اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

طوفان الأقصى في اليوم المائة// د. عادل رضا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عادل رضا

 

طوفان الأقصى في اليوم المائة

د. عادل رضا

كاتب كويتي

 

عملية طوفان الأقصى وهي تدخل يومها المائة على انتصارها في السابع من أكتوبر ومن بعدها بدأت عملية الانتقام الوحشي ضد المدنيين والقصف الانتقامي العنصري النازي الصهيوني على الأطفال والنساء ومن هم عزل ومن هم تحت الاحتلال الصهيوني وهو ما يخالف كل ما هو فطرة إنسانية وكل ما هو قانون دولي وهذا الانتقام البربري من الشيطان "الأكبر" "الحقيقي" وهو الكيان الصهيوني لم يجد الا التأييد والمساندة من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي وهي عملية لها ابعاد كثيرة تناولنا في أجزاء منها علاقتها مع الروس والصينيون وأيضا إعادة تعريف الصهيونية ك "المسيطر" الحقيقي والحاكم الفعلي للولايات المتحدة الامريكية والتي ستقوم بكل شيء وأي امر خادم للحركة الصهيونية العالمية وموقعها العسكري الاحتلالي الغير قانوني والغير طبيعي على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة, والولايات المتحدة الامريكية ليست "وسيط" وليست "حكم" بل هي طرف معادي لكل ما هو عربي ولكل ما هو إسلامي, ولكل ما هو مسيحي مادام العرب يتحركون في الاستقلال والوحدة العربية والحرية "الحقيقية" في خط النهضة  والتنمية المستدامة, لأن كل هذه الأمور ستضرب الكيان الصهيوني في مقتل وأيضا ستجعل الوطن العربي "امة قومية مستقلة" ذات إرادة وقرار نابع من مصالحها الاصيلة المرتبطة مع الأرض والدين ومعها لن يستطيع الحلف الطاغوتي الربوي العالمي ان يمارس السرقة والحرمنة والاستغلال ومص دماء كل ما هو خير وفائدة و"زبدة" من أراضينا وفي مناطقنا.

 

 ان هؤلاء حرامية وسراق ومجرمين بدون أي وازع أخلاقي و"لا" ضمير و"لا" إحساس ولن ينفع منهم شروحات عن حقانية القضية العربية من هنا و"لا" بكائيات من هناك او شروحات تفصيلية منطقية من هنالك.

 

 ان هؤلاء أعداء العرب والعروبة وهم من يريدون ان يسرقوننا وان يستغلوننا وان يتحركون في خط تنفيذ اوامر السرطان الصهيوني الفاقد للجذور والجاثم على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة، والتي يواجه شعبها في منطقة غزة الإبادة الجماعية والتجويع والتعطيش والحرب العسكرية ضد المدنيين والقصف ضد المستشفيات والمدارس وتدمير المساجد والكنائس التاريخية.

 

ان كل هذا يجري ويحدث ويتواصل على ارض فلسطين المحتلة والسؤال المتكرر الذي يقول: فماذا بعد؟ وماذا سيجري في "لحظة" الحاضر وومأ بعدها من لحظات في المستقبل؟

 

أن تلك الأسئلة "لا" يستطيع ان يجيب عليها أحد فالسلاح سيد الموقف وحدث من هنا واختراق من هناك قد يغير مسارات الاحداث ولا يستبعد أحد ان "صحوة ضمير!؟" لنظام رسمي عربي من هنالك !؟ قد تصبح معها القراءات مختلفة والتحركات متغيرة ؟!

 

لذلك فأن لا أحد يستطيع ان يعرف او حتى ان يتنبأ بما قد تكون عليه اللحظة الزمنية الحالية وماذا سيجري في اللحظات المستقبلية؟ ولكن هناك ما يمكن الاستناد عليه في اتخاذ القرار العسكري والحربي وضمن كيفية اتخاذ "الامر التنظيمي" بما يجب ان يكون؟ ضمن دراية ومعرفة و"فهم" على سبيل المثال نقول:

 

