عبد الرحمن آلوجي

 مقالات اخرى للكاتب

سكرتير البارتي الديمقراطي الكوردي-سوريا

حل أمني أم تدارك سريع للموقف

     منذ اندلاع الاحتجاجات التي تفجرت في المدن والأرياف والقرى السورية بعد سنين من الاحتقانات والتراكم وأخطاء الفساد, وسيادة الموقف الأمني.. هذه الاحتجاجات التي تستند في مشروعيتها إلى حق التعبير والاحتجاج والتظاهر الذي كفلته القوانين والشرائع الدولية, تواجه منذ البداية بقبضة أمنية حديدية لا تنسجم مع ما أظهره الخطاب الرسمي الرئاسي من حق التظاهر المشروع وضرورة الإصلاح.. مما لم نشهد أثره في الميدان, الأمر الذي فاقم التطورات مع جريان دفقة الدم المراق في الشارع السوري وسقوط شهداء الحق والكرامة والحرية والبحث عن لقمة كريمة لم تبلل بالدمع.. حيث تفاقم الوضع وامتد إلى كل قصبة وحي ومدينة في أرجاء سوريا كافة, ومن مختلف الأطياف والمذاهب والشرائح عرباً وكرداً وطوائف شتى, مما يعكس رؤية متكاملة في مجتمع سوري تعددي أثرته الحضارة السورية منذ آلاف السنين.. مما يفترض مواجهة جادة ومجدية باتجاه إصلاح جذري يطال مجمل الحياة السياسية والتشريعية والمدنية والقضائية, مع استفحال كافة أشكال ورموز الفساد والإجراءات والقوانين الاستثنائية المكبلة للشارع السوري, وبخاصة فيما طال الشعب الكوردي من التهميش والإقصاء مع غياب الديمقراطية والتعددية والإيمان بالآخر في ظل حكر السلطة بجميع جوانبها والاقتصار على دور حزب حاكم لا يعترف بوجود الشعب الكوردي وتطلعاته في بناء الوطن.

     إن اللجوء الصارم إلى الحل الأمني واستخدام القوة المفرطة في درعا وحمص ودوما يقود فعلا ً إلى كارثة تهدد الاستقرار , وتضرب في الصميم الوحدة الوطنية, وتطيح بالحل الأمثل والعادل الذي يقود إلى دولة المواطنة الحرة, كما يدفع بالطاقة الهائلة المتدفقة في الشارع السوري إلى مزيد من التصعيد ورفع سقف الشعارات .. فهل من مراجعة جادة ورؤية مسؤولة, وبحث جذري عن الحل السياسي المتكامل؟!