مقالات وآراء
ماذا تخفي صحوة شعب المغرب؟// قرار المسعود
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 03 تشرين1/أكتوير 2025 20:16
- كتب بواسطة: قرار المسعود
- الزيارات: 48
قرار المسعود
ماذا تخفي صحوة شعب المغرب؟
قرار المسعود
إن ما يحدث في المجتمع وحكامه في دولة المغرب الشقيقة على غير عادة من خروج المواطن إلى الشارع وما يستخلص من كيفية إمتصاص غضبه من خلال التجارب السابقة في مختلف التظاهرات في الدول الأوروبية على ما هو معمول به في جل الدول وما يدرس من العلوم السياسية في هذا المجال، أصبح ينتشر في بعض الدول الأخرى بشكل واسع ومفيد من حيث النتائج للحكام وللمنشآت بأخف الضرر.
فالشعب المغربي لزم عليه المرور بمراحل تجعله يصحح ويعدل حتى يصل إلى الهدف المنشود وهذا لا يكون في يوم أو مرحلة. في تقديري، إن في هذا البلد مصالح كثيرة ومتضاربة ولا يمكن التخلي عنها مهما كان الثمن لأنها في المقام الأول مربوطة بتوازن القطب الأحادي وعدم تغيير خريطة أنظمة قائمة تشكل العمود الفقري لهذا القطب. فالمد والجزر في هذا الظرف من طرف الشعب المغربي هو بمثابة المعول الذي إنفلت من يد ماسكه وسقط وسط الزوبعة. إن كل مخطط مستعمل أو وسيلة في هذا الشأن في إخماد أو تقليل أو توجيه أو إمتصاص المظاهرات مهما كانت لا تكفي ولا تنجح، عندما يصمم الشعب برمته على هدفه ولو يضحي بأكثر من نصفه (مثال الحرب في الفيتنام والجزائر وغزة اليوم).
حقيقةً أن الحركة الصهيونية العالمية وصلت أن جعلت كل المعمورة تحتى أقدامها وتفعل ما تريد في كل مكان وزمان من أجل مصالحها ولا أحد يتكلم فخدرت بأساليب شيطانية والشعوذة السوداء وسكرت القريب والبعيد منها وراودته و وضعت غشاوة لا يرى إلا ما يملى عليه حتى أصبح يدافع عنها ولا يبالي. لكن عندما يتعلق الأمر بوقت صحوة ونهوض مجتمع ما بسبب دعاء مستجاب خفي يأتي زهوق الباطل لا محالة. فهل المجتمع المغربي وصل إلى هذا الحد؟ فتكون أبيات ابو القاسم الشابي " إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ · فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ · ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي · ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ". ولا تنفع حنئذ الحيلة مهما عظمت ويسقط القناع عن القناع.. فعلى قدر مَنْ أراد الحرية أن يضحي وعلى قدر مَنْ يُستعمل من مراوقة في التضليل على الواقع من مسائل مستعملة يفشل مع طول الزمن.
يبدو في نظري، أن كلما بني منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن توجب وتحتم مراجعته على ضوء مؤشرات كثيرة طرحت نفسها بقوة على الساحة ولا يستطيع أي كان أن يتنبأ بالمستقبل وأن يفرض نفسه وخطته حتى ولو سخر كل الوسائل، فهناك الضد موجود وأحسن. وهذا على الأساس يصعب التكهن والتقدير في بعض الأحيان.