اخر الاخبار:
تسقوبا/ تللسقف تحتفل بعيد الصليب المقدس - الخميس, 18 أيلول/سبتمبر 2025 10:33
زيلينسكي: مستعد لوقف إطلاق النار مع روسيا - الأربعاء, 17 أيلول/سبتمبر 2025 19:03
الإعدام بحق إرهابي أقدم على قتل خمسة عراقيين - الثلاثاء, 16 أيلول/سبتمبر 2025 10:36
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

سفه المفهوم "القومي" العربي// عبدالامير الركابي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالامير الركابي

 

عرض صفحة الكاتب 

سفه المفهوم "القومي" العربي

عبدالامير الركابي

 

 على الطريق التوهمي الابتدائي الالي الغربي انتجت الانحطاطية الشرق متوسطية العربيه ماعرف ب"القومية العربية"، بدات اولا من دون منظور او مفهوم مقارب للنظري، واكتسبت مع الوقت موضوعات استدلال، اعتبرت مقبوله وتستحق ان تتحول الى مايشبه العقيدة، اهمها تلك التي رات في النهضة النبوية الختامية الكونية الاسلاميه المحمدية، مرتكزا ايحائيا تشبهيا بالحال الغربي الحالي، بحيث يتحول النبي محمد، وبسفه تصوري صعب وصفه، الى غاريبالدي مع ضخامة الفارق الهائل بين الظاهرتين نوعا ومجال تحقق.

 

 والاهم الدال على امية معتنقي مفهوم مثل "البعث"، انهم لم يحاولوا النظر في كون النبي محمد لم يوحد العرب اهل الجزيرة بعد تفرق، وان المجال المعروف اليوم بالعربي، والذي يتحدث اللغة العربية وينتمي للتاريخ العربي، لم يكن عربيا. سوى ذلك فان الرسالة المحمدية قد تعدت المكان المشار اليه لتذهب الى الصين والهند، وعلى المنقلب الغربي الى غرب اوربا، مع استمرارها وبقاء فعلها الى اليوم، وهنا يسقط ادعياء ما يعرف بالقومية العربية نحو درك من الانحطاطية مادون الاميه، تعجز عن التمييز بين حركة كونية وتاخرية راهنه كيانوية  محدودة بحدود  بلدانها، ذلك مع الاخذ الواجب بالاعتبار ماضي الابراهيمه وفعلها في التاريخ، وفي اوربا نفسها قبل الاسلام، وهو ماقد ظل كذلك ومايزال حتى اليوم،  مخترقا الكينونه الاوربية والامريكية زعيمه الغرب  الحالية، حاضرا فيها  بغض النظر عن صعود مفاهيم "الوطنية" و"القومية" هناك، مقترنه وقتها بالانقلاب الالي.

 

  مايثير التساؤل هو كيف يكون لبنيه تاريخيه بهذا الحجم والحضور التاريخي، ان تسقط تحت وطاة فكرة من غير جنسها، لم يسبق لها على مر الفترات والمراحل والقرون ان عرفتها الا كحال جزئي، من قبيل ذلك، الكياني المصري غير القابل للتعميم، والقاصر المشمول في نهاية المطاف بالمنظور المطابق للخاصيات الرئيسية للمنطقة، والمتعدي للاشكل الجزئية التي يتشكل منها المكان، مع هذا اعتبر مجيء شخص من خارج المكان بحركة دالة على القصور الكبير، ليصبح راس نموذجية وممثلا لما يسمونه "مرحله"، وهكذا اقترن "نهوض" العرب بظاهرة "محمد علي" الالباني، البرانيه والخالية من اية محركات ذاتيه غير دفع المثال الاوربي، علما بان الموضع الذي حدث فيه ماحدث وقتها  قد استمد  قوة حضوره من موقع الكيانيه المصرية الضخمه بغض النظر عن الفعالية، فمصر ايام الدورة الثانيه الاسلاميه وقعت مع الفتح العراقي الثاني تحت سلطة الفاطميين، الحركة العراقية التي ذهبت للمغرب العربي كفرع من  الاسماعيلية،قبل ان تاتي الى مصر، وهم من اقاموا الجامع الازهر الباقي مناظرا للاهرامات الى اللحظة الراهنه، وصلاح الدين الايوبي هو الاخر جاء من العراق في وقت متاخر.

