مقالات وآراء
حين يفكّر الله فينا… ينهزم اليأس// رانية مرجية
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 03 تشرين2/نوفمبر 2025 10:23
- كتب بواسطة: رانية مرجية
- الزيارات: 88
رانية مرجية
حين يفكّر الله فينا… ينهزم اليأس
رانية مرجية
هناك لحظات في حياة الإنسان يظنّ فيها أن الله نسيه، وأن الأرض تدور على محورٍ لا يعرف اسمه. لحظات يصبح فيها الرجاء فعلاً بطوليًا لا يجرؤ عليه سوى من ذاق الانكسار وخرج منه بنبضٍ باقٍ في صدره.
لكن وسط هذا الرماد، تتردّد همسة قديمة، قالها النبي منذ قرون، وما زالت تتدفّق بالحياة:
“لأني عرفتُ الأفكار التي أنا مفتكرٌ بها عنكم، يقول الرب، أفكارُ سلامٍ لا شرّ، لأُعطيكم آخرةً ورجاء.” (إرميا 29:11)
تبدو هذه الكلمات، في زمنٍ يفيض بالخراب، كرسالة مكتوبة بخطٍّ إلهيّ في منتصف الفوضى.
هي ليست وعدًا بأن الألم سينتهي، بل وعدٌ بأن الألم ليس نهاية القصة.
✨ بين الفكر الإلهي والضجيج الإنساني
العالم اليوم يقدّس السرعة، فيقتل التأمل. يُعلّمنا أن نكون ناجحين لا سعداء، متصلين لا حاضرين.
أمام هذا الصخب، تبدو فكرة أن “الله يفكر فينا” أشبه بنغمة هادئة وسط عاصفة آلاتٍ صاخبة.
لكنها النغمة الوحيدة التي تحمل المعنى.
حين يقول الله إنه يفكر فينا، لا يقصد مجرد التعاطف، بل المشاركة.
فالفكر الإلهي ليس فكرة عابرة، بل فعل محبةٍ خلاق؛
هو تصميم غير مرئي على الخير، حتى لو بدا العالم في لحظته الراهنة خاليًا من الرحمة.
هو فكر لا يتغيّر بتقلباتنا، ولا يُلغى بذنوبنا.
هو فكر سلام — سلام أعمق من الهدوء، لأنه يُزرع في قلب العاصفة.


