مقالات وآراء
اعتراف حقيقي ام مؤامرة كبرى؟// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 23 أيلول/سبتمبر 2025 20:06
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 63
محمد حمد
اعتراف حقيقي ام مؤامرة كبرى؟
محمد حمد
أن ذاكرتنا الجمعية كعرب وكمسلمين لا تحتفظ بشيء لبريطانيا سوى وعد بلفور المشؤوم؟
كما يحصل في معظم الأحداث السياسية الكبيرة ذات الأبعاد الدولية. بدأ الكثيرون في التشكيك بنوايا بعض الدول الغربية، فرنسا وبريطانيا تحديدا، وعن مدى مصداقية هذه الدول في تحويل اعترافها بدولة فلسطين إلى واقع ملموس على الأرض. والى اي مدى تستطيع الدول الأوروبية الصمود أمام ردود الافعال الصهيونية، والتي ستشمل تصعيدا عنيفا على المستويين العسكري، بالمزيد من المذابح والاستمرار في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، والسياسي برفع شعار العداء للسامية "قميص عثمان" في المحافل الدولية. وتحويله إلى سلاح مدمّر ضد الآخرين. ولذا فأن مصداقية وجديّة دول أوروبا على المحك. وعليها مواجهة عجرفة وغطرسة وتحدّي حكومة دويلة اسرائيل المارقة.
لقد صرح مجرم الحرب نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني قائلا: (لن تكون هناك دولة فلسطينية) وأيّده احد المسؤولين الامريكان الكبار حيث قال (هذا الاعتراف استعراضي) وذهب المتطرف النازي الجديد بن غفير (لا غفر الله له ذنبا ولا حقّق له طموحا) إلى القول "أن هذا الاعتراف لا معنى له" مطالبا حكومة بلاده بضم (يهودا والسامرة) اضافة إلى حملات كلامية مسعورة في غاية البذاءة وقلّة الادب والسلوك الأخلاقي السوي، صدرت عن العصابة المتطرّفة التي تحكم دويلة اسرائيل.
واشنطن بطبيعة الحال حانقة وغاضبة، ولكن "ظاهريا" من الحلفاء الأوروبيين الذين اعترفوا رسميا بدولة فلسطين. ولكن حسب متابعتي للأحداث ثمة ضوء اخضر، خفيف جدا وربما لا يراه الجميع، من قبل امريكا نحو الاعتراف بدولة فلسطين. وهاكم أحد الأدلة: قبل أيام قام الرئيس الأمريكي ترامب بزيارة رسمية إلى بريطانيا. والتقى، إضافة إلى الملك تشارلز الثالث، برئيس الحكومة كير ستامر. فهل يعقل أن رئيس وزراء بريطانيا، الحليف الأوروبي الاوثق والأقرب إلى امريكا، اخفى عن ترامب نيته أو قراره بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين؟ هذا غير ممكن! ولا استبعد وجود "مؤامرة" كبرى من نوع ما بين واشنطن ولندن.
أنني اظنّ، وليس في ظنّي بعض الاثم، أن الإدارة الأمريكية الحالية ضاقت ذرعا بالمجرم بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة جدا. وثمة أكثر من دليل واضح على أن الكثير من الساسة في واشنطن أخذوا يطالبون بشكل صريح إدارة ترامب بالاعتراف بدولة فلسطين. إضافة إلى مطالبة آخرين بوقف المساعدات العسكرية إلى تل أبيب. خصوصا بعض القطع والذخائر الحربية الأخرى. فضلا عن الضغط الشعبي الهائل في جميع دول ومدن العالم التي تطالب بصوت قوي ومؤثر بإيقاف الإبادة الجماعية التي تمارسها العصابة النازية التي تحكم دويلة اسرائيل المدلّلة.
أما نحن، الناس البسطاء فننتظر ما سيحصل غدا. وان غدا لناظره قريبُ!