 

 بالمقابل عرفت حركة الشريف حسين في الجزيرة العربيه من دون اي اساس سوى الاشتراطات الغربيه الطارئة، والتحفيزية البريطانيه، مع الاستناد الى متبقيات الايحائية الجزيرية وثورتها الكونية الكبرى المحمدية التي لاتمت لها باية صلة، وبالاجمال ومع مسارات ماقد عد من قبيل تبلورات المنطقة الشرق متوسطية الحديثة، فان جانبا حيويا مغفلا كان قد وجد وقتها بصيغة تشكلية معاصرة، ومن زاوية النظر الى تاريخ المنطقة وخضوعه لقانون الدورات والانقطاعات، وبالذات  في ارض مابين النهرين البؤرة الازدواجية الاصطراعية فان دورة ثالثة قد بدات هنا مع القرن السادس عشر، وانها هي مؤشر الانقلابيه الحالة على المنطقة والمعمورة بعد انقضاء الطور اليدوي، مع انهيار الدورة الثانيه بصيغتها العباسية القرمطية الانتظارية، بعد ان انجزت المطلوب وحققت التحفيزية الضرورية للانقلاب الالي على المنقلب الاوربي "الطبقي"، بعد النهضة الاقتصادية العالمية التجارية الريعية وتغلغلها في المجال الاوربي، ماقد ولد منذ القرن الثاني عشر اسباب وآليات الانتقال الالي هناك.

 

     وما تقدم يعني قلبا للمنظور "التاريخي"، وللاليات والقانون الذي يحكم الظاهرة المجتمعية، وبالذات على صعيد المركزية والانطواء على الغرضية، في حال كانت المجتمعات والكائن البشري محكوما وجودا لعملية تشكل وسيرورة ذاهبة الى مقصد ونهاية، ماكان يفترض من الناحية الاقرب للعملية وقتها، التساؤل اذا كان الغرب بغض النظر عن كونه موضع افتتاح الانقلابيه الاليه، مهيأ كينونه وبنية للتطابق مع الغرضية النهائية المجتمعية ام لا، ذلك مع العلم ان الغرب ساعتها لم يتوقف دون مثل هذه الاشارة، فقرر كونه موضع وموئل الانقلاب الاعظم الطبقي الاشتراكي الشيوعي كنهاية وغاية مجتمعية مضمرة، محكومه لقانون الاصطراع الطبقي الذي اعتبر اعتباطا بمثابة خاصية مجتمعية شاملة للمعمورة.

 

  وتبقى نظرية ماركس و" ماديته التاريخيه" النموذجية الغائية المجتمعية الاعلى ضمن المنظور المجتمعي "الارضوي" باعلى صيغه ودينامياته، مع قصوريته مقابل الحقيقة المجتمعية الكبرى والاساس غير المماط عنه اللثام، والذي يقول بان المجتمعات البشرية "لاارضوية"، وان الجانب الارضوي منها مؤقت وضرورة انتقالية لازمه فقط، على خطورتها الاستثنائية وماتنطوي عليه من دلالة انقلابيه عظمى، تظل الارضوية قاصرة عن التعرف على بعدها، فتقف دون حقيقتها المتعدية للماثل "العلمي" الملموساتي، البديهي ارضويا في حين تحال اللاارضوية بقوة القصورية الادراكية الى "الماوراء"، و"المتافيزيق" وهذا حظ الابراهيمة كمنظور كوني مجتمعي لاارضوي، وتعبيرية انقلابيه عظمى، بالاخص وتحديدا ابان تعاظم وغلبة التوهمية الارضوية "الحديثة"، بعد، وفي غمرة الانقلابيه الالية.

 

 ذلك في الوقت الذي تكون فيه متبقيات التعبيرية اللاارضوية الكونية وقتها في حال انقطاع وترد على مستوى الاليات المحركة في ارضها، والعقل هنا في اسوأ مراحل تاريخه، بحيث من المستحيل تخيل توفره على الحد الادنى من الاعتقادية التعبيرية الثانيه، بعد تلك الحدسية النبوية الاولى وقد ان اوانها، وصارت حكما كونيا راهنا، هو الموافق للحقيقة الانقلابيه من اليدوية الى الالية، مايعنى ثورة العقل العظمى المؤجله الذاهبة بالكائن البشري وبالوجود المجتمعي، من الحيوان الى "الانسان" السماوي/ الكوني، مرورا ب "الانسايوان" الحالي الانتقالي، بعد انتهاء الامد اللازم للبقاء على الكوكب الارضي، وفعل متبقيات الجسدية الحيوانيه، مقابل حضور "العقل" المتعالي على متبقيات الحيوانية. 

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.