اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• هل اغتال خالد طاهر همزاني ومفرزته الشهيد فرنسيس شابو

 

تيري بطرس

هل اغتال خالد طاهر همزاني  ومفرزته الشهيد فرنسيس شابو

 

في يوم الأربعاء 23 تموز من عام   2003 كشفت صحيفة هولاتي الكوردية في العدد 133 أسماء قائد وأعضاء المفرزة المخابراتية (مفرزة كانت تتعامل مع المخابرات الصدامية) الذين اتهموا باغتيال الشهيد فرنسيس يوسف شابو، واتهمت الخلية بأعمال تخريبية واغتيالات أو محاولات اغتيال لشخصيات أخرى. ومن جانب آخر عرف أن أحد أفراد المفرزة وهو المعروف باسم وحيد الكوفلي بأنه منتمي إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالاضافة إلى مشاركته في هذه الخلية.

واليوم تعود نفس الصحيفة لإثارة المسألة ولكن من باب آخر انظر الرابط رقم واحد، ألا وهو أن الأشخاص المشتركين في هذه الجرائم ومنها جريمة اغتيال الشهيد فرنسيس شابوا وهم كل من  (خالد طاهر همزاني، ووحيد مجيد ( الملقب بوحيد الكَوفَلي) وطاهر حسين حسن ومحمد صديق وكرم مجيد محمد وأحمد محمد صديق. لازالوا أحرارا ويتجولون في إقليم كوردستان بكل حرية. ونحن إذا نؤكد أن الحي أبقى من الميت، بمعنى أن العدالة وإحقاق الحق قد يتأجلان لبعض الوقت، وخصوصا حينما يتعلق الأمر بحياة الكثيرين.  إلا أن تحقيق العدالة لا يد أن يتحقق يوما، لان من واجبات الحكومات التي تحترم ذاتها وصفتها تحقيق العدالة. والغريب أن أسماء المفرزة المسؤولة عن مقتل عضو أول برلمان لإقليم كوردستان، وهو يعتبر أول شهيد لهذا البرلمان، معروفة للقاصي والداني ومعلنة منذ أكثر من سبعة سنوات، إلا أن أعضاء الكتلة التي كان ينتمي إليها الشهيد لم يتحركوا لإثارة المسالة في أروقة البرلمان (المجلس الوطني الكوردستاني) وكل ما فعلوه هو السكوت عن إثارة أي مسألة هناك، وإثارة العداء الإعلامي لأطراف سياسية  في الخارج.

فالمعلومات التي أوردتها والأسماء التي ذكرتها معروفة للكل ونشرت في موقع عنكاوا منذ  الثاني من آب 2003  باسم منكيشي انظر الرابط رقم 2. ولكن الأسئلة التي يمكن أن تطرح هي من نوعين، أسئلة للإخوة في قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية، وأسئلة لأبناء شعبنا ممن منحوا أصواتهم لقائمة الرافدين.

السؤال المهم لقيادة الحركة، هو ما هي الإجراءات والخطوات المتخذة لأجل إحقاق العدل بالنسبة لقضية مقتل الشهيد فرنسيس يوسف شابو، وما هي الظروف التي حالت دون إحقاق العدالة في هذه القضية المهمة؟ علما أنها أثيرت أكثر من مرة من أطراف متعددة. سأعود وأقول إن الظرف السياسي قد يتطلب تأجيل تحقيق العدالة أحيانا ، وخصوصا في البلدان التي تميل وتهتز لأقل شيء، أي ليس للبلدان التي تعتز بكرامتها وتقوم بواجبها في تحقيق العدالة لمواطنيها مهما كان الأمر، أما في بلداننا التي تهتز لأقل حدث، ويتم تهديد الوحدة الوطنية لأجل اي شارب، فالأمر مفهوم، ولكنه مفهوم لمدى معين وليس لابد الدهر.

