مقالات وآراء
الكذب المصفط احسن من الصدق المخربط.. اوكرانيا نموذجا// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 10 أيلول/سبتمبر 2025 20:16
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 66
محمد حمد
الكذب المصفط احسن من الصدق المخربط.. اوكرانيا نموذجا
محمد حمد
المسفّط باللهجة العراقية تعني منتظم ومتجانس ومرتب بشكل جيد. وعكسه المخربط...
شنت القوات الروسية يوم السبت الماضي أعنف هجوم جوي على اوكرانيا منذ بداية الحرب عام 2022. بصواريخ عالية الدقة ومسيرات انتحارية. وشمل الهجوم جميع مناطق اوكرانيا ومن ضمنها العاصمة كييف.
لنترك جانبا ما تقوله وزارة الدفاع الروسية وللقاريء الكريم كامل الحرية في تصديق أقوالها ام لا حول هذا الهجوم.
وناتي على ما تعلنه القوات الأوكرانية. فنجد أن معظم اقوالها لا يمكن تصديقها أو الاعتماد عليها في فهم ما يحدث فعلا في بلاد المهرج زيلينسكي. غير أن اكاذيبهم المرتّبة جيدا تستطيع احيانا أن تقنع بعض قادة أوروبا من هواة السياسة. وثمة مثل شعبي يقول: "الكذب المسفّط احسن من الصدگ المخربط".
والان ندخل في صلب الموضوع. تقول اوكرانيا أن روسيا شنّت هجوما عنيفا ب 805 مسيرات و 13 صاروخا. وان القوات الجوية الاوكرانية أسقطت 751 مسيرة و 4 صواريخ روسية. يعني ان اكثر من خمسين مسيرة اصابت اهدافها، بما فيها مبنى مجلس الوزراء الاوكراني، وان 8 صواريخ استطاعت قصف الاهداف المحدّدة لها. وبغض النظر عن حقيقة اسقاط 751 مسيرة روسية يبقى السؤال الذي لا بد منه، وهو: اين سقط حطام هذا العديد الهائل من المسيرات وهي تحمل الكثير من المتفجرات؟
أن تصريحات المسؤولين الاوكران من عسكريين ومدنيين بعيدة جدا عن الحقيقة التي يُفترض أن تقال بكل صراحة لشعب في حالة حرب. ولكن الظاهر أن كل تصريحات حكام كييف لا غاية لها سوى تشويه سمعة روسيا واستجداء عواطف الناس في الداخل وابتزاز الدول الغربية في الخارج. والتحريض على كل شيء له علاقة بروسيا. ولهذا يتم التركيز واختيار الاخبار بشكل مدروس لكي يكون لها تأثير نفسي شديد، مثل: "مدنيين ومساكن سكنية ومدارس اطفال...الخ". فعلى سبيل المثال: يقول عمدة كييف فيتالي كليشينكو، وهو بطل ملاكمة سابق، أن الهجوم الروسي أسفر عن "إصابة أمراة مسنة في ملجأ للاحتماء". ويقول رئيس الطواريء في المدينة أن الهجوم "أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم رضيع انتشلت جثته من تحت الأنقاض". لاحظوا هنا كيف تصاغ الاخبار المغرضة. وتحدث مسؤول آخر عن "مقتل امرأة حامل". في احدى المناطق التي تعرضت للهجوم.
فهل يعقل أن مئات المسيرات وعشرات الصواريخ تسفر فقط عن هذا العدد القليل من القتلى والمصابين؟ خصوصا وان أكثر من مسؤول أوكراني أعلن عن تضرر عدد كبير من المباني بعضها مكون من ٩ طوابق واخرى من ١٦ طابقا وانقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق. وتضرّر بنى تحتية مدنية. عادة ما تكون, كما تزعم سلطات كييف، مدارس أو دار مسنين أو مشفى لذوي الاحتياجات الخاصة. وكانّ الصواريخ الروسية "العالية الدقة" لا تصيب الا الاهداف المدنية!
أن اكاذيب نظام كييف الفاشي ما عادت تقنع أحدا حتى في دول اوروبا. وكلّنا يتذكر مسرحية "بوتشا" والمقابر الجماعية التي حاول مهرج اوكرانيا زيلينسكي أن يروّج لها و يقدمها للعالم كدليل على أنها "جريمة حرب" ارتكبتها القوات الروسية. وكان هدف كل هذه الأكاذيب، وما زال، هو رفع منسوب الضغينة والكراهية والعداء لروسيا بين المواطنين الاوكران. ولكن سيقان الكذب قصيرة، كما يقول مثل شعبي شائع في بعض دول أوروبا. وسبق لزهير بن ابي سُلمى أن قال:
(ومهما تكن عند امريء من خليقة - وان خالها تُخفى على الناس تعلمِ).
وبالتالي فإن جليد الاكاذيب، مهما كان سميكا، سرعان ما يذوب عند شروق شمس الحقيقة...