ان من ينتظر من قيادات و أصحاب القرار والسيطرة في المواقع القيادية للمعركة ان تعطي الولايات المتحدة الامريكية "الامر" للكيان الصهيوني في التوقف عن المذابح والإبادة العنصرية الجماعية ضد الفلسطينيين فهؤلاء عليهم ان يعرفوا ان هذه المعادلة خاطئة فالمسألة معكوسة فالكيان الصهيوني هو من يقود الولايات المتحدة الامريكية ويأمرها وهي "صاغرة" من تنفذ وهي من تقوم بما يتم الطلب منها ان تقوم به , وهذه المعادلة هي مفصلية ومحورية ومهمة لأن هناك من اعتقد ان عليه ان  يتحمل الى ان يأتي الامر الأمريكي في التوقف والإيقاف وهذا لم يحصل ولن يحصل الا اذا أراد الكيان الصهيوني.

 

اذن انطلاقا من هذه المعادلة الصحيحة فأن بناء كيف ندير المعركة وكيف نختار اهدافنا وكيف نعمل وكيف ندير الصراع تكون مختلفة وقراراتها واوامرها لمن يتحركون ميدانيا على ارض الواقع تصبح "متغيرة"؟

 

 وهذا أيضا يضاف عليه مسائل أخرى فهناك تداخل مصالح دولي وتضارب خطط عملياتية واختلاف اجندات عالمية وحتى صدف انسانية وكذلك "لطف الهي" ومع وجود صبر صامد اسطوري لأصحاب الأرض الحقيقيين لذلك ما نستطيع ان نقوم به هو مراقبة الحدث من هنا ومحاولة التركيز على ما ينحرف عن جادة الطريق من هناك وكذلك هي أيضا محاولات لصناعة توثيق لهذا الحدث التاريخي الانقلابي في الواقع العربي من خلال اثارة التحليل وقراءة اللحظة نفسها المخلوطة مع حرارة دم الشهادة ورائحة البنادق ومنظر دخان المعارك ضد الكيان الصهيوني المقام على ارض دولة فلسطين وهذا الكيان ليس به مدنيين لأنه قاعدة عسكرية سرطانية وليس دولة ولم يكون يوما دولة ولن يكون وهو الى الزوال وسيزول, والدعايات الزائفة عن وجود مدنيين صهاينة هو استحمار واستغباء للناس السذج والاغبياء وليس لمن يقرأ ويعرف التاريخ و يقرأ كيف تم تأسيس وانشاء هذا الكيان السرطاني الفاقد للجذور .

 

 

 

في اليوم المائة "لا" يزال موقف الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران يثير الغضب وأيضا الاستغراب لما وصل اليه من انكشاف وانفجار لفقاعات الوهم؟

 

ان من الصحيح القول ان الجمهورية الإسلامية داعمة ماليا وتنظيما وعسكريا لكل ما هو مضاد للكيان الصهيوني وهذا مما لا شك فيه ولا جدال حوله وهي حقيقة ثابتة.

 

ولكن هو موقف ناقص و ليس كامل لأنه "موقف" لا يريد ان يدخل ضمن الحدث ويدخل في كامل قوته وقدراته المتراكمة المتجمعة لنصرة القضية الفلسطينية والتي هم انطلقوا في تبنيها ودعمها ولكن ما يريدونه هو "نصف موقف" للحصول على مكاسب "قومية إيرانية" واتفاقيات استخباراتية خاصة بما تريده المنظومة الحاكمة داخل الجمهورية الإسلامية من ملفات مالية وضمانات بقاء النظام وإعادة توزيع النفوذ الإقليمي لصالح الحالة القومية الإيرانية, اذن هناك "موقف ناقص" وهذا كله يفسر عدم الانخراط الكلي المباشر والاكتفاء "السمج" المتواصل في التهديدات الكلامية الإعلامية الفارغة او في تكرار اخر سمج متواصل بايخ بأن ليس لهم أي علاقة بما يجري , وهم "لا يريدون الا كما ذكر الدكتور محمد قواص بأنهم يريدون "الإيحاء" بأن لهم علاقة وارتباط لكي يأتي لهم الحلف الطاغوتي الربوي العالمي والحركة الصهيونية العالمية وان يدخلوا في باب المساومات والاتفاقيات الاستخباراتية !؟.

