اخر الاخبار:
غداً.. أمطار وضباب في 12 محافظة عراقية - الإثنين, 15 كانون1/ديسمبر 2025 19:48
أميركا.. إحباط مخطط إرهابي في لوس أنجلوس - الإثنين, 15 كانون1/ديسمبر 2025 19:42
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الرؤية الثانيه الغايه للوجود والعالم -1// عبد الامير الركابي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 عبد الامير الركابي

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

الرؤية الثانيه الغايه للوجود والعالم -1

 عبد الامير الركابي

 

 يوم ان تهيأت اسباب ظهور العقل متخلصا من وطاة الغلبة الكاسحه الجسدية الحيوانيه التي ظلت غالبة على مدى مئات الملايين من السنين، تغيرت ديناميات وآليات فعل الطبيعه في الكائن الحي على الصعيد الارتقائي التحولي، وفي حين كانت الاسباب والعوامل الفاعلة في الكائن الحي غير المدرك، ولا الواعي المساهم في عملية ارتقائه ونشوئة بصيغته الاولى الحيوانيه، بما يضمن المزيد من ممكنات الاقتراب من تحرر العقل الاول والابتداء، تدرجا عبر المحطات الحيوانية، وصولا الى اللبونات والانتصاب على قائمتين واستعمال اليدين، بما لايفضي لمغادرة البنية الحيوانيه، باعتبار الحاصل اخيرا كبنيه جسدية ضرورة لاجل دخول الطور الاعلى من عملية الارتقاء، الذاهبة كليا الى مابعد حيوانيه، بما في ذلك متبقيات الجسدية الناطقة "الانسايوانيه"، الطور الانتقالي بين الحيوان و"الانسان".

 

  والى حينه ومع الحضور الابتدائي الافتتاحي للعقل (طفولة العقل التي نعيشها الى اليوم) بعد الغيبة الطويله جدا داخل الجسد، لم تتغير حالة وموقع الكائن البشري بما خص اشتراطات ومسارات ترقية وتحوليته، باعتباره موضوعا تتكفل به الطبيعه وتؤمن مساراته، وعملية تشكله المستمر، ذهابا الى الغاية المضمرة غير المكشوف عنها النقاب، لا في الطور الجسدي الحيواني طبعا، ولا في الطور الانتقالي مابعد حضور العقل بصيغته الابتدائية القاصرة الحالية، بانتظار التحرر الادراكي من وطاة شروط اليدوية الحاجاتية الارضوية، حيث يتحقق الانتقال الى العقل الضرورة، الامر الموافق لطبيعة اليات وديناميات الحركة التحولية، مع فارق هائل بين ماهو واقع راهنا على العقل ومسارات تطوره بعد حضوره الابتدائي الحالي، مقارنه بالتاريخ التحولي النشوئي الحيواني، وما قد استغرقه من مليارات السنين.

 

  والمسالة الجديرة بالانتباه بقوة هنا نظرة وموقف البداهه من مسالة البروز او الانبثاق العقلي المكتمل، من دون حتى مقارنه بسيطة بين جسدية اضطرت لعده تحورات من الخلية الاولى مرورا بالعضية واللبونات، قبل الوقوف على قائمتين وحضور فعل اليدين اي المنتهى التطوري للعضو البشري كما قرر دارون، الذي راى بان العضو البشري قد بلغ قمة تطوره النهائي، على عكس العقل الذي لم يظهر ويصير حاضرا الا اليوم، بما يعني وجوده في حال ولاده، يكون العقل فيها قد دخل العتبة الاولى من عتبات تشكله، وعيا وحدود ادراكية وعلاقة بذاته وبالوجود، والحقيقة الكونيه.

 

 ونحن نقلب بهذه المناسبة مفهوم عملية النشوء والارتقاء، من الجسدية الى العقلية، معتبرين الكائن الحي ظاهرة "مزدوجة" من عقل/ وجسد، العنصر الجوهر فيها، ومحور تحولها الارتقائي "عقلي" لا "جسدي"، الجسد فيها حامل ضروري واساس مؤقت، يكون غالبا كليا عند الابتداء، وعامل وطاة على العقل وحضوره لاحقا، الى ان تتهيأ الاسباب الضرورية لتحرر العقل بعد اكتسابه المقومات الانتقالية الضرورية بالتجربة ومسار الاصطراعية بالاخص بصيغتها الاخيرة المجتمعية اليدوية الحاجاتيه الجسدية.

