من أجمل ما قرأت: هيك تُصنعُ الكثيرَ من الملايين// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:

/ 0

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 16 تشرين2/نوفمبر 2021 10:48

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 1468

د. سمير محمد ايوب

عرض صفحة الكاتب

هيك تُصنعُ الكثيرَ من الملايين

ومن أجمل ما قرأت ( بتصرف ) ......

الدكتور سمير محمد ايوب

الرئيس التنفيذي لبنك كبير في بلد ما، يمضي كل صباحٍ إلى زاوية تلميع الأحذية، ويجلس على كرسي بذراعين يطالع صحيفته اليومية، والبويجي (ملمع الاحذية) يلمع له حذاءه.

ذات صباح، سأل البويجي الرئيس التنفيدي، عن رأيه في أوضاع سوق الأسهم، فأجابه الرجل بغطرسةٍ مُتعجبة: ولِمَ تهتم بهذا الموضوع؟

فأجابه البويجي مبتسما وهو يواصل عمله: لدي الملايين في بنكك، وأنا أفكر في استثمار بعضها في سوق المال. ساعتها، سأله المدير عن اسمه، فكان جواب البويجي هو فلان بن فلان.

وما أن وصل الرئيس الى مكتبه، سأل مدير قسم العملاء، فيما اذا كان احد عملاء البنك هو فلان بن فلان. فأجابه بنعم انه عميل صاحب ثروة كبيرة، قيمتها 12.6 مليون دولار مودعة في حسابه لدينا.

فرجع المدير التنفيذي فورا الى ملمع الأحذية، واقترب منه قائلا: سيد فلان، أود أن ادعوك يوم الاثنين المقبل، لتكون ضيف الشرف في اجتماع مجلس الادارة، لاخبارنا قصة حياتك. فأنا متأكد من أننا نستطيع التعلم شيئا من تجربة حياتك.

في الاجتماع المحدد، قدم الرئيس التنفيذي ملمع الأحذية الى أعضاء مجلس الإدارة قائلا: كلنا نعرف السيد فلان، من ركن تلميع الأحذية، ولكنه أيضا عميل محترم في بنكنا. لقد دعوته اليوم هنا، ليخبرنا قصة حياته، فأنا متأكد من اننا سنتعلم منه الكثير.

بدأ السيد فلان قصته قائلا: جئت الى هذا البلد منذ خمسين عاما كمهاجر شاب لا يملك شيئا من المال. كنت جائعا ومرهقا. بدأت التجول بحثا عن عمل دون جدوى. ولحسن حظي عثرت على قطعة معدنية من المال ملقاة على الرصيف امامي. اشتريت بها تفاحة. كان لدي خياران، تناول التفاحة او بدء عمل تجاري؟ بعت التفاحة مقابل ربع دولار، واشتريت تفاحتين بالمال، بعتهما بربح وهكذا واصلت العمل.

وما أن تجمع لدي بضع دولارات، قمت بشراء ادوات تلميع الاحذية. لم انفق شيئا من المال على ترفيه نفسي. عشت على ما يبقيني على قيد الحياة، وفرت المال وجددت ادوات التلميع ووسعت نطاق عملائي، وبعد فترة تمكنت من شراء كرسي بذراعين، ليتمكن زبائني من الجلوس بشكل مريح اثناء تلميع احذيتهم، فجلب هذا لي المزيد من العملاء. تابعت العيش على الكفاف، بقيت ادخر المال، فلم انفق شيئا على مباهج الحياة. ادخرت بالفعل ما يكفي من المال، لشراء موقع تلميع الاحذية الخاص بي، في بهو هذا البنك الرائع. وهو ما فعلته على الفور.

وبعد ذلك، ومنذ ستة اشهر، توفيت اختي التي كانت تعمل عاهرة في المدينة، وتركت لي 12.6 مليون دولار.

الاردن – 15/11/2021