اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ملاحظات إلى الهيئات التعليميّة في شهر رمضان المبارك// جبر شلال الجبوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جبر شلال الجبوري

 

ملاحظات إلى الهيئات التعليميّة في شهر رمضان المبارك

جبر شلال الجبوري

 

   بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، كل عام وأنتم بألف خير وصحة وسلامة، حيث يتجرد فيه الإنسان المسلم عن المعصية التي يتوجّب تجنُبها ما دام حيّاً، ويرجو رحمةَ ربه سبحانه وتعالى، ويسعى إلى ما أمكنه من عمل الخيرات حيث يتضاعف الثواب عند الله خلال الشهر الفضيل، فالصيام لله وأجر الصيام على الله وحده، وهو الذي يوفى أجرَه.

  إنّ جميع الناس في بلدنا المُمتحن الأم، أو بين جاليتنا في وطننا الأميركيّ الجديد،  يشعرون بالأسى والتعب من تداعيات الوضع المأساوي الحالي المُحيط بهم خصوصاً ما يتعلّق بالحروب الاقليمية الدائرة في منطقة الشرق الأوسط والفساد المستشري في العراق ، والتي يعيش مآسيها الإنسان إلى درجة تغلغلِها في تفاصيل حياته العملية والنفسية والاجتماعية، ومن الأمور المهمة التي ينبغي علينا القيام بها في شهر الصيام هي الصبر على أداء أعمالنا اليومية وعدم الإكثار من مدّ حبال العلاقات مع الآخرين من دون مبرّرات موجبة.

  وتواجهنا ظاهرتان خلال الشهر الفضيل تتمثّلان في ارتفاع الأسعار وترهّل التعليم، وهنا لن نتطرّق إلى موضوع الأسعار سوى بإسداء النصيحة إلى التجّار في تعاملهم مع الزبائن بأدنى الأسعار حيث قال الرسول (ص): "التاجر فاجر ما لم يتفقّه".

  أمّا في مجال التعليم، فنحن نعرف بأنه في العراق يَمرّ بأزمة كبيرة جداً في جميع المراحل الدراسية، ابتداءً من المدارس الحكومية والأهلية وأنتهاءً بالمعاناة التي يعيشها الطلبة بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها مُعيلوهم في توفير مستلزماتهم من الكتب والقرطاسية إلخ.

  ثم تأتي التحضيرات اليومية للواجبات المدرسية التي يُكلف الطالب بها، حيث تعدّ مرهقة جداً للطالب ولأهله في الوقت نفسه، بسبب ما يقوم به المعلم في شهر رمضان من عمل مخالف لجميع القيم والمبادئ الأسلامية الحنيفة التي عليه أن يقوم بها تجاه طلبتنا الأعزاء الذين هم كأبنائه قبل أن يكونوا أبناءَ ذويهم، فليس من المنطقي أن يقوم المعلم بتكليف الطلبة في أداء الواجبات المدرسية ويطلب منهم حلّها عن طريق الأهل الغارقين في مشاكل ومتطلّبات الحياة المختلفة.   إنّ تعليمَ الطالب يقع على عاتق المعلم وهو من صُلبِ واجبهِ، ولذلك عليه أن يقوم به لكي (يحلّل خبزته)، هذا في ألأيام العادية، فكيف إذا كان في شهر رمضان المبارك؟

   لذلك يرجى من المعلمين عدم التحجج بالصيام وترك إناطة تعليم الطلاب إلى أهاليهم، لأن الله سبحانه وتعالى لايقبل من المُكلَّف صيامَه إلا بعد أن يقوم بأداء عمله بكلّ ما تقتضيه رسالة التعليم من إيصال المعلومة إلى الطالب والتأكّد من إتقانه لها، وهذا من صلب واجبه، وأما الصيام فهو واجب شرعي فرضه الله على المسلم القادر على ذلك، فمن لم يستطع الصوم فلا مانع من أن يفطر، لأنّ ذلك أفضل ممّا يترك الطلبة من دون تعليم.

   إنّ رمضان الكريم ليس للراحة وإنما للعمل والعبادات، وتدريس الطلبه بالشكل المطلوب، لان التعليم قد أمر الله به لكي يتعلم الإنسان كيف يصوم ويصلي الصلوات المفروضة، ومن خلال التعليم نصل إلى معرفة الله عز وجل فأي خلل في التعليم يتحمله المعلم، والمعلم الجيد هو الذي يبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الناس حتى الموت، ولازلت أتذكر المعلمين الأوائل الذين رسّخوا في عقولنا حُبَّ التعلم لأنهم كانوا يدركون أنّ مهنةَ التعليم مهنة إنسانية كمهنة الطب، فالتعليم سواء كان في شهر رمضان أو غيره يجب أن يبقى على نفس الوتيره ولاتحملوا الناس أثقال التعليم فوق أثقالهم وأرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ولتبقى مهنة التعليم مقدسة في أي شهر من شهور السنة.

   أتمنى للمعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات والاساتذه في الجامعات شهر رمضان مبارك وبالتوفيق والنجاح الدائم لخدمة المجتمع وطلبتنا الأعزاء ولجميع البشرية ومن الله التوفيق.

 

جبر شلال الجبوري

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.