اخر الاخبار:
تسقوبا/ تللسقف تحتفل بعيد الصليب المقدس - الخميس, 18 أيلول/سبتمبر 2025 10:33
زيلينسكي: مستعد لوقف إطلاق النار مع روسيا - الأربعاء, 17 أيلول/سبتمبر 2025 19:03
الإعدام بحق إرهابي أقدم على قتل خمسة عراقيين - الثلاثاء, 16 أيلول/سبتمبر 2025 10:36
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء إرادة الشعب وتحقيق الانعتاق والتحرر// تيسير عبدالجبار الآلوسي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

تيسير عبدالجبار الآلوسي

 

ثورة 14 تموز شعلة تتجدد وإن تنوعت أساليب إعلاء

إرادة الشعب وتحقيق الانعتاق والتحرر

تيسير عبدالجبار الآلوسي

 

بين الأمس واليوم 14 تموز مبادئ ترسم إرادة الشعب

— ألواح سومرية معاصرة

تمر اليوم الذكري 67 لثورة 14 تموز العراقية مستمدة من احتفالات سومر لآلاف السنوات والأعوام بتموز الولادة والخصب والنماء محققة التغييرات البنيوية اقتصاديا سياسيا واجتماعيا في عموم البلاد معترفة بالحقوق والحريات ومحررة المجتمع من أسر قيود التخلف والجهل مركزة على أهمية العقل الجمعي العلمي وعلى دوره في البناء والتنمية وفي حركة التنوير ودمقرطة الحياة ومثلما كل ثورة ببعض ما قد يطفو من هنات أو هفوات جرى ويجري تضخيمها تشويها وعداء فإن 14 تموز مرت بتجاريب حتى تم اغتيالها بعناصر محلية وتبعية تلك العناصر لتدخلات خارجية لأطراف كبرى مثلما اليوم تبعية قوى وعناصر بتبريرات وتسويق الدين السياسي وشيطنته بالأسلمة ونهجها ما يتطلب 14 تموز وإن بخطاب وآليات نوعية تستجيب لشروط المرحلة الراهنة.. هذه معالجة للثورة بين الأمس واليوم

***

 

بأي حال من الأحوال فإن أحزاب الطبقات الفقيرة توافرت لها شروط التغيير الراديكالي، مضطرة بعد أن تم حجب فرص عملها السلمي بوجه ومطاردتها وهي تنهض بمهام التنوير حدّاً وصل إلى التصفيات الدموية بتعليق قادتها على أعواد المشانق!

 

إن وجود العنصر العسكري من القوات المسلحة ومن داخل الجيش، ليس قضية خيار بلا شروط بل جاء نابعا من انحياز الجيش بروحه الوطني إلى الحركة الشعبية ومن تصديه لظواهر تسليم السيادتين الخارجية والداخلية لأطراف غير وطنية تأتمر بإرادة شركات الاستغلال الرأسمالي عابرة الحدود..

 

وعليه فإن ما أوقفته ثورة 14 تموز هو تلك الممارسات التي باعت الوطن والناس ووضعت المقدرات في خدمة الاستعمار وما أتت به هو تلبيتها لشروط إطلاق مسيرة العدالة الاجتماعية وردع الاستغلال الفاحش الذي رهن البلاد والعباد للإقطاع والرأسمالية الطفيلية فكان قانون الإصلاح الزراعي وانتزاع الأرض من مغتصبيها وتوزيعها على أصحابها من الفلاحين والمزارعين الفقراء أحد أهم أركان وصف الرابع عشر من تموز يوليو ثورة وطنية وكان تأميم الأرض العراقية من شركات النفط ورفض سطوتها على العراق وإنهاء تلك السطوة ركنا آخر للتحرر الوطني.. وجاء قانون الأحوال الشخصية ليستكمل خطى الثورة في التحامها مع القيم والمبادئ السامية لتحقيق المساواة والعدل وإلغاء خطاب التخلف وقيمه وتقاليده التي ظلت تجتر شروط حكمها لقرون وعقود مذ أسقطوا بغداد على يد التتار ووحشيتهم..

 

ثم اتجهت الثورة للإعداد للتعددية الحزبية والانتخابات إلا أنها بقراراتها التي حررت البلاد والعباد من القيود والأغلال لم تنجُ لا من الثورة المضادة ولا من التدخلات الأجنبية التي تبنت جرائم التخريب والانقلاب.. وتم وأد الثورة قبل أن تكمل عامها الخامس وتتجه لتلك الانتخابات التي كانت ستضع العراق بمسيرة مختلفة نوعيا..

 

لنجاح الثورة ولتراجعها عوامل وأسباب موضوعية لستُ بصدد التوقف عندها ولكنني بصدد التذكير بأن السلطات الانقلابية باختلاف تمظهراتها منذ فاشية 1963 حتى اليوم أعادت ارتهان العراق لمقدرات التبعية والخنوع سواء لقوى دولية أم لقوى إقليمية وبذرائع جميعها سياسية الجوهر وإن شاءت تقديم نفسها في يومنا بمرجعية الدين السياسي وادعاء خوضها صراعا وجوديا مع قوى دولية!

