مقالات وآراء

الاشوريون في التاريخ - الحلقة 20// يعكوب ابونا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 14 كانون1/ديسمبر 2025 21:21

كتب بواسطة: يعكوب ابونا

الزيارات: 523

يعكوب ابونا

للذهاب الى صفحة الكاتب 

الاشوريون في التاريخ - الحلقة 20

يعكوب ابونا

تغلاث بلاصر الثالث 745 – 727 ق . م

  كانت قوة آشور الحقيقية في كل عصور تاريخها ليس بسلاحها او بعدد جنودها، بل كانت قوتها تكمن في أخلاق وقيم ابنائها، فهؤلاء ظلوا متماسكين لا يسمحوا، ان يمسون بسوء في عددهم أو في قوتهم، لذلك نهضت «آشور» بسرعة من الضربة التي صوبتها لها «أورارتو».

 عندما قبض «تغلات بلاسر» على مقاليد السلطة في عام 745 ق.م، كانت اشور في وضع عسكري واقتصادي سيئ يدعو الى الياس، والدولة في حالة فوضى وكانت المناطق الجبلية في الشرق والشمال تحت قبضة اراراتو . " 1 "

 ولكن استطاع  تغلات بلاسر أن يعيد إلى «آشور» مجدها الغابر، بل فعل أكثر من ذلك؛ إذ استرد كلال ممتلكات التي كانت لها في عهد كل من «شلمنصر الثالث» وأداد نيراري الثالث.

ولكن من الملفت أن «تغلات بلاسر الثالث» لم يلمح لاحواله عند توليه عرش الملك، فقال البعض أنه لم يكن وارثًا شرعيًّا للملك، بل أخذه بحد السيف، لان البيت الملكي قد هلك عن آخره في ثورة «كالح» التي قتل فيها «آشور نيرارى الخامس» وكل أعضاء أسرته.

لذلك قالوا لم يكن معروف الاصل، ومع ذلك فهو استغل قيام الثورة ليستولى على السلطة بهمارة وشجاعة، لان ما حدث في كالح اعتبره البعض انقلاباً عسكرياً اطاح بالملك آشور نيراري الخامس، ليعتلي العرش احد القادة، قد يكون والي مدينة كالح نفسه، والذي ورد اسمه "بول" وفقا لنص توراتي، كما لوحظ في احد النقوش وبعض المخطوطات المسمارية، انه يدعى تغلات بلاصر ومنحدر من اسرة ادد نيراري الثالث، وكان هذا هو اسمه في بابل وهو الاسم الذي اطلق عليه عند توليه العرش . " 2 " 

 لابل هناك من يذكر بان شعب كالح ثائر بسبب الويلات والمصائب التي حلت به، بسبب تصرفات الملك تفسه فثاروا على الملك نيراري الخامس وعائلته وقتلوهم، واجلسوا مكانه اخوه الاصغر تغلات – بلاصر الثالث 745 ق.م. بمعنى انه الابن الرابع ل ادد نيراري! بما كان له من صفات الشجاعة والادراك وقوة التصميم والارادة؟ "3 "

     لنلقي نظره لمراحل الدولة الاشورية بشكل عام، نجدها تمر بثلاث مراحل اساسية ارتفعت بها للمجد والعز:

اولا –عهد تغلات بلاصر الاول ( 1115 – 1100 ) قبل الميلاد

ثانيا- عهد اداد نيراري الثالث ( 900 - 783) قبل الميلاد

ثالثا-عهد تغلات بلاصر الثالث ( 745 – 612 ) قبل الميلاد  

ولكن نجد تفاوت بالسنين العظمة،؟ بسبب انهيار عظمتها مرتين وذلك: في زمن خلفاء تغلات بلاصر الاول 1100- 900 . قبل الميلاد

 ومن عهد شلمناصر الثالث وخلفائه 783 – 745 قبل الميلا .

