اخر الاخبار:
بابل تنتخب مجلس إدارة اتحاد أدباء بابل - الأحد, 02 تشرين2/نوفمبر 2025 11:14
سامراء.. القبض على الإرهابي "أبو إخلاص" - الخميس, 30 تشرين1/أكتوير 2025 20:34
فائق زيدان يوجه بإزالة اسمه من أحد شوارع الموصل - الأربعاء, 29 تشرين1/أكتوير 2025 11:14
ترمب: إن لم تُحسن حماس التصرف فسيتم تدميرها - الأربعاء, 29 تشرين1/أكتوير 2025 11:11
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الشيوعية الأعلى وقوانين الدايالكتيك// د. عدنان الظاهر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عدنان الظاهر

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

الشيوعية الأعلى وقوانين الدايالكتيك

الدكتور عدنان الظاهر

تشرين الثاني ( نوفمبر ) 2025

 

تركيزي في هذه المطالعة على القانونين الأول والثاني فقط دون المساس بالقانون الثالث. أقصد قانون (وَحدة وصراع الأضداد) وقانون (التراكم الكمي والتحوّل النوعي).

 

1ــ وحدة وصراع الأضداد

تذكّرت وأنا أُفكّر في هذا الموضوع الشائك قراءاتي في الزمان السالف حول مصير قانون الدايالكتيك الأول (وحدة وصراع الأضداد) وكانت جميعها تقول إنَّ الصراع في المجتمع الشيوعي سيزول لعدم وجود متضادات بزوال الطبقات المتضادّة. وسيتحول الصراع بين الطبقات إلى صراع بين الإنسان الشيوعي والطبيعة. هكذا وحرفياً (صراع بين الإنسان والطبيعة). ما طبيعة هذا الصراع وما هي مسبباته وإلامَ سيؤدّي هذا الصراع؟ لا جواب. علماً أنه ليس صراعاً جدلياً (دايالكتيكياً) لأنَّ الإنسانَ والطبيعة ليسا أضداداً فالإنسان إبن هذه الطبيعة وإمتداد عضوي حي لها فعلام يتنازعان؟ قد يقولُ قائلٌ إنَّ هذا الصراع يرمي في جوهره إلى تطوير وتحسين الإنتاج بتطوير وسائل الإنتاج نفسها للوصول إلى الكفاية المعيشية للناس وتجاوز هذه الكفاية والمزيد ثم المزيد من تطوير وعصرنة وسائل الإنتاج من مكائن وتكنولوجيا والإنسان المنتج صانع ومُشغِّل هذه المكائن. وهذا يتطلب المزيد من التعامل مع الطبيعة بكشف ما فيها من خزائن معدنية ونفط واستثمار المزيد ثم المزيد من الأراضي للتعدين والزراعة والتشجير وبناء الدور والجسوروشق الطرق وقنوات الماء ثم بناء المدارس والجامعات ومعاهد الأبحاث العلمية ووضع الكشوفات العلمية في خدمة الناس طبّاً ورفاهاً وطعاماً في سلاسل لا تنتهي سلسلة تؤدي لأخرى أفضل منها وأرقى في سلّم التطور. هذا العالم الجديد [ يقولون ] ليس فيه عناصر متضادة في مصالحها المعيشية اليومية لذا فهو خالٍ من صراع الأضداد.

 

إذا قبلنا هذا الكلام الجميل الساحر فسنصطدم بقوانين الدايالكتيك نفسها التي تقرر أنَّ الحركة هي أساس الكون ومادة هذا الكون وأنَ مع كل حركة تغيير فالتغيير دائم أبدي ما دام الكون يتحرك بكل ما فيه. وعليه فالمجتمع الشيوعي لا بدَّ أنْ تحصل فيه تغيّرات تؤدّي بدورها إلى حصول عناصر متناقضة لا طبقياً ولا معيشياً لعدم وجود طبقات أصلاً ولتوفّر متطلبات العيش العصري الكريم فما هي إذاً هذه التناقضات وما طبيعتها وما حاصل صراعها؟ نعم، هذا المجتمع الشيوعي الخالي من الطبقات يتحرك ولكن حركة أُفقية واحدة مخالفاً طبيعة الكون المتعدد الحركات لذا فإنه رغم حركته فإنه مجتمع جامد أو نصف جامد في أفضل أحواله. آخرون قالوا إنَّ الصراع في المجتمع الشيوعي محصور بين الآلة ومّن يُشغّل هذه الآلة : الإنسان الذي كان عاملاً كادحاً (بروليتاريّاً) في عصر المجتمعات الطبقية لكنه في الزمن الشيوعي مهندس مختص أو عالم باحث أو خبير متأهل بأعلى المواصفات. الإنسان يطوّر هذه الآلة اثناء العمل عليها وهو نفسه يتطور بتطوّر هذه الآلة فالعلاقة بينهما علاقة جدلية (دايالكتيكية) فاعل ومفعول مؤثِّر ومتأثر وبصرف النظر عن طبيعة هذه الآلة فقد تكون سيارة أو طيارة أو جهاز كومبيوتر أو غواصة أو باخرة أو صواريخ عادية وأخرى بالستية أو أسلحة ذرية وغير ذلك من أجهزة ومكائن ومعدّات لا حصرَ لها. هل في هذا أثرٌ، أيُّ أثر، لصراع بين أضداد أو غير أضداد؟ لا صراعات في المجتمع الشيوعي ويجري التطور على مستوى البشر والآلات سلمياً دون صراعات طبقية لعدم وجود طبقات.

