اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

كيف نكتب التأريخ؟ (دعوة للمناقشة)// د. عامر ممدوح

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عامر ممدوح

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

كيف نكتب التأريخ؟ (دعوة للمناقشة)

د. عامر ممدوح

كاتب وأكاديمي

 

منذ أن قرأت كتاب أستاذنا الكبير د. عماد الدين خليل رعاه الله (ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه) ومقدمته بالتحديد، وهذه الفكرة التي تدور في ذهني تتجدد باستمرار.

ومنذ ان بدأت مطالعة نتاج الأشقاء في المغرب العربي من دراسات واطاريح وأبحاث موجزة ومفصلة، والالحاح يزداد، وبالتوازي مع الشعور بالتقييد المتزايد لكل من مارس الكتابة التاريخية الأكاديمية في بلدان المشرق.

فإذا وضعنا قبالتنا حاجة التحرر من القوالب النمطية من جهة، ومخاوف التنازل عن الرصانة العلمية لصالح الشكل الجاذب من جهة أخرى، فنحن امام حاجة ضرورية لا ترفاً علمياً او شخصياً.

لذا: اتطلع منذ زمن إلى إقرار مفردة تطبيقية جديدة في جامعاتنا تحمل عنوان (صورة التأريخ) ويكون الأساتذة هم طلبتها!

وهذه المفردة تختلف عن مادة (منهج البحث التاريخي) التي درجت الجامعات والكليات على تدريسها بشكل مستمر، ووجه الاختلاف  في انها تبحث عن هيئة التأريخ ـ أي المدون  منه ـ كيف يكون؟ ابتداءً من اعادة توحيد الشكل التاريخي، والتحقيب بين الكلاسيكي المعتاد أم المتجدد المعبر عن الموضوع لا الزمن الحاكم الصارم، وأطوارها ومراحلها التي مرّت بها وصولاً إلى لحظتنا هذه.

ثم تتناول كذلك وبشكل أساسي مستويات اللمسات الادبية والصياغات الفنية في تركيبتها كما أراد أستاذنا د. عماد الدين ومنذ وقت مبكر دون أن يجد الاستجابة المتناسبة مع دعواه، وكم هو مستوى القرب أو البعد من الخطاب الفكري والفلسفي، وكم هي مساحات التأمل في نصوصه، وإلى أي درجة نستطيع تخفيف حدّة قِدمِه وثقل شكله الراهن الزاخر بالهوامش والمصادر، وانتهاء كم يمكن تحقيق معاصرته، وهل نبقي على عمامة المؤرخين وجلابيبهم أم نمنحهم مرونة التغيير ونحدّث من مظهرهم؟!!

هذه المادة المطروحة للإقرار تكون إثرائية لا تعتمد النص الجامد بل النقاش الفاعل، وليس فيها ناجح أو راسب، بل لعل مستوى التمايز يرتبط بالمتتج الذي يكون مطلوباً منه التحلي بصفتّي الرصانة والجمال!

 

وختاماً، لماذا هذه الدعوة؟

لأن اختلافات شكل الكتابة التأريخية بدأت تتوسع بين الجامعات والأقطار باختلاف مدارسها ومناهجها وصولاً إلى جوهرها ومضمونها الذي يأتي في بقعة ما مكبلاً، وفي الأخرى منطلقاً لا يوقفه شيء، فكأننا بين تاريخين مختلفين في حين أن المادة التي يتحدث عنها واحدة، مما يستدعي توحيداً واستعادة وإثبات!

ولأن أستاذاً وحبيباً كبيراً نبهني يوماً إلى معاناة كتابتي من كثرة النصوص والاقتباسات التي تضيع بسببها كل أشكال خصوصية الفكر وبراعة التعبير.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.