اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

عدوى الديمقراطية في الساحل الإفريقي// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 

عدوى الديمقراطية في الساحل الإفريقي

قرار المسعود

 

             مَنْ خطط للربيع العربي لم يدرج أنذاك الساحل أو دول جنوب أفريقيا وآسيا في تلك الفترة. كان البرنامج منكب خصوصا على بعض الشعوب بمقدار وعيهم و تفطنهم  ودرجة الخلاف مع حكامهم الذين خرجوا على الطاعة و تفقهوا أكثر من اللازم.

 

              فالقذافي رحمه الله خرج على الطاعة ومس الخط الأحمر وبن علي من جهته تفقه وفي الجزائر زاد المقدار على مقداره فانقلب من كل هذه الأحداث وخاصة الظلم إذا وصل إلى حده. فها هو وزير خارجية أميركا السابق هنري ألفريد كيسنجر يحذر مرارا وتكرارا قبل وفاته من صحوة الديمقراطية للشعوب في القرب بين الصين وروسيا. فحب السلطة ونهب الخيرات والقيادة تجعل صاحبها يفقد توازن التفكير مع طول المدة فتوقعه في ما لا يحمد عقباه، وهذا ما حصل للحضارات وأخرها الحضارة الإسلامية حتى عندما خرجت على البرنامج الإلهي المسطر.

 

             فما نشاهده من أحداث في الدول الإفريقية وبالساحل بالذات والسينغال مؤخرا هو إمتداد لنهوض المجتمعات التي وعت وتوعت بواسطة التواصل والإحتكاك والتبادل وكشف المكيال بعدم الكفاية من جانبها. فكل ما دبر وبني وشيد منذ 1945 لم ولن يصفى في عشية وضحاها. وذلك يتطلب وقت طويل وأخذ الأمور على وجه الحكمة والتدبير المنصف في كل الإجراءات المتخذة.

 

             على سبيل المثال ما تنادي به الجزائر وتصرح به رسميا جعلها مرتاحة في تصرفاتها مع الغير وكل ما تعلنه من مخطط او مصالحة للغير في قضية فلسطين ومن الخطط المقترحة في اتفاق الجزائر لدولة مالي ولدولة النيجر والإتفاق المعلن مع الدولة الفرسية أو السودان الشقيق وليبيا مؤخرا، المعاملة الحسنة مع الأشقاء والجيران. هذا كله نابع من صفاوة النية السياسية المبنية على أساس التوازن في الرؤية مع العمل في الميدان ومعالجة كل نزاع أو إبطال فعل البرنامج الخارجي بالطرق والوسائل الملائمة في الوقت المناسب. وهذا ما لا نجده في المحيط الإفريقي والآسيوي نظرا للإرث الثقيل الذي تأصل ولم يفكر فيه والضغط المسلط على هذا المحيط.   

 

           فمن باب التنبؤات لا غير، إن العدوى تنتشر وتكتسح الأخضر واليابس لا محالة نظرا لإرث الغل والسيطرة المتجذرة والعواقب تكون وخيمة والديمقراطية المرجوة لن تكون بالمقدار المنتظر ومَنْ يسلك مناهج سنة الحياة الشرعية نجى بنفسه وشعبه ومن شعبه أيضا. ومَنْ لا يأخذ الزاد الوافي لتخطي المرحلة تقهقر.

فالرجوع الى الحق فضيلة والتحلي بالمرونة التي لا تكون على حساب المبادئ وليس من العار أو العيب بل من الفضيلة والكمال أن يفتح باب التشاور وقبول النصيحة. يقول شيخ في محيطنا بعد زيارة السودان للجزائر من أجل المشاركة في حل الأزمة " إذهبوا إلى قصر المرادية، هناك رجل منصف لا يظلم عنده أحد".

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.