 

ما اريد ان اضيفه هنا ان الجمهورية الإسلامية أصبح من الواضح انها "لا" تريد الحرب و"لا" ترغب ان تتدخل عسكريا في شكل مباشر وأيضا هي "لا" تريد استمرار الحرب العسكرية كل هذه المدة الزمنية وتنتظر ان يأتي اليها أحد...اي أحد ليكلمها لتحصل على ما تريده؟! لأنها هذا الاستمرار الزمني قد وضعها في الزاوية وأحرجها امام انفجار كل فقاعات الوهم الإعلامي التي قامت بصناعتها على مدى سنين وخاصة مع استعراضاتها العسكرية ب "غواصاتها" وصواريخها العابرة للقارات وبحريتها من سفن ومناورات جيشها البري والجوي وكشفها "الغريب الأطوار والغبي ؟!" عن اسراراها العسكرية ؟! امام أجهزة الاعلام الدولية؟!

 

ناهيك ان إطلاق التصريحات السمجة لقادة الجمهورية الإسلامية ومسئوليها وجعجعاتهم بأنهم سيقومون بشيء؟! و"لا" يوجد فعل و"لا" يحدث تغيير؟ وكلها تصريحات هوائية فارغة حيث "لا" يتدخلون و"لا" يقومون بأي عمل او حركة على ارض الواقع، ويا ريتهم سكتوا لكان ذلك أفضل !؟ على الأقل كانت حالة الغموض الصامت قد تخلق "قلق انتظار" عند الطرف الاخر؟

 

 في "الجمهورية الإسلامية" فأن الوضع مختلف عن باقي الأطراف الدولية التي تطلق تصريحات هوائية؟ فارغة كاذبة داعمة للفلسطينيين.

 

 لأن هؤلاء "الاخرين" حركتهم وارتباطهم وتحالفهم مع الحلف الطاغوتي الربوي العالمي والحركة الصهيونية على العكس من الوضع في الجمهورية الإسلامية حيث انه "متناقض معهم ومغاير ومخالف" لأنها منذ التأسيس قد طرحت نفسها في صدارة التصدي للقضية الفلسطينية على أساس انها قضية إسلامية ومن لب مسئوليتها الشرعية وهي تبنتها ووضعتها ضمن خارطة عملها ك "جمهورية إسلامية" لذلك هي قد طردت الصهاينة من كل مواقع نفوذهم داخل الجغرافيا الإيرانية وأغلقت سفارتهم والغت الاعتراف الشاهنشاهي بها ك "دولة" وسلمت سفارة الصهاينة لمنظمة التحرير الفلسطينية وتم إعلانها ك "سفارة لدولة فلسطين" واستقبلت رئيس منظمة التحرير على أراضيها وقدمت الدعم المالي والعسكري والأمني والاستخباراتي والتنظيمي لكل من يريد الحركة والنضال والجهاد ضد الصهاينة في فلسطين ولبنان وسوريا, بل ان علينا القول والتأكيد على حقيقة ان الحلف الطاغوتي الربوي العالمي قد عرض على الجمهورية الإسلامية في شكل استخباراتي في العام 1986 بأن يعيد تقديمها ك "شرطي للمنطقة" من جديد كما كانت أيام الشاهنشاهية, وان يجعلها المهيمنة "قوميا" على كل المنطقة العربية وان تأخذ ما تريده, على شرط واحد "يتيم" وهو ان توقف كل اشكال الدعم الحركية من عسكر وامن واستخبارات ودعوم مالية وعينية مضادة للصهاينة وان يتم السماح لها "فقط" بأن تواصل الهجوم الصوتي الفارغ ب "شعارات إسلامية" يعني بأن تتحول الى جعجعة بدون طحين اذا صح التعبير, وهذا كله تم الجواب عليه "استخباراتيا" ب "لا" وهذا كان أيام وجود المرحوم  "المؤسس" روح الله الخميني في موقع الارشاد الحقيقي للجمهورية الإسلامية.

