اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الأستاذ يونادم يوسف كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية وعضو مجلس النواب العراقي المحترم

تيري بطرس

الأستاذ يونادم يوسف كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية وعضو مجلس النواب العراقي  المحترم

 

تحية وبعد

أستاذنا المحترم، قد لا أكون الشخص المناسب لكتابة هذه الرسالة لسيادتكم، وهذا واضح من الكم الهائل من الاختلافات بين شخصكم الكريم والمعروف وشخصي المجهول. الرسالة يمكن أن توجه أيضا إلى الأستاذ سركيس اغاجان، والأستاذ نمرود بيتو، والأستاذ روميو هكاري، والأستاذ ابلحد افرام والأستاذ سعيد شامايا، والأستاذ ضياء بطرس والأستاذ كوركيس خوشابا والأساتذة كثر والله يزيد، إلا أن اختياركم في رأس العنوان هو لخلافاتي الفكرية والمماراساتية مع سيادتكم أكثر من الآخرين. هذا بالإضافة إلى قدرتكم على لم الناس سواء كنتم على الخطاء أم على الصواب ولعل أكثر ما يدعوني لإرسالها لسيادتكم هو فوزكم الكبير بثلاثة مقاعد من أصل خمسة هي كوتة المسيحيين.

تبقى للإنسان أمنيات يود تحقيقها وحواجز يريد عبورها لكي يصل لما يبتغي، وجل ما أبتغي هو وحدة شعبنا القومية بكل تسمياته وتمتعه بحقوقه القومية التي تمكنه من أن يعالج الإشكاليات التاريخية والطائفية والرمزية، انطلاقا لتحقيق غايات أسمى وهي معالجة التشوهات في شخصيتنا القومية بفعل الموروث الدكتاتوري للأنظمة السابقة، وفترة السلطنة العثمانية التي أقرت تقسيمنا إلى ملل مذهبية ولكل منها شخصيتها المستقلة عن الأخرى. ومن غاياتي أيضا تطوير ثقافة شعبنا وتجليات انتمائه القومي الموحد، وتطوير بنى اقتصادية وإنمائية وبنى تحتية لبناء غد سعيد لأبناء شعبنا. وهذه كلها لن نتمكن من أن نحققها إلا بتوفر سلطة تشريعية وتنفيذية خاصة بشعبنا تمتلك سلطة فرض القانون وسلطة التشريع باسم الشعب وليس الحزب، وتكون السلطة غير قابلة للتجريح والتشكيك بشرعية تمثيلها لمكونات شعبنا في العراق. ولكن قبل هذا وذاك، أيضا لن نتمكن من تحقيق أي شيء ما لم نعبر الحواجز ونكسر الموانع ونلجم الألسن ونتوقف من تلطيخ الآخرين.

أمام كل ما نراه ونشاهده ونسمعه من الاستنزاف الذي يعاني شعبنا منه، وخصوصا الهجرة، ووقوفكم جميعا، أحزاب ومؤسسات وشخصيات وكنائس موقف العاجز عن وضع حدا لها، لا بل يتم تبريرها من قبلكم جميعا. وأمام ما يمثله ذلك من التهديد الفعلي لوجود شعبا باسمه الكلداني أو السرياني أو الآشوري، ليس في الوطن فقط، بل إن المهجر يعيش حالته القومية لأن الشعب موجود في الوطن، وان انتهى من هناك شعبنا فإنه سينتهي من العالم، قد تبقى ذكريات ودعوات للانتساب إليه برهة من الزمن ولكنها، باعتقادي لن تقاوم العوامل الجارفة للانصهار في بوتقة الشعوب المتعايش معها.

وأمام الجمود السياسي السائد بين تنظيماتنا السياسية وعدم شعورها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، وموقف الحركة الديمقراطية الآشورية الخطير والسلبي من المشروع المطروح، والذي لا أزال على اعتقادي أنه لأسباب شخصية بحتة، وتأثير هذا الموقف وإمكانية استغلاله للعبور إلى المستقبل العراقي بتجاهل كل ما يحقق طموحنا القومي ومنه توحيد التسمية مرورا بإحقاق حقنا المشروع. مستغلين الاستقطابات الجارية والقائمة والمبنية على مصالح وأماني وأحقاد شخصية سيدفع شعبنا ثمنها، من وجوده وبقائه كشعب. الأحقاد الشخصية التي ساهمتم بترويجها وزرعها حتى وصلت إلى أصغر خلية في شعبنا وهي الأسرة.

