اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

حكومات حزب الدعوة وتخريب ولاء الجيش// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

  

حكومات حزب الدعوة وتخريب ولاء الجيش

سعد السعيدي

 

آخر ما كنا نتوقعه هو حصول التصرف الذي اكتشفناه من خلال الاعلام. هذا التصرف هو سوق منتسبي الجيش والشرطة لاداء التحية وقسَم الولاء في مرقدي الامام الحسين والعباس بدلا من ادائهما في معسكراتهم امام العلم العراقي حصرا (انظر الروابط اسفل المقالة) !!... وحيث يرى تباهي موقعا الكفيل والعتبة الحسينية في ايراد مثل هذه الاخبار.. ما تكون الفكرة يا ترى وراء هذا التصرف المرفوض؟

 

معروف للجميع لاية طائفة تعود هذه المراقد في العراق. وهذه الطائفة وإن كانت الاكبر في البلد إلا انه لا يحق لايا كان ربط ولاء الجيش العراقي بهذه الطائفة حصرا. وهوية اية طائفة دينية في العراق مهما كان حجمها هي فرعية ، لا رئيسية. ومجموع كل هويات البلد هو ما يكوّن الهوية الرئيسية الجامعة للعراقيين. هذه الهوية الرئيسية الجامعة التي يمثلها العلم العراقي هي التي نريد رؤية انعكاسها في الدولة العراقية واذرعها ادوات تنفيذ قوانينها كالجيش والشرطة. وهو ما نريد اعتباره امرا مفروغا منه ، ويمثل موقفنا الذي لا نعتقد باننا الوحيدون به. لماذا يجري إذن إرسال خريجي الكليات الامنية من مختلف صنوف الجيش والشرطة الى المراقد الدينية الممثلة لهوية فرعية لاداء التحية وقسَم الولاء بدلا من ادائهما امام العلم العراقي حصراً الممثل للدولة العراقية الجامعة لكل العراقيين ؟ هذا معناه ان اصحاب هذه الفكرة الجهنمية لا يؤمنون بالعراق الجامع لكل الطوائف بقدر ايمانهم بحصره بحدود طائفتهم فقط ، ومعناه بالنتيجة عدم اعترافهم بالطوائف الاخرى. ولا نرى بهذا التصرف غير البريء في استبدال ولاء الجيش من علم الدولة الى المرقد والذي نراه متعمدا إلا عملية تخريب خطرة وهو ما نعتبره جريمة.

 

ثمة عواقب غاية في الخطورة على مستقبل البلد من استمرار القيام بهذا التصرف فاتت على ما يبدو على المتطرفين الذين ابتكروا هذه الفكرة الكارثة. الم يتساءل اصحاب هذه الفكرة عما سيعتمل في رأس العسكري بعد ادائه القسم في المرقد وتعبئة رأسه بالرمز الديني الموجود فيه عندما سيسمع البعض من الفاشلين والفاسدين وهم يرددون ذاك الكلام عما اسموه بالمعركة المستمرة بين احفاد هذا وذاك ، والذي هو تحريض طائفي بامتياز ؟ هل سأل احد نفسه من مخترعي هذه الفكرة الجريمة عن خطورة تعبئة هؤلاء العسكريين بها حينما سيوضعون لاحقا في احتكاك مباشر مع من صُوّر لهم بكونهم السبب في ما جرى "لرمزهم" الديني ؟ النتيجة التي لا نريد ان نرى حصولها (ولو انها قد حصلت مع ذلك وتكررت) ستكون تطور لا يمكن وصفه إلا بالخطر على مستقبل البلد وهي اننا نكون قد خلقنا ليس فقط اسباب استمرار الانقسام الطائفي وإنما ايضا إرساء اسس التشدد والكراهية اللتان تؤديان الى ارتكاب الجرائم الطائفية. وبالنتيجة نقوم بانفسنا بتهيئة الطريق لاعادة الدورة التي اتت بداعش وغير داعش في البداية. فهل سيحق لنا التساؤل لاحقا عن اسباب التصرفات المتطرفة لدى البعض بعد كل كارثة يمكن ان تضرب البلد او اية تصرفات اجرامية بحق افراد من طوائف اخرى مثلما رأينا حدوثه في السابق في ناحية بهرز مثلا (*) ؟ هذا التصرف يشكل خطرا ايضا على تماسك الجيش نفسه. فالاعلام لا يورد الاعتداءات ، وربما الجرائم التي يمكن قد حصلت داخل نفس الجيش بين افراده بسبب التشدد الطائفي الناتج عن هذا التصرف الحكومي الاجرامي اعلاه.