فالمرحلة الثالثة تخص عهد هذا الملك العظيم  تغلات بلاصر الثالث، الذي جعل اتساع الامبراطورية في اكبر رقعة. واستطاع فعل الكثير وان يغير حالة الضعف الى حالة القوة والسيطرة والتوسع الامبراطوري"4 ".

    وكي يعيد مجد اشور الى ما كان عليه سابقاً، وجد بان اهم ما يجب القيام به هو التغير الدراماتيكي في وضع الدولة عموما، وذلك من خلال الاصلاحات الادارية والعسكرية التي يجب القيام بها، فعمل على اعادة التظيم الاداري، وتوطيد السلطة المركزية، فبدأ باجراءات مع ولاة المقاطعات شبه مقطوعين عن سيطرة المركز، فعمل عل تقليص حجم المقاطعات وتصغيرها من اجل كسر الاستقلال الجزئي للحكام. وللحد من نفوذ المتفاقم للامراء الكبار، وكما استعاض بالحكام المحليين في البلدان خارج حدود اشور بولاة اشوريين وجرى الحاقها بالدولة الاشورية، وتحت سيطرة العرش، واخذ الحاكم لقب "سيد مقاطعة" بعل بيجاتي"، وكان مسؤولا عن تصرفاته امام الملك مباشرة. كان الجيش الاشوري يتالف من المزارعين والعبيد وكانوا يعملون بالسخرة، وحتى اشتراكهم بالحروب كانت "بطريقة السخرة" فاستبدل جيش السخرة هذا بجيش نظامي دائم، عن طريق التجنيد المنظم،  وقد ادى هذا الى مضاعفة القوة العسكرية لدولة اشور . "5" .

كما قام بابطال مكتسبات الضرائب لمدن مثل آشور، من اجل توزيع اثقال الضرائب بالتساوي على سائر المملكة. ولقد تم تطوير التجهيزات والمعدات العسكرية بشكل نوعي. "6 "

 ومن اهم اجراءته ففي عام 736 ذهب الى بابل لنصرة ملك بابل نبو ناصر (737-734) في حربه ضد قبائل الآراميين. هزم تغلاث بلاصر الآراميين. هناك حاول تامين دعم الكهنة من خلال دعم مشاريعهم البنائية. واستعادت بابل استقلالها، وقدم له ملك بابل نبوبلاصر الطاعة، واقتدى به جميع امراء القبائل الارامية، ولم يتعرض تغلات بلاسر لحرية بابل واكتفى بان يكون له عليها السيطرة "7 "

عزم تغلات بلاسر ان يحمل على مملكة اراراتو ولكن لفطنته وحكمته، اعاد اخضاع الممالك الصغيرة التي تمردت على اشور زمن ضعف ملوكها..

 بعدها توجه الى اورارتو. فكانت حملاته ضد اذربيجان مصممة لخلق فجوة بين اورارتو والميديين. في 743 ذهب الى سوريا، وهزم هناك جيشا من جيوش اورارتو. ولم تستسلم مدينة آرباد السورية التي كانت متحالفة مع اورارتو بسهولة. فحاصرها تغلاث بلاصر ثلاث سنوات وبعدها سقطت وقتل السكان ودمر المدينة. " 8"

  في 738 تشكل تحآلف جديد بسوريا تحت قيادة سامعال (مدينة زنجيرلي التركية حاليا) شمال سوريا. وتم دحرها واجبر كل الامراء من دمشق الى شرق الاناضول على دفع الجزية، وهناك نص يصف كيف أن تغلات بلاصر أعاد إلى العرش والد هذا الملك وحطم المعارضة إثر تمرد جرى هناك،

   حاكم تابع في سوريا الشمالية يروي قصة العلاقات الحسنة بين ابيه "وبينه هو" من جهة وتغلات بلاسر من جهة اخرى"  .. يقول:

