اخر الاخبار:
آي زون (iZone ): وصول آيفون 17 الى اربيل - السبت, 20 أيلول/سبتمبر 2025 12:00
هجوم إلكتروني يشل الحركة في مطارات أوروبا - السبت, 20 أيلول/سبتمبر 2025 10:41
تسقوبا/ تللسقف تحتفل بعيد الصليب المقدس - الخميس, 18 أيلول/سبتمبر 2025 10:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

سقوط الرملة: سردٌ موثّق وتحليلٌ إنساني// رانية مرجية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رانية مرجية

 

عرض صفحة الكاتبة 

سقوط الرملة: سردٌ موثّق وتحليلٌ إنساني

رانية مرجية

 

1) الرملة قبل العاصفة: مكانةٌ ومجتمع

كانت الرملة عقدة مواصلات فلسطين الوسطى، تتقاطع فيها الطرق بين الساحل والقدس والداخل، وتزدهر بأسواقها ومدارسها ومساجدها وكنائسها. عشيّة 1948 قُدّر سكان المدينة بنحو 19 ألفًا، مع عشرات الآلاف في القرى التابعة لقضاء الرملة مثل جمزو وبيت نبالا ودير طريف وأبو الفضل وأبو شوشة وغيرها، وهي قرى وثّق “وليد الخالدي” تفاصيلها لاحقًا في “كي لا ننسى” (1992).

 

2) من الهدنة إلى “داني”: قرار إسقاط اللدّ والرملة

أنهت الهدنة الأولى للحرب (11 حزيران/ يونيو–9 تموز/ يوليو 1948) فصلًا قصيرًا من السكون. فور انتهائها انطلقت عملية “داني” بقيادة “إسحاق رابين” للسيطرة على اللدّ والرملة لاعتباراتٍ لوجستية وعسكرية حاسمة (فتح الطريق بين الساحل والقدس، وإزاحة عقدةٍ سكانية كبيرة). يبدأ المؤرخ “بِني مورِس” دراسته الكلاسيكية (1986) بتوصيف الهدف بـ“إحداث ذعرٍ سريعٍ بين سكان اللدّ والرملة” تمهيدًا لإخضاعهما ثم إفراغهما خلال أيام.

 

التأريخ الزمني المختصر:

ليلة 9–10 تموز/يوليو 1948: بدء عملية “داني”.

10–12 تموز/ يوليو: قصفٌ كثيف واختراق دفاعات المدينتين.

12–14 تموز/ يوليو: اكتمال السيطرة والتوجّه لتهجير السكان (الذروة 12–13 يوليو).

هذا التسلسل تؤكّده مداخل موسوعية ومواد بحثية متقاطعة.

 

3) التهجير القسري ومسيرة العطش

تُجمع شريحة واسعة من الأدبيات على أن ما بين 50–70 ألفًا من أهالي اللدّ والرملة طُردوا تحت السلاح في ذروة تموز/ يوليو 1948. يصف “مورِس” الحدث باعتباره “أكبر عملية طرد منفردة” خلال الحرب، فيما تُشير المداخل الموسوعية المعتمدة إلى الرقم ذاته وإطاره الزمني (10–14 يوليو). كثيرون قضوا عطشًا وإعياءً على الطرق المؤدية إلى رام الله والجبال، وهو ما عُرف لاحقًا بـ“مسيرة الموت/ مسيرة اللدّ”.

 

وتظهر وثائق الأُمم المتحدة (لجنة التوفيق وفرقها الفنية 1949) حجم الكارثة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين بعد هذه العمليات، إذ سجّلت تقاريرها المبكرة الديناميات السريعة لنشوء ملف اللاجئين واحتياجاتهم الإغاثية والتنظيمية.

 

4) قرى القضاء: حزام الرملة الذي أُفرغ

وثّقت دراسات فلسطينية وأكاديمية قوائم القرى العربية التي أُفرغت في حرب 1948، ومنها قرى قضاء الرملة (أبو الفضل، أبو شوشة، عَجَنْجول، عَقير/عقير، بَرفيلية…)، وهي مادةٌ أعاد “الخالدي” ودارسو النكبة ترتيبها توثيقًا وتحقيبًا. تفيد هذه اللوائح في تتبّع التحوّل الديمغرافي السريع في محيط المدينة بعد العملية.

 

5) شهادات القادة والرواية الإسرائيليّة الداخلية

على مستوى الشهادة الأولية، تنقل مصادر عدّة (بما فيها مقالات أكاديمية وصحفية تحليلية) فقراتٍ من مذكّرات “إسحاق رابين” حول مأزق “ماذا نفعل بخمسين ألف مدني في اللدّ والرملة؟”، والإشارات إلى إخلائهم خلال مناقشات القيادة. وقد أُثير لاحقًا موضوع حذف/ رقابة مقاطع من النسخ المنشورة للمذكّرات في أواخر السبعينيات؛ مادة ناقشتها دوريات بحثية (MERIP) وملفات توثيقية جامعية. الهدف هنا ليس الحسم في جدلٍ تحرير-أرشفةٍ قديم، بل إظهار توافق السردية الواقعية (النتيجة على الأرض) مع ما ورد في يومياتٍ وشهاداتٍ لاحقة.

 

6) الرملة بعد السقوط: تبدّل المكان وتحوّلات الذاكرة

بعد السيطرة على المدينة، أُسكنت منازل كثيرة بمهاجرين يهود، وتبدّلت أسماء الشوارع والأحياء، فيما توزّع أهل الرملة لاجئين في الضفة والأردن وغزة ولبنان. تُظهر سجلات الأونروا وتقارير الأُمم المتحدة المبكرة كيف تحوّل عشرات الآلاف إلى لاجئين خلال أشهر قليلة، في واحدةٍ من أسرع عمليات إعادة الهندسة الديمغرافية في القرن العشرين بالمنطقة.

 

7) بين الرواية الأكاديمية والذاكرة الشعبية

الأكاديميا: قدّم بِني مورِس بحثًا تأسيسيًا عن عملية “داني” والتهجير (MEJ 1986)، ثم وسّع أطروحاته في أعمال لاحقة. وقدّم وليد الخالدي ونور مصالحة وإيلان پاپيه وغيرهم قراءات موسّعة للاحتلال والتهجير وبُنى “التطهير العرقي/هندسة المكان”. هذه القراءات تختلف في تفسير الدوافع، لكنها تتفق على النتائج: السيطرة العسكرية تبعتها إزاحة سكانية واسعة في اللدّ والرملة.

 

الذاكرة الشعبية: مشاريع مثل PalQuest/ معجم فلسطين الفوتوغرافي والتاريخي، والمجموعات الشفوية، تحفظ تفاصيل الأيام 9–13 يوليو (مجازر، اعتقالات، مسيرة قسرية)، وتُطابق شهادات الأهالي على المسارات والآبار والقرى التي سلكتها قوافل النزوح.

 

8) أرقامٌ ومعطيات موجزة (مدعومة)

الإطار الزمني: 10–14 تموز/يوليو 1948 (ذروة القصف والاقتحام والتهجير ضمن عملية “داني”).

حجم المهجّرين: نحو 50–70 ألفًا من اللدّ والرملة معًا؛ أكبر عملية طرد منفردة في الحرب.

 

أمثلة قرى قضاء الرملة التي أُفرغت: أبو الفضل، أبو شوشة، عَجَنْجول، عَقير، بَرفيلية، جمزو، بيت نبالا، دير طريف… (قوائم موثّقة في مراجع الخالدي ولوائح التهجير).

السياق الأممي: تقارير لجنة التوفيق (1949) وملفات اللاجئين المبكرة، وما تلاها من نظام إغاثة (الأونروا).

 

9) تحليلٌ ختامي: ماذا يعني “سقوط الرملة”؟

لم يكن “سقوط الرملة” حدثًا عسكريًا صرفًا؛ كان منعطفًا حضريًا-ديمغرافيًا أعاد رسم قلب فلسطين الوسطى. تَحقّق هدف لوجستي-عسكري لإسرائيل تمثّل في فصل الكتلة العربية الكثيفة عن طرق الساحل–القدس وتأمين محيط تل أبيب؛ وفي المقابل نشأت كتلة لجوء فلسطينية ضخمة في مدى زمني خاطف (أيام/أسابيع)، مع ما يحمله ذلك من إرثٍ قانوني وأخلاقي (حقّ العودة/الملكية) لا يزال حاضرًا في ملفات الأمم المتحدة حتى اليوم. قراءةُ مصادر متباينة — من مورِس إلى الخالدي، ومن تقارير أممية إلى شهادات محليّة — تُظهر تماسك الصورة الكلية: اقتحامٌ ومجزرة/ات، ثم إخلاءٌ واسع للسكان، فاستيطان للمكان؛ وهي العناصر الثلاثة التي تعرّف “الرملة بعد 1948”.

 

ملاحق مختصرة

أ) خطٌّ زمني مفصّل (يوليو 1948)

9 تموز: انتهاء الهدنة الأولى واستكمال تجهيزات “داني”.

10 تموز: بدء القصف والتقدّم نحو اللدّ/ الرملة.

12–13 تموز: السيطرة والدفع بعملية الإخلاء؛ بدء “مسيرة” الأهالي شمالًا/ شرقًا.

14 تموز: اكتمال الإجلاء إلى حدٍ كبير واستيطان قوات الاحتلال للمدينة.

 

ب) مختارات مرجعية للوصول السريع

Benny Morris, 1986, “Lydda and Ramle in 1948” (Middle East Journal). توثيق عمليات “داني” وخيارات القيادة والأرقام الأساسية.

 

UN Conciliation Commission/Technical Committee (1949): تقارير اللاجئين واللوجستيات الإغاثية المبكرة.

 

PalQuest / معهد الدراسات الفلسطينية: مادة تأريخية وخرائط وصور عن 9–13 يوليو في اللدّ والرملة.

 

لوائح القرى المُفرَّغة مع إحالة إلى عمل الخالدي (1992).

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.