اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• شخبطة على الحائط / الأب أنستاس ماري الكرملي

توما شماني

شخبطة على الحائط

الأب أنستاس ماري الكرملي ولد في بغداد عام 1866 لأب لبناني وأم بغدادية الأب أنستاس الكرملي كان وحيد عصره المعثمن والملكي

الأب أنستاس الكرملي كان الرائد في ائقامة مجالس أسبوعية في دير الكرمليين يحضرها أهل اللغة والأدب والفكر في بغداد

 

ولد (الأب أنستاس الكرملي) في بغداد عام 1866 لأب لبناني وأم بغدادية، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الآباء الكرمليين، ثم مدرسة الاتفاق الكاثوليكي، في عصر عثماني اسود حالك لا مدرسة ولا معهد تخرج بدأ حياته معلما للعربية في مدرسته الأولى، كان آنذاك في السادسة عشرة من عمره، بدا (الأب أنستاس الكرملي) ينشر في هذا العمر الغض مقالات لغوية في العديد من الصحف القليلة آنذاك كالجوائب والبشير والضياء. عندما بلغ العشرين رحل إلى بيروت، عمل مدرسا بكلية الآباء اليسوعيين، في الوقت نفسه استفاض اكثر في العربية واللاتينية واليونانية والفرنسية بالاظافة الى معرفته السريانية والعبرية والحبشية والفارسية والتركية.  بعدئذ سافر (الأب أنستاس الكرملي) إلى بلجيكا التحق بـ (دير شفرمون) قرب مدينة لييج، دخل في الرهبنة، تسمى باسم (أنستاس ماري الكرملي)، الاسم الذي لازمه طيلة حياته الثقافية. دفعه حبه للمعرفة إلى السفر إلى مونبلييه بفرنسا عام 1889 لدراسة اللاهوت والفلسفة وتفسير الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي، ظل هناك حتى رسم قساعام 1894 غادر فرنسا إلى أسبانيا، أقام بها فترة زار معالمها، ثم عاد إلى بلاد الرافدين ليتولى  رئاسة مدرسة الآباء الكرمليين. تصوروا هذه الروح العالية في الحب للعلم في نهاية القرن التاسع عشر يوم كان الظلام الثقافي يلف بلاد الرافدين يوم كان تحت الحكم العثماني المتاخر حضاريا المليء بالرشوات. 

 