 

المفارقة المضحكة المبكية ان ما تم رفضه أيام الامام الخميني رحمه الله هي ما تستجديه وتشحذه وتطلبه الجمهورية الإسلامية حاليا مع قيادة السيد على الخامنئي وهذا لب الخطة القومية الإيرانية ولا أقول الخطة الإسلامية؟! ضمن المرحلة الحالية التي وصلت لها الجمهورية الإسلامية مع سقوط ""مبادئ" المرحلة التأسيسية" واختفائها على ارض الواقع او اخفائها وتغيبيها على مستوى الخطاب الإعلامي والتنظير المعرفي والتدريب الثقافي واستبدالها بسماجة الرأي الواحد الذي يعيش ضمن أوهام المرشد الحالي السيد على الخامنئي والمنظومة الحاكمة المتكلسة.

 

 ان المرشد الحالي السيد علي الخامنئي من الواضح انه يعيش ضمن "ذهنية اخوانية قطبية" مغلقة تجد ان كل الناس أعداء وكل الناس متآمرين وكل الناس عندهم اجندات "اسقاط للنظام الإسلامي" وكل الناس عليهم ان "لا" يفكروا وان على كل الناس ان "لا" يقولوا الا ما يقوله "هو" ك "شخص" وان "لا" يكرروا الا ما يريده "هو" ك "انسان" يعيش في عالم السنافر والاحلام الخيالية و فقاعات الوهم التي تنفخ فيها المواقع الإعلامية العربية في لبنان وشخصيات الردح والتطبيل المدفوعة الاجر من هنا وهناك في لبنان ولندن, وكل ضوضاء ردحية لديها راتب وثمن وكل تطبيل وتمجيد ليس مجانا خاصة ان انشاء البقالات الإعلامية التابعة للجمهورية الإسلامية متواصل ومستمر من فضائيات ومراكز إعلامية يتم حشد اشباه اعلاميين ومرتزقة نصابين ليأخذوا الرواتب ليعيدوا انتاج فقاعات الوهم حسب الطلب.

 

ليس كلامنا هنا "شخصي" ضد انسان مصاب في السرطان وعمره فوق الثمانين وفي طريقه للموت, ولكن هو كلام توصيفي تحليلي لكي نضع يدنا على الجرح ولأيصال رسالة تصنع البصيرة والوعي والمعرفة لمن يريد ان يعرف لماذا تتصرف الجمهورية الإسلامية في طريق معاكس ومتناقض مع أفكار ومبادئ وثقافة المؤسس روح الله الخميني, والتي هي أساسا ثقافة إسلامية فلسفية عرفانية, وهي لأنها إسلامية وفلسفية فهي عميقة وقوية وتصمد امام السؤال والتساؤل وتستطيع ان تواجه وتنتقد وهذا من مواقع القوة والتميز الموجودة عند المؤسس الراحل الامام الخميني حيث كان يمثل قيادة حركية حقيقية تحمل فكر إسلامي فلسفي عرفاني عاش الحركة الانقلابية الثورية ضد واقعه بنجاح وموفقيه وحقق انتصار عاشه وشاهده الجميع ومعه تم انشاء الجمهورية الإسلامية والتي انتقلت ضمن مراحل التأسيس النقية ثوريا والمبدئية إسلاميا الى حالة ثنائية للقومية والإسلام معا في مرحلة زمنية لاحقة الى سقوطها الشامل في الواقع القومي البحت الى انحدارها الحالي الى ما هو أسوأ وهو طبقة سلطوية عسكرية استخباراتية تجارية مصلحية على رأسها شخص صاحب عقلية "اخوانية قطبية مغلقة ذهنيا" وهي عقلية نقيض لما هو فلسفي مفتوحة الذهنية, وهي شخصية لديها "نقص" قدرات وجاءت ضمن ظروف ترفيع استخباراتي ولم ينفع معها تلميع اعلامي او تسقيط شخصيات من هناك لديها قدرات معرفية ثقافية اكبر واكثر قدرة, فواقع الرجل الثقافي والمعرفي و موقعه بسيط ك "مترجم" كتب المرحوم سيد قطب وك "خطيب منبر حسيني" جاء به القدر والظروف متجاوزا من هم افضل منه واقدر منه ذهبوا لخط الاستشهاد والشهادة أمثال مرتضى مطهري وبهشتي وغيرهم, ولكن تواضع قدراته وعدم إمكانية تلميعه وطغيان الحالة الاستخباراتية العسكرية التجارية السلطوية كلها صنعت ما نراه حاليا وما نشاهده على ارض الواقع من تناقضات بين الثورة الإسلامية ومبادئها التأسيسية ومنظومتها المعرفية الفلسفية الانقلابية وبين الحالة السلطوية القومية المصلحية الحالية.