 

ما طبيعة هذا الوضع في زمن الرأسمالية؟ نفسه مع الفارق الكبير: مخترع أو مصمم الجهاز والآلة هو عالم أو مهندس مختص لكنَّ مشغلها عامل أجير يبيع قوته الجسدية مقابل أجر (صغير أو كبير) يسدد به متطلبات حياته وأسرته. حال العالم والمهندس المختص.

 

زمن الرأسمالية لا يختلف عن حال العامل لأنه هو الآخر أجير يخدم الرأسمالي والرأسمالية سوى أنه يتقاضى أجوراً أعلى بكثير مّما يتقاضى العامل ويتمتع بمزايا إجتماعية وإقتصادية لا يتمتع العامل بها.

 

أعود لموضوع الصراع والحركة والتطور في عهد الشيوعية العليا لكنْ أبدأُ من المادية التأريخية التي تقرر أنَّ الصراع الطبقي هو مُحرِّك وأساس التطور من عهد الشيوعية أو المشاعية البدائية إلى زمن العبودية فالأقطاع فالرأسمالية ثم الإشتراكية والشيوعية. يضعنا هذا الوضع أمام السؤال الكبير: إلى أي وضع إجتماعي تؤدّي الشيوعية وفي أي طور تضع الإنسان؟ وماذا بعد الشيوعية الأعلى أهو المزيد من الشيوعية ثم المزيد والمزيد؟ هل تتقبل الطبيعة البشرية مثل هذا الوضع أُحادي الحركة وقد جُبِلتْ على التنوّع والتغيير والإختلاف؟ يقولون ليس هناك جبلّة أو طبيعة بشرية تميل للإختلاف والتنوّع وكثرة الأحزاب السياسية والمنتديات الثقافية والدمقراطية والإنتخابات البرلمانية والرئاسيّة إنما الإنسان واحد مسالم خيّر الطبيعة لا يميل للشر والنزاعات والإختلاف مع الغير ناسين مغزى ورمز قصة النزاع بين الأخوين قابيل وهابيل وقتل الأول للثاني وهما من أوائل البشر (إبنا آدم أول البشر) كما تدّعي الأديان المعروفة. كيف إذاً ولماذا يختلف الناس زمنَ الشيوعية ويتنازعون ؟ يقولون لا خلافات ولا نزاعات في هذا الزمن لذا تختفي المحاكم والمحامون والقُضاة والشرطة والجيوش وأجهزة الأمن والإستخبارات والمخابرات العامة والخاصة بالقصور الجمهورية ووزارات الدفاع والداخلية وأمن الأمن الخاص بالسيد الرئيس (حفظه الله!). أنا وكثرة غيري مع هذا الوضع الجميل الساحر ولكن متى يصل الإنسان إليه ولا يصله الإنسان إلاّ بعد زوال الطبقات والصراع الطبقي وموت الرأسمالية كنظام متعدد الأوجه مالياً واقتصاديّاً وسياسياً ومؤسساتٍ معقّدة تخدم هذا النظام بإسم الدمقراطية وممارسة الحريات التي تحددها وتقننها الرأسمالية بما يخدم ديمومتها ومراكمة المزيد والمزيد من رأس المال وهذا يتطلب أسواقاً للإستثمار أي العولمة وهذه تتطلب المزيد من الجيوش والشرطة والأسلحة التي تطورها الرأسمالية دون توقف لضمان وجودها وضمان المزيد من رأس المال باستغلال أراضي وخيرات بلدان أخرى وشعوب أخرى وإقامة القواعد العسكرية البرية والبحرية والجوية وافتعال الحروب وإطالة آمادها وهذا ما نراه اليوم أمام عيوننا في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا وبعض دول أمريكا اللاتينية كفنزويلا مثلاً.

 

 2 ــ التراكم الكمي والتحولات النوعية

إلامَ يؤدّي تراكم الكم في عهد الشيوعية الأعلى وما طبيعة وخصائص النوع الجديد الناتج عن هذا التراكم؟

يقولون تراكم الخبرة وتطوير وسائل الإنتاج وتطور الإنسان الذي يستخدم هذه الوسائل (المكائن والآلات) تؤدي مجتمعةً إلى المزيد من إنتاج وسائل العيش وتحسين نوعياتها وإلى تصميم وصنع إجهزة ومكائن أكثر كفاءةً ورقيّاً وأعلى قدرةً على التطور وتحسين النوعيات والأداء. النوع الجديد الحاصل نتيجةَ التراكم هو تطور الخبرات أعلى فأعلى وتطور وسائل الإنتاج ووفرة أكبر لما يطلب الإنسان من وسائل عيش وراحة وترفيه وكماليات (بلغة إبن خلدون) وتستمر هذه السلسلة من التحسن والتطور وتوفير الأكثر فالأكثر من متطلبات الحياة التي تتوسع بدورها ولا تقف عند حد. ليس هناك تحوّل طبقي لعدم وجود طبقات أصلاً ولا تحوّل في علاقات الإنتاج فوسائل الإنتاج شراكة شيوعية يملكها الجميع وليس هناك مُستَغِل ومُستَغَل ولا وجودَ لهذه العلاقة في زمن الشيوعية. التراكم الكمي يؤدّي إلى تطور الجميع (الماكنة والإنسان مُشغّل هذه الماكنة) وتحسن ووفرة الإنتاج إلى ما لا نهاية. إذاً فقانون التراكم الكمي والتحول النوعي يبقى، ولا بدَّ أنْ يبقى، نافذ المفعول ثابتاً يؤدّي إلى تغيّرات نوعية. قانون ثابت ومتغيّرات كثيرة متحركة في مجال تطوير وتحسين النوع.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.