رأى (الاب أنستاس ماري الكرملي) أن المعاجم العربية لا تحتوي جميع المفردات، التي كان يتداولها الاقدمون لهذا عكف على تصنيف معجم (المساعد)، حيث يقول (منذ أخذنا نفهم العربية حق الفهم، وجدنا فيما كنا نطالع فيه من كتب الأقدمين والمولدين والمعاصرين ألفاظا جمة ومناحي متعددة، لا أثر لها في دواوين اللغة، لهذا رأينا في مصنفات السلف نقصا بينا، فأخذنا منذ ذلك الحين بسد تلك الثغرة).. (الاب أنستاس ماري الكرملي) نشر (المساعد) عام 1972 في المجلد الأول منه. ترك (الاب أنستاس ماري الكرملي) عددا هائلا من الكتب لا يزال معظمها مخطوطا، أهم كتبه المطبوعة (أغلاط اللغويين الأقدمين) و (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها) و (النقود العربية). حقق عددا من الكتب، في مقدمتها (معجم العين للخليل بن أحمد)، الا انة لم يكمله، و (نخب الذخائر في أحوال الجواهر لابن الأكفاني) و (الإكليل للهمداني). خلف (أنستاس ماري الكرملي) ما يزيد على أكثر من 1300 مقالة تمثل جزءا كبيرا من إنتاجه. انتخب (الاب أنستاس ماري الكرملي)  عضوا في مجمع الشرقيات الألماني عام 1911 ثم المجمع العلمي العربي في دمشق اختير كواحد من اشهر عشرين عالما ولغويا من مصر وأوربا والعالم العربي يدخلون (مجمع اللغة العربية) بالقاهرة عام 1932.  (الاب أنستاس ماري الكرملي) ليس رائدا في الصحافة اللغوية فقط بل في الصحافة عامة في بلاد الرافدين والاقطار العربية يوم كانت الامية سائدة. نشر (الاب أنستاس ماري الكرملي) الثقافة اللغوية وضع المصلحات الجديدة لما استجد من مستحدثات، أصدر مجلتين وجريدة، المجلة الأولى هي مجلة (لغة العرب) الشهرية، تحوي اللغة والأدب والمصطلحات والتاريخ وما يتصل بعلم الاجتماع وعلم الإنسان، صدر منها تسعة مجلدات بين عامين 1911- 1931 ضمت أعداد المجلة مئات المصطلحات العربية وما يقابلها في الفرنسية، المجلة الثانية هي (دار السلام) النصف شهرية تبحث في الأدب والاجتماع والتاريخ نهتم  بشئون وادي الرافدين. الجريدة كانت (جريدة العرب)، يومية سياسية إخبارية، صدرت أربعة اعوام في بغداد 1917 - 1970. لـ (الاب أنستاس ماري الكرملي) مجلس اسبوعي، كان يعقد ايام الجمعة أسبوعيا في دير الكرمليين، يحضره كثير من أهل اللغة والأدب والفكر من العراقيين وغيرهم ممن يفدون إلى العراق، يستمر هذا الاجتماع من الصباح حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، يناقشون فيه شئون اللغة والأدب والتاريخ. اشتهر (الاب أنستاس ماري الكرملي) بمراسلاته لأعلام الفكر واللغة في عصره في الشؤون العلمية واللغوية، منهم  (أحمد تيمور) و (أحمد زكي باشا) و (محمود شكري الآلوسي) و (المستشرق ماسينيون)  نشرت مجلة المورد مراسلاته مع (أحمد زكي باشا). كان (الأب أنستاس الكرملي)  يستعين في كتابة مؤلفاته وبحوثه وتعليقاته بمكتبة ضخمة حوت أمهات المصادر العربية القديمة في اللغة والأدب والتاريخ والبلدان والتراجم، جمعت هذه المكتبة ما يقرب من عشرين ألف مجلد، بينها 1335 مجلدا مخطوطا. هذه المكتبة التي كانت من أعظم المكتبات الخاصة في وادي الرافدين صرف (الأب أنستاس الكرملي) سنوات طويلة في تكوينها، آلت بعد وفاته إلى الحكومة العراقية. إنتاجه الفكري نموذج فريد ترك عددا هائلا من الكتب لا يزال معظمها مخطوطا، أهم كتبه المطبوعة (أغلاط اللغويين الأقدمين)، نشر في بغداد عام 1932، و (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها) و (النقود العربية وعلم النميات)، نشر في القاهرة حقق عددا من الكتب، منها (معجم العين للخليل الفراهيدي)، لكنه لم يكمله بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى، و (نخب الذخائر في أحوال الجواهر) لـ (ابن الأكفان الإكليل للهمداني). بالإضافة إلى ذلك خلّف ما يزيد على أكثر من 1300 مقالة تمثل جزءا كبيرا من إنتاجه. انتخب  (الأب أنستاس الكرملي) عضوا في مجمع المشرقيات الألماني عام 1911 والمجمع العلمي العربي في دمشق عام 1920 اختير ضمن أول عشرين عالما ولغويا من مصر وأوربا والعالم العربي يدخلون مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1932. خدم  (الأب أنستاس الكرملي) اللغة العربية وآدابها أكثر من خمسين.

