اخر الاخبار:
حماس: نحتاج وقتاً لدراسة خطة ترامب بشأن غزة - الجمعة, 03 تشرين1/أكتوير 2025 10:15
أسماء المرشحين علی مقاعد الکوتا المسيحية - الجمعة, 03 تشرين1/أكتوير 2025 10:10
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

سعد جاسم: بين الغربة والقافية- رحّالةٌ في الشعر والحلم// محمد علي محيي الدين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد علي محيي الدين

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

سعد جاسم: بين الغربة والقافية- رحّالةٌ في الشعر والحلم

محمد علي محيي الدين

 

ولد الشاعر سعد جاسم محمد في الخامس والعشرين من تموز/يوليو عام 1959 في مدينة الديوانية، تلك المدينة التي تُمثّل فسيفساء النخيل والأنهار والعابرين. بعد أن اجتاز المرحلة المتوسطة، سافر إلى بغداد ليستقر في رحاب المعهد العالي للفنون، حيث نال دبلوم الإخراج والتمثيل المسرحي عام 1982، ثم أكمل دراسته وحاز على بكالوريوس في الإخراج والتمثيل من أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1986.

 

لم تكن هذه الشهادة إلا محطة في رحلة بحثه عن اللغة، فقد وجدت روحه في الشعر. نظم قصائده، وشارك في مهرجانات عديدة داخل العراق، واشتغل بالصحافة محررًا في جريدة العراق. لكن الروابط لم تنقطع مع بُقعة الحلة، حيث ارتبط بامرأة من أهلها وانتقل للإقامة فيها، فتولّى رئاسة اتحاد أدباء وكتّاب بابل لدورتين متتاليتين.

 

حرص على شعر الأطفال، فأطلق قصائده في الصحف والمجلات، ومن ثَمّ في ديوانات مثل أجراس الصباح. وبعد سنوات من الترحال، خرج من العراق إلى الأردن، وأخيرًا استقر في كندا، لكنه لم ينسَ أن تكون قصيدته جواز عبور بين الوطن والبعد.

 

من أعماله الشعرية:

فضاءات طفل الكلام (بغداد، 1990).

موسيقى الكائن (بغداد، 1995).

أجراس الصباح للأطفال (بغداد، 1995).

طواويس الخراب (عمان، 2001).

قيامة البلاد (الحلة، 2007).

أرميكِ كبذرة وأهطلُ عليكِ (القاهرة، 2010).

طائر بلا سماء

قبلة بحجم العالم (شعر ثنائي بالعربية والإنكليزية، القاهرة، 2010).

أنتِ تشبهينني تمامًا (القاهرة، 2014).

 

إلى جانب الشعر، خاض المسرح كممثل ومخرج، وكتب في النقد المسرحي والسينمائي. وساهم بتأسيس التجربة الجمالية عربة الغجر التي امتدت آفاقها داخل العراق وخارجه. كما أسّس ملحقًا ثقافيًا للأطفال بعنوان قوس قزح صدر عن صحيفة الأسواق الأردنية.

 

واليك مقتطفات نقدية تأملت تجربته من بين ما قرأتُهُ في المصادر:

الناقد أحمد فاضل يرى في تجربة سعد جاسم تجليات تجمع بين الوطن والناس والحب، في قوله: "من مجرّة بعيدة، يشدو غربته… لم تمنعه الصعاب من المجيء إلى العراق… ينشد للعشار مبتهجًا". هذه العبارة تلوح بشغفٍ يجمع بين الحنين والقبول بأن المعاناة قد تكون مصحوبة بالعود.

 

الناقدة اياد البلداوي (في نص بعنوان شاعر الهمسة) تُشير إلى أن سعد جاسم “أضاف لما سبق من الشعر الغزلي مناجاة درامية، يتراءى المعشوق في النص ليس ككائن مُحدد، بل ككيان دال على الرمز والمجاز، بينما الوطن والغياب يتراءيان خلف هذه الصورة" أي: المرأة في نصوصه قد تحمل وظيفة رمزية، لكنها أقوى من المجرد، وهي في الوقت نفسه تُمثل الوطن الغائب.

 

ويُذكَر أن الناقد علوان السلمان ناقش تسمية بعض نصوصه بـ «قصيدة الومضة» (وليست الهايكو الياباني الصرف)، مشيرًا إلى أن النص ينبني على اهتزاز لحظي بلاغي، يستنطق الصورة في وميض مفاجئ. وإن كان ليس هايكو بمعناه الضيق، فهو نصُّ وامضٌ في المفهوم الشعري المعاصر.

 

أيضًا في قراءة جمالية مطوّلة نُشرت في مدوّنة أدبية، يُعرضُ أن النصوص عند سعد جاسم تميل إلى العرضية والتفجير الدلالي، حيث إن “العرضي” (ما هو ظاهري وعابر في النص) يصبح مسرحًا للصراع الداخلي، فيتنقل بين التماهي مع الذاتي والمجازي، بين الغياب والحضور، بين الزمن واللحظة.

 

كما كتب عنه بعض النقاد أن تجربته في المنفى تركت بصمتها على نصوصه: فالغياب يضفي على نصوصه انسحابات شجية، وأحيانًا تشابه بين العاطفة والغربة، بين المعشوق والوطن، بين الحبيب والمكان.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.