اخر الاخبار:
إنزال جوي عراقي في سوريا - الخميس, 18 كانون1/ديسمبر 2025 20:11
غداً.. أمطار وضباب في 12 محافظة عراقية - الإثنين, 15 كانون1/ديسمبر 2025 19:48
أميركا.. إحباط مخطط إرهابي في لوس أنجلوس - الإثنين, 15 كانون1/ديسمبر 2025 19:42
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لماذا يقلق ترامب من نهاية حكمه؟// جمال محمد تقي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمال محمد تقي

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

لماذا يقلق ترامب من نهاية حكمه؟

جمال محمد تقي

 

لاشيء يقلق ترامب حقيقة، اكثر من مآلات نهاية فترة حكمه، وبخاصة اذا انتقلت الرئاسة الى الديمقراطيين، بعد الاستحقاق الانتخابي القادم 2028، وما يعنيه ذلك من فتح ملفات مخالفاته وتجاوزاته والتي تستدعي النيل منه، حتى بعد مغادرته الحياة، وليس فقط البيت الابيض، ثم مدى انعكاس ذلك على إرثه، وورثته، الذين فتحت شهيتهم على المزيد من اصول المال والسلطة، ومع علامات يأسه من سيناريو الترشح لولاية ثالثة لاسباب عديدة منها ما هو موضوعي، متعلق بالدستور، الذي يصعب التلاعب بمنطوق احكامه القاطعة، والتي لا تسمح للرئيس إلا بولايتين، متتاليتين او منفصلتين، ثم عقم أي محاولة للالتفاف عليهاو التحايل بواسطة الترشح لمنصب نائب الرئيس مع رئيس آخر، يكون محلل له او كوبري للعبور التلقائي لخدمة المنصب، وما هو ذاتي متعلق بلياقته البدنية والعقلية حيث سيبلغ عمره وقتها 82 عاما، لا سيما وأن هناك من يجده غير مؤهل لاستكمال ولايته الحالية، بسبب تكاثرهفواته وضعف تركيزه وعدم ترابط طروحاته "ما يجمعش" والذين يعتبرون تعمده لاسلوب المهاترات والهجوم غير المبررعلى الرؤساء السابقين والاسفاف في التعاطي مع ممثلي وسائل الاعلام والتنمر عليهم، كلها مؤشرات تعكس خشية ترامب من إفتضاح سطحيته وغوغائيته الى جانب ضعف قدراته الذهنية، بإعتبار الهجوم افضل وسيلة للدفاع، من خلال تقزيم الاخرين وعملقة ذاته!

 

الترامبية اولا

من الواضح ان إستبقاء حكم الترامبية للبيت الابيض حتى بدون ترامب بعد 2028، هو هدف ترامب غير السافر، والذي ينسجم مع حراك ابرز مراكز القوى في الحزب الجمهوري خاصة حركة الماغا، لنجعل امريكا عظيمة مجددا "امريكا اولا"، التي وصفها ترامب بأنها اعظم حركة سياسية في التاريخ، وهذا يصب تلقائيا بمصالح ترامب العامة والشخصية، مما يعني اولا: ضرورة اكتساح نواب الحزب الجمهوري للانتخابات النصفية القادمة، لتسهيل عمل ادارة ترامب في سحب البساط من تحت الحزب الديمقراطي في الكونغرس، والعمل على انتزاع المزيد من الولايات، والتي مازالت تحت سيطرة الديمقراطيين، وبالتالي شل اي عرقلة تشريعية، قد تؤدي لإضعاف إدارة ترامب امام الناخبين، كما حصل مؤخرا مع الاغلاق الحكومي بسبب عدم تمرير مشروع الميزانية الاتحادية، وهذا ما اكد عليه ترامب بنفسه، عندما قال: مهما كان الثمن يجب الفوز بالانتخابات النصفية للكونغرس وبنتيجة واضحة. وثانيا: التركيز على الشأن الداخلي وابراز حجم المنجز الترامبي فيه، خاصة في مجال الهجرة والاستثمارات الداخلية ومحاربة المخدرات والجريمة المنظمة والفساد الاداري في المؤسسات الاتحادية، وثالثا: التلويح بشخص جي دي فانس هو المرشح الاوفر حظا لانتخابات 2028 ولكن بمرجعية ترامبية روحها حركة الماغا وعقلها ورثة ترامب ومقربيه من عينة، ترامب جنيور، وكوشنير، وويتكوف ، وماركو روبيو!