 

الاستدراك على المعاجم العربية

 

رأى الكرملي أن المعاجم العربية لا تحتوي جميع المفردات، كثير منها موجود في كتب الأقدمين وأشعارهم، وفي مؤلفات المولدين، وأن عدم وجودها في المعاجم اللغوية لا ينفي ورودها على ألسنة الأقدمين؛ عزم على تأليف معجم يتدارك هذا الخلل، بدأ في تأليفه منذ عام 1883ظل يعمل فيه حتى قبل وفاته بعامين، اسمى معجمه أولا (ذيل لسان العرب)، ثم عدل عن هذه التسمية اتخذ بدلا منها اسم (المساعد)، يحدثنا عن دوافع تأليفه بقوله (منذ أخذنا نفهم العربية حق الفهم، وجدنا فيما كنا نطالع فيه من كتب الأقدمين والمولدين والمعاصرين ألفاظا جمة ومناحي متعددة، لا أثر لها في دواوين اللغة... ولهذا رأينا في مصنفات السلف نقصا بينا، فأخذنا منذ ذلك الحين بسد تلك الثغرة..)، ظل هذا الكتاب مخطوطا سنوات طويلة بعد وفاة مؤلفه، لم ير النور إلا في عام 1973 حيث صدر المجلد الأول منه.

 

رائد الصحافة اللغوية

 

اتخذ  (الأب أنستاس الكرملي) من الصحافة وسيلة لنشر الثقافة اللغوية وضع المصلحات الجديدة لما استجد من مستحدثات، أصدر مجلتين وجريدة، المجلة الأولى مجلة (لغة العرب) الشهرية، فيها اللغة والأدب والمصطلحات والتاريخ وما يتصل بعلم الاجتماع وعلم اللسان، صدر منها تسعة مجلدات فيما بين عامين 1911-1931 ضمت المجلة مئات المصطلحات العربية وما يقابلها في الفرنسية، المجلة الثانية هي (دار السلام) كانت نصف شهرية تبحث في الأدب والاجتماع والتاريخ تعنى بشئون وادي الرافدين، ظلت تصدر أربعة أعوام 1918-1921. الجريدة (جريدة العرب)، كانت يومية سياسية إخبارية، صدرت لمدة أربعة اعوام ببغداد 1911-1921

 

مجلسه الأسبوعي

 

(الأب أنستاس الكرملي) كان الرائد في ائقامة مجالس يعقد في ايام الجمعة من كل أسبوع في دير الكرمليين، يحضره كثير من أهل اللغة والأدب والفكر في بغداد وغيرهم ممن يفدون بلاد الرافدين، يستمر هذا الاجتماع من الصباح حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، يناقشون فيه شئون اللغة والأدب والتاريخ، كان هناك شيئان لم يكونان مباحان الكلام فيهما في المجلس الدين والسياسة.

 

كان الكرملي يستعين في كتابة مؤلفاته وبحوثه وتعليقاته بمكتبة ضخمة حوت أمهات المصادر العربية القديمة في اللغة والأدب والتاريخ والبلدان والتراجم، ضمت هذه المكتبة هذه المكتبة الوحيدة في وادي الرفدين ما يقرب من عشرين ألف مجلد، بينها 1335 مجلدا مخطوطا. هذه المكتبة كانت من أعظم مكتبات زمانه أنفق (الأب أنستاس الكرملي) اعواما طويلة في تكوينها، آلت بعد وفاته إلى الحكومة العراقية.

 

إنتاجه الفكري

 

وفاته

 

بعد حياة طويلة قضاها في خدمة اللغة العربية توفي (الأب أنستاس الكرملي) في بغداد في (13 من 7 في الشهر الاول من عام 1947، رثاه شعراء عديدون منهم (أحمد حامد الصراف)، بعض ما قاله

 

عشنا وعاشت في الدهور بلادنا  جوامعنا في جنبهنَّ الكنائس

 

سوف يعيش الشعب في وحدة له  عمائمنا في جنبهنَّ القلانس

صدرت بعد وفاته كتب في سيرته، أهمها كتاب (الأب أنستاس الكرملي وحياته ومؤلفاته) لـ (كوركيس عواد) و (الأب أنستاس ماري الكرملي لعامر رشيد السامرائي).

