اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ماهو البديل الترامبي لحل الدولتين؟// جمال محمد تقي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمال محمد تقي

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

ماهو البديل الترامبي لحل الدولتين؟

جمال محمد تقي

 

خطة ترامب للسلام في الشرق الاوسط وإيقاف الحرب على غزة، تستبعد تماما قيام دولة فلسطينية مستقلة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة ناهيك عن القدس، بل على العكس تماما هي تريد انتزاع إقرار فلسطيني وعربي واسلامي ودولي بشرعنة التحكم الامني الاسرائيلي بغزة اولا، بذريعة محاربة الارهاب الابدي، مقابل إيقاف الحرب، ودخول المساعدات وإعادة الاعمار، وما لم تصرح به الخطة، تأجيلها البحث بوضع الضفة الغربية، حتى تستكمل اسرائيل حربها الاستيطانية بكل معمارها الديموغرافي والطوبوغرافي لإعدام اي تكامل كياني فلسطيني، يكون مسوغا طبيعيا لانبثاق الدولة المنتظرة على اقليمها، فعندما يصبح هذا الاقليم الفلسطيني عبارة عن جزر متناثرة في بحر من المستوطنات المتمددة بكل الاتجاهات، يصبح حل الدولتين المتداول مجرد حل افتراضي لا واقع له، بعد ان تكون اسرائيل قد سحبت البساط من تحت اقدام المتمسكين باعترافهم به، لتجعلهم اكثر استجابة وتقبل للأمر الواقع وبالتالي للحل البديل!

 

البديل: صفقة القرن مع بعض المقبلات

إضافة لوعده بالعمل على إنهاء الحرب على غزة، وعد ترامب وفد القادة العرب والمسلمين الذي التقاه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بأنه لن يسمح لاسرائيل بضم الضفة الغربية، لكنه لم يعطي ضمانات بعدم موافقته على ضم المستوطنات فيها الى اسرائيل، ولم يقطع لهم عهدا بإيقاف الاستيطان في اراضي الضفة، ومن المسلم به انه لن يتراجع عن قرار اعترافه بالقدس الشرقية والغربية كعاصمة ابدية لاسرائيل، ومازال لا يغفر للسلطة الفلسطينية موقفها الرافض لمقترحه الذي قدمته ادارته أثناء ولايته الاولى، خطتهلإنهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، والتي ذاع صيتها، بصفقة القرن، ومن المؤكد انه لم يكن ليطرح فكرته بالسيطرة على غزة ليقيم عليها ريفييرا الشرق الاوسط بعد تهجير اهلها طبعا، وذلك في مستهل ولايته الثانية، لولا إستخفافه بكل المرجعيات التي تعالج القضايا الدولية، فلا شرعية، قانونية او اخلاقية تحكم منطلقاته للتعاطي معها غير اعتبارات قوة الامر الواقع، ومرجعيته الوحيدة بالنسبة للحقوق الشرعية والعادلة للشعب الفلسطيني، هي مقدار تلبيتها للمصالح الشرعية وغير الشرعية لاسرائيل، وما تراجعه عن فكرة ريفييرا إلا لأن إسرائيل غير قادرة على سحق مقاومة الفلسطينيين في غزة برغم الدعم الامريكي المطلق، وما كان من اسرائيل سوى الانتقام بوحشية من المدنيين بحرب ابادية استخدم فيها التجويع سلاحا مضافا لكل انواع الاسلحة الغبية والذكية لإجبار اهل غزة على الاستسلام دون جدوى، وهذا ما افزع شعوب العالم قاطبة فانتفضت مطالبة بنبذ اسرائيل ومقاطعتها واجبارها على انهاء الحرب وإنصاف الفلسطينيين، وقد خشي حلفاء اسرائيل من نقمة شعوبهم فجنحوا لتقبل الكثير من المطالبات الممكنة واعلن اغلبهم تمسكه بحل الدولتين وانهالت اعلانات الاعتراف بدولة فلسطين المنتظرة، بعد ان كانوا يبررون وحشية اسرائيل بحقها بالدفاع عن النفس، واخذت الفجوة تتسع بين اسرائيل واغلب بلدان العالم، وأحرج ترامب الذي وجد نفسه بين مطرقة احتجاجات شعوب العالم واعترفات حكوماته، وسندان المزاج الامريكي غير المسبوق برفضه للسياسة الاسرائيلية ونقده الشديد للدعم الامريكي الاعمى لها، حتى وصل الامر بدعوات الكثير من انصار ترامب وحزبه الجمهوري للتخلي عن اسرائيل استنادا لشعار امريكا اولا وليس اسرائيل! وهذا ما جعله يعدل من درجة انسياقه وراء التطرف الاسرائيلي الذي يمثله نهج نتنياهو المضر بمكانة اسرائيل وسمعتها وصدقية روايتها، وانقاذا لاسرائيل بعد ان تحولت الى عبء مادي واخلاقي لا يطاق، طرح ترامب مشروعه لانهاء الحرب على غزة، وهو لم ينقلب فيه على اي مصلحة حيوية لإسرائيل، بل كان منسجما مع طروحات العقلاء والمعتدلين من صهاينة امريكا الذين يشكلون قوة ضغط انتخابية دسمة بتبرعاتها، وهو منسجم ايضا مع دعوات المعتدلين داخل اسرائيل، في انهاء الحرب لانها انهكت جيش واقتصاد وسمعة اسرائيل، خاصة وان إنهاء الحرب لا يعني هزيمة لإسرائيل، حيث يعود الاسرى ، وتبتعد حماس عن حكم غزة، لتصبح منزوعة السلاح، وتبقي تحت الرحمة الامنية الاسرائيلية مثلها مثل ما تبقى من الضفة الغربية!

 

كوشنر وهندسة البديل

البديل المتكامل عند كوشنر الملياردير العقاري اليهودي وصهر الرئيس ومستشاره السابق وصاحب مبادرة صفقة القرن هو طمس التطلعات السياسية للفلسطينيين بعسل الاقتصاد الانفجاري الذي يغرق اسرائيل ومحيطهاباستثمارات متعددة الاطراف وبدفع امريكي خشن وناعم يقايض الامن الاقتصادي للفلسطينيين بتطلعاتهم السياسية التي ستتواضع وبحسب متطلبات الاستقرار الامني لنوع من الحكم الذاتي المتشرب برحيق النعمة الاسرائيلية، ويضمن لدول المنطقة يقين الحماية المستدامة المكفولة بالانفتاح على اسرائيل، وبتمويل خليجي وبنى تحتية اسرائيلية، وبما ان الفرصة لم تكن كاملة اثناء رئاسة ترامب الاولى، ولكونها جاءت بتوقيت غير مؤاتي، فأن الاستعصاء االحاصل في غزة يدفع الجميع للتواضع امام احتمالات ضياع غزة تماما من خلال احتلالها وتهجير اهلها او القبول بإعادة اعمارها وفتح مجالات رحبة لعمل شبابها وانعاش الحياة فيها دون الحاجة للعمل داخل اسرائيل، بذات الوقت الذي تتشكل فيه إمارات فلسطينية داخل الضفة الغربية تترابط اسميا مع غزة بكيان رمزي هو دولة الامارات الفلسطينية، وعاصمتها الاسمية والسياسية ضواحي القدس او رام الله ، والعاصمة الاقتصادية مدينة غزة، ووقتها لا وقت للموت من اجل احلام غير واقعية، بل الحياة من اجل الرفاه والعيش الكريم، فالكل سينشغل بالنهضة الاقتصادية والمشاريع الكبرى التي لا تنتهي، اما حق العودة فحتما سيبقى نسبيا ومحصورا بقدرة كل إمارة على استيعاب الراغبين، وبخصوص المتبقين، فيجب تشجيعهم على التجنس في البلدان التي يعيشون فيها!

 

البديل الفلسطيني

اذا استطاع ترامب وجوقته احتلال كندا واجبارها على الانضمام للولايات المتحدة الامريكية ومن دون مقاومة، وانتزاع جزيرة غرين لاند بعد إبادة شعبها، ومحواسم خليج المكسيك من ذاكرة العالم، ربما يستطيع هو وكوشنر وبلير ونتنياهو وبن غفير وسموتريتش ومن لف لفهم، طمس حق الفلسطينيين الثابت بارضهم، وقتل قضيتهم، ربما كان ذلك ممكنا قبل نحو خمسمئة سنة عندما اباد الامريكي الابيض الهندي الاحمر، ولكننا اليوم نعيش في عالم آخر، عالم للشعوب فيه كلمة قد يتأخر مفعولها لكنها في النهاية هي كلمة الفصل!

برغم اختلال موازين القوى يبقى بديل الفلسطيني هو مقاومته للحيف والظلم والاحتلال الذي يريد انكار وجوده وانتزاع ارضه وسرقة جذوره وحضارته، ويبقى للفلسطيني حق في ضمير الانسانية كلها كونه المقاوم الاخير ضد الاستعمار المباشر، له كل الحق في الدعم والاسناد بل والانخراط الى جانبه في معركته من اجل تحرير ارضه ونفسه وعالمه من وحوش هذا العصر حلف الصهاينة العنصريين والامبرياليين الجدد!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.