مقالات وآراء
إشتدتْ الرحال لفك قطب المحال// قرار المسعود
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 08 أيلول/سبتمبر 2025 10:58
- كتب بواسطة: قرار المسعود
- الزيارات: 408
قرار المسعود
إشتدتْ الرحال لفك قطب المحال
قرار المسعود
كان البعض في شك مريب وبعد ما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لفئة من المتشككين والمترددين وأصبحوا لا مِن هؤلاء ولا مِن هؤلاء بعدما كانوا يلعبون على الحبلين ويأخذون المسلك بدون زاد وفير وإتجاه ثابت. فتوسعت المسافة بين أرجلهم فلم يجدوا توازنا مستقيما وسَطَعَ عليهم فخر اليقين فمَن مشى على الحبل الشرقي متيقنا مِن البداية فذلك مبدؤه ومَنْ مشى على الحبل الغربي متيقنا فذلك جزاؤه ومَن أرادهما معا فتلك المغامرة مجهولة النهاية. وأما مَنْ صَانَ نفسه وأراد المشي في الأرض بدون حبال نَجَا و سَلِمَ مِن الصعود الإرتجالي وعلى الأقل لم يسقط بِالخَطَر.
هل إكتملتْ قناعة فك القطب الأحادي من طرف أهل التشكك والتردد؟. ما يقع من تحول سريع في كل الساعة في المعمورة يجعل المتدبر الحكيم يدرك مدى صعوبة وخطورة التسيير الذي طرأ في العالم بواسطة الإعلام الشرس والتبادل المتزايد والإحتكاك بين الأفراد والمجتمعات والأمم مما ضَاعَفَ أَضْعافا في التطلع والمناداة بالحقوق ومعرفة ما هو واجب على الحكام إتجاه شعوبهم.
في نظري لم نجد دول نامية فكريا بل أفضى عليها نمط غير معهود من المعاملات والتبادلات وتسليط بعض وجهات النظر والسلوكات و الفرضيات من طرف الشعوب والمنظمات على السير في حكم بلدهم. كل هذا غَيَرَ في سيرورة المعمورة التي كانت بطيئة وكأن الحكام أصبحوا محرجين في بعض المواقف نتيجة المطالبة في المظهرات التي جعلتهم كأنهم متهمين أو عبيد لسياسة الشوارع لا لسياسة برلمانهم. هؤلاء الحكام غالبا ما تكون أنظمتهم مبنية على سيطرة الشركات وما تراه هي من ربح لها ولو على حساب الشعوب والتي يخضع لها الحكام في الغالب. ناهيك عن النظام الملكي في بعض الدول.
والعكس تجده في دول لها نظام جمهوري لا يرتكز على تعيين الأغنياء في الحكم. فهي محبوبة من طرف شعبها لأنها تعمل نوعا ما على المساواة. وكل من الشعبين محكوم بالشركات يطالب بعدم دفع الضريبة إلى الحرب من أجل ربح أشخاص والثاني أي الشعب المقهور لدول المستعمرة إقتصاديا، يطالب بالتخلص من بطش تلك الشركات والحفاظ على ثرواته وإستقراره. ومن ثم تدهور المخطط الرأسمالي ووصل إلى نهايته وبدأ نمط تنفيذه يتلاشى على إثر ما دُبِرَ وأُعِدَ ما قبل 2014 وبالمسبب في الحرب بين الإتحاد الأوروبي وروسيا.
فسياسة جو بايدن المتهجة كانت هادئة مما عطل أحيانا في تفكيك القطب المسيطر، أما الآن فزاد ترامب الطين بلة. ولكن مهما يكن الحال والأمر، فالدهاء والحكمة الصهيونية في تقلب الأمور لا يقدر عليها أحد في هذه الأرض هذا يقيني وإنْ الوقع الحالي السائد يكذبني. وفوق كل ذي علم عليم. حتى ولو هناك شعارات تشير الى حوكمة عالمية أكثر إنصافا في المستقبل.