اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• رحيم ماجد الفنان الذي رحل ولم يكمل رسالته

بهجت ناجي هندي

 

رحيم ماجد الفنان الذي رحل ولم يكمل رسالته

 

وصلتي رسالة قبل اقل من شهر عبر الفيس بوك من الصديق سمير خليل يبلغني فيها بسؤال وسلام الصديق والزميل رحيم ماجد عني وقلت له بلغه سلامي وتحياتي واعطهه ميلي وتلفوني هل من الممكن ان احصل على تلفونه وميله عسى ان نستطيع الاتصال ببعضنا.

 

 

ويوم الاحد 8/5/2011 يكتب احد الاصدقاء ويتسائل في مدونته على الفيس بوك عن صحة خبر وفاة الفنان رحيم ماجد وابدا وبارتباك بالبحث عن الخبر عبر الكوكل وبعد كتابة اسمه اجد خبر يقول فيه تعرض الفنان رحيم ماجد الى جلطة دماغية والطبيب يعد ببذل الجهد من اجل انقاذ حياته بعد ان اصبحت مستقرة وهناك امل, ولكن الخبر الذي تحته يعطي الخبر اليقين برحيل الفنان ذو القلب الطيب رحيم ماجد, بحثت عن صورة له في الانترنيت وحصلت على واحدة من لقاء له منشور  ولكنها غير واضحة مع الاسف ونشرتها مع تعليق بسيط لاعزي فيها اصدقائه ومحبيه ووضعتها في مدونتي على الفيس بوك وبعدها توالت التعليقات والتلفونات للتاكد من الخبر. وبدأة بالبحث بين مااملك من صور له حيث وجدت الكثير. من اين ابدا؟ هل اعزي نفس واصدقائه وعائلته ام اتحدث عن مناقب الفقيد رحيم يستحق الكثير ولاتكفي مقالة للحديث عنه, وساكتب مما اتذكره عن الفنان قبل 35 سنة وعندما افترقنا لاخر مرة في العراق. ونتيجة للحاجز الكبير بيننا وبينهم وخوفنا عليهم كنا لانتصل بهم اثناء الحكم الدكتاتوري وعندما سافرت لاول مرة بعد 25 عام من مغادرة العراق لم استطع الاتصال باحد من الزملاء لان الوضع لم يكن يسمح بالاتصال بهم, ومع الاسف لا استطيع الكتابة عن نشاطه الكبير في المجال المسرحي في الديوانية بشكل خاص لان المعلومات المتوفرة لدي قليلة مع الاسف, مع علمي ان رحيم لايستطيع يجلس في البيت بدون عمل مسرحي فالمسرح في دمه.

 

 

تعرفت على رحيم وهو القادم من الديوانية في الصف الاول قسم التمثيل في اكاديمية الفنون الجميلة سنة 1973 , كانت ايام جميلة مملوئة بالفرح والعمل الدؤوب من اجل النجاح في سعينا لاجل ان نكون فنانين مسرحيين. كنا مجموعة لاتفترق ابدا, ندرس مع بعض نسهر مع بعض. كان رحيم شخص طيب لايزعل من مزحنا الثقيل معه وانما كان يقابل المزحة باخرى اقوى منها. في مرة من المرات جاءنا صباحا قبل الدرس الاول اي الساعة الثامنة وطلب درهم حتى يتريك (ليفطر به) ولما رفضنا ذهب, وعاد بعد قليل ليطلب 40 فلس ورفضنا ثم طلب 10 فلوس ليشرب جاي, ولما رفضنا ذهب وعاد بعد حوالي ثلث ساعة وبيده منديل معطر يمسح به فمه حيث دفعت احدى الزميلات له الفطور ولما اقترب منا متباهيا بالمنديل قال (أنتم سفلة وانتم منطفين) وذهب وهذه احدى وسائله بالرد علينا. طبعا نحن نعرف ان قلبه الطيب لايحمل اي حقد ويعرف اننا امتنعنا عن دفع الدرهم مزحا معه. احيانا يمر من امامنا واحنة جالسين بنفس المكان يوميا (تستطيعون مشاهدة المكان من خلال الصور المرفقة) مع احدى الزميلات والتي يكون قد نوى مصادقتها يمر بدون ان يسلم وهنا تبدا التعليقات والتصنيفات التصجيمات من قبلنا ولا يعيرنا اي اهمية (يعني بالعراقي يلبسنة).

 

 

كان رحيم ممثلا جميلا ذو صوت قوي مجدا بعمله محبا للمسرح محبوب من الكثيرين ساهم بعدد كبير من المسرحيات في اكاديمية الفنون الجميلة وحتى بعد تخرجه كان نشطا خلال عمله في المسرح المدرسي والنشاط المسرحي في الديوانية بشكل خاص.

