مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1433)- رسائل متبادلة/ 7
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 14 كانون1/ديسمبر 2025 20:47
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 545
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1433)
رسائل متبادلة/ 7
(من كتاب مخطوط ما زال في طي الاعداد)
***
العالم الجليل أ.د. مجيد القيسي
في احد المحاور المقامية التي كنتُ انشرها عبر موقع كوكل عن المغنين المقاميين العراقيين، والتي كنت من جانب آخر، ارسلها عبر الايميل الى مجموعتنا من الاساتذة الاصدقاء. استوقف احد هذه المحاور أ.د.مجيد القيسي، المحور الذي تحدثتُ فيه عن المرحوم المطرب المقامي عبد الرحمن العزاوي. فبعث لي رسالة معقبا ومعلقا على هذا المحور فكتبت لحضرته الرسالة ادناه.
(((سيدي الكريم الاستاذ الدكتور
مجيد القيسي
رعاك الله ومتعك بالصحة والعافية
بادئ ذي بدء، اود ان اهنئك والعائلة الكريمة بحلول شهر رمضان المبارك وكل عام وانت والعائلة الكريمة بكل خير.
هالني ما قرأته في رسالتك الكريمة او تعقيبك الادبي حول المحور الذي ارسلته لحضرتك وكان فيه حديثا عن المرحوم عبد الرحمن لعزاوي. فقد كانت تربطني بالمرحوم العزاوي علاقة طيبة، فضلا عن انه كان جارا عزيزا لي في سنواته الاخيرة رحمه الله.
على كل حال، فانا اشكرك كثيرا على تجشمك عناء الكتابة بهذه الحبكة والتماسك في الاسلوب الادبي ومضامينها الاخلاقية والادبية المفعمة باحترام الجميع، الاحياء منهم والاموات. كما اشكرك على اختياراتك للكلمات الرقيقة الموصوفة بمشاعرك النبيلة ولطف العبارات الجميلة. وانها والله لشهادة كبيرة من قبلكم اعتز بها ايما اعتزاز.
الاستاذ الدكتور مجيد القيسي
تحية اخرى
لقد كانت كلمتك المكثفة والبليغة في صديقنا المرحوم عبد الرحمن العزاوي التي قلتَ فيها(لقد كان رحومي يريد كل شيء، ولكنه لم يحصل على اي شيء..!) قد اصبتَ بها كبد الحقيقة. بل اختصرتَ كل المحور الذي كُتب عن المرحوم العزاوي.ختاما سيدي الكريم، ادعو لك بالخير والسؤدد والصحة الدائمة باذنه تعالى، ومعذرة لاطالة حديثي هذا وكل عام وانتم بخيرودمت لاخيك
حسين الاعظمي
عمان 27/8/2009)))
وما كان من أ.د. مجيد القيسي، الا ان ارسل لي رسالة اخرى يتحدث فيها عن بعض ذكرياته مع المرحوم عبد الرحمن العزاوي واليكم نص الرسالة.
(((بسم الله الرحمن الرحيم
الفنان الكبير ألأستاذ حسين ألأعظمي المبجل
تحية مباركة
لم أكن مغاليا حين جعلتَ يا اخي الاستاذ حسين دراستكم الفنية والعلمية عن الفنان القدير المرحوم عبد الرحمن العزاوي من الدراسات الفريدة في مادتها ومنهجها وشكلها. فقد كنتم موفقين غاية التوفيق في رسم ملامح شخصيته وتحليلها، وإضاءة معالم قدراته المقامية التي لا يدركها إلا خبير ضليع في شؤون هذا الفن العراقي الأصيل. ان مما يجعلكم في قمة الريادة في هذا الشأن غزارة انتاجكم، مع الحفاظ على المستوى العلمي الرفيع للدراسة. وينطبق هذا على جميع المحاور التي تفضلتم بتحريرها ونشرها بلا إستثناء. وكما تفضلتم، فان (العزاوي) لم يأخذ نصيبه من الذيوع والنشرمن قبل الماكنة ألإعلامية التي تعلي وتدني كما تشاء. ولقد شخصتم اسباب ذلك بدقة ووضوح.
لقد عشق المرحوم عبد الرحمن العزاوي المقام (البغدادي) عشقا روحيا صوفيا خالصا ومنذ الصغر. فقد كانت النغمة الشجية تخرج من بين جوانحه، يحف بها فيض دافق من المشاعر العاطفية المختلطة. مشاعر الطموح الذاتي المنطلق الى فضاء ارحب. فتقيدها ظروف خارجة على ارادته. ولقد ابدعتم في وصفها وتشخيصها. ولعل في شعر المعري ما يصف حال صاحبنا إذ يقول:
(وتحسبُ أنــك جـرمٌ صغيرٌ/ وفـيك انــطوىَ العالمُ الأكبرُ)
وقد ازعم بصفتي مستهلك لا منتجا..! بأن صوت (العزاوي) بإسلوبه ولكنته ونكهته البغدادية ألأصيلة، هو من الأصوات الشجية المتقدمة على نظرائه قراء المقام العراقي من ذوي الشهرة العريضة. وهو ما اكدتموه بوضوح وثقة في دراستكم القيمة. ولا غرو في ذلك، فقد نشأ وترعرع في المثلث الذهبي الذي اتكأت على اضلاعه محلة الخالدية. حيث ولد هو وعبد الهادي الزنو (البياتي) ومحلة البو شبل حيث ولد خضير الشبلي وعبد الرزاق القيسي وصالح الشبلي. ومحلة قمبر علي حيث ولد خضوري شما. ومن هذه الأجواء النقية تنسم (رحومي) عبير النكهة اللهجوية البغدادية الأصيلة. فنظم بها أشعاره وزهيرياته الجميلة المعبرة. ولعل السادة الكرام قراء هذا التعليق سيلمسون عذوبة صوته حين يستمعون الى مقام القزاز (او القزازي) ونغمته شجية مؤثرة ، حيث يؤديه بلا موسيقى وهو بين اصحابه ومحبيه. وانني على يقين بأن مكتبتكم الفنية العامرة لا بد وان تحوي هذا اللحن الشجي الذي نستشعر عذوبته ودفئه حتى بين خلجات انفاسه وحرارة احاسيسه وتأوهات الحضور.