أما السؤال الموجه إلى جماهير شعبنا فهو، هل حقا أن شعبنا الذي يدعي الهرب من الظلم والاضطهاد والحكام الطغاة، والحكام الذين كذبوا علينا ليل نهار، يقبل على نفسه أن ينخدع بالروايات البطولة والتصدي لمن تسول له نفسه التعدي على حقوقنا وكرامتنا، بينما في الحقيقة أنه ليس بقادر على إثارة أمور في اروقة البرلمان؟ .نحن ندرك أنه ليس مطلوبا من الحركة الديمقراطية الآشورية أن تتهور وان تقدم تضحيات كبيرة لأجل إقرار حق، يمكن أن يؤخذ في مرحلة لاحقة، حين يستتب الأمن ودولة القانون، ولكن من جهة أخرى أليس مطلوبا منا جميعا، وأولها الحركة أن تكون واضحة مع الجماهير وألا تتلاعب بمشاعر هذه الجماهير وتحول هذه المشاعر تجاه العداء للجورا وهي أو الأمة كلها ليست بقادرة على التعامل مع حالة واحدة وهي إحقاق حق اغتيال شخص وليس ككل الأشخاص، بل مسؤول وممثل للشعب ؟

لقد كان خطاب الحركة الديمقراطية الآشورية مأساويا على مستقبل أمتنا، فمن ناحية تدعي العمل القومي، وإحقاق الحقوق القومية، ومن ناحية أخرى تشيع خطابا ديماغوجيا معاديا للجوار ولأقرب الحلفاء حاليا لشعبنا، لا بل داخليا وقفت مع أبواق ممن يحنون للنظام السابق في موقف مضاد للحق الشرعي لشعبنا بالحكم الذاتي، بينما هي لا تتمكن من أخذ قاتل عضو قيادي فيها إلى المحاكمة، لا بل إنها تطالب بعدم إثارة المسألة لان الظرف غير مواتي! أن موقف الحركة المضاد للحكم الذاتي، كان سهل التنفيذ والتطبيق، لأنه بمجرد وجود صوت معارض لحق منطقي وواقعي وقانوني وشرعي للشعب من داخل الشعب نفسه، كاف لإثارة علامات استفهام حول هذا الحق لدى الآخرين.

السؤال الآخر ألم  يكن الآخرين أكثر صدقا مع شعبهم حينما طرحوا الإمكانيات والقدرات الحقيقية وعلي ضوءها كانوا يتحركون، وعلي قدر هذا الإمكانيات كانوا يطرحون خطابهم السياسي، ولكنهم من خلال هذه الإمكانيات، يتطلعون للأكثر؟ أن مأساة شعوبنا الشرقية أنها تنخدع ليس لمرة بل لعشرات المرات بالخطابات العدائية والدينكيشوتية دون أن تلتفت حولها وتقيس مدى إمكانياتها، أنها مأساة كبيرة ألا نتعلم من تجارب الجوار ولكنها جريمة عظيمة بحق نفسنا حينما لا نتعلم من تجاربنا.

إن التخلص من المواقف العاطفية، والاحتكام للحقائق والإمكانيات في تحديد من يتكلم باسم شعبنا، هو من واجب الأحزاب السياسية، لان من مصلحتها، لا بل من أهدافها المعلنة هو تطوير إمكانيات وقدرات الشعب المادية والاقتصادية والفكرية، أن الشعب الذي سيبقى أسير الشعارات، يمكن أن ينخدع  من قبل أي طرف، ولكن الشعب المتسلح بالمعرفة وبالقدرة على فرز الصالح من الطالح، ومن فرز من يستعمل الشعارات ومن يستغل عواطفه عن من يعمل ويحدد السقوف بقدر الإمكانيات، هو الشعب المؤهل للتقدم وللاستقرار ولأخذ مكانته اللائقة بين شعوب العالم.