ان أبي ... أمسك بحاشية ثوب سيّده ملك آشور العظيم. وعندئذ عاش هو وعاشت «عدي» (اسم المملكة)... إن أبي سار مواكبا عجلات عربة سيده تغلات بلاصر ملك آشور، في إحدى، الحملات، فبكى عليه كل معسكر سيده ملك آشور. اما سيده ملك اشور ... ، فأقام له تمثالاً على حافة الطريق وجلب أبي قادما من دمشق، لذا نظراً لولاء ابي وولائي انا نفسي، اجلسني سيدي تغلات بلاسر على العرش " 9"

 كانت  أورارتو. مشكلة بالنسبة للاشوريين خاصة لتغلات بلاسر، ، لانها كانت مسيطرة على طرق سوريا التجارية فكانت حيوية بالنسبة للآشوريين لتـأمين الأخشاب والمعادن والخيول. لكن أورارتو كانت تسعى دائما على الهيمنة في شمال سوريا.

  كانت أورارتو قد احرزت نجاحات مهمة، فدول الخط الواقع إلى غرب الفرات (ميليد وکموخ وكركميش دولاً تابعة لأورارتو) كما انضمت إلى التحالف المعادي للآشوريين دولة أرباد الواقعة إلى الجنوب الغربي من كركميش، والتي تسيطر على المتوسط الأبعد جنوبا وعلى أهم الطرق الآشورية نحو البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد أن كانت مرتبطة شكليا باتفاق مع الدولة الآشورية. هاجم تغلات بلا صـر أربـاد في عالم 743 حين كانت تحميها قوات أورارتو وفي لائحة «الـليمـو التي تمثل وثيقة تضمنت جدول الأحداث البارزة بصيغة تأريخية) في أرباد وقعت هزيمة أورارتو. لكن الأمر تطلب سنتين أخريين من الحصار حتى تم احتلال العاصمة فعلياً، وهذا ما نجم عنه فرض الخضوع - من خلال دفع الجزية ـ على عدد من الدول في سوريا الشمالية والجنوبية، بينما كان تغلات بلاصر يوطد مواقعه في سوريا الشمالية. كان ذلك سنة 740 التي أصبحت سنة فتح أرباد وجعلها قاعدة لهزم الدول الخارجة عن الطاعة . "10 "

. عاد تغلات بلاصر لمعالجة الوضع مع تابع آخر لأورارتو، وهو "دولة اولوبو"  في منطقة دهوك- زاخو إلى الشمال من نينوى في جوار أقرب مِنْ أَنْ يُسمح بوقوعه في أيد معادية. وهذا المثال يصور بلاد آشور. من المفروض أن هذه المنطقة كانت مترامية الأطراف، لأنه يرد ذكر تسع وعشرين بلدة احتلها تغلات بلاصر وفرض هناك الإدارة المباشرة ثم أسكن المنطقة بالمسببين من مناطق أخرى ."11"

 جاء في التوراة  أن آحاز ملك يهوذا استغاث بسیده تغلات بلاصر، حين واجه تهديد تو لم تذهب استغاثته هباءً (( أرسل آحاز رسلا إلى تغلث فلاسر ملك آشور قائلاً: أنا عبدك وابنك اصعد وخلصتى من يد ملك آرام ومن يد ملك اسرائيل القائمين على. فأخذ آحاز الفضة والذهب الموجود في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك ، وارسلها إلى ملك آشور هدية. فسمع له ملك آشور وصعد ملك آشور إلى دمشق وأخذها وسباها إلى قير وقتل رصين، وسار الملك احاز للقاء تغلت فلاسر ملك اشور الى دمشق وراى المذبح الذي في دمشق . (2 ملوك 7:16-10)) .

