اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• ايلول ، وخيارات اقتلاع الاحتلال

بقلم / د. تحسين الاسطل

عضو الامانة العامة

نقابة الصحفيين الفلسطينيين

ايلول ، وخيارات اقتلاع الاحتلال

 

يضع شعبنا بقيادة الرئيس محمود عباس اللمسات الاخيرة للتوجه الى الامم المتحدة لطلب الحق الفلسطيني في عضوية كاملة لدولة فلسطين ، بعدما نكص الراعي الامريكي ــ بقيادة زعيمين جمهوري وديمقراطي ــ وعدهما بإقامة دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني كما تنص قرارات الامم المتحدة .

 

والمفارقة التي لا نستطيع فهمها ، ان الراعي الامريكي لم يفشل في تنفيذ وعده بإقامة الدولة الفلسطينية ، بل وفشل في وقف النهب الاسرائيلي المتواصل ـــــ وعلى عينك ــــ للأرض الفلسطينية التي ستقام عليها الدولة ، القابلة للحياة ، واهم بند من اجل ان تكون الدولة الموعودة قابلة للحياة هو تواصلها الجغرافي بين كل محافظات الوطن ، الا ان الاحتلال يسابق الزمن ، من اجل اسقاط هذا البند ، وتقطيع اوصال الوطن بالمستوطنات ، من اجل اسقاط كل امل في ان تكون هذه الدولة قابلة للحياة.

 

توجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة ، جاء بعد ان فقدت الامل في الاقلاع بخيار المفاوضات والسلام ، فالحكومة الاسرائيلية المتطرفة لم تترك طريق لإفشال المفاوضات الا وسلكته ، فيما لم يترك الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية خيار للسلام الا وسار فيه حتى النهاية، رغم السياسات والاجراءات والقمع الاسرائيلي بحق شعبنا ، حتى اصبحت هناك قناعة عند الجميع، انه اذا لم ينجح العالم في تحقيق السلام في عهد الرئيس محمود عباس ، فان مشروع السلام مع دولة الاحتلال لن يتحقق مطلقا، ولن يأتي على الشعب الفلسطيني زعيم اكثر ايمانا وعملا وقوة بمشروع السلام من الرئيس محمود عباس، هذا فضلا على عدم وجود فلسطيني  يقدم للسلام اكثر من الرئيس عباس ، فما بقى هي ثوابت لا يمكن التنازل عنها.

 

وتوجه الرئيس عباس بتفويض من الشعب الفلسطيني الى الامم المتحدة لنيل عضوية دولة فلسطين في ايلول ، يعيدنا الى التوجه الاول للقيادة الفلسطينية للأمم المتحدة ، عام 1974م بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، الذي دخل المقر الاممي حاملا بندقية الثائر الفلسطيني المنتصر في الكرامة في يد ، وخلفه جيش من الثائرين يعمل في كل الساحات الداخلية والخارجية، ومغدق على اسرائيل والعالم بغصن الزيتون من يده الاخرى، مطالبا بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

عندها صفق ممثلي الدول للرئيس الشهيد ياسر عرفات ، على اعتبار انه قدم تنازلا فلسطينيا غير متوقع ، ولم يكن في ادبيات الفلسطينيين في ذلك الوقت السلام مع الاحتلال ، فضلا عن ان اشهاره لبندقية الثائر الفلسطيني لم يكن ابتداع لحظة ، بل كان واقعا ملموسا ومقلقا لكل العالم ، بسبب اساليب المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة فتح التي كانت لا تعرف أي حدود في سبيل حرية وكرامة الشعب الفلسطيني.

 

فالرئيس الشهيد ابو عمار حينها بدأ بخيار السلام ، وابقى ممسكا في نفس الوقت بخيار المقاومة المشروعة التي كفلتها مواثيق الامم المتحدة ، واعتبر هذا الخطاب في حينه من قبل المراقبين تحولا كبيرا وتنازلا غير متوقع من القيادة الفلسطينية .

 

اما اليوم فالرئيس عباس يتوجه الي الامم المتحدة ، ممسكا بغصن الزيتون خيارا وحيدا لنيل حرية وكرامة شعبنا ، فالظروف الدولية التي كانت في فترة السبعينات من القرن الماضي، تتفهم اختطاف الطائرات والسفن ، وحرب الاغتيالات وعبور الحدود وتنفيذ عمليات فدائية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ، لم يعد مقبولا في وقتنا الحالي بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في مدينتي نيويورك وواشنطن ؛ الا ان التطورات الجديدة على الساحة الدولية ، والربيع العربي والامعان الاسرائيلي في رفض كل محاولات السلام ، قد تدفع بتغيرات على الساحة الفلسطينية، لان البقاء بهذا الركون ، والصمت على الحصار والحرب والاستيطان وتهويد القدس ، ومواصلة اعتقال الاسرى واختطافهم ، وبقاء فقدان الكرامة للإنسان الفلسطيني في مخيمات الشتات ، كلها عناصر توثير لا يستطيع احد ان يوقفها اذا ما انطلقت.

 

امام العالم وكل محبي السلام ، والمؤمنين بالسلام في اسرائيل فرصة تاريخية لتحقيق السلام وانتهاز تمسك القيادة الفلسطينية بالسلام خيارا وحيدا ، والذي انعكس في التوجه الى الامم المتحدة تلافيا وتجنبا لأى طريق اخر ، ويمكن القول ان توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة ليس لتبرير التوجه الى اساليب اخرى بعدها ، وانما لتلافي هذه الاساليب قبلها،  وللتأكيد ان السلام خيارا وحيدا للقيادة الفلسطينية ، فالرئيس عباس عندما يأخذ الفلسطينيين الى الامم المتحدة ، فهو لا يريد ان يخدهم الى طريق اخر ، فنتنياهو وزمرته في اسرائيل لم يترك للفلسطينيين الا طريقين اما الامم المتحدة ، او بندقية الثائر التي تحدث عنها الرئيس الشهيد ياسر عرفات في خطابه امام الامم المتحدة.

 

وشعبنا لن يخدع نتنياهو وزمرته ، فخيار الاستسلام للاحتلال وقطعان المستوطنين ، والارتماء في احضان الاحتلال تحت تهديد الحصار والتجويع من امريكيا واسرائيل، غير وارد في اجندته ، وعلى الولايات المتحدة ان تقرأ المتغيرات على الساحة العربية ، وتقرأ نبض الشعوب العربية والاسلامية الغاضبة ، ففرصة السلام ما زالت قائمه ، وعندما يرفع المندوب الامريكي يده في وجه الحقوق الفلسطينية المشروعة ، المدعوم من الشعوب العربية والاسلامية وكل احرار العالم، عليه ان يتوقع رد شعبي غاضب ، واحداث السفارة الاسرائيلية في القاهرة ليس عنكم ببعيد ، وخيار اقتلاع الاحتلال الجاثم فوق صدورنا ما زال قائما.

 

فأيلول ثورة سلمية في أورقه الامم المتحدة ، لنيل الحقوق الفلسطينية ، وهى نتاج لثورة طويلة خاضها الشعب الفلسطيني ، واقترنت بعملية سلمية طويلة ، افشلتها دولة الاحتلال ، وعلى الامم المتحدة ان تعمل حتى لا  يسقط غصن الزيتون من يد الرئيس عباس.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

Dr.tahseen ALastal

News editor

alhayat aljadeeda

 Gaza

00970599604122

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.