اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

التخادم بين قادة قوات المتطوعين والمحتلين الامريكان// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

التخادم بين قادة قوات المتطوعين والمحتلين الامريكان

سعد السعيدي

 

لعل هذه المقالة ستكون السابعة او الثامنة التي نكتبها والمتعلقة بقوات الاحتلال الاجنبي في بلدنا. هذه القوات التي تتزايد اعدادها من دون اية رقابة وسؤال او اعتراض. وقد اتت هذه من معظم الدول الغربية. فهناك القوات الامريكية والبريطانية والفرنسية والالمانية والهولندية وايضا الاسترالية علاوة على التركية حيث قد فتح لها الباب لاحتلال اراضينا بعضها بحجة الحماية والآخر بحجة التدريب او محاربة داعش. ولاننا لا نرى من موجب بجدوى تواجدها في بلدنا عندما تكون لدينا القدرة على الدفاع عنه بقوانا الذاتية ، فلا يكون تواجد هذه القوات الاجنبية إلا احتلالا. لكن كيف يحدث ان تبقى وتتزايد هذه القوات دون رادع؟

 

كان العبادي قد حسم الموضوع من جهته حين اعلن عن اصطفافه بجانب دول هؤلاء المحتلين منذ البداية. فقد اعلن في احد مؤتمراته الصحفية بان العراق يحتاج للتواجد الاجنبي على ارضه ! وهي طريقة مبتكرة كما يرى في الحفاظ على استقلال البلاد. لكن ماذا عن قادة المتطوعين الذين كانوا يعلنون عن معارضتهم بقاء القوات الاجنبية المحتلة في البلاد ؟ يلاحظ بان هؤلاء لم يعودوا يوجهون نحوها أية مطالبة بالخروج من البلد عدا عن اللفظية. ونجزم بان هذا التصرف ليس بريئا. فالهدف من وراء تساهل قادة المتطوعين حول استمرار تواجد قوات الاحتلال الاجنبي هو لتبرير وجودهم هم كقادة على رأس قوات عسكرية قائمة بجانب الجيش. لكن كيف يمكن لقوات الاحتلال الاجنبي ان تفيد هؤلاء؟

 

دعوكم من ذرائع الحماية والتدريب الباهتة. فقوى الاحتلال لا تتواجد إلا بهدف تحقيق مصالح دولها. وهذه المصالح هي بالدرجة الاولى السيطرة على الآبار النفطية ومنع نهضة العراق المؤثر دوليا وفي محيطه وتوفير الدعم السياسي والحماية لادواتهم المحلية اكرادا وعربا لتأمين هذه المصالح وفي الهيمنة على المنطقة. ولغرض إدامة السيطرة والمنع والهيمنة يتوجب اضعاف الدولة وتجهيل شعبها وتخريب ديمقراطيته وتشتيت موارده بمعية تلك الادوات. هذا الاضعاف والتخريب المستمر للدولة انتج صعود ونمو القوى الاسلامية الحالية ومنهم هؤلاء القادة. لذلك فطالما يستمر بقاء الامريكيين في البلد يستطيع هؤلاء ومعهم كل الفاسدين ضمان اسباب بقائهم. هذا هو سبب تراجعهم عن المطالبة باخراج قوات الاحتلال من البلد ، هذا إن صدقنا مطالبتهم لهم بالخروج سابقا. من جهتها فلا بد ان قوات الاحتلال قد سعدت بهذا التطور المستمر منذ فترة غير قليلة. فهؤلاء سيوفرون الذريعة الواضحة مع حكاية محاربة النفوذ الايراني لاستمرار تواجد قوات الاحتلال هذه في البلد. هذا السكوت والفائدة المتقابلان هو ما يسمى بالتخادم.

 

هكذا نرى كيف ان هذا الوضع يؤمن الابقاء على نفوذ هؤلاء القادة للاستمرار بتحقيق اهداف داعميهم من دول الجوار. وبالعكس ، فإن جرى طرد المحتلين الاجانب من العراق ، فستنتفي الحاجة لقوات هؤلاء وسيفقدون بالتالي اسباب وجودهم ، ويتقلص نفوذهم بالنتيجة. مثل هذا الانتفاء هو ما يرعب هؤلاء كونه سيجردهم من اهم وسائل البقاء والتأثير في البلد. هكذا يرى الجميع كيف سكتوا وما زالوا عن المحتلين ومنهم الاتراك في بعشيقة. وحتى قد ابتلع العامري تهديداته السابقة للاخيرين التي يتذكرها الجميع عندما توعدهم قبل سنوات بانه كان سيكسّر دباباتهم على رؤوسهم!

 

اخيرا نذكر بانه لما كان العبادي قد طلب بقاء قوات الاحتلال الامريكي في العراق ، يكون من الواضح بان هذا قد جرى بالاتفاق مع قائد بدر المشارِكة في الحكومة. ويكون هذا كذبا صريحا.

 

على العراقيين من جانب هذه المنظمة ونفاقا عندما ادعت بمعارضة الاحتلال الامريكي في البداية. بالنتيجة لا يكون غياب اعتراض العامري على العبادي بشأن المحتلين هو بسبب من كون العامري وقواته تحت قيادة العبادي ويأتمرون بامره كما قد يظنه البعض ، بل لان ما يقوم به الاخير يعود بالفائدة على الاول.

 

تخادم قادة المتطوعين مع المحتلين هو خيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا لاجل استقلال العراق. هذا التخادم الذي يقومون به خدمة لمصالح ذاتية واقليمية.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.