الشعوب قد لا تموت من مواقف معينة، ولكنها بالتأكيد تتأخر عن الركب، حينما تلتهي بالصراعات الثانوية، والداخلية في حين أن هذه الصراعات تكون في غالبيتها مفروضة من أطراف لا مصلحة لها في أن يكون الشعب سيد نفسه، وهذه الأطراف تكون في الغالب من داخله، فالأطراف الخارجية تكون أكثر وضوحا وتحديدا، أما الأطراف الداخلية فتتلبس اشكال وأنواع مختلفة من الحجج. وعليه فإن بعض الأطراف المشاركة في تاييس  الشعب وإيصاله إلى حافة القنوط والهروب، هي تلك الأطراف التي تعمل من أجل إشاعة خطاب ظاهره ثوري تغييري ذو نبرة قوية ومعادية للقوى المتحكمة بالقرار السياسي للمنطقة أو الوطن، ولكن هذا الخطاب في خفاياه هو استسلامي خنوع تبريري. والمؤسف أن بعض الأطراف التي اتخذت الصفة القومية والوحدوية، ورغم تقديرنا لها أن كانت صادقة، إلا أن الممارسة السياسية تبين لنا بوضوح أنها تقيس هذه الصفات بمقاييس المصلحة الذاتية وليس بمقياس مصلحة الشعب المستقبلية.

لو أردنا حقا لشعبنا أن يعود للعب دور يلائم وزنه ومقدرته السياسية ودوره التاريخي، علينا كشعب أن نعيد الاعتبار للمنطق وللعقل وللحوار العقلاني، الحوار الذي يضع الإمكانيات والقدرات في كفة ويضع الطموحات والخطاب السياسي في الكفة الأخرى لكي يتوازنو. إن واقع شعبنا في العراق، لا بل في المنطقة كلها، يدلنا على أن شعبنا هو في طريق الخسران، وهو في طريق ترك الأمور للآخرين، إن لم يكن ترك الأرض والوطن كله لهم، في مثل هذه الظروف، نحن لا نلتهي بالخلافات الثانوية فقط، بل إن البعض منا يعمل على تهديم مؤسسات قومية لها من الثقل التاريخي والأيديولوجي لدى شعبنا، كما لها من الدور الحافظ لمميزات الشعب. وعليه نرى أن الأمور حقا تقاس بمقاييس مختلفة وغير منطقية في شعبنا، أرى أننا تعلمنا طعم الهزائم وأننا تربينا على تغيير الهزائم إلى إنجازات وانتصارات، فبكل المقاييس نحن شعب لا يزال يخسر من مواقعه ومن مكانته منذ أمد طويل، أنه يخس ديموغرافيا ويخسر دورا سياسيا، ويخسر اقتصاديا، ديموغرافيا، كانت نسبتنا تقارب الكورد قبل نهاية القرن التاسع عشر، أما اليوم فالوضع مختلف جدا! الدور السياسي، فبعد أن كنا نطالب بوضع مناطق تواجدنا تحت الانتداب الأوربي مقدمة للحصول على الاستقلال التام، (مؤتمر الصلح في فرساي) اليون البعض يحارب حتى الحكم الذاتي، وهو طموح سياسي وليس مخطط حربي. واقتصاديا، كان شعبنا بغالبيته محسوبا على الطبقة الوسطى وخصوصا بعد بداية السبعينيات من القرن الماضي، أما اليوم فشعبنا يحتسب من الطبقة الفقيرة، والمهن التي لم يكن يمتهنها أبناءه وخصوصا الأطفال، صارت ممتهنة وعادية فيه.

إذا ما هي مقاييس التقدم والتراجع لدينا، بكل صراحة نقول إن التشرذم هو المقياس الأساسي للتقدم، بالدليل أننا بيضنا يفقس كل يوم عن حزب أو اسم أو كنيسة جديدة، بشعارات براقة، وأحلام كبيرة، دون أن يتم السؤال كيف يمكن لكم هذا؟

1

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,418323.0.html1

 

2

http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=32&topic=175

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.