وقام بحملة اخرى في 735 وهذه المرة باتجاه اورارتو نفسها حيث كانت ناجحة جزئيا. وفي 734 غزا تغلاث بلاصر جنوب سوريا واراضي فلسطين بعيدا الى حدود مصر. حاولت دمشق تشكيل مقاومة ضده محاولة كسب الملك جودا الى جانبها. ولكن الملك جودا طلب العون من تغلاث بلاصر الذي قام بتدمير مملكته في فلسطين في عام 733 واجبر على الاستسلام. في عام 732 تقدم باتجاه دمشق محطما المزارع حول المدينة ثم احتل العاصمة، وقتل الملك الذي عين مكانه حاكما."12 "

 ابتكر تغلات بلاسر طريقة لتامين الامن والاستقرار في انحاء الملكة، وذلك باجراء عملية الترحيل الجماعي الاجانب غير المرغوب فيهم، لانه وجدها افضل طريقة لمنع التمردات هي قلع ما يطق عليه اليوم "الشعور الوطني" للاخلاص للالهة والتقاليد المحلية بمزج السكان بعضهم مع بعض، مابين عام (742 – 741) جرى نقل (20 الف) سوري من منطقة حماة الى جبال زاكروس، كما هجر (18 الف) ارامي من الضفة اليسرى لنهر دجله الى منطقة شمال سوريا، وتابع غزو القبائل الارامية وما تبقى من القبائل الاحلامو وراء الزاب. وفي عام (744) تم في ايران ترحيل (65 الف) شخص، كما هجر مالايقل عن (154 الف) شخص من القسم الجنوبي من وادي الرافدين . " 13 "

اما الملكة العربية سامسيل في الجنوب فقد اجبرت على دفع الجزية، على ان يسمح لها باستخدام ميناء غزة، الذي كان بايادي الاشوريين" 14 " .

لقد ادى وفاة الملك البابلي نبونصر الى حالة فوضى عارمة هناك، فاعلن أوكن زير الآرامي "او نابو موكن زيزي" احتل بابل واعلن نفسه ملكا. في سنة 731 حاربه تيغلاث بلاصر ودحره وحلفاءه، ولاقى ترحيب من قبل سكان المدن وحتى من قبل بعض القبائل مثل "بوكودو" او "فقود" مذكورة بسفر ارميا وحزقيال" . وغيرها،  بالاضافة الى اتصاله ببعض زعماء المتمردين بمن فيهم "مردوك – ايل -ادينا" من قبيلة بيت ياقين، وهو نفسه مردوخ بلادان الذي فاوض حزقيا الملك يهودا، " 2ملوك 20 : 12 " فكان هذا الرجل اثناء التمرد يقبض من تغلات بلاسر بشكل سري لقاء تهدئة انصاره المتمردين ..

  كان يجب ان لا يترك بابل دون ملك لذلك نجد «تغلات بلاسر» في عامي 729، 728ق.م قد أخذ بنفسه يدي الإله «بعل– مردوخ» " اي انه اخرج معه تمثال الاله، في عيد راس السنة "اكيتو" بمدينة بابل، كما كان المعتاد، وبذلك أصبح ملكًا على «بابل» رسميا فاعتلى العرش تحت اسم بولو (ورد اسمه بول في العهد القديم). ومنحت المرتبة الكهنوتية لتغلات بلاسر بصفته ممثل الالهة. وملك بابل كامل الصلاحية من خلال منحه جزءاً من الطعام المقدس للالهة .. يعد اول عاهل آشوري حمل هذا اللقب منذ عهد الملك «توكولتي نينورتا الأول». :15 "

من الواضح جداً ما الذي قام به تغلات بلاصر بشكل عام، ولكن للاسف فحضت حوليات هذا الملك بصيانة سيئة مما جعل علماء المسماريات حتى يومنا هذا يقضون الكثير من ساعات البحث باعادة ترتيب التسلسل الزمني والامتداد الجغرافي لحملاته العسكرية.