 

اذا كان تفسير قلق ترامب الذي يتزايد حدة كلما اقترب موعد الانتخابات النصفية للكونغرس والتي ستجري نهاية العام القادم، حيث يصر على فوز الجمهوريين الكاسح فيها من خلال اعادة هندسة الدوائر الانتخابية في الولايات، لمحاصرة تلك التي يحكمها الديمقراطيين بسلسلة من الاجراءات التنفيذية، يتمحور حول رغبته الجامحة في التحرر من قيود ومكابح الديمقراطيين في الكونغرس، لجعل فترة حكمه المتبقية سلسة، بحيث يكون مطلق اليدين، لتمرير ما يناسبه من قرارات وميزانيات دون عرقلة وابتزاز من نواب الحزب الديمقراطي ومن ثم ليعبد الطريق ويجعلها واضحة لخلفه ونائبه، ومشرعة الابواب امام ترامب الابن ليكون الحال كما كان مع جورج بوش الابن!

عام جس النبض

أنقضى عام كامل من عمر ولايته ، وكان بحق حافلا وبكل المقاييس ، من حيث الكم والنوع والخروج عن المألوف ، ففي يومه الاول دشن 100 مرسوم رئاسي ، يناقض في اكثرها قرارات سلفه ، ويكرس فيها توجهه نحو الانكفاء على الذات الامريكية ، لكن عامه الاول لم يكن موفقا في تحقيق ما وعد به من نتائج متفوقة على صعيد الاقتصاد والنمو، واربكت رسومه الجمركية المتحركة الاسواق في الداخل والخارج ، وتضرر بسبب سياسات الكفاءة الحكومية التي اتبعها إيلون ماسك اثناء توليه المنصب ، حتى من هم من انصار ترامب ، اما تعاطيه مع الحرب الاسرائيلية على غزة فكان اكثرمن سيء ، خاصة وان قطاعات واسعة من الشعب الامريكي قد تعاطفت مع اهالي غزة واعتبرت ما يجري عليها هو جرائم حرب وإبادة جماعية ، وثارت حفيظة اصحاب شعار امريكا اولا ، لان ترامب جعل الاولوية لاسرائيل وليس امريكا ، وهذا ما انعكس سلبا على شعبيته وبالمقابل ارتفعت شعبية اليسار الديمقراطي المنتقد لإسرائيل ، وما نجاح زهران ممداني في انتخابات عمودية نيويورك ، وفوز بعض نواب الحزب الديمقراطي في المقاعد الشاغلة ، إلا مجسات اولية ، لذلك لم يكن غريبا على ترامب محاولته اغلاق ملف غزة من خلال فرضه لخطة انهاء الحرب بصفقة فيها الكثير من المغالطات التي ترضي اسرائيل ولا تعالج جذور المشكلة ، الملخصة باحتلال اسرائيل للارض الفلسطينية ، لكنها عطلت اندفاعتهالإستكمال التطهيرالعرقي والابادة الشاملة للفلسطينيين ، وهذا ليس صحوة ضمير منه ، انما خشية على اسرائيل من ذاتها ، التي ظهرت للعالم اجمع بانها ليست بافضل من النازية ، وبالتالي ما يسببه ذلك من ارتدادات على ما يراد له ان يكون حصانة ابدية لها ، بحجة معاداة السامية. والاختيار الصعب بين خسارة الاصوات الصهيونية الدسمة بتبرعاتها وتأثيرها ، وبين خسارة جمهور امريكا اولا والذي يرجع له الفضل الاول في جلوس ترامب ثانية على كرسي الرئاسة ، جعلت ترامب يختار بين البينين ، وذلك بمسك العصا من النصف ، وهذا ما اكدته خطته ، وما قدمته إدارته مؤخرا من استراتيجية جديدة للامن القومي الامريكي والتي تركز على تقليص الانخراط في ازمات الشرق الاوسط ، والالتفات للحديقة الخلفية لامريكا ،  القارة اللاتينية ، لما لها من تداخل مباشر مع المصالح الامريكية المباشرة ، مع ضمان التفوق العسكري الامريكي عالميا لقطع الطريق على الصين من فرض واقع جديد بالقوة ، والتأكيد على ان اوروبا لم تعد كما كانت ورغم المشتركات التقليدية معها ، تبقى لكل منهمااولوياته ، وبما ان السعي الامريكي الترامبي لا يرى في الانفراد بموقع القوة العظمي من مصلحة امريكا ، وهو الذي اطر استراتيجيتها ، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وجعل اوروبا تتكيف معه ، قد انتهى ، نحو عالم متعدد الاقطاب ، فأنه وبطريقة اخرى يعلن عن إنكفاء امريكي واضح ، وهو لمصلحة الجميع ، وبحسب استراتيجية ترامب الجديدة هو لمصلحة امريكا اولا .  ومن نافل القول ان تطبيق هكذا استراتيجية وبهذه المتغيرات الوازنة ، يتطلب خط  حاكم من الادارة المتواصلة التي تتجاوز في مددها فترة رئاسية واحدة او فترتين ، وعليه فأن امام ترامب مهمة بقاء الترامبية في البيت الابيض لما بعد 2028 ، وما يقلقه هو انقضاء فترته دون تحقيق مبتغاه !

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.