وأمام ما استشفه من أن بعض مواقفكم تنطلق من واقع انتقامي سيدفع شعبنا ومؤسساته ثمنها، لاعتقادكم أنكم أولى بتمثيل شعبنا، كتنظيم سياسي أو كشخص، ويؤسفني ما أقوله ولكنني أقول ما أشعره وما استقرأه من مواقف آنية ومستقبلية بكل صدق، وما اعتقده أن البعض يعمل به وهو علي وعلي أعدائي وأعدائه هم من أبناء شعبنا.

وإنني وخوفا على الذات تحب وتطمح  لرؤية أحلامها تتحقق، وخوفا على الذات من عدم الاستمرار في العيش والحياة أبد الدهر من خلال الأبناء والأحفاد والاهم الهوية ومن خلال ما تستشفه هذه الذات من أن رسوخ أركان وهوية الأمة مهدد . وأمام كل الوقائع أعلاه وهي حقيقية، فالصراع الأساسي في شعبنا فرض من قبل البعض على  شعبنا على أساس أنه صراع داخلي وياقاتل ويا مقتول.

أتوجه إليكم بهذه الرسالة، وإن لم أكن الشخص الملائم لذلك، لكي تدرسوا مواقفكم من كل جوانبها وتستنبطوا مخارج جديدة لهذه المواقف، لكي تتمكنوا من التحاور مع بقية مؤسساتنا السياسية بلغة الحوار البناء وإلغاء لغة التجاهل عندما تعتقدون أنكم منتصرون ولغة والاتهام حين تحشرون في الزاوية، التي لم تخدم أمتنا ولا خدمت الحركة الديمقراطية الآشورية ولا شخصكم الكريم، قد تكون هذه اللغة قد خدمت الاستقطاب، وهو ما اتهمتكم مرارا به، إلا أنه استقطاب العناد وليس استقطاب إيجاد المخارج لشعبنا.

وإذا كنتم تعتقدون أن النتائج الأخيرة للانتخابات البرلمان العراقي، تكذب ظنوني. فسأذكركم بتجربة صدام الذي اعتقد أنه انتصر على الكل، ولكنه خسر العراق، وخسر الأموال وخسر الأبناء، وتمكن فقط من ترسيخ التخلف والتراجع في كل مفاصل حياة المجتمع العراقي. وإذا كان حال العراق هذا وهو يعتبر بلد مستقل، ويتخذ قراراته الخاصة، فكيف سيكون حال شعبنا، وهو يتعرض للإرهاب الديني والقومي، وهو يستنزف من أبناءه العشرات يوميا إلى المجهول، وهو يتعرض للمساومات وتفرض عليه القرارات. أقول ليس الرجل التاريخي من ينتصر على خصومه من أبناء شعبه، ويترك الشعب عاريا من أي احتمال للتغيير وللبديل، بل الرجل التاريخي هو من يصنع مستقبل شعبه، ليس الرجل التاريخي من يفوز بمعارك معينة وإن كان الشعب ضحيتها، بل الرجل التاريخي هو الذي يفوز بالمعركة الكبرى وهي ضمان مستقبل أمن ومستقر لشعبه، مع ضمان استمراره حرا قدر المستطاع في خياراته.

إن حالة إيجاد الأنصار بالاتكاء على الاتهامات والتخوين وبالاتكاء على العداء للجوار قد تفيد للتنظيم السياسي ولكن بالتأكيد وأمام الواقع المعاش، والتهديد الفعلي لوجودنا كشعب في أرض الوطن، والتهديد الفعلي لدوركم في مجلس النواب (دور كل ممثلي شعبنا) وأمام ما نستشفه من مواقف شعبنا ومن إدراكنا أن المهجر بات يرقص على حالة عداء لأطراف ولا يهمه مستقبل الشعب، أي أن البعض هيج المهجر موجها أنظاره إلى حالة عداء معينة تاريخية وليست واقعية، فإن العملية باعتقادنا، تعطي الرسالة الخاطئة لمستقبل شعبنا وهي أن الهم الأساسي هو الانتقام للماضي، وليس لصنع المستقبل بل المهم هو الآني ولنترك المستقبل للمجهول.