 

إن تراجع الأوضاع في العراق اليوم، يشير إلى ظواهر تكرار التجهيل وتسيّد الأميتين الأبجدية والحضارية عبر تخريب التعليم ومحاصرة ثقافة التنوير وأنشطتها والتضييق عليها بالمطاردة القمعية التصفوية مرة وبحواجز التخلف ومنطق الخرافة والجهل وإغلاق العقول عن أي حوار موضوعي يفضح الحقيقة أو يحاول إضاءة الدروب المدلهمة عتمة وسوادا كالحا.. واقتصاديا عادت البلاد إلى ما قبل مرحلة التصنيع والزراعة مع تجفيف رافديها وفرض التصحر والجفاف وتجريف بساتينها وسهوبها وحقولها التي كانت عامرة ومع تخريب المصانع وتقييد الاقتصاد بالنموذج الريعي ونهجه التشغيلي لا الاستثماري بما سهَّل ويسهل النهب وإشاعة اللصوصية وتجويع الناس لاستعبادهم وإذلالهم وامتهان الكرامة!

 

وهكذا فإن العراق اليوم هو عراق مأزوم متخم بالمعضلات المستفحلة حدا لن ينفع مع ظواهره الاقتصاسياسية والاجتماعية أي معركة ترقيعية إصلاحية على طريقة المكرمات وفرض مطلب هنا أو مطلب هناك.. فالقضية اليوم هي قضية انعتاق وتحرر لا تستطيعه إلا ((حركة تغيير)) جوهرية كلية شاملة، كتلك التي احدثتها ثورة 14 تموز نهاية خمسينات القرن المنصرم..

 

لكننا أمام متغيرات نوعية في الأدواتفبينما كان تحالف الحركة الثورية الشعبية والجيش سببا لانتصار الثورة في آلية وصفها أعداء الثورة بالانقلاب العسكري نتيجة خلل في تبصر الحقيقة ونتيجة العنف في التغيير الراديكالي الكبير وهزته الثورية.. إذا كان ذلك صحيحا صائبا يومها على وفق شروط الثورة في الخمسينات ووسائل الكفاح فإن أوضاع الجيش اليوم تنكشف بخلل بنيوي سواء في تركيبته أم قياداته بل تقييده بتشكيلات من خارجه وتشويه ثقافته وخطابه وظروف عمله وآلياته.. هذا إلى جانب أمور منهجية عالمية ومحلية لا تسمح ولا تقر توظيف الفعل العسكري مع الانتباه على ما جرى من نموذج في الثورة الشعبية المصرية..

 

إن النضال الوطني السياسي وخلق تحالفات جديدة تقبل بوجود اتساعها بنيويا لكل القوى التنويرية الديموقراطية ووضع الاستراتيجية الصائبة للتغيير هو طريق ربما معقد وتقف بوجهه عقبات كأداء إلا أنه على الرغم من كل التضحيات وما يجابه سيكون الطريق لحسم المعركة مع قوى كليبتوفاشية جناحاها المافيا والميليشيا حيث المال السياسي الفاسد وإدارته بعصابات منظمة وليس بمنظومة حزبية كما تمظهر بعض حركات الإسلام السياسي والمحمية بالميليشيا وسلاحها وقوانين الغاب الوحشية التي يتسم بها..

 

بلى إن طريق الكفاح السلمي وآلياته هو الخيار الراهن للفعل الوطني التحرري بتنوعات خطاه بين المشاركة الانتخابية مرة كليا أو جزئيا والمقاطعة في أخرى وعلى وفق شروط العمل التي تتطلب استثمار منصات متاحة وفرتها متغيرات عصرنا بلإشارة إلى ربع القرن الماضي أو ما ناهزه بعد التغيير الراديكالي الذي جاء بسلطة هجينة سرعان ما كرست نموذجها المرتهن إقليميا الهزيل اقتصاسياسيا والمفكك اجتماعيا..

 

إن ثورة 14 تموز هي الشمس الساطعة التي مازالت تعيد وتؤكد الثقة بالشعب وحركته التحررية الوطنية ومسيرة دمقرطة الحياة وتلبية شروط العدالة الاجتماعية عبر تغيير منشود ميدانه سوح النضال الشعبي والتفاف الجماهير الأوسع من الفقراء حول الاستراتيجية التنويرية الموحدة الجامعة..

 

فهلا تبينا أسس البرامج المؤملة لتوحيد الإرادة وتقوية فعلها عبر سلامة الاستراتيجية والتكتيك اللذين تتخذهما؟؟؟

 

كل عام والمؤمنين بالتغيير هم الأقدر على تنوير العقول والتمسك بخطى تحقيق الأهداف السامية في الانعتاق والتحرر وإنهاء ما يمر به العراق وأهله من ضوائق وتعقيدات كبرى تعيد لحمته وتماسكه الاجتماعي وتخلص اقتصاده ومناهجه السياسية من التبعية ومن كل أشكال الخلل البنيوي الهيكلي….

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.