رحم الله فناننا القدير عبد الرحمن العزاوي وخلد زمانه. زمان الفخر والعز والسؤدد. وبارك الله لكم سعيكم لرفعة شأن التراث العراقي الأصيل.
اخوكم مجيد القيسي
آب 28 ، 2009)))
اخوتي الاعزاء، سانشر كل الرسائل المتبادلة مع الكثير من اصدقائي في كتابي المنتظر (رسائل متبادلة) ان شاء الله. ففيها ما يستحق الاهتمام والتشوق والاثارة للاطلاع عليها. واخيرا اليكم نبذة مختصرة عن الاستاذ الدكتور العالم والاديب مجيد القيسي.
- أ.د. مجيد القيسي. عالم كيميائي وشاعر واديب وله مؤلفات عديدة.
في عام 1948 تخرج من الاعدادية الثانوية المركزية في بغداد بعد ان كان قد انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة. ثم حصل على البكلوريوس من كلية الصيدلة والكيمياء الملكية ببغداد عام 1952. وهو احد مؤسسي الجمعية الكيميائية العراقية.
عين مدرسا مساعدا لمادة الكيمياء بكلية الطب في الموصل اول افتتاحها عام 1959.
حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الكيمياء الاشعاعية-التحليلية من جامعة(كوينز-بلفاست) في المملكة المتحدة عام 1962.
مارس تدريس مادتي الكيمياء الاشعاعية والتحليلية في كلية التربية بجامعة بغداد.
منح زمالة(الوكالة الدولية للطاقة الذرية) فالتحق بمختبر(اوك رج) الوطني-ولاية تنسي في الولايات المتحدة الامريكية عام(1965-1966).
عين عميدا لكلية العلوم في جامعة بغداد عام 1970. ثم مارس التدريس فيها ايضا.
اختير خبيرا استشاريا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عام 1976.
عين خبيرا في المجمع العلمي العراقي عام 1978 وعضوا في لجنة الكيمياء حتى اواخر التسعينيات.
نشر بحوثا متخصصة في الدوريات الكيميائية الدولية والمحلية، كما اشرف على رسائل في مجالات الكيمياء التحليلية والتلوث البيئي الاشعاعي والكيميائي.
اصدر عددا من الكتب الجامعية في حقول الكيمياء الاشعاعية والتحليلية وفي التخطيط للتعليم الجامعي وللتعلم العام والتقني.
عمل على اعداد الدراسات التعليمية والتربوية وتصميم المناهج والخطط الدراسية لمراحل التعليم الجامعي والاعدادي، وتقدم بمشروع (المدرسة الاعدادية الموحدة) النموذجية التي تمت الموافقة عليها رسميا عام 1972.
قدم عددا من القوانين والانظمة والتعليمات الجامعية، كما اعد مسودة(قانون المجمع العلمي العراقي) التي اقرت وجدى العمل بالقانون منذ عام 1996.
نشر عددا من المعجمات المتخصصة في مجال المصطلح الكيميائي الجامعي فاصدر (المعجم الكيميائي الجامعي) الذي اقرته جامعة بغداد والمجمع العلمي العراقي.
كتب الكثير من المقالات والبحوث في مجال التراث العراقي وفي اصول وتطور الالفاظ العامية العراقية والبغدادية بخاصة. فاصدر (معجم الالفاظ والمصطلحات الاجنبية في اللغة العامية العراقية) عن دار الشؤون الثقافية عام 1990.
نشر بحوثا ومقالات ومعاجم في ترقية لغة العلوم العربية وفي صناعة المصطلحات العلمية وتطوير قواعدها ومناهجها ومقاييسها الدولية وذلك في دوريات مجامع اللغة العربية . كما شارك في ندوات المجمع العلمي وحلقاته الدراسية: محاضرا ومحاورا، لاكثر من عشرين عاما.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.

صورة 1 / حسين الاعظمي في مهرجان الموسيقى الشرقية في ابو ظبي 2009. بجانبه عازف القانون علاء السماوي.
صورة 2 / مطرب المقام العراقي عبد الرحمن العزاوي(1928-1984).

صورة 3 / الاستاذ الدكتور مجيد القيسي.