بالتأكيد أنكم تدركون أن كاتب هذه السطور لم يكن يوما أجيرا لديكم ولا لدى نمرود بيتو لا لدى سركيس اغاجان ولا لدى ابلحد افرام، ولا لدى أي أحد من قيادات الطبقة السياسية لشعبنا ، ولكنه وبكل فخر كان على الدوام أجيرا من أجل التطلع لتحقيق الآمال والطموحات المشروعة لشعبه، وبالتالي أن دوافعي هي حقا الخوف الحقيقي على وجود شعبنا، وان كنتم تعتقدون في الآخرين النية الصادقة وأنهم في الآخر ومن منطلق هذه النية سيقبلون بما تفرضه من مواقف عليهم، باعتمادكم على سياسية حافة الهاوية التي أجدتم لعبها مرارا وتكرارا وعلي تجاربكم الماضية، فإنني أؤكد لكم أن هذا الأمر لن يحدث والآخرين سيسرون بما قرروه كحمليكم المسؤولية التاريخية لعدم محاولتكم الوصول إلى نقاط التواصل معهم رغم كثرة المبادرات بهذه الاتجاه من قبلهم. وإذا كانت نتائج الانتخابات الأخيرة قد أتت لصالحكم، وهي مفاجأة لي ولكم، فباعتقادي أن انتخابات واحدة لم تصنع شعب، ولكن الجهد المبذول في الفوز كان لغاية واحدة وهي إثبات شرعية حق التمثيل لشعبنا المسمى المسيحي. وهذا الحق في التمثيل وان أكدته الكراسي الثلاثة ولكنها لن تلغي حق المقعدين الآخرين، إلا أنه من ناحية أخرى، فقد تم إدراكه أن شعبنا له ممثلين منتخبين ولكنهم ليسوا مختلفين بل هم في حالة عداء سافر. وشكرا للأستاذ كنا هذه الجملة يمكن أن يقولها أعداء شعبنا إن كان له مثل هؤلاء الأعداء.

وعليه فإنني أقترح عليكم المقترحات التالية

أولا _ التخلص من الشعور بأنكم من تفرضون شروطكم على الآخرين، والتحول إلى باحث عن مخارج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام التحديات الخطرة لمستقبل شعبنا.

ثانيا _ الانفتاح على لجنة تنسيق أحزاب شعبنا والمجلس الشعبي وترك الاتهامات إلى الحوار المشترك لان الطرفين المذكورين أعلاه هم مع وحدة شعبنا وأنتم كذلك حسب الادعاء وإن لم يكن حسب الممارسة، لا بل المشاركة معها فعليا للوصول إلى الهدف المشترك، وعدم فسح المجال لتقسيم شعبنا من قبل البعض ممن يهددنا بالكثرة الديمغرافية وإن لم تكن هذه الكثرة أجيرة لدى أحد.

ثالثا _ التعامل مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، وكلنا ندرك أن المجلس بحاجة للتطوير لكي يكون واجهة تمثل جهد شعبنا، ولكن ليكن التطوير من الداخل وليس كشروط مسبقة.

رابعا _ وحيث إن حق التمثيل قد تحقق في إقليم كوردستان وبواقع خمسة مقاعد وهو تمثيل قومي، وقد تحقق حق التمثيل في برلمان العراقي ولكنه تمثيل مشوه لأنه بصفة دينية، فنحن ندعوكم إلى التعامل مع كل قوانا السياسية لأجل تحقيق التمثيل القومي، والوصول بمشروع الحكم الآتي إلى التشريع واعتباره الحق الأدنى لما يمكن القبول به.

خامسا _ منذ المؤتمر السابق وليس الأخير للحركة الديمقراطية الآشورية ترفعون راية  الدعوة إلى مؤتمر شامل لفعاليات شعبنا من تنظيمات سياسية وغيرها ولم تتمكنوا من تحقيق ذلك، فما تملكونه من المؤسسات لكي تشارككم صارت معروفة بلونها ولن تخدع أحد، وهذا دليل أن الآخرين لم يعد لهم أي ثقة بهذه الدعوات، ولا يجدون فيها مخرجا لحل إشكاليات شعبنا،واعتقد أنكم تدركون مخزي ذلك جيدا.

سادسا _ نرجو صادقين أن تكونا قد تعلمتم الدرس المهم، إلا وهو أن بناء الأمة والشعب وحتى المجد السياسي، لن يمر من خلال محاولة تهديم مؤسسات أو شخصيات شعبنا. وأن نتمكن كلنا في حشد إمكانياتنا للبناء وإعطاء البديل بالنموذج الآخر وليس بهدم الموجود.

وختاما أقول الأستاذ يونادم كنا، ورغم أني مدعو لديكم أي لست معروفا فإنني ومن منطلق إيماني القومي، ومن منطلق خوفي على مستقبل شعبي سطرت ما أعلاه ولا اعتبره اللهم أني بلغت فاشهد، ولا اعتبر ما سطرته أيضا وقوفي من نقد وكشف أي خطاء أره في مواقف الحركة الديمقراطية الآشورية وقيادتها لان نقدي لأي ممارسة سياسية في شعبنا اعتبره ضمن صميم التزاماتي تجاه شعبي.

تيري كنو بطرس

فيزبادن ألمانيا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.