مقالات وآراء
العقل يتفوّق على الذكاء الاصطناعي// ترجمة حازم كويي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 22 تشرين1/أكتوير 2025 19:52
- كتب بواسطة: حازم كويي
- الزيارات: 514
ترجمة حازم كويي
العقل يتفوّق على الذكاء الاصطناعي
ترجمة وإعداد: حازم كويي
يتعلّم الأطفال الصغار اللغة بسرعة تفوق بكثير أنظمة الذكاء الاصطناعي. فبينما تستطيع الآلات معالجة كميات هائلة من البيانات في ثوانٍ معدودة، يستخدم الأطفال قدراتهم الاجتماعية والمعرفية والحركية لاكتساب اللغة بطريقة نشطة وفي وقت قصير. وبهذا يتفوّقون على الذكاء الاصطناعي تفوّقاً ساحقاً في مجال تعلّم اللغة.
فلو حاول طفل أن يتعلّم اللغة بالطريقة نفسها التي يتعلّم بها نموذج مثل ChatGPT، لاحتاج إلى اثنين وتسعين ألف عام لتحقيق ذلك. وقد قدّم فريق من معهد ماكس بلانك لعلم النفس اللغوي ومركز LuCiD التابع لمجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا نموذجاً يفسّر هذا التفوّق.
العامل الحاسم ليس في كمية المعلومات، بل في الطريقة التي يتعلّم بها الأطفال منها: إذ يوظّفون جميع حواسهم ــ البصر والسمع واللمس والشمّ والتذوّق ــ ويخلقون من خلال استكشافهم المستمر لبيئتهم فرصاً جديدة للتعلّم.
هذه النتائج لا تساعد فقط في فهم تطوّر اللغة لدى الأطفال على نحوٍ أفضل، بل يمكن أن تقدّم أيضاً دفعةً مهمة لأبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي.
أكبر كاميرا في الفضاء
نشر مرصد فيرا سي. روبين في تشيلي أولى صوره التلسكوبية، التي كشفت عن تنوّع مذهل من الأجسام السماوية، من بينها عدد هائل من المجرّات بمختلف الأشكال والألوان. في الصورة المعروضة ــ والمكوّنة من أكثر من 1100 صورة متداخلة ــ يمكن رؤية عشرة ملايين مجرّة.
وبفضل مجال رؤيته الواسع الذي يزيد عن مساحة البدر بأربعين مرة، سيتمكّن تلسكوب فيرا سي. روبين خلال عشر سنوات من تصوير السماء الجنوبية المرئية بالكامل. ويستعين التلسكوب، الذي يبلغ قطر مرآته 8.4 أمتار، بأكبر كاميرا رقمية في العالم.
تبلغ دقّة الكاميرا 3200 ميغابيكسل، مما يجعل الصورة الواحدة ضخمة لدرجة أنّ عرضها الكامل يتطلّب 400 شاشة فائق الدقّة (Ultra HD)، أي مساحة تعادل تقريبًا مساحة ملعب كرة سلة.
سيعمل الباحثون في جمعية ماكس بلانك على تحليل هذه البيانات من أجل رسم خريطة لمليارات المجرّات خارج درب التبانة، ودراسة تأثير المادة المظلمة والطاقة المظلمة على توزيعها في الكون. كما سيتمكّن التلسكوب من رصد الظواهر السريعة في أعماق الفضاء، مثل اللحظة التي يتمزّق فيها نجم بفعل ثقب أسود فائق الكتلة في قلب مجرّة بعيدة.
التعاطف ينشأ في المخيخ
لا يمكننا أن نرى ما يفكّر فيه الآخرون، لكن من الضروري لحياتنا الاجتماعية أن نكون قادرين على تخيّل ما يعرفه الآخرون وما ينوون فعله. لذلك نحتاج إلى القدرة على وضع أنفسنا مكان غيرنا ــ أي التعاطف وفهم نوايا الآخرين.
تنشأ هذه القدرة بين سنّ الثالثة والخامسة، وغالباً ما تُختبر عبر تجارب يُطلب فيها من المشاركين أن يدركوا أن شخصاً آخر قد يبحث عن غرضٍ ما في المكان الخاطئ، رغم أنهم أنفسهم يعرفون مكانه الصحيح.
عرض باحثون من معهد ماكس بلانك لعلوم الإدراك والأعصاب على الأطفال مشاهد مصوّرة تتضمّن مثل هذه المواقف، وقاسوا نشاط أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRT). أظهرت النتائج أن المخيخ كان نشطاً بشكلٍ خاص ــ وهي منطقة في الدماغ كانت تُعرف أساساً بدورها في تنسيق الحركات، لكنها تُعتبر اليوم أيضاً مهمة في اللغة والقدرات الذهنية الأخرى.
كما اكتشف الباحثون أن المخيخ لدى الأطفال ينقل كمّاً أكبر من المعلومات إلى القشرة المخية، بينما يسير تدفّق المعلومات لدى البالغين في الاتجاه المعاكس. وهذا يشير إلى أن المخيخ في مرحلة الطفولة قد يساعد القشرة المخية على تفسير الحالات الذهنية للآخرين.
تتوافق هذه النتائج مع ملاحظات سابقة تُظهر أن إصابات المخيخ في الطفولة المبكرة يمكن أن تؤدّي إلى تغيّرات دائمة في السلوك الاجتماعي، مثل اضطرابات طيف التوحّد أو الفصام.
التطوّر يبدأ في الفضاء
اكتشف باحثون من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك جزيئات عضوية معقّدة في نظام نجمي فتي يُعرف باسم V883 Orionis. ومن المرجّح جداً أن يكون هذا أول دليل على وجود الإيثيلين غليكول وغليكول نيتريل في قرص كوكبي في طور التكوّن. تُعدّ هذه المركّبات مقدمة لتكوّن السكريات والأحماض الأمينية، وبالتالي يمكن اعتبارها لبنات أساسية للحياة.
تشير الملاحظات التي أجريت باستخدام شبكة التلسكوبات الراديوية ألما (ALMA) إلى أنّ مثل هذه الجزيئات قبل الحيوية (prébiotiques) لا تتكوّن فقط أثناء تشكّل الكواكب ضمن أقراص الغبار والغاز حول النجوم الفتية، بل يمكنها أيضاً النجاة عبر مراحل موت وولادة النجوم.
وهذا يعني أنّ المكوّنات الأساسية للحياة ــ التي تمهّد لبداية التطوّر ــ قد تكون منتشرة بالفعل في أرجاء الكون. ومن ثمّ، فإن احتمال وجود حياة في الفضاء قد يكون أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقاً.
ومع ذلك، يبقى ظهور الحياة على أي كوكب معتمداً في النهاية على الظروف البيئية الخاصة بذلك الكوكب.