 

حدثت في بغداد محنة بلـ (المستشرق ماسنيون) عندما صدر عليه الاعدام من ضابط عثماني التي احاطت به وسط محنته حتى أطلق سراحه بسعي من (علي الآلوسي) و (محمود شكري الآلوسي) رجع إلى فرنسا بعد جولة له في قصر الاخيضر وبغداد ومدافنها ليكتب في ذلك ويؤرخ للفلسفات وادي الرافدين القديمة ومجمل العقائد التي احتضنتها هذه الأرض عبر التاريخ دبج كتابه (العهد) عن الحلاج نموذجاً لاستنطاق التاريخ الفكري عبر دراسة مستفيضة للبلدانيات تأتي رسائل (ماسنيون) لـ (الأب أنستاس الكرملي) تحمل اجابات قصيرة عن اشكالات معتقدية يفسرها يحللها عبر تجواله الفكري في معتقدات متعددة منها إيمان طائفة من الهنود بـ (الحلاج) باعتباره شخصية من الشخصيات التي اعتمد عليها (الشيخ عادل بن مسافر) وعلاقة ذلك بتفاصيل حياة تلك الطائفة المعتقدية.

 

الخلاصة ان (الأب أنستاس الكرملي) منذ ولد عام 1866 وتوفي 1947عام عاصر بلاد الرافدين عثمانيا استخدمت بلاد الرافدين بدلا من العراق لان العراق تسمية حلت في بداية العصر الملكي. (الأب أنستاس الكرملي) نجم لمع اذ كان وحيدة زمانه في عصر عثماني اسود حالك السواد يقوم على الرشاوي (الأب أنستاس الكرملي) كان انسوكلوبيديا هذه بلغة الاعاجم اي موسوعة كما ترجموا القومبياطور بالحاسبة فيا لهم من اغبياء الحاسبة تعني 2 = 1 + 1 اما القومبياطور فهو جهاز عقل مكهرب لهذا اسميته (عقنرون) من (عقل الكتروني) متبعا (سيبويه) و (نفطوبه) الفرسيان اللذان اتقنا العربية اكثر من العرب  اسميت الحاسبة (حسبترون) في العصر العثماني لم تكن هناك مدرسة للاولاد ناهيك عن البنات فهي ضد الشريعة الا انه كان هناك مدرسة  للاولاد ومدرسة للبنات تديرها الراهبات (الماسيرات الفرنسيات) بقيت حتى العهد الملكي في كل من بغداد والبصرة يعلمان الطالبات اللغة الفرنسية. في مركز (الماسيرات)  مآوى للفتيات اليتيمات ليس له مثيل في وادي الرفدين. في هذا الماوى (ماسير ايفا) العراقية أوت ابنت عمتي (ايفلين) كان والدها مدمنا على السكر عندما كان ياتي البيت يبدا بضرب عمتي حتى رحلت الى الاخرة  لادري ان انتحرت قهرا تركت (ايفلين) لا احد يرعاها اخذتها (ماسير ايفا) فآوتها حتى بلغت سن الرشد. اود ان اقول انه عندما كنت صغيرا ارسلتني امي المرحومة (نجيبة) الى روضة للاولاد في مدرسة الراهبات للبنات كانت تديرها راهبة فرنسية تعرف بـ (المامير) عندما كنا االاولاد نمارس (الوكاحة) كانت الماسير اي الراهبة تاتي الينا بيدها عصى صغيرة تقول لنا (ساذهن آذانكم بالدهن وانزلكم الى السرداب الجريدية تاكل اذانكم وساخبر عنكم المامير) كنا نرجف ثم تاتي تقول لنا (المامير) عفتكم كي لا تعودوا لـ (الوكاحة) علمونا الفرنسية بنشيد (الا فولا مدمازيل لي زنفا  لي زنفا شاغبا) على اي حال كانت في العصر الملكي الاول حيث لم يكن هناك اي روضة في العراق. اما بنتاي (رباب) و (تحرير) وضعتهما في مدرسة الراهبات في بغداد علموهما الفرنسة. (رباب) هنا في كندا ساعدت حفيدي (خالد) المفروض عليه في الثانوية ان يتعلم الفرنسية كلغة ثانية قي كندا ساعدته لاتقان اعماله البيتية في الفرنسية لان (رباب) تعلمت الفرتسية في مدرسة الراهبات في بغداد.

 

توما شماني

عضو اتحاد المؤرخين العرب

عضو اتحاد الصحفيين العرب

مرشح جائزة كالنكا لليونسكو للامم المتحدة

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.