 

  بهذا يصير مخطط النشوء الارتقائي منذ انبثاق الصيغة البكر من العقلية بعد تحررها من الغلبة الجسدية المطلقة، بدء عملية تشكل اكتمالي، تتهيا بموجبه الاسباب الضرورية لاكتمال حضور العقل، وهي عملية طويلة ماقبل مجتمعية تحكمها مراحل ومحطات وصولا الى الصيغة الاخيرة الاعلى المجتمعية، وقت يصبح المجتمع حاضرا كوعي ذاتي ابتداء بمقابل الكون وموجبات الوجود الحي، تبدا غير متخلصه من فعل ووطاة الجسدية التي تستمر في الحضور والفعل مستمدة قوة فعلها من الاشتراط الوجودي المجتمعي الحاجاتي الجسدي الاول انتاجيا مع صيغة وواقع الانتاجية اليدوية وانعكاسها على المجتمعية كينونة وبنية.

 

 ولن تكتمل المجتمعية او تصبح واقعا الا بالحضور العقلي خارج المبدا القائل توصيفا للتبلور المذكور على انه (تجمع + انتاج الغذاء) فالطور السابق طور الصيد واللقاط لم يعرف الرؤية ولا دخل عالمها باية درجه بينما المجتمعية الرافدينيه في ارض السواد وتحديدا ارض سومر انتجت حزمة متكامله من  المنظورات السماوية والارضوية وصولا الى الكتابه والقانون وبداية التاريخ البشري الى قصص الخليقة والعلاقة بالكون باعتبارها الموضع الاول التبلوري المجتمعي على مستوى المعمورة المنطوي على الاسباب التكوينيه البنيوية الضرورية  المتخلصه الى حد الضرورة من وطاة الارضوية اليدوية، فارض الرافدين الاصل هي موضع اللاارضوية والاصطراع الازدواجي المجتمعي، وهنا يكمن السبب في ريادتها المميزة والخاصة التي ظل الاعقل عاجزا عن كشف النقاب عنها، واستمر يلحقها عن النظر اليها بغيرها من مجتمعات ارضوية على نمط  تلك المتشكله في مكان قريب ونهريا ايضا في وادي النيل نموذج الكيانيه والنبيه المجتمعية الارضوية بلا تفاعلية اصطراعية تنتج ابتداء والى اليوم مجتمعية دولة، تقابلها على المنقلب الاخر المتوسطي مجتمعية ارضوية ازدواجية خاضعة للاصطراع الطبقي، الادنى من حيث التوافق مع ضرورات الارتقائية الاشمل المجتمعية نت تلك "المجتمعية" الرافدينيه الذاهبة الى اللاارضوية.

 

    من رؤية اوليه للوجود والكون هي ما متاح للعقل على ماهو عليه من بدئية تشكلية ضمن اشتراطات اليدوية الارضوية الحاجاتيه الى الرؤية التحولية الكبرى تلك هي مسارات المجتمعية عقليا، في الثانيه منها يكون العقل قد توفر على الاسباب اللازمه لان يتحول من موضوع ومادة خاضعه لاشتراطات الطبيعة وديالتيكها ووجهتها الترقوية من دون وعي منه ولا فعل الى قوة فعالة تعي اشتراطات وجودها والقوانين الناظمه لسيرورته وترقيها المقرر من الطبيعة ومنها بلوغه مرحله وعي الذاتيه والوجود وهو ماتحتاجه الطبيعة ومنتظمه ضمن مبتغياته النهائية.

 

 ليس الوجود الحي هو الاكل والشرب واطفاء الحاجات الجسدية والنظر للكون واجمالي الوجود الحي بمنظور البقائية على الشكل القائم الجسدي فالكائن الحي هو عقل منطو داخل الجسد بانتظار ساعه حضوره المتفقه مع حقيقة كون الحياة ليست الجسدية المفردة وان الحياة ليست واحده مشروطة بالملموس والبيولوجي، بقدر ماهي  كونية اخرى غير مرئية خارج الادراكية القصورية الحالية وان الوجود الكوني الحي هو عملية تحول من المرئي الى اللامرئي حيث الوجود "طاقة" عقلية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.