  كان يكتب تغلات بلاسر حولياته بأشكال مختلفة، كتب منها على لوحات جدارية مجسمة تشكل مادة تزيين للقصر الجديد الذي كان يبنيه، وعندما وصلت بعثة الحفريات إلى تلك الألواح في بداية القرن التاسع عشر، زادت الطين بله، لان البعثة قضت بعض الألواح المنقوشة لأجل التخفيف من وزنها وتسهيل نقلها، "كما ادعو" ولكن العلماء حاولوا التعويض عن فقدان النص، بنسخ النص على أوراق، فتعرضت النسخ الورقية بدورها للتلف، كما أن بعضها ضاع، في آخر المطاف، بين دهاليز المتحف البريطاني. والأنكى من ذلك أن الذين تعاملوا مع النصوص الأصلية والنسخ الورقية عموماً، لم ينشروها كاملة كما يجب. لذا لابد ان يكون سببا لذلك؟ فأحد العوامل التي تقف خلف ذلك، هو أن تغلات بلاصر يصيب في الصميم الرواية التوراتية الواردة في كتاب، الملوك، مما يجعل الاهتمام الرئيس لحوليات تغلات بلاصر لدى بعض البحاثة منصباً ليس على تاريخ الشرق الأدنى، بل على تأكيد الأقوال التوراتية حول التاريخ الاسرائيلي .."16 "

في اواخر عمره توقف عن الحملات متوجها الى تحسين عاصمته كالح، بنى قصر شلمنصر الثالث وملاه بالكنوز من غنائم حروبه وزين الجدران بمنحوتات بارزة. وكانت كلها ذات طابع حربي كانما صممت لارهاب المشاهد فهي تعرض الشخوص بشكل مخيف. ان تلك المقاطع الصورية على البلاطات واحيانا مرسومة وجد مثلها في سوريا ايضا في مواقع العديد من عواصم المقاطعات لدولة آشور القديمة؟

  هذه العظيمة لدولة اشور أنجزها كلها في مدة حكمه التي لا تتجاوز ثماني عشرة سنة، فبسط سلطانه ووطد نفوذه من أول مياه «بيت يكن» الملحة حتى جبال «بكيني» (دمافند) في الشرق، ومن البحر الغربي حتى مصر، ومن أفق السماء حتى سمتها، بحق هو أعظم شخصية بارزة في تاريخ أشور.

 توفى تغلات بلاسر الملك العظيم في كالح العاصمة في شهر كانون الثاني سنة 727 قبل الميلاد. كما يذكر ادي شير ص 86 من كتابه كلدو واثور، وتولى بعده الملك «شلمنصر الخامس ..

يعكوب ابونا ............................ 14 / 12 / 2025

       __________ المصادر __________

1-هنري ساغس عظمة بابل ص 109

2-هنري ساغس جبروت اشور  123 – 124

3- ادي شير كلدو واثور 80

4-فوزي رشيد تاريخ العراق القديم 236 -245

5-جورج رو العراق القديم ص 409

6- سليم حسن جزء 11 اعمال تغلات بلاسر 381 -393

7-عامر سليمان تاريخ الشرق الادنى العراق   175 – 183

8- طه باقر مقدمة الحضارات القديمة  320-328

9-هنري ساغس جبروت اشور 136

10- حضارة العراق جزء 7 تاريخ العراق  127 – 129

11-هنري ساغس جبروت اشور 137

فوزي رشيد تاريخ العراق القديم 241 -242

عامر سلمان تاريخ الشرق الادنى القديم العراق 188- 182

12-طه باقر مقدمة في الحضارات القديمة 320 -228

سليم حسن اعمال تغرت بلاسر 381 -393

13-جورج رو العراق القديم 411

14-عامر سلمان تاريخ الشرق الادني القديم العراق 183

15- هنري ساغس جبروت اشور 142

 جور رو العراق القديم 414

16-هنري ساغس جبروت اشور  134-135

• < السابق
• التالي >