مقالات وآراء
رؤية ترمب لوقف الحرب في غزة// د. حسين الديك
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 25 أيلول/سبتمبر 2025 11:07
- كتب بواسطة: د. حسين الديك
- الزيارات: 63
د. حسين الديك
رؤية ترمب لوقف الحرب في غزة
"من ريفيرا الشرق الى ادارة عربية ودولية"
د. حسين الديك
أثار مقترح الرئيس الأميركي بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة تحت مبررات وذرائع إعادة الاعمار و"ليصبح منتجعا ساحليا دوليا تحت السيطرة الأميركية" جدلا كبيرا في الراي العام الدولي وهذه الفكرة لم تكن جديدة بل سبق أن طرحها صهره جاريد كوشنر ، وكان لتلك الفكرة ردود فعل صادمة من الفلسطينيين ومعارضة دولية عربية وغربية، إذ إنها تمثل تطهيرا عرقيا، كما أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو يتناول المأساة والكارثة في قطاع غزة من وجهة نظر فرص الاستثمار العقاري، ففي أكتوبر/تشرين الأول من العام 2024م صرح ترمب إن غزة قد تكون "أفضل من موناكو" إذا ما أعيد بناؤها بالطريقة الصحيحة، ولكن هذا الخطة تم التراجع عنها علنا امام الضغط الدولي والعربي والاقليمي.
واليوم بعد حوالي عامين كاملين يعود الرئيس الامريكي دونالد ترمب للإعلان عن خطة جدية لوقف الحرب في قطاع غزة ، جاء ذلك بعد الاجتماع الذي تم في نيويورك مع عدد من قادة الدول العربية والاسلامية الوازنة وفي مقدمتهم السعودية وتركيا، بمعنى ان هذه الخطة الجديدة لوقف الحرب في قطاع غزة ستكون بمباركة عربية واسلامية لضمان تنفيذها ، وتتمثل تلك الخطة في وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة عشرين يومًا، بما يتيح تهيئة الأجواء لمفاوضات سياسية موسّعة، وإعادة المختطفين من الطرفين، في إطار صفقة إنسانية عاجلة، وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق القطاع، وفق جدول زمني يتم التوافق عليه لاحقًا، تولي الدول العربية والإسلامية إدارة القطاع بشكل مؤقت ولمدة ثلاث سنوات، عبر قوة متعددة الجنسيات أو هيئة تنسيقية، بهدف حفظ الأمن وتسيير شؤون السكان، وتسليم إدارة غزة إلى حكومة فلسطينية بعد انتهاء الفترة الانتقالية، بما يعيد للفلسطينيين زمام الأمور داخل القطاع، ومنع ضم الضفة الغربية أو اتخاذ خطوات أحادية تغير من وضعها القانوني والسياسي، كجزء من الضمانات المطلوبة لاستمرار العملية السياسية.
ولكن الحقيقة الثابتة ان كل المبادرات السابقة لوقف الحرب كان المعطل الاساسي لها هو بنيامين نتنياهو ومن هنا يجب تقديم ضمانات لعدم رفض بنيامين نتنياهو لأية خطة جديدة وليس ضمانات من الدول العربية والاسلامية، ومن جانب اخر فان الإدارة الأمريكية لطالما عملت على اتقان التسويف والمماطلة من خلال التصريحات والمبادرات المتكررة ولكنها في النهاية لم ترى النور ويكن مصير تلك المبادرات الفشل بسبب عدم الجاهزية الإسرائيلية للالتزام بأي اتفاق واستمرار واشنطن بإرسال أسلحة متنوعة ودقيقة وشحنات كبيرة لإسرائيل وهذا يشير الى عدم الجدية لدى الولايات المتحدة الامريكية في التوصل الى اتفاق لوقف الحر ب في قطاع غزة واطلاق مسار سياسي جديد، اضافة الى ان الرؤية الاسرائيلية قائمة على نظرية القوة والحسم العسكري في قطاع غزة وتنفيذ اهداف الحرب المتمثلة في التهجير القسري والاستيطان واستمرار السيطرة الامنية الاسرائيلية على قطاع غزة من قبل اسرائيل.
لا توجد رؤية أميركية واضحة في التعامل مع هذا الملف، وأن ما يجري الآن ربما يكون امتدادا للمبادرات الامريكية السابقة والتي كان مصيرها الفشل ، ان أي خطة لا تأخذ بعين الاعتبار المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني بإطلاق مسار سياسي واعادة الاعمار لن ترى النور مهما كان لها تأييد دولي.