصل. كاللقاء بزوجتك او قدوم طفلك للحياة او تخرجك من الجامعة. تقديم الشكر والعرفان لكل انسان قدم او حاول ان يقدم لك خدمة او معروفا او حتى ابتسامة ولا تؤجلها وكن سباقا في ذلك. كن كريما وحاول ان تصرف او تساعد الاخرين فان ذلك سوف يجعلك تشعر بسعادة وفرح حقيقيين ويعزز علاقاتنا الاجتماعية مما يقوي روابطنا الاجتماعية مع الاخرين ووجد بان الروابط الاجتماعية تزيد من الشعور بالسعادة والرضا.  ممارسة التمارين الرياضية يزيد من الإحساس العالي بالسعادة. ممارسة العزف او الاستماع الى الموسيقى يجلب السعادة. ركز على المواهب التي لديك وتتفوق فيها على الاخرين. التجمع واللقاء مع الأصدقاء من اجل السعادة. نحاول ان نكون أكثر منفتحين وايجابين ومتعاونين مع الأصدقاء والأخرين. الاستمتاع بالأنشطة اليومية والروتينية في حياتك فبعض الناس يستمتع حتى بمجرد انه يجلس لشرب القهوة والنظر للناس داخل الأسواق وخاصة المسنين. السعادة في عالمنا المعقد والمظطرب تبقى هي معرفة الانسان لنفسه وفي تفكيره المبدع والخيال الجميل والروح المتفائلة والقلب الكبير والمحب. .

د. عامر ملوكا

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.