اشتركت معه خلال دراستي في اكاديمية الفنون الجميلة للفترة من 1973 الى 1977  بثلاث مسرحيات, ثورة الزنج وكلكامش من اخراج الاستاذ سامي عبد الحميد وافجينيا في اوليس من اخراج الطالب في ذلك الوقت احمد عبد الوهاب. كنا نقضي اياما جميلة في عملنا كاخوة كاصدقاء كزملاء عمل. وبعد تخرجنا من الاكاديمية افترقنا ولم نلتقي الا في اثناء الخدمة العسكرية وكان رحيم  امر فصيلي, بس هو شلون امر فصيل؟ والتقينا مرات اثناء تقديم مسرحيات للنشاط المدرسي في بغداد, ولا اتذكر اننا التقينا بعد ذلك اي منذ اكثر من 35 سنة ولكن رحيم بقى في القلب ولم انساه ابدا حتى ان عائلتي تعرف من هو رحيم ماجد من كثرة حديثي عنه وطبعا بقية الزملاء في مجموعتنا.

نحن عشنا في غربتنا خارج الوطن وهم عاشوها داخل الوطن, ولم نستطع ان نحقق احلامنا في ان نمارس عملنا كفنانين مسرحيين سواء في العراق او في الخارج نحن جيل من الفنانين ظلموا ولم يستطيعوا تحقيق امانيهم, من عاش في الداخل اجبر على المساهمة في حروب الطاغية او منع من ممارسة العمل المسرحي بشكل خاص او الفني بشكل عام ونحن في الخارج قطعنا من جذورنا. الا يحق لنا ان نحاكمهم على ذلك؟ اننا حاكمناهم ونحاكمهم من خلال ماقدمناه من ابداع مسرحي وفني مارسناه خلال وجودنا في المنفى رغم قلته, والقلة كانت بشكل خاص في العمل المسرحي لظروف الانتاج المسرحي الصعبة

ويكذب من يبكي حظه بعد سقوط النظام بانه ظلم ولم يسمح له بالعمل الفني بالعكس عادوا يتبوؤن المشهد الفني المسرحي او التلفزيوني كما كانو سابقا,كل شئ لهم سواءا في العراق او دول المهجر المجاورة للعراق.

 

 

 ان فنان مثل المرحوم رحيم ماجد كان تتوفر لديه قدرات فنية لايستطسع احدا ان يجاريها كان يبدع بدون تردد من ان يواجه الفشل فهو يجرب ويجرب, اذا رحيم توفي ولم يكمل رسالته الفنية التي كان يسعى من خلالها ايصال افكاره وطريقة عملهالى اكبر عدد ممكن من المبدعين وخاصتا الشباب.

عند الحديث عن رحيم لا استطيع ان انسى مواقفه الجميلة والطريفة, فالنكتة مرافقة له وايجاد الحلول للمواقف المحرجة واحدة من ابداعاته. فمن طرائف التي لاتنسى كان يقول (ان جده كان يوكع طيارت الانكليز بالنعل), ان هذا القول لوحده حالة  كوميدية لاتصدر الامن شخص في داخله الفرح والفكاهة. اما يوم زواجه فكان كرنفالا كبيرا جاب مدينة الديوانية ولا اعتقد ان احدا قام بذلك الشكل من الاعراس الا رحيم ماجد, ومن حضر ذلك العرس وهم كثرة يستطيعون الحديث عن ذلك الفنان فاضل خليل والفنان سمير خليل والفنان التشكيلي اسامة عبد الكريم وغيرهم الكثير.

ان الحديث عن رحيم ماجد يطول ويطول ولدي الكثير من الحكايات لا استطيع ادراجها في هذا المقال القصير للحديث عن زميل رحل عنا بشكل مفاجئ, عصر قلبنا وذهب.

لاهله وابنائه ولزملائه رياض القزويني زياد عبد الكريم وسمير خليل وهيثم عبد الرزاق وشاكر سلامة وعرفان عبدي وثائر ماجد محمد امين حازم كمال الدين وغيرهم من الزملاء ومن الزميلات امال ابراهيم وازهار خلود الدعمي  وغيرهن من الزميلات  العزاء الكبير لهذا المصاب الجلل, وكنا نتمنى ان نلتقي من جديد  لنعيد ماسرقه منا الطغات من احلام واماني. 

    

 

ملاحظة جميع الصور اخذت في مكان واحد هو اكاديمية الفنون الجميلة للفترة من 1973 الى 1977 من قبلي او بكامارتي.

ستوكهولم 2011-05-12

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.