 

ان الامام الخميني كان انسان عظيم في السياسة والفكر والثقافة والعرفان والفقه والإخلاص في الحركة وهو في هكذا موقع من العظمة والنجاح لم يقلل ذلك وجود شخصيات أخرى عميقة ومهمة من تلاميذه او من الذين ليسوا تلاميذه في مواقع الاستاذية او المرجعية او من الذين يقدمون خطابات مخالفة او متناقضة معه وهو ك "مؤسس" للجمهورية الإسلامية, وك "صاحب" موقع الارشاد الحقيقي كان "لا" يرفض الرأي والرأي الاخر, ما دام "لا" يتحرك ضمن خط التأمر الاستخباراتي او الارتباط مع الأجنبي في التمويل او العلاقة التنظيمية, وهي المسألة التي جائت معها مسألة تصفية المرشحين الراغبين في الدخول والانضمام لمواقع المؤسسات الإسلامية القانونية المقامة دستوريا والموافق عليها شعبيا ضمن تصويت الكل يعترف في مصداقيته.

 

ان هكذا "تصفية" محقة وحقانية ومطلوبة في مرحلة المؤسس، وشروطها معروفة ومنطقية آنذاك أصبح يتم استخدامها من غير منطق ولا سبب الا الغاء المخالفين وطرد الإسلاميين المؤمنين من مؤسسات الحكم التنفيذية والتشريعية والرقابية ضمن المرحلة القومية الحالية الغير إسلامية السلطوية المصلحية النفعية لمنظومة السيطرة والتحكم القابعة على "صدر" و "نفس" و "قلب" نظام الجمهورية الإسلامية.

 

 ما نريد ان نقوله ان هكذا "تصفية" يتم استخدامها حاليا لصناعة انتخابات مرتبة سلفا تضع من يريده "شخص" المرشد الحالي "القطبي العقلية والاخواني الذهنية" ولكل "بغبغاء" يقول ما يقوله.

 

 ويتم اقصاء كل من هو "إسلامي" وكل من لديه وجهة نظر طبيعية أخرى او كل من لديه كلام عن سلبيات سياسية من هنا او نقد اقتصادي من هناك او من يريد ان يتحرك في تكليفه الشرعي لتطوير الجمهورية الإسلامية ك "دولة" فيها عمق معرفي ثقافي إسلامي نظري لها ابعاد خارج الجغرافيا الأرضية الإيرانية لما يحمله الإسلام من امتداد ما على طول امتداد الجغرافيا.

 

بل ما هو أسوأ ان هناك تصفية مضاعفة لمن تمت تصفيتهم؟! فالكل أعداء وحتى ان كانوا كراسي يجلسون على كراسي؟! في مواقع التشريع والمسئولية التنفيذية ...الخ ان النظام الإسلامي قتل نفسه بنفسه وأصبح مشروع سلطة تريد ان تبقى وليس مشروع انقلاب إسلامي يريد ان ينجح ك "نموذج" في إدارة الدولة والاقتصاد وتحقيق رفاهية المواطن وتقديم نهضة حضارية إبداعية في مختلف المجالات الفنية والتقنية والعلمية والاكاديمية.

 

هذا كله يأخذنا الى سؤال مهم اخر يتعلق بما بعد وفاة السيد على الخامنئي الثمانيني العمر وهو مرتبط أيضا بما يتعلق في وفاة السيد على السيستاني في الموقع النجفي؟ وهو التسعيني العمر؟

 

هذه من الأمور المهمة الحيوية التي ناقشناها تفصيليا ومعمقا في دراسة أخرى تحت عنوان "المرجعية الدينية في ذكرى فضل الله" ويمكن لمن يريد ان يعيد قراءتها ولكن نستطيع ان نقول هنا:

