اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• من الماضي

الشماس / يوسف شامايا

 من الماضي

 

إن الخصوبة التي تمتاز بها ارض القوش جعلتها تمتاز بانتاج محاصيل زراعية جيدة خصوصا زراعة البطيخ المعروف محليا وعالميا بطعمه اللذيد ونكهته الطيبة ، وكانت ايضا تشتهر بتعدد المعامل لصناعة الراشي ( الطحينية ) وصناعات يدوية اخرى . لنتحدث عن هذه المادة الغذائية المهمة التي كانت تستخدم للاستهلاك المحلي وتعتبر المادة الرئيسية عند اغلب الناس لأنهم كانوا متقاربين في الوضع المعيشي الصعب لذلك يستخدمها الأهالي  منذ القدم بديلا للدهن واللحم .. فقد كانوا يستخدمونها بكثرة في أيام الصوم التي تسبق عيد الميلاد بتسعة أيام وتستخدم مع مادة الدبس في طعامهم ويصنعوا منها الدهن والذي كان يقلى ويصب فوق البرغل او أي نوع آخر من الطبيخ لأنه نباتي ويؤكل خلال الصوم . كثرت معامل الراشي في القوش واشتهرت بصناعة هذه المادة الدسمة والتي كانت تستخرج من نبات السمسم ، الذي تشتهر مناطق جنوب العراق بزراعته خصوصا منطقة الاهوار حيث كانوا يستخرجون منها دهن نباتي يسمى ( السيرج ) والطحينية ما زالت تستخدم في مناطقنا في فصل الشتاء وتحديدا تنتج في بداية شهر كانون الاول من كل عام ، ولكن بأقل من استخدامها كمادة غذائية في الماضي . وكانت هناك أعمال وصناعات اخرى اشتهرت بها القوش مثل صناعة الأحذية والنجارة والحدادة ويتمركز فيها سوق كبير عامر بالبقالين والبزازين ومختلف الحرف الأخرى .. حيث كانت تشكل مركزا تجاريا مهما بين شمال العراق ومدينة الموصل وتنقل البضائع اليها بواسطة الحيوانات اما الفاكهة التي كانت تنقل الى القوش فكانت ( العفص , الجوز ، العنب ، الزبيب ، التين ،) وأنواع اخرى حيث يتم نقلها من المناطق الجبلية الى القوش وتخزن في سوق كبير اسمه ( الخان ) ومن القوش تنقل الى الموصل لبيعه الى الأهالي . اما الخان فنقصد به سوق كبير يديره أهالي القوش ويستقبل كل يوم قوافل محملة بشتى الأنواع من المواد الغذائية قادمة من الشمال كما ستقبل الخان الأغراب من التجار مع حيواناتهم حيث تخزن بضائعهم في غرف خاصة داخل الخان وكذلك الحيوانات كانت تهيأ لها أماكن خاصة ليلا وكذلك بالنسبة الى الناس كانت تهيأ لهم أماكن خاصة للمبيت حتى يتم بيع المواد التي جاءوا بها وبعد الانتهاء من هذه المرحلة يبتاعون ما يحتاجونه من سوق القوش ويعودون أدراجهم الى قراهم واستمرت هذه التجارة في القوش حتى افتتاح الشارع التجاري الذي كان يربط الموصل بدهوك وزاخو من جهة وبعقرة والشيخان من جهة اخرى فأخذوا ينقلون بضاعتهم الى الموصل بواسطة السيارات وبافتتاح هذا الشارع شلّت حركة التجارة في هذه المنطقة .  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.