مقالات وآراء
قمّة طارئة في مستشفى الامراض العربية - قسم الطواريء// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 15 أيلول/سبتمبر 2025 20:01
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 54
محمد حمد
قمّة طارئة في مستشفى الامراض العربية - قسم الطواريء
محمد حمد
يقول المسؤولون في دولة قطر أن أصحاب الفخامة والسعادة والسمو من رؤساء الأمة العربية والإسلامية "بصدد بحث ودراسة قرار يدين اسرائيل". عجيب غريب امركم يا سادة! هل هناك حاجة للبحث والدراسة؟
وبما أن العرب، كما يقال، اتفقوا على أن لا يتفقوا ابدا، فمن المؤكد انهم سوف يختلفون على كل حرف وكلمة تُصاغ في البيان الختامي. حتى يفقد قيمته البائسة اصلا. ويجف حبره، على ورق الخيببة والياس، في اليوم التالي.
وقبل انعقاد قمة "قادة الأمة" التي ضحكت من جهلها الأمم، سافر رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمان آل ثاني إلى واشنطن للقاء سيّد زمانه ودكتاتور عصره ترامب (ابو الوجهين) ليستلم منه نسخة امريكية من البيان الختامي للقمة مترجمة "بتصرّف" إلى العربي (وربما جدول أعمال القمة ايضا) والذي سينشر على الملأ لاحقا. وكعادته، خرج علينا الرئيس ترامب مادحا دولة قطر لدورها "الإيجابي" كوسيط بين اسرائيل وحركة حماس. وكعادته أيضا قدّم ترامب ضمانات أمنية (بالكلام فقط) لدولة قطر بعدم تكرار الهجوم عليها. لكن الكيان الصهيوني، الذي يحكم أمريكا من خلال اذرعه الصهيونية المتعدّدة، سوف يكرّر عاجلا ام آجلا هجومه على الدوحة. ومن غير المستبعد أن يكون الهدف القادم جمهورية مصر العربية أو تركيا.
أن ما يحتاجه الحكام العرب، لا اقول للانتصار على اسرائيل بل من أجل تقليل الخسائر البشرية والمادية على الاقل، هو نصب انظمة دفاع جوي متطوّرة كنظام s-400 الروسي مثلا بدل هدر الملايين والمليارات على الحفلات الاستعراضية وبرامج الترفيه التلفزيونية والمسابقات الرياضية والجوائز المالية المبالغ فيها. وكذلك الملايين التي تدفع للاعبي كرة القدم الأجانب وغيرهم. أن الاموال التي أنفقت على هذه الأمور في السنوات الخمسة الأخيرة كانت كافية لشراء اربع او خمس منظومات دفاع جوي متطورة. بدل الاعتماد بشكل أعمى على حماية أمريكا.
صحيح أن امريكا، من أجل مصالحها فقط، على أتم الاستعداد لحماية أمن دول الخليج من اي عدوان خارجي. باستثناء العدوان الاسرائيلي. فهذا الكيان العنصري خارج حسابات أي رئيس امريكي. وليس مسموحا لاي سياسي في واشنطن إن يقول لمجرم الحرب نتنياهو "على عينك حاجب". لأن تبعات مثل هذا الكلام قد تقود صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه. والدليل أن مجلس الأمن الدولي أصدر قرارا بالاجماع (١٥) دولة بما فيها امريكا يدين الهجوم على قطر دون أن يذكر اسم اسرائيل خوفا من الفيتو الأمريكي. وهذا تأكيد لما سبق وأن ذكرت مرارا وتكرارا بان اسرائيل هي التي تحكم امريكا.
فيا آل ثاني ويا آل مبارك ويا آل خليفة ويا آل فلان الفلاني تذكّروا هذه الحكمة التي يعرفها الصغار قبل الكبار: "اتّقِ شرّ من احسنت اليه".
واظنّكم احسنتم الى امريكا أكثر ممّا تستحق...