مقالات وآراء
ماركو روبيو في اسرائيل "دعم امريكي مطلق لإسرائيل في مواجهة أي اصطفاف عربي– إسلامي"// د. حسين الديك
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 15 أيلول/سبتمبر 2025 19:00
- كتب بواسطة: د. حسين الديك
- الزيارات: 46
د. حسين الديك
ماركو روبيو في اسرائيل "دعم امريكي مطلق لإسرائيل
في مواجهة أي اصطفاف عربي– إسلامي"
د. حسين الديك
أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل لا تُعنى بالدرجة الأولى بملف صفقة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بل تستند إلى أهداف استراتيجية أوسع تتعلق بتثبيت التحالف الأميركي– الإسرائيلي ومواجهة الحراك الدبلوماسي العربي والدولي، فتلك الزيارة تأتي بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة في الدوحة، في رسالة دعم واضحة لإسرائيل أمام انعقاد القمة العربية–الإسلامية الطارئة هناك، والتي ستناقش انتهاك السيادة القطرية ومحاولات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل.
تسعى الولايات المتحدة عبر هذه الزيارة إلى إظهار تضامن مطلق مع إسرائيل، في مواجهة أي اصطفاف عربي–إسلامي، وفي القوت ذاته فان الوزير روبيو سوف يلتقي مع ذوي الأسرى الإسرائيليين في غزة وهذا الملف سيكون حاضراً على جدول أعمال الزيارة، للتأكيد لهم أن هناك ضمان ألا تعود حركة حماس إلى الحكم في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، إلى جانب مناقشة الترتيبات المستقبلية لغزة وفق الرؤية الأميركية–الإسرائيلية المشتركة.
ولكن أبرز ملفات الزيارة تتمثل في التنسيق بين واشنطن وتل أبيب لإحباط المساعي الدولية للاعتراف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة في نيويورك، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على ممارسة ضغوط على عدد من الدول لثنيها عن هذا الاعتراف، اضافة الى دعم خطوات اسرائيل وتقديم الدعم الأمريكي لها فيما يتعلق بالإجراءات الاسرائيلية في الضفة الغربية، حيث أن إسرائيل قد تلجأ، بالتنسيق مع واشنطن، إلى خطوات ميدانية مثل ضم المستوطنات أو مناطق مصنفة "ج" التي تشكل نحو 62% من مساحة الضفة الغربية.
وفي الوقت ذاته فأن واشنطن وتل أبيب تعملان أيضاً على تنسيق الجهود لمنع محاكمة قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية أو المحاكم الوطنية في بعض الدول الأوروبية، إضافة إلى محاولات تعطيل أي تحرك قانوني ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وكذلك مناقشة التطورات العسكرية في غزة، بما فيها ما يسمى "عربات جدعون الثانية" التي تنفذ عمليات تدميرية واسعة بدعم سياسي وعسكري أميركي.
و تحمل الزيارة، دلالات رمزية، إذ تتضمن اقتحام حائط البراق برفقة نتنياهو وزيارة مستوطنات الضفة الغربية مثل "معاليه أدوميم" أو "غوش عتصيون"، في رسالة واضحة على الدعم الأميركي المطلق للاستيطان والضم، في الوقت ذاته فأن مشروع التهجير القسري للفلسطينيين ما زال مطروحاً على الأجندة الأميركية–الإسرائيلية، لكنه يواجه عقبتين أساسيتين: صمود الفلسطينيين في غزة، والموقف العربي الشعبي والرسمي الرافض لهذا السيناريو، ومع التطورات الاخيرة في منطقة الشرق الاوسط فأن التطورات قد تدفع عدداً من دول الخليج لإعادة صياغة تحالفاتها الاستراتيجية والتوجه شرقاً نحو الصين وروسيا، أو نحو بناء تحالفات عربية–إسلامية جديدة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.