 

من الواضح هنا انه لم يجر حساب النتائج الكارثية التي سنصل اليها جراء سوق منتسبي الجيش والشرطة لاداء قسَم الولاء في موقع ديني. وهذا التصرف هو خرق لمبدأ فصل الدين عن الدولة الذي يضمن إبعاد الدولة ومؤسساتها عن سلطة القوى الدينية ، وهو ما كان يتوجب ايراده في الدستور. كذلك نتساءل إن كان يراد ايضا ربط ولاء الجيش بقوى اقليمية معينة على حساب الولاء للعراق بحيث يتحول الجيش او افراده الى ظهير لهؤلاء متى ما شاؤوا ؟!!

 

ليس من الصعب التكهن بان حكومات حزب الدعوة وباقي الاحزاب الاسلامية هي من اتت بفكرة هذا التصرف الاجرامي الاهوج. لكن هذا لا ينفي ايضا مسؤولية اولياء العتبتين ومراجعهم الدينية ازائه مما لا يمكن ان يوصف إلا بكونه انعدام شديد للتبصر والحكمة والتفكير بالعواقب الوخيمة التي يمكن ان تنجم عنه. وهو ما يطرح التساؤلات حول موقف تلك المراجع من النتائج التي آلت اليها اوضاع البلد بسبب هذه الفكرة الجريمة والتي لا يمكن ان تكون قد فاتت عليها ، وهي التي صمتت في السابق وما تزال عن مقولة المعركة المستمرة بين احفاد هذا وذاك.. وعن ذاك الذي اطلقها. ولو لم تتعمد الدولة التراجع امام مراجع الدين وإشراكهم في هذا التصرف لما استمر كل هذا التخريب. وهذا هو عين الفوضى التي تتعمد حكومات حزب الدعوة وباقي الاحزاب الاسلامية نشرها في البلد. نسترعي الانتباه الى ان هذا التصرف يصب ايضا في صالح القوى الدولية والاقليمية التي تروم ضرب وحدة العراق.

 

ولن نتعجب من موقف ذلك الرهط المسمى بمجلس النواب في هذا الموضوع. فهذا رهط ساقط لم يرتق قط الى مستوى المسؤولية يتدثر بالدين ظاهرا ليقوم بتجارة البارات والملاهي باطنا. وبين هذا وذاك الصمت والتواطؤ على فاسدين من إرهابيين ومرتشين.

 

نطالب بالتوقف عن سوق افراد الجيش والشرطة لاداء قسم الولاء في المراقد الدينية ، وان يُعادوا الى ادائهم هذا القسم امام العلم العراقي في معسكراتهم حصرا. هذا إن كنا نريد من منطلق الشعور بالمسؤولية الحفاظ على الوحدة الوطنية والقضاء على الطائفية وسد الطريق امام خطر اعادة خلق الظروف التي مهدت لظهور داعش مرة اخرى.

 

(*) في آذار عام 2014 ارسل المالكي قوة من السوات لمداهمة قضاء بهرز في ديالى حيث قامت بارتكاب مجزرة بحق الآهلين. وكان جنود القوة قد ظهروا في فيديو وهم يصرخون من داخل آلياتهم مرددين بانهم قد اتوا لاخذ الثأر ! لاحقا قاموا بعد التنكيل باهالي الناحية بكتابة شعارات طائفية على جدرانها توضح بانهم قد اتوا للثأر لاعضاء من وحدتهم.

 

الروابط :

كوكبة ضباط جدد يؤدون تحية العهد والولاء لخدمة العراق أمام مرقد قائد جيش الإمام الحسين (عليه السلام)

https://alkafeel.net/ar-news/index?id=3111

بعد تدريبات مكثفة.. "ضباط" في الجيش العراقي يؤدون التحية العسكرية للإمام الحسين وأخيه العباس

https://imamhussain.org/news/15368

 

ضباط من طوائف متعددة يلقون التحية العسكرية مقابل ضريح الامام الحسين ويرددون القسم ويعاهدوه بالسير على خطاه

https://www.imamhussain.org/news/15377

 

خريجي الكليه العسكريه الدوره 80 يؤدون القسم ويرددون نداء العقيده من العتبه الحسينية المباركه

https://www.youtube.com/watch?v=F7UW6y1BD7s

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.