ان الجمهورية الإسلامية حاولت صناعة توريث لما بعد "غياب" السيد علي الخامنئي ك "مرجعية فقهية" "مستحقة" ذوو مؤهلات حقيقية وتدرج سياسي قضائي علمي ثقافي حركي داخل النجف الاشرف وهو انسان صاحب تاريخ إذا صح التعبير وكان يتم الترتيب له لتولي موقع "مرشد الثورة الإسلامية" و ضم الموقعين النجفي والقمي مع ولاية الفقيه ضمن شخصية قائدة واحدة تستطيع الإمساك في الجغرافيا الإيرانية والامتداد في النفوذ الديني والثقافي المعرفي عابرة خارج تلك الجغرافيا وهو المرحوم محمود الهاشمي الشارودي وهو للمفارقة أيضا "مزدوج الجنسية العراقية والإيرانية !؟"، ولكن المحاولة لم تنجح لأن الشخص توفاه الله قبل ان يرحل السيد على الخامنئي عن هذه الدنيا ؟! وهذه الصناعة للتوريث إذا صح التعبير كانت "إيجابية" ولكن الموت اوقفها ولكن ما "قد" يكون "سلبي " هو ما يتم تداوله حاليا عن البديل الاخر والتحرك هنا "خطير" وخاطئ عن الترويج لشخص رئيس الجمهورية الحالي "إبراهيم رئيسي" وهو ترفيع استخباراتي وفرض من فوق "غير مستحق" على العكس من المرحوم الشارودي، وهناك "كلام" عما هو أخطر وأكثر استخفافا في القواعد الفقهية وضرب في الحائط في ثوابت الثورة الإسلامية، ما يقال عن الترويج ل "شخص" ابن المرشد الحالي "مجتبى" ؟! وهذا ما يخالف كل ما هو مذهبي جعفري ؟! قبل ان يخالف ما هو إسلامي إذا صح التعبير، وان كنت أتصور ان الترويج لهذا الأخير هو من قبيل الدعايات الغربية السخيفة والبروباغندا الرخيصة وشخصيا "لا" اصدقها، و"لا" أتصور ان المنظومة العسكرية الأمنية الاستخباراتية التجارية المصلحية الحاكمة والمسيطرة على الجمهورية الإسلامية قد وصلوا لمرحلة فيها هذا الكم والكمية من الغباء والاستخفاف.

 

السؤال المهم أيضا هنا هل مرحلة ما بعد وفاة الخامنئي وموت السيستاني؟ هل فقط ستتدخل فيها الجمهورية الإسلامية؟ ان الإجابة في التأكيد "لا" فأن كل من هم استخبارات دولية وحركة استعباد أجنبي ستتدخل لفرض هذا الموقع المرجعي التابع لها من هنا وهناك، لأن من خلال السيطرة والتحكم على شخص المرجع النجفي او المرجع القمي او بمن هو المرجعية الفقهية الأعلى إذا صح التعبير فأنه بالتالي تلقائيا سيكون مفتاح التحكم والتحريك البشري والتأثير موجود لديهم كأجهزة استخبارات وستكون "الفتوى" حسب الطلب وضمن المصلحة.

 

ونحن ضمن تكليفنا الشرعي علينا ان نسجل الموقف اننا نرفض تدخل الأجانب الغرباء عن هكذا تحريك وسيطرة وبالتالي اطلب من الذين يحتلون موقع الاختصاص الديني ان يقوموا أيضا في تكليفهم الشرعي ومقاومة تدخل الغرباء الأجانب في الحوزات العلمية والجامعات الإسلامية، و "لا" اعرف اين ذهب "جيل حركي" علمائي من كل هذا؟ فهذا تكليفهم الشرعي وعليهم الحجة وموعدنا في يوم القيامة، يوم "لا" ينفع أحد الا عمله الصالح.

 

اذن هذه كانت اطلالة على أحد ابعاد الصراع العربي الصهيوني المتعلق في موقف الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران ضمن ما حدث بعد انتصارنا "العربي" "الفلسطيني" في معركة طوفان الأقصى، و "لا" زال الصراع مستمر واحداثه متواصلة.

 

د. عادل رضا

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري

كاتب كويتي في الشئوون الإسلامية والعربية

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.