مقالات وآراء
الخناق زاد ضيقا// قرار المسعود
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 24 أيلول/سبتمبر 2025 20:20
- كتب بواسطة: قرار المسعود
- الزيارات: 81
قرار المسعود
الخناق زاد ضيقا
قرار المسعود
يبدو أن الزيادة في سرعة حركية الجزائر الجديدة والمنتصرة أحرجتْ كثيرا ممن تَبَقَى من الذين يعيشون بإيقاع اللف والدوران والإشهار المزيف وبيع الكلام المسموم من أجل زرع الفتنة والكراهية في المجتمع وتفرقته وإخفاء الحقيقة التي تكشف مؤامراتهم. حيث بات أمرهم يزداد وضوحا للعيان ولم يعد خطابهم يقنع ويدغدغ الرأي العام.
فما يشاهده ويسمعه المواطن الفطن في كل ما تقوم به السلطة من الشروع في برنامج ما بالتقدم أو بالتعديل للمخططات أو الطاقم الحكومي، يؤلم ويُعجز هذه الفئة التي إنكشف أمرها من خلال التعليقات والتحليلات المستوردة من الأجداد الذين لم يجدوا إلا النباح في البراري أو كما يقول المثل المحلي "الراعي إن لم يعلق على الفارس يموت بعلته" فكلما تتقدم البلاد نجد رائحة الصهيونية تفور من هنا وهناك. تارة يتكلمون عن كفاءة ووطنية الرجال والنساء مختارين لتسيير القطاعات الوزارية وتارة عن المشاريع الكبرى للضغط وزرع التذبذب لطمس ونشر الشك في أوساط المواطنين والشباب المراهقين والمغرر بهم بالمظاهر والوعود الغربية التي أصبحت معروفة بالأبواق المغرضة عند العام والخاص.
ما زالت بلدنا لم تتخلص من كابوس الكلام والتصريح الكاذب والبهتاني للتشويش الذي ما عاد له جدوى في محيطنا. فالبلاد وصلت بفضل وعي مواطنيها إلى وضعية ومكانة في الستة السنوات الأخيرة وما ينتظر منها من طموح مقارنة بما كانت عليه قبل 2020 من الجانب الاقتصادي والأمني وبناء البنية التحتية في القارة من وقائع ملموسة. فنجد هؤلاء الذين ينتقدون علانيا بالتركيز على التسيير عبر وسيلة التواصل الوحيدة التي بقيت لهم كأنهم فرقة تهريج لا غير بدون مصداقية بل زاد ذلك في الوعي الجماعي للمواطنين وكشف المكيدة المستوردة.
إن نفسية المجتمع الجزائري في هذه العهد الثانية، أصبح يسود عليها الإطمئنان والتأكد مما وعد به من قبل وسادها إقتناع تام وأمان إتجاه السلطة إلا من بعض المخالفات من جذورالإستعمار، كما يلاحظ من خلال الشارع الشاب وهذه كعينة أنه يتطلع إلى تنظيم حملة وعي وتكثيف صف المجتمع المدني أكثر من بناء البنية التحتية، هذا في إعتقادي مؤشر هام في حياة المواطن بضمان إستمرارية الدولة و تعزيزها، أما الفئة الأخرى أي الكهول تتمنى إستمرارية المنهاج وتدعيم البطانة الصالحة. هذا شبه سبر أراء ملاحظ في مناطق داخل الوطن التي لم يسمع لها كما ينبغي في كامل متطلبات المجتمع عامة.
نستخلص من الصورتين، أنه إذا كانت درجة الوعي عند أمة ما عالية، فيسهل على كل مخطط تنموي تنفيذه والإستفاذ منه ومن هنا استوجب على المرصد المدني وقطاع الثقافة إنشاء مخطط بعنوان "ثورة وعي المواطن" وإلزام التنسيق والتسهيل والمساعدة من القطاعات الأخرى عامة والتعليم وشؤون الدينية بالخصوص للشروع فيه كأولوية. كنت قد أشرت و ركزت إلى جانب وعي المواطن الجزائري كعمل قاعدي فيما سبق. وفي نفس السياق يجب على مواطن هذه المناطق أن يستدرك ويثمن ويقدر جهود الدولة، إن ما وصلت له التغطية لهذه المناطق في التنمية لم نشهده من قبل في العهدتين. ومن جهة أخرى يجب أن يتماشى مع سلوك السلطة اتجاه المعاملة والمبادلة مع دول المجاورة والإفريقية التي تحققت فيما تريده بلادنا لقارتنا من حسن الجوار والمساعدة والإستفادة من الثروات في السوق الإفريقية المشتركة أين يساهم المجتمع الجزائري في هذا الصدد.