مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1397)- المقام العراقي رواية العراقيين -3
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 23 أيلول/سبتمبر 2025 20:28
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 59
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1397)
المقام العراقي رواية العراقيين -3
الموهبة والعقل المفكر
يعول دائما على الموهبة العفوية والعقلية المفكِرة عند محاولات انجاز اي عمل جديد ابداعي مميز. ليس في اختصاص معين فحسب، وانما في كل الاختصاصات وفي جميع ظواهر حياتنا..! وهكذا تكون الشخصية الابداعية التي تُـنجِز الاعمال المبدعة المميزة، فردا او جماعة، قائدة لهذا الابداع والانجازات الابداعية بشكل عام في سير ظهورها لخدمة الانسانية. سواء أكان ابداعا فرديا لمبدع ما، او ابداعا جماعيا لمجتمع ما..!
وبالنسبة للابداع في الفنون، فان شخصية الفنان بوصفه مؤديا في أي فن من الفنون. قادرة على ان تعكس نفسها في المجتمع بصورة تكاد تكون كاملة، قادرة على ان تعرض بحرية كل صفاتها. بغض النظر عن قيمتها، قوية ام ضعيفة، رائعة ام تافهة. فمكانتها في الحدث هي على نحو لاتستطيع معه الا ان تتصرف وتعبِّر عن نفسها وعن قيمتها بصورة تكاد تكون عفوية تماما..!
وفي مجال الغناء المقامي العراقي، ليس صعبا جدا ادراك العوامل المشتركة بين المغني المقامي وبين الفن الغنائي الذي يؤديه. حيث يتوجب عليهما معا معالجة التفاصيل الحياتية المعاشة. وهذه بالضبط، احدى المفاتن الكثيرة التي تتميز بها النتاجات الغنائية المقامية العراقية الناجحة..! التي يوكل امر نجاحها في الاعم الاغلب الى شخصية المغني الظاهرة والخفية..! الى قيمة ممتلكاته الفنية، عفوية ام عقلية. فالقيمة الفنية لمقام المنصوري العراقي مثلاً(هامش1)، المؤدى من قبل محمد القبانجي. غير القيمة الفنية لنفس المقام المؤدى من قبل غيره..! وهكذا ينطبق المثل على كل النتاجات المقامية التي يعوّل فيها على الممتلكات التي يتمتع بها المغني، الفنية والشخصية الكامنة في كيان المبدع بصورة عامة. لان المغني الناجح بأوفر متطلبات الاداء، يخلق مواقف تظهر فيها الانعكاسات التعبيرية ذات الاهمية الكبيرة اذا صح التعبير. وهي مواقف يخطو فيها المغني الناجح خطوات طبيعية صحيحة وفق مقومات الاداء الفني الصحيح.
ان المنافسات الفنية بين المغنين في هذه التفاعلات. هي منافسات اخلاقية في معظمها. فالمؤدون المتنافسون الكبار، ومثالهم رحمة الله شلتاغ واحمد الزيدان ورشيد القندرجي ومحمد القبانجي. يمثلون من الناحية الفنية والاجتماعية وكذلك من الناحية الاخلاقية، حالة متشابهة كثيرا. فمجال تصرفاتهم الاخلاقي والفني هو ذاته تقريبا. حبا بهذا التراث ومن اجل الحفاظ عليه وبالتالي نتاجات مقامية ناجحة..!
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
1 – مقام المنصوري العراقي: يعد هذا المقام من المقامات العراقية الكبيرة التي حُشِّدت فيها الكثير من تنوعات وانتقالات القطع والاوصال الغنائية. وسلَّمه من مقام الصبا.
صورة واحدة / حسين الاعظمي مع عائلته واهله في متنزه الزوراء ببغداد. حاملا ابنته صبا ومحتضنا شقيقتها التوأم نوى، ومحاطا من ابناء شقيقته اللواء يافث وياسر ومحمود في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين.