مقالات وآراء
نحن نبيعكم السلاح بشرط أن تقتلوا بعضكم البعض// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 21 أيلول/سبتمبر 2025 21:25
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 520
محمد حمد
نحن نبيعكم السلاح بشرط أن تقتلوا بعضكم البعض
محمد حمد
هذا هو الوجه الحقيقي للإمبريالية الأمريكية. ومنطقها اللاخلاقي الجشع في جنيّ الأرباح بكل وسيلة ومن اي مكان. فإن عجزت عن إشعال الحروب بين دول متجاورة تقوم باستخدام عقوبات اقتصادية صارمة لزعزعة استقرار الدول الأخرى. وتعتبر جميع بلدان العالم وما فيها عبارة عن "بضاعة" لا بدّ من الحصول عليها بثمن زهيد. وامريكا تقول للجميع وبصريح العبارة. نحن نبيعكم السلاح "بطيبة خاطر" وبملايين الدولارات بشرط أن تقتلوا بعضكم البعض. لا يهمّنا أن كنتم من قوم لوط أو من قوم المهلهل بن ربيعة. المهم بالنسبة لنا هو أن تستمر حرب البسوس بينكم إلى يوم يبعثون.
بطبيعة الحال يعتمد تعامل أمريكا في تجارتها المربحة مع الجميع على شطارة وحيلة "تاجر" البيت الأبيض وعلى سذاجة وقلّة خبرة الآخرين في عرض بضاعتهم أو (دولهم) في سوق السياسة الدولي.
ففي الاشهر الاخيرة من هذا العام استطاعت امريكا أن تحصل على مليارات الدولارات من بيع الأسلحة والذخائر إلى دول لم يخطر على بال حتى الشيطان بأنها ستشتري أسلحة في يوم ما. مثل لاتفيا وليتوانيا والدنمارك. وكل هذا بفضل تاجر السلاح الدولي رقم واحد دونالد ترامب. فكلمة "صفقة' تكاد لا تغادر لسانه ونسمعها في كل تصريح او حديث يصدر عنه. وقد اعترف يوم امس بكل صراحة عندما قال "أمريكا تجني أموالا طائلة من حرب اوكرانيا ومن بيع الذخائر والاسلحة للاوروبيين"'.
وهنا تكمن قوة الامبريالية الأمريكية. اي في القدرة ع هولى اللعب بعقول رؤساء دول أوروبية من هواة السياسة. وجعلهم دائما في حالة خوف وذعر من عدو مجهول أو معلوم. ولا تهتم امريكا، طالما أن تجارة السلاح مستمرة وبوتائر متسارعة، إذا كأن الناس يقتلون بعضهم البعض في نفس البلد أو في نفس القبيلة. والأمثلة المتوفرة لدينا هي السودان وليبيا واليمن وغيرها كثير. ففي هذه البلدان لا توجد مصانع للأسلحة. كما أن زمن السيوف التي كانت تصنع محليا، مضى منذ قرون. فمن اين ياترى يأتيهم السلاح للاقتال فيما بينهم، ولسنوات طويلة؟
أن وصول تاجر العقارات والاسلحة ترامب إلى السلطة في واشنطن ضاعف من أزمات واضطرابات أمريكا الداخلية. وخلق فجوة كبيرة في نسيج المجتمع الأمريكي. ولكن الواقع يقول لنا أيضا إن الشيء الوحيد الذي ازدهر وزاد من نشاطه هو صناعة السلاح. باعتراف رؤساء ومديري الشركات الكبرى المصنّعة للأسلحة. ولهذا فإن أمريكا في سعي متواصل لصناعة وفبركة الاعداء.
والحروب كما نعلم ليس فقط قتلى وجرحى ودمار ونزوح ملايين الناس. بل كسب مليارات الدولارات لتدخل بدون "وجع گلب" إلى خزينة امريكا، صانعة الحروب والنزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم...