مقالات وآراء
المختَطفة تسوركوف وسلق الانتصارات الوهمية على قفاها!// احسان جواد كاظم
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 19 أيلول/سبتمبر 2025 19:48
- كتب بواسطة: احسان جواد كاظم
- الزيارات: 132
احسان جواد كاظم
المختَطفة تسوركوف وسلق الانتصارات الوهمية على قفاها!
احسان جواد كاظم
في البداية، شهدنا كوميديا التصريحات المتناقضة بين اطراف سياسية عراقية مختلفة هي في طبيعتها واحدة ومن مشرب فكري واحد، تسابقت على تسجيل انتصار لها في تحرير المختطَفة تسوركوف، ثم مفارقة تسليم المتهمة بالتجسس للموساد الاسرائيلي الروسية الجنسية إلى السفارة الأمريكية في بغداد وليس إلى السفارة الروسية، ثم وصولها، لاحقاً، إلى إسرائيل !!!
ذُكر في الأخبار، أن السلطات الحكومية وجدت المخطوفة في موقع ما، تركها خاطفيها هناك لأربع ساعات حتى وصول الأجهزة الأمنية اليها.
البيان الحكومي أكد نجاح الاجهزة الامنية في تحريرها من ايدي مجرمين، لم تكشف عنهم، لاسيما مع عدم وجود نية أو عادة تقديم هكذا صنف من المجرمين إلى العدالة.
بيان الفصيل المسلح المختطِف تحدث، ببساطة، عن إطلاقه سراحها لتجنيب البلاد عواقب أليمة، ولكن ما الذي أقنعهم بعد أكثر من عامين على احتجازها بعدم جدوى المماطلة وتعريض البلاد والمواطنين للأخطار، ولم يكن داعٍ، من الأساس، لاختطافها وتأليب الأعداء علينا؟
وان دافع إطلاق سراحها في حقيقته، كما فسره العراقيون، هو لدفع أذى الامريكان عنهم وليس عن العراق.
وان مساعي السيد السوداني الحثيثة للتوصل إلى إطلاق سراحها كانت بأمل الحصول على موافقة الادارة الامريكية له بتجديد ولايته كرئيس لمجلس الوزراء.
وقد نشرت صحيفة الوول ستريت جورنال ( The Wall Street Journal ) فحوى رسالة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الرئيس الأمريكي ترامب، أن تحرير تسوركوف " هدية " له.
هذا التناقض والتدافع الإعلامي في التصريحات، لإثبات حسن النية، وخطب ود ترامب جاء بعد تهديدات أمريكية مباشرة وحازمة، أجبرت أصحاب الشأن التعامل بجدية بالغة، دافعها الخشية من عواقب ضربة عسكرية أمريكية أو حتى اسرائيلية، وليس أي ادعاء آخر، تحاول الجهات الخاطفة والمتسترين عليها تسويقه إلى الرأي العام،
خصوصاً بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي بالأغلبية على إلغاء تفويضات الحرب في العراق.
قبل ذلك تضاربت التصريحات حولها؛
المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم والميليشيات هاشم الكندي ذهب باحتمالية خطفها من قبل الأمريكان أنفسهم وسجنها في العراق ( لأغراض الابتزاز لاحقاً ).
السيد حيدر البرزنجي محلل سياسي آخر، مقرب من نفس الاطار ومدافع شرس عن الفصائل المسلحة خارج الحشد الشعبي، أكد في لقاء متلفز، وجود صفقة جرت بين الفصيل المختطِف والإسرائيليين بإطلاق سراح المختطَفة مقابل تحرير مجموعة من المجاهدين بلغ عددهم بين 12 او أكثر من جنسيات عربية مختلفة من السجون الإسرائيلية.
وبذلك تكون الميليشيات قد حققت نصراً على الأمريكان والإسرائيليين، لن يسجل لغيرها.
مقدم البرنامج المحاور، سأله بذكاء ( وباللهجة العراقية ) : " شفنا تسوركوف وصلت إسرائيل بعد ساعتين، بس ما شفنا أي أسير وصل ! ".
أجابه السيد البرزنجي ( بثقة ) : " مو بالضرورة تشوفهم ! ". ثم أردف بأن ذلك لأسباب أمنية.
جواب السيد البرزنجي ليس مقنعاً، لأن ورقة هؤلاء المجاهدين محروقة لدى سجانيهم الإسرائيليين بعد أن استجوبوهم وعرفوا منهم كل شاردة وواردة، ويستطيعون الوصول إليهم في أية لحظة، وليس من سبب وضرورة لاخفائهم عن أنظار الرأي العام العراقي لأسباب أمنية، لأن مصدر التهديد، ببساطة، ليس العراقيين… وربما حظوا بترحيب وحفاوة كأبطال، حرمتوهم منه.
كل كوميديا الانجاز الامني بدده أحد المقربين من ترامب في الإدارة الأمريكية عندما أعلنها واضحة عارية : " أن تحرير المختطفة تسوركوف كان بدون مقابل !!! ".
وبينما نتوسل نصراً يشفي قلوبنا، نكتشف بان النصر ليس نصرنا بل نصر الأعداء، و بروباغاندا انتصاراتهم الزائفة مستمرة على ودنو !!!
لم نحظَ كمواطنين عراقيين حتى بفرصة فرح بتحرير أبناءنا من ثوار تشرين والمختطفين الآخرين لديهم بينما أفرحوا الاسرائيليين وترامب أيما فرحة !