مقالات وآراء
التَّعْلِيمُ الجَامِعِيُّ المَفْتُوحُ// مارتن كورش تمرس
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 18 كانون1/ديسمبر 2025 19:20
- كتب بواسطة: مارتن كورش تمرس
- الزيارات: 125
مارتن كورش تمرس
التَّعْلِيمُ الجَامِعِيُّ المَفْتُوحُ
مارتن كورش تمرس لولو
محامي وقاص
دخل هذا النظامُ التعليميُّ إلى ساحةِ التعليمِ الجامعيِّ العراقيِّ بعد عام 2003، وفقَ نمطٍ جديدٍ بكلِّ معنى الكلمة، سواء من حيثُ أساليبُ التعليم، أو آليّاتُ الحضور، أو إنجازُ البحوثِ الأكاديميّة. وهو نظامٌ حديثُ العهد، يواجهُ العديدَ من التحدّياتِ والعقباتِ في مسيرته داخل التعليم الجامعي. ولا شكّ أنّ كلَّ جديدٍ في الحياة يلاقي معارضينَ كُثُرًا، ويعودُ ذلك في جانبٍ كبيرٍ منه إلى التمسّك بنمطِ التعليمِ التقليديِّ المتَّبع في جامعاتِ بلدِنا.
يُلبّي هذا النظامُ الجديدُ احتياجاتِ الطالب، ولا سيّما في بلدِنا، باعتبار أنّ الشابَّ العراقيَّ قد فقدَ سنواتٍ عديدةً من عمره في متاهاتِ الحروب. لذلك شكّل هذا النظامُ فرصةً ثمينة، بل ذهبية، للطالبِ العراقيّ عند اعتماده في التعليم الجامعي، إذ أتاح له التوفيقَ بين طموحه التعليمي في الحصول على الشهادة الجامعية وبين عمله موظفًا في إحدى الدوائر الحكومية، بوصف أنّ الوظيفة توفّر له دخلًا شهريًا يُمكّنه من تغطية التكاليف المعيشية الباهظة. فهو لا يستطيع الاستغناءَ عن وظيفته (راتبه)، وفي الوقتِ نفسه يطمحُ إلى نيلِ شهادةٍ جامعيةٍ عليا. لذا يسعى إلى التوفيق بين احتفاظه بوظيفته، بوصفها مصدرَ رزقه، وبين سعيه لتحقيق طموحه كشاب في الحصول على الشهادة الجامعية.
وبما أنّ عددًا كبيرًا من أبنائنا قد حصلوا على مقاعدَ جامعيةٍ ضمن هذا النظام، بات من الأجدر بنا — نحن أولياء الأمور — متابعةُ كلِّ الأخبار والنقاشات الدائرة حوله. ومن هذا المنطلق، صرتُ أتابع الحوارات التي تُعرَض في الفضائيات العراقية بشأن هذا النوع من التعليم. ومن خلال النقاش الدائر بين ممثلي التعليم المفتوح من جهة، ووزير التربية والتعليم العراقي وعدد من الصحفيين والتربويين من جهة أخرى، توصّلتُ — وفق قراءتي للموضوع المطروح — إلى أنّ:
1) هذا التعليمُ الجامعيُّ حديثُ العهد، ويحتاجُ إلى توفيرِ الساحةِ التعليميةِ اللازمةِ ليُثبتَ وجودَه ويُقدِّمَ خدماتِه للطلاب، بدليلِ أنّه قد أثبتَ حضورَه في بعضِ الدولِ المجاورةِ ودولِ الشرقِ الأوسط.
2) يفتقرُ التشريعُ العراقيُّ إلى قانونٍ يُنظِّمُ هذا النوعَ من التعليم؛ لذا ينبغي على المشرِّعِ العراقيِّ، بالتعاونِ مع وزارةِ التعليمِ العالي ووزارةِ التربية، دراسةُ الموضوعِ في البرلمان لصياغةِ مشروعِ قانونٍ خاصٍّ بالتعليمِ الجامعيِّ المفتوح.
3) هذا النوعُ من التعليم الجامعيّ يوفرُ الفرصةَ للعديد من الذين فقدوا سنواتٍ طويلةً من عمرهم بسبب نتائج الحروب، فهو يُتيح لهم تعليمًا وثقافةً وشهادةً ووظيفةً، بما يخدم الوطن.
4) كان ظهور جائحة كوفيد كورونا- 19 (تفشّى المرض للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية في أوائل شهر ديسمبر عام 2019. ) الذي ألغى حضور الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم تفاديًا لعدم تنقل الوباء بينهم، ألا يصح التغيير مع التعليم الجامعي المفتوح الذي سبق الجائحة بسنوات عديدة؟ بل يثبت نجاح هذا النمط من التعليم، بل أخذت به معظم الجامعات في مملكة السويد.
من خلال هذا الموضوع، أقدّم مقترحًا إلى برلمان الوطن الموقّر لدراسة الأمر، باعتباره يخص شريحةً اجتماعيةً واسعةً، مما يتطلب رعايتهم وتوفيرَ مناخٍ تعليميّ مناسب لهم، خاصّةً أنّ العديد من الموظفين يثابرون على الدراسة وتطوير أنفسهم خدمةً للوطن وتطويرًا لمستوياتهم العلمية.
لذلك، نُشيد بأعضاء برلمان الوطن على دراسة الموضوع وأخذه على عاتقهم، للعمل على صياغة مشروع قانون جامعي خاص بالتعليم المفتوح، لتلبية احتياجات شريحة الشباب التي تعمل بكل جهد من أجل الحصول على المعرفة ووضع أقدامهم على طريق التطور العلمي والثقافي، بما يخدم التعليم في كل جوانبه.
فكيف لا وهم جيلُ الشباب، ذكورًا وإناثًا، الساعون من أجل تطوير التعليم الجامعي في الوطن، واللهُ من